ارشيف من : 2005-2008

شهر رمضان في إيران: قوافل محبة تجوب الأحياء لجمع المساعدات للمحتاجين

شهر رمضان في إيران: قوافل محبة تجوب الأحياء لجمع المساعدات للمحتاجين

طهران ـ اميمة محسن عليق‏‏

اول ما يتغير في شوارع طهران خلال الشهر المبارك هو انك لا تستطيع شراء الاطعمة الجاهزه وخاصة الغربية منها (البيتزا والهمبرغر ) وقت الافطار والسبب في ذلك ان اغلب المطاعم تتحول الى مطابخ تقليدية جدا لتلبي رغبة الصائمين في تقديم "الآش" وهو نوع من الغذاء التقليدي الايراني شبيه بالشوربا يحوي الحبوب والخضار والحليم بوقلمون وهو غذاء شبيه بالهريسة ايضا بالقمح وديك الحبش ...والملفت انه حين تدخل هذه المطابخ (المطاعم سابقا ) تجد الوعاء المعدني الكبير جدا والذي غالبا ما يملأ الباحة على غاز كبير ليصب منه مباشرة في الاوعية التي يحضرها المشترون معهم من بيوتهم .‏‏

واذا لم تكن ممن يرغب في الخروج وقت الافطار لتحاشي ازدحام السير الذي يصبح خانقا في مثل هذا الوقت يمكنك وبكل بساطة ان تتوجه الى اقرب مسجد لتناول الافطار الذي يقدم مجانا في كافة المساجد بعد صلاتي المغرب والعشاء . ولابد من الاشارة الى ان الذهاب الى المسجد يتزايد في هذا الشهر المبارك حيث مهد لهذا الامر في الاسبوع الاخير لشهر شعبان الذي هو اسبوع المسجد حيث تقام الانشطة المتعلقة بتشجيع الناس والشباب خاصة للاهتمام بالمسجد .‏‏

وافطار الايرانيين يشبه الفطور او الترويقة في بلادنا العربية اذ يتألف من الجبنة والزبدة والخضار والجوز والتمر بالأضافة الى "الآش " او "الحليم " التي ذكرناها سابقا .ثم يتناولون بعد ساعة او ساعتين من الافطار العشاء وهويشمل طبقا رئيسيا من الدجاج او اللحم او الخضار على الطريقة الايرانية مع الارز والسلطة . السحور و شبيه بطعام العشاء .‏‏

كما تظهرعلى السفرة الايرانية بعض الحلويات التي تكون قد اختفت منذ سنة وهي تشبه العوامة والمشبك في بلادنا العربية.‏‏

وتتزايد الدعوات للافطاربشكل كبير، فدعوة الاهل ( اهل الزوج او الزوجة )على رأس اللائحة ثم الاقارب والاصدقاء .‏‏

كما ويكون الخروج الى الحدائق العامة والتي لا تخلو في الايام العادية من المرتادين ، منحصرا في ما بعد الافطار . فتعج هذه الحدائق بالعائلات التي تجد فيها متنفسا في العاصمة المكتظة والتي ما تزال مزينة بالأضواء منذ الاعياد الشعبانية .‏‏

اما الانشطة الثقافية فتبدأ من الاحياء البسيطة التي يجتمع اهلها للدعاء وقراءة القرآن وتنتقل الى مساجد الجامعات والمناطق الكبرى الى الانشطة الاكثر تنظيما التي تشرف عليها وزارة الارشاد والتي شملت هذه السنة على سبيل المثال : قافلة المحبة وهي عبارة عن سيارات تجوب الأحياء لجمع المساعدات للمحتاجين ،كما لمهرجان الفنانين الصدى المؤثر لدى الناس اذ يجتمع الفنانون يوميا في ملعب الشهيد الشيرودي ليقيموا الحفلات الغنائية التي يعود ريعها للايتام والاعمال الخيرية . ولا ننسى المهرجان العالمي لحفظ وتجويد القرآن والذي افتتحه كما كل سنة سماحة آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي ، والذي يضم حفظة وقارئي القرآن من 75 بلدا ويبث عبر تلفزيون القرآن والذي تحول الى قناة مستقلة هذه السنة منذ بداية شهر رمضان المبارك وذلك بعد ان كان يبث لعدة ساعات عبر القناة الثانية .‏‏

ومن الانشطة اللطيفة التي دعت اليها الشبكة الخامسة (طهران ) دعوة لكل الصائمين لأن ينقسموا الى مجموعات من اربع اشخاص ومن خلال قراءة حزب واحد من القرآن يتم ختمه خلال شهر رمضان واهدائه الى ارواح الشهداء .‏‏

كما وتزداد في هذا الشهر المبارك البرامج التلفزيونية الدينية والمقابلات التي تتحدث عن فضائل هذا الشهر ، بالاضافة الى الصبغة العامة التي تطغى على كافة البرامج ابتداء من برامج الاطفال - الذين لديهم صيامهم الخاص الذي يعرف برأس العصفور والذي يستمر الى الظهر فقط ويقدم لهم الافطار عند الظهيرة في مدارسهم او في دور الحضانة - التي تحوي الاناشيد والبرامج المتعلقة بالصيام الى البرامج الصحية التي تؤكد على صحة الصائمين والبرامج الاقتصادية التي تعنى بارتفاع الاسعار اومتابعتها باستمرار .‏‏

ويزداد التركيز على القضية الفلسطينية والقدس بسبب يوم القدس ، فيتم عرض البرامج السياسيه المتعلقة بهذا الموضوع بالاضافة الى المسلسلات الايرانية او المدبلجة (تعرض الشبكة الخامسة رائعة غسان كنفاني " العائد الى حيفا " والشبكة الثانية المسلسل السوري "الايام المتمردة"‏‏

وطبعا لشهر رمضان الحصة الوافرة من الانتاجات المحلية من المسلسلات التي ينتظرها الناس من سنة الى اخرى تتوزع على كافة الشبكات وفي مختلف الاوقات .‏‏

وللفنانين انشطهم الخاصة فقد ملأت اعمالهم المتعلقة بالمواضيع الدينية المتاحف وصالات العرض وتألقت اللوحات (رسم – غرافيك ) او الاعمال الحديثة (فن مفهومي – سوريالي – تكعيبي ).‏‏

و اذا ما اردت ان تجمع بين كافة الفنون والاعمال الفنية والدينية فليس لك سوى ان تزور المعرض السنوي للقرآن الذي افتتح على مساحه 30الف كيلومتر الذي يضم 800 لوحة رسم والمنحوتات والمخطوطات والابداعات – اصغر قرآن ، آية الكرسي مكتوبة على حبة الارز ......‏‏

- الاسطوانات( حيث شارك هذه السنة 28 شركة كمبيوتر) ونسخات من القرآن الكريم .كما ويضم غرفا للمؤسسات والمعاهد التي تستقبل الاطفال لحفظ لقرآن ،وغرفا تعرض الكمبيوترات القرآنية الخاصة بالاطفال وغرفا للرسم والنحت والتخطيط وذلك للمشاركة بالمسابقات على هامش المعرض ، بالاضافة الى القسم الخاص بالاعمال الجامعية من رسائل تخرج اومقالات او كتب ال100سنة الماضية الي تناولت مواضيعا حول القرآن الكريم وهي مميزة بعددها الكبير وبموضوعاتها الملفتة والجديدة ويستقبل المعرض الزائرين طيلة شهر رمضان ومنذ الصباح الى منتصف الليل .‏‏

ولليلة القدر حال آخر حيث تكتظ المساجد في الاحياء والجامعات خاصة (وهذا ما نستغربه في بلداننا العربية )حيث تتكفل النوادي الطلابيه بتقديم الوجبات الغذائية والسحور المتنوع الى المشاركين .‏‏

.اما الحوزة العلمية في قم فتعطل دروسها ليتوزع العلماء والطلاب على القرى والمناطق النائية للتبليغ ولاحياء هذا الشهر المبارك .‏‏

وان كان لعيد الفطر طعمه الخاص لكنه يصبح اكمل بصلاه العيد خلف القائد الذي لحضوره معنى العيد فيتوافد مئات الالاف للتكبير معه ولتبادل التهاني والدعاء لهذه الامة .‏‏

2006-10-30