ارشيف من : 2005-2008
لؤي السعدي الأسطورة .. شهيداً
يعيد موقع "الانتقاد.نت" نشر التحقيق الذي نشرته جريدة الانتقاد قبل أسبوعين عن القائد لؤي السعدي:
جندت جيشاً لاعتقاله/ لؤي السعدي "الأسطورة" مطلوب حياً او ميتاً
الانتقاد/ اقليميات- 1129- 30 ايلول/ سبتمبر 2005
طولكرم ـ الانتقاد
ظن قائد جيش الاحتلال في الضفة الغربية أنه بعد العملية العسكرية في طولكرم بتاريخ (23/9/2005)، سيقوم قادة الكيان بتقليده أوسمة الشجاعة، اذ إنه من المفترض أن يأتي لجهاز الأمن العام الصهيوني "الشاباك" بمهندس العمليات الاستشهادية داخل فلسطين المحتلة، والمطارد من أجهزة الأمن الصهيونية المجاهد لؤي جهاد السعدي، قائد سرايا القدس في شمال الضفة الغربية.. إلا أن توقعات قائد جيش الاحتلال لم تأتِ بمحلها، فجنوده لم يستطيعوا أن يقتربوا من المكان الذي تحصن فيه السعدي الذي تمكن بعد اشتباك مع قوات الاحتلال واستشهاد رفاقه الثلاثة، من الانسحاب من المكان الذي دار فيه الاشتباك، ليجن جنون الجيش وليطلق العنان لكلابه البوليسية لتنهش رأس قائد سرايا القدس في طولكرم والمساعد الشخصي للمجاهد السعدي، الشهيد القائد رائد عجاج.
مطاردة وصمود
أصبح لؤي السعدي المطلوب الأول للكيان الصهيوني في فلسطين، وأصبحت مهمة القبض عليه أو قتله على سلّم أولويات جيش الاحتلال، وقد استعانت قوات الاحتلال بقوة خاصة للوصول إلى السعدي، لكن محاولاتها المتكررة باءت بالفشل. ففي السادس عشر من آذار/ مارس 2005 تمكنت امرأة فلسطينية من بلدة عتيل مسقط رأس السعدي، من اكتشاف ثلاثة أجهزة صغيرة موضوعة على شجرة أمام منزل والد السعدي، وبعد أن استدعت المرأة المواطنين لمشاهدة الأجسام المشبوهة اقتحمت قوات خاصة تابعة للاحتلال المكان وأخذت الأجهزة، ما يدل على أن الاحتلال هو الذي زرعها أمام منزل السعدي.
وفي الثلاثين من حزيران/ يونيو من العام نفسه، اقتحمت قوات الاحتلال بلدة عتيل بحثاً عن لؤي السعدي ورفاقه، واحتلت منازل في البلدة وحوّلتها إلى ثكنات عسكرية ونقاط مراقبة، ومنها منزل عائلة لؤي، واحتجزت أفرادها بعد أن قطعت كل اتصالاتهم مع العالم الخارجي.. كما اعتقلت قوات الاحتلال شقيق السعدي فتح الله، ووالده وشقيقته هديل في سبيل الضغط على السعدي لتسليم نفسه، ولكن هذه المحاولات الكثيرة لم تؤتِ ثمارها، خاصة أن السعدي لديه مقدرة على التخفي مدة طويلة في مناطق الضفة الغربية التي هي في أغلبها مناطق جبلية.
وواصلت قوات الاحتلال حملة البحث عن لؤي السعدي الذي أصبح ملقباً لدى الفلسطينيين بالأسطورة، حيث ان تلك القوات لم تترك منطقة في طولكرم إلا وفتّشت فيها عن السعدي.. وقد اغتالت أبرز المقربين من المجاهد السعدي، ومنهم الشهداء شفيق عبد الغني وعبد الفتاح رداد ومحمد أبو خليل.
وفي سبيل الوصول الى السعدي اعتقلت قوات الاحتلال على مدار الأشهر الماضية ما يزيد عن خمسمئة مجاهد من حركة الجهاد الإسلامي في الضفة الغربية، واقتحمت مناطق متفرقة من الضفة عشرات المرات دون التمكن من الوصول إليه، ودون معرفة مكان المجاهد المطلوب، وبذلك ازدادت المطالبات الصهيونية بقتل أو اعتقال السعدي، حتى لو استدعى ذلك قصف مخيم أو مدينة بأكملها، بحسب وزير الأمن الداخلي الصهيوني!!
قنبلة موقوتة
الاهتمام الكبير من قبل الشاباك الصهيوني وقوى الأمن بالسعدي يرجع لوقوف السعدي خلف عدة عمليات نُفذت ضد قوات الاحتلال، ولمسؤوليته عن عدة نشاطات "معادية لإسرائيل" حسب تقرير للشاباك. فالسعدي مسؤول عن التخطيط لعمليتي "تل أبيب ونتانيا" الاستشهاديتين، اللتين قتلتا ما يزيد عن عشرة صهاينة، ثمانية منهم من الجنود. وهو مسؤول عن الكمين المُحكم قرب طولكرم قبل أشهر معدودة، الذي قُتل فيه ضابط استخبارات صهيوني. كما تنسب قوى الأمن الصهيونية إليه مسؤولية تجهيز خليتين ادعى الاحتلال تفكيكهما، الأولى تتكوّن بحسب التقرير السابق للشاباك من ثمانية مجاهدين من محافظات بيت لحم والقدس وطولكرم، وكانت تنوي تنفيذ عملية مزدوجة في حي راموت الاستيطاني في القدس الغربية. والثانية مكونة من سبعة عناصر من محافظة الخليل، خططت لإطلاق قذيفة (آر بي جي) على نقطة تابعة لجيش الاحتلال تقع بين بلدتي أذنا وترقوميا قرب الخليل جنوبي الضفة الغربية، يعقبها اختطاف جنود أو جثث قتلى منهم، لمبادلتهم بأسرى فلسطينيين.
ويتخوف الشاباك من إقدام السعدي على ضرب أهداف صهيونية جديدة، خاصة بعد أن امتد نشاطه من شمال الضفة إلى جنوبها حسب الأجهزة الأمنية الصهيونية. وبحسب الأخيرة فإن السعدي جهز المئات من الفلسطينيين لتفجير أنفسهم داخل "إسرائيل".
حقيقة لا خيال
يروي أحد المقربين من السعدي لـ"الانتقاد" أنه في إحدى المرات التي كانت قوات الاحتلال تشدد حصارها على طولكرم وتقترب من المكان الذي يتحصن فيه السعدي، خرج لؤي يقرأ قول الله تعالى: "وجعلنا من بين أيديهم سداً ومن خلفهم سداً فأغشيناهم فهم لا يبصرون"، وبعدها تمكن السعدي من الانسحاب بأمان، دون أن يراه جنود الاحتلال.
ويضيف: "لقد كان ذلك أمام عيوننا، كانت بالنسبة الينا دفعة قوية تؤكد لنا أن الله معنا.. وهذا الحدث دليل على أننا نسير في الطريق الصحيح، طريق الرسول (ص)".
ويقول: "سياسة الاغتيالات والاعتقالات لا تضعف المجاهدين، بل تزيدهم قوة وتصميماً على الوصول للنهج الذي خططوا له، مؤكداً أن استشهاد قادة المقاومة يدفع المقاومين الى الاستعداد لمواجهة الاحتلال وتكبيده أكبر الخسائر".
ويؤكد المجاهد أن ردّ سرايا القدس لن يطول على جرائم الاحتلال، وأن التهدئة يجب أن تكون تبادلية، ولن تسمح المقاومة الفلسطينية للاحتلال بأن يستفرد بالشعب الفلسطيني على مذبح التهدئة.
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018