ارشيف من : 2005-2008
معلومات عامة عن مرض انفلونزا الطيور وسبل الوقاية منه
بعدما اعلن وزير الزراعة المهندس طلال الساحلي ان لبنان بات في دائرة الخطر بالنسبة الى مرض انفلونزا الطيور، مؤكدا ان وزارتي الزراعة والصحة اتخذتا الاجراءات الكفيلة والاحترازية لمنع تفشي انتشار هذا الوباء بعدما اصبح على الحدود التركية الغربية.
ومن اهم هذه الاجراءات التشدد في منع الصيد البري.
ومواكبة لهذه الاجراءات تلقي الوكالة الوطنية الضوء على هذه المرض وسبل الوقاية منه، وهي ستخصص زاوية على صفحة الانترنت حول كل المعلومات المتعلقة بهذا الوباء.
في ما يلي اكثر الاسئلة شيوعا في شأن هذا المرض:
ـ ما هي انفلونزا الطيور؟
ـ انفلونزا الدجاج او طاعون الطيور او انفلونزا الطيور تنجم عن فيروسات نزلات برد من الفئة الف (اتش5، اتش7، اتش9) التي يكون مصدرها الطيور والمسؤولة عن انتشار الاوبئة. وفيروس الوباء الحالي اتش5ان1 فيروس متبدل.
لكن ليس بالضرورة ان تسبب كل الفيروسات اتش5 المرض.
ـ متى وكيف ظهر الفيروس؟
ـ رصد فيروس اتش5ان1 للمرة الاولى منذ عقود لدى الطيور البرية.
اكتشفت اولى اصابات للدواجن في مطلع التسعينات في اوروبا والولايات المتحدة. وتطلب الامر الانتظار حتى ايار/مايو 1997 عندما توفي صبي نشا في مركز زراعي بنزلة برد غامضة في هونغ كونغ.
ـ الحيوانات المصابة
ـ الطيور البرية او البحرية تشكل منذ زمن طويل خزانا لفيروسات الانفلونزا (البط والنورس ..). وفي نهاية 2003 ظهرت الاصابة بانفلونزا الطيور لدى الدجاج في عدد من دول اسيا وجنوب شرقها ما ادى الى نفوق او التخلص من مائة مليون دجاجة.
وهي تنتقل حاليا من خلال الطيور المهاجرة.
ـ خطر انتقال العدوى الى الانسان.
ـ الطيور المريضة "لا تنقل العدوى بسهولة الى الانسان" كما تقول الباحثة سيلفي فان دير فيرف في معهد باستور في باريس. ويمكن ان يشكل الخنزير "حاضنة اختلاط" تتيح للفيروس التبدل للتأقلم مع الثدييات.
واذا اصاب الفيروس اتش5ان1 رجلا مصابا بنزلة برد عادية فانه يمكن ان يستفيد من هذه الحالة ليصبح "بشريا" باتباع التكوين الجيني لفيروس الانفلونزا العادي.
ـ ما هي طرق الانتقال؟
ـ يكمن الخطر في الاتصال المتكرر مع الطيور المصابة. وتنتقل العدوى عن طريق الاعضاء التنفسية (استنشاق غبار الجلة او الافرازات التنفسية) والعيون (الاتصال بالغبار). ويجب غسل الايدي جيدا لانها يمكن ان تنقل المرض باتصالها بالاعضاء التنفسية او العيون. في المقابل لا يوجد اي خطر في تناول لحوم الدواجن المطهية لان الفيروس يموت في درجة حرارة 70 درجة كما يشير الباحثون.
ـ كيف يمكن الوقاية؟
ـ تجرى حاليا ابحاث على لقاحات متطورة. والطعم الحالي ضد الانفلونزا الموسمية (اللقاح السنوي ضد الانفلونزا) لا يحمي من فيروس انفلونزا الطيور. ومن بين الادوية المضادة للفيروس يعتبر عقار تاميفلو (مختبرات روش) الانجع حيث يتيح خفض معدل الوفيات بين المرضى بنسبة ثلاثين بالمئة وفقا لخبراء الاوبئة. كما تتوفر اقنعة لحماية الجهاز التنفسي (نوع اف.اف.بي2) ونظارات للوقاية وقفازات تلى بعد الاستخدام للقائمين على العلاج او غيرهم من المهنيين المعرضين لانتقال العدوى.
تحذير
المنظمات الدولية من جهتها، حذرت كل من منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (فاو) ومنظمة الصحة العالمية والمنظمة العالمية للصحة الحيوانية ، في بيان مشترك ، من أن انتشار مرض انفلونزا الطيور في آسيا بصورة لم يسبق لها مثيل يهدد صحة الإنسان ويشكل كارثة بالنسبة للإنتاج الزراعي .
وأوضحت أنه رغم عدم وقوع الكارثة الى الآن فان مايعرف بانفلونزاالطيور يمثل خطرا يتطور الى جرثوم فعال وخطير يهدد صحة بني البشر . ففي نداء وجهته المنظمات المذكورةالى الجهات المانحة لمعالجة الخطر العالمي الذي يمثله انفلونزا الطيور ولطلب تقديم الدعم للبلدان المتأثرة ومساعدتها على إزالة هذا الخطر، أشارت تلك المنظمات الى أن احتمالات انتشار هذا المرض على نطاق واسع في أوساط الحيوانات في البلدان النامية يمثل تحديا كبيرا لمكافحته والسيطرة عليه .
وفي تصريح للمدير العام لمنظمة الصحة العالمية ، قال الدكتور لي جونغووك" لقد تعلمنا من مرض الالتهاب الرئوي الحاد اللانمطي "سارز"، أنه لا توجد للعالم حدود بيولوجية، غير أن الدرس الأكثر أهمية هو أنه من خلال العمل سويا يمكننا فقط السيطرة على مثل هذه المخاطر . واضاف "اننا في الوقت الحاضر نواجه خطرا آخر يهدد صحة الانسان وينبغي علينا أن نؤكد من جديدعلى اهمية التعاون القائم ونقيم صيغا أخرى جديدة من التعاون ، لذلك لا بد الآن من التركيز أو التأكيد بدرجة أكبر على العلاقة مابين صحة الانسان وصحة الحيوان وبين وزارات الزراعة والصحة في كافة البلدان . وعلى الصعيد الدولي ، فان منظمة الأغذية والزراعة ومنظمة الصحة العالمية والمنظمة العالمية للصحة الحيوانية تعمل سويا وبصورة وثيقة لتقديم التوجيهات الضرورية للبلدان الأعضاء " .
ومن جانبه، قال الدكتور جاك ضيوف ،المديرالعام لمنظمةالأغذية والزراعة "أمامنا نافذة ضيقة لازالة مثل هذاالخطر. فالمزارعون في المناطق المتأثرة بالمرض بحاجة ماسة الى التخلص من حيواناتهم المصابة والى الدعم لتعويضهم عن مثل هذه الخسائر، الأمر الذي سيُحمل الاقتصاديات المنهكة وصغار المزارعين تكاليف ضخمة. فالمجتمع الدولي يجد من الصعوبة بمكان أن تنجح مثل هذه الجهود في الوقت الذي تحتاج فيه البلدان الأشد فقرا الى المساعدة.
ودعت أيضا كل من منظمةالأغذية والزراعة والمنظمةالعالمية للصحةالحيوانية الى اتخاذ اجراءات فعالة ومتشددة لمراقبة تنقل الحيوانات في المناطق المتأثرة ، حيث يتعين على العاملين في المزارع اثناء عمليات المراقبة والمكافحة ارتداء الملابس الواقية.
كما ينبغي تأمين اللقاحات ، أما المزارعين وخاصة العاملين في الحظائر فانهم بحاجة الى الدعم نظراللخسائرالكبيرةالتي سيتكبدونها بالتأكيد. وفي رأي الدكتور لي جونغووك " يشكل هذا المرض خطرا عالميا على صحة الانسان ، ففي السابق كنا قد واجهنا عدة أمراض معدية، ولكن في هذه المرة نواجه أمرا بامكاننا أن نكافحه قبل أن يبلغ أبعادا دولية اذا ماتعاونا وتشاركنا في الموارد المطلوبة .
لذلك يجب أن نبدأ الآن هذا العمل المكلف والشاق " .
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018