ارشيف من : 2005-2008
يوم القدس في فلسطين المحتلة: 200 ألف مصلي في الحرم القدسي رغم إجراءات قوات الاحتلال
مشهد يوم القدس في فلسطين المحتلة يختلف عن مشاهد يوم القدس في بقية بلدان ومناطق العالمين العربي والإسلامي، فكل يوم في الأراضي الفلسطينية المحتلة هو "يوم للقدس" إذ أن الفلسطينيين هم على موعد دائم مع الاستكبار والاحتلال الإسرائيلي، وفي مواجهة مستمرة مع عدو غاصب يمعن في تنفيذ سياسة الإجرام والقتل والتشريد والتدمير التي درج عليها بحق أصحاب الأرض. وعلى الرغم من ذلك فإن الأراضي المحتلة يوم الجمعة الأخيرة من شهر رمضان شهدت إحياء ليوم القدس لم يخل من مواجهات مع قوات الاحتلال التي شددت من إجراءاتها على مداخل القدس أمام حركة المصلين المتوجهين للمسجد الأقصى مستخدمة خراطيم المياه والقنابل المسيلة للدموع في محاولة منها لتفريق المصلين الذين وصلوا الى الحاجز للعبور الى المسجد الأقصى. وقد أغلقت قوات الاحتلال حاجز بيت لحم الشمالي والمؤدي الى مدينة القدس مباشرة أمام المصلين الراغبين بأداء صلاة الجمعة الأخيرة من رمضان فيه.
ورغم كلّ إجراءات شرطة الاحتلال الصهيونيّة في مدينة القدس المحتلة ومحيط المسجد الأقصى والحواجز البوليسية والمنع والحصار، أدّى نحو 200 ألف مصل صلاة الجمعة الأخيرة من شهر رمضان المبارك. وامتلأت ساحات المسجد بالمصلين من الرجال والأطفال والنساء, وكانت الأغلبية الساحقة من المصلين من فلسطينيي الداخل الذين وصلوا عبر "مسيرة البيارق"، وجماهير غفيرة من أهل القدس المحتلة ومحيطها، وقلة قليلة من أهل الضفة الغربية من كبار السنّ الذين استطاعوا الصلاة في المسجد الأقصى. وشهدت بوابات ومخارج المسجد الأقصى ازدحاماً شديداً بعد انتهاء صلاة الجمعة وبدء الآلاف بمغادرة الحرم القدسي، ولوحظ وجودٌ مكثّف من فرق الكشافة المقدسية التي تقوم بتنظيم الحركة داخل المسجد الأقصى وتقوم بتوجيه المصلين بأسهل الطريق للوصول إلى وجهتهم.
وأكد الشيخ نافذ عزام القيادي البارز في حركة لجهاد الإسلامي في يوم القدس العالمي أن ثمة مخاطر عديدة تحاصر القدس على جميع المستويات وأشار ان يوم القدس العالمي هو يوم الالتفاف حول القدس وفلسطين، هو بمثابة دعوة للأمة بأكملها لتحرير القدس من الاحتلال. و هو استحضار للصراع من جديد بشكل فاعل وحيّ وتأكيد أن القدس هي قضية المسلمين في كل العالم، وهو مناسبة ضرورية لإظهار اهتمام العرب والمسلمين العقائدي بقدسهم وبالمسجد الأقصى. وقال إن الجهود العربية والإسلامية لدعمها غير كافية. لكنه أكد أن تحرير غزة يعطي مزيداً من الأمل للفلسطينيين. حيث أشار أن تحرير غزة هو خطوة على طريق تحرير القدس التي تعتبر جوهر الصراع، فإذا انتهت قضية القدس فإن الصراع يكون قد انتهى.
وأوضح الشيخ عزام "أن الصراع لن ينتهي في وقت قريب، وهذا الكلام لا يعني الاستسلام، لكن علينا كفلسطينيين وعرب ومسلمين أن نواصل الكفاح لاسترداد كل الحق المسلوب". وحول المخاطر المحيطة بالقدس قال الشيخ عزام إن القدس تمثل شيئاً استثنائياً خاصاً بالنسبة للفلسطينيين والعرب والمسلمين, والكيان الصهيوني يتعامل بخصوصية معها ولديها تصوراتها أيضاً، وبعض هذه التصورات تدخل في إطار الأساطير، لكن القدس بالنسبة الى "إسرائيل" نقطة أساسية في البرنامج السياسي والأيديولوجي وأشار ان "إسرائيل" تسعى بشكل مستمر لتهويدها وتغيير ملامحها وطمس هويتها العربية والإسلامية، وقال ان المخططات ماضية على قدم وساق في هذا الاتجاه.
... وتبقى القضية الفلسطينية محور قضايانا، وتبقى القدس قبلتنا، ويبقى الفلسطينيون يناضلون ليس ليدافعوا عن أرضهم فحسب بل عن أرض كل عربي ومسلم.
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018