ارشيف من : 2005-2008
"الانتقاد" تنشر ملفّات العملاء الفارين (7) هكذا تمّت محاكمة المحققين والجلاّدين في معتقل الخيام
قلّما أدخل أسير أو معتقل إلى معتقل الموت الأشهر في تاريخ لبنان منذ قيامه، والمختصر باسم "الخيام" نسبة إلى البلدة التي أوجد فيها، وخرج سالماً ومعافى من الأمراض، إنّ قيّضت له الحياة واستطاع التحامل عليها، وخصوصاً أنّها توزّعت بين الإصابة بعجز وعاهات نفسية وجسدية دائمة، والإعاقة الدائمة، والديسك وتعطّل فقرات من العمود الفقري وكسور في الأضلاع والأطراف بفعل الضرب على الظهر، والربو نتيجة إلقاء القنابل الدخانية والغازية داخل الزنازين الضيقة، والقرحة، والسرطان، والسحايا، والسل، وفقدان الذاكرة، والشلل النصفي، وارتجاجات في الدماغ، والنوبات العصبية، والأمراض الجلدية على اختلاف أنواعها كالجرب لانعدام النظافة وقلّة المياه والحساسية والأكزيما، وفقر الدم والروماتيزم بسبب البرد والرطوبة، وثقب طبلتي الأذن، واهتراء شبكات العيون ما يفضي إلى فقدان نعمة البصر في وقت لاحق، والتهابات صدرية وفي الجهاز البولي، وغيرها من الأمراض المعدية والقاتلة التي لا يمكن حصرها وعدّها.
وخصّت قوات الاحتلال هذا المعتقل بعنايتها وإن عهدت بإدارته للعملاء الذين عملوا بإشرافها ومواكبتها ونفّذوا تعليماتها، وقد توزّعت مهامهم ومسؤولياتهم على الشكل التالي:
المحقّقون والجلاّدون: الرئيس جان توفيق الحمصي الملقّب بـ"أبي نبيل" وكنيته الحقيقية "أبو فادي"، ونائبه واكيم مطانيوس يونس الملقّب بـ"وائل" (من بلدة القليعة)، وإيلي مطانيوس حنا (من بلدة برج الملوك)، وجورج شلهوب، وجريس نجيم، وواكيم مقلد، وسمير عيد مسلّم عيد الملقّب بـ"سامر"، وكان عنيفاً ولئيماً جداً مع الأسرى، وطوني مارون الحاج الملقّب بـ"طارق"، وجان عبد الله شلهوب، وجريس عاصي، (وجميعهم من بلدة القليعة)، وحسين علي فاعور الملقّب بـ"أبي عرب" (من بلدة الخيام)، وعبد القادر علي صادق فارس المكنّى بـ"أبي علي" (من بلدة كفركلا)، وأحمد علي السيّد حسن المكنّى بـ"أبي برهان" والملقّب بـ "الختيار" (من بلدة عيترون)، وأكرم جورج ديبة، وأنجي الحاج المكنّى بـ"أبي فارس" (من بلدة مرجعيون)، ويحيى محمد أبو كمر الملقّب بـ"ياسر"، والمكنى بـ "أبي ربيع" (من بلدة الماري)، ولبيب جوزف نصر الملقب بـ "رامز" والمكنّى بـ"أبي فارس"، وكان عنيفاً جدّاً مع المعتقلين، وبشارة نصر(كان أصمّ)، (من بلدة العيشية)، وعصام جروان الملقّب بـ"عوّاد" (من بلدة ديرميماس)، وعبدالله خليل إبراهيم الملقّب بـ"عزيز" ( من بلدة الطيبة)، وسلام القاضي (من بلدة حاصبيا)، وبيار غازي شمعون (من بلدة سرعين التحتا) (والده مسؤول الشرطة العسكرية في مرجعيون العميل المقدّم غازي إبراهيم شمعون)، وسلام عادل القاضي (من بلدة عين عطا)، وميشال حنا الأشقر (تمّت محاكمته وجاهياً).
الشقيقان إلياس بطرس سعيد، وسليمان بطرس سعيد، يوسف عبدالله شاهين، وليد نذير ضاهر.
ما سمي بـ"مفرزة التأديب" التابعة لشرطة المعتقل وهي فرقة التعذيب، وكانت تتلقّى أوامرها من المحقّقين للقيام بالتعذيب اللازم والضغط النفسي والجسدي المرير، وتألّفت من: مارون حنا باسيل (تمّت محاكمته وجاهياً بعقوبة مخفّفة جدّاً)، وشقيقه الفار جورج باسيل الملقّب بـ"بيدو"، وأنطوان يوسف الحايك (تمّت محاكمته وجاهياً وأعيد إلى مركزه في قوى الأمن الداخلي تكريماً لإنجازاته!) وعمّه أبو جورج الحايك، وبطرس شفيق الأزوط الملقب بـ "بطّة"، وجهاد طنوس الملقّب بـ"أسد"( وجميعهم من بلدة الميّة وميّة)، وعزيز شمعون (من بلدة سرعين التحتا)، وكنج أبو عاصي(من بلدة حاصبيا)، وسليم سامي كسرواني وفواز فيلمون الحوراني (تمت محاكمتهما وجاهياً)، وبهيج الحوراني وسمير برنادا (من بلدة ديرميماس) ومرقص ديبة وأسعد أبو كسم وفؤاد صبحي عبلا (تمت محاكمته وجاهياً)، وطوني أبو سمرا، وكسم أبو كسم، وناصيف أبو مراد، وجورج أبو خروب، (من بلدة مرجعيون)، وشوقي فندي ماجد (من بلدة الماري تمّت محاكمته وجاهياً)، وجورج كرم، ودانيال خوري، وحنّا سلامة الملقّب بـ"عويجان"، وإبراهيم ضاهر شقيقه ديب كان من عداد شرطة المعتقل، وأسعد سعيد الذي تسبّب بالقرحة والجروح في الرأس والكسور لشريحة كبيرة من المعتقلين، وغطاس أبو سمرا الذي كان مسؤولاً في الشرطة وفي هذه المفرزة، ثمّ بيّض سجّله بالتعامل مع مخابرات الجيش اللبناني وشارك بواسطة سيارته في اعتقال العميل أحمد الحلاق، وشقيقه السجّان فؤاد أبو سمرا وهما شقيقا قائد الفوج التسعين في الميليشيا العميل فارس أبو سمرا الذي قتلته المقاومة الإسلامية في العام 1992 (جميعهم من بلدة القليعة).
الشرطة ونذكر منهم: المسؤول العسكري للمعتقل عامر فاخوري، ونائبه وابن عمه سلام جان فاخوري، وحيد جوزف الخوري (تمت محاكمته وجاهياً)، (من بلدة مرجعيون)، وجورج الحاصباني (من دير ميماس)، وأبو خليل (من بلدة درب السيم)، وديب ضاهر (من بلدة القليعة)، وشكيب سلمان دياب (تمّت محاكمته وجاهياً واعترف بعمله تحت إمرة غطّاس أبو سمرا)، وفؤاد سيقلي الملقب بـ"رينكو"، وبولس طربيه وزياد حداد (من بلدة مرجعيون)، وجريس بولس (من بلدة القليعة)، وغسان ضاهر (من بلدة المية ومية)، وربيع أبو كمر (من بلدة الماري)، وكمال فارس أبو جريش (من بلدة القرية)، وغسان يوسف خليل موسى (من بلدة مجدلونا في قضاء الشوف، تمت محاكمته وجاهياً).
الممرّضون المزيفون ونذكر منهم: عبد الله كليم خلف (سجن عاماً ونصف العام وغرم مبلغ 400 ألف ليرة فقط لا غير)، وشمعون أبو كسم، وناصيف حداد (من بلدة مرجعيون).
حرّاس المعتقل ونذكر منهم: مفيد علي زيد (من بلدة عين جرفا)، ومفيد إلياس أبو مراد(من بلدة مرجعيون)، ونادر سلمان أبو داوود (من بلدة الماري) (وتمت محاكمة هؤلاء جميعاً وجاهياً).
وأصدرت المحكمة العسكرية الدائمة في 7 نيسان/أبريل من العام 2001، حكماً غيابياً بإعدام كل من واكيم يونس، وجان شلهوب، وسمير عيد، وجان الحمصي، وسلام فاخوري، وجورج أبو خروب، وطوني الحاج، وإيلي حنا، وبطرس الأزوط، وجورج باسيل لاحتجازهم أشخاصاً وتعذيبهم داخل معتقل الخيام، وقتل الشهيد هيثم دباجة باستعمال أساليب التعذيب.
وفي 7 نيسان/أبريل 2001 أبطلت التعقبات بحق غطاس طانيوس أبو سمرا لعدم توافر النية الجرمية لأنّه تعامل مع مديرية المخابرات في الجيش اللبناني.
ومما لا شكّ فيه، أنّ القضاء اللبناني بشقّه العسكري، كان متساهلاً أكثر من المتوقّع في محاكمة العملاء عموماً، وفِرق الموت والتعذيب في معتقل الخيام خصوصاً، وشكّلت أحكامه إساءة للأسرى أنفسهم، وطعنة للمجتمع الحرّ والأبي الذي أنجبهم ليحفظوا كرامة الوطن والمواطن في آن معاً.
علي الموسوي
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018