ارشيف من : 2005-2008

انتهاء الجولة الثانية عشرة من الحوار ورفع الجلسات الى 22 الحالي وإجماع على لبنانية مزارع شبعا

انتهاء الجولة الثانية عشرة من الحوار ورفع الجلسات الى 22 الحالي  وإجماع على لبنانية مزارع شبعا

رفع رئيس مجلس النواب نبيه بري الى الأربعاء المقبل في 22 الجاري، جلسات الحوار الوطني في مجلس النواب. وعقد مؤتمرا صحافيا في الثالثة والنصف بعد ظهر اليوم فور انتهاء الجولة الثانية عشرة، حضره رئيس كتلة المستقبل النائب سعد الحريري ورئيس الهيئة التنفيذية لحزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع وعدد من النواب. استهل الرئيس بري بالقول: "تعلمون انه في الثاني من آذار في بداية الحوار انتهى ذلك اليوم باعلان ان المتحاورين اجمعوا على موضوع الحقيقة ومتفرعاتها في ما يخص الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وبالتالي أقر موضوع لجنة التحقيق الدولية، وموضوع المحكمة الدولية، وموضوع توسيع مهمات لجنة التحقيق. بعد ذلك، وعلى مدى أيام عديدة بينها أمس واليوم، توصل المتحاورون الى اجماع وتوافق تام على مواضيع عدة لا تقل اهمية في ما يتعلق بالموضوع الوطني عما سبق أن أقر.‏

في الموضوع الفلسطيني، إنطلاقا من وثيقة الوفاق الوطني وما نصت عليه تحت عنوان بسط سيادة الدولة اللبنانية على كل الاراضي اللبناني، والتزاما لمضمونها، وبعد تأكيد ضرورة احترام الفلسطينيين لسلطة الدولة والتزام قوانينها ورفض التوطين ودعم حق العودة للاخوة الفلسطينيين، اتفق المجتمعون على ما يأتي:‏

أولا: حث الحكومة اللبنانية على متابعة جهودها في معالجة المسائل الحياتية والاجتماعية والانسانية بالنسبة الى الفلسطينيين داخل المخيمات والفلسطينيين المقيمين خارجها في لبنان، مع ما يقتضيه ذلك من تسهيلات قانونية ومن متابعة جادة لدى المجتمع الدولي وتحمل مسؤولياته لتأمين العيش اللائق الكريم للفلسطينيين الى حين عودتهم الى ديارهم.‏

ثانيا: بناء على قرار مجلس الوزراء في موضوع معالجة قضايا اللاجئين الفلسطينيين في لبنان والتزامه لجهة إنهاء وجود السلاح الفلسطيني خارج المخيمات في مهلة قدرها ستة أشهر، ومعالجة قضية السلاح داخل المخيمات مع تأكيد مسؤولية الدولة اللبنانية والتزامها حماية المخيمات الفلسطينية من اي اعتداء، التزام المجتمعون العمل الجدي لتنفيذ ما ورد أعلاه ودعم جهود الحكومة للتوصل الى ذلك من طريق الحوار.‏

ثالثا: اعتبار الفقرة الواردة في مقدمة الدستور لجهة ان لا تجزئة ولا تقسيم ولا توطين، جزءا من ميثاق العيش المشترك، وقد نصت الفقرة "ي" من الدستور على ان لا شرعية لأي سلطة تناقضها".‏

أضاف الرئيس بري: "أما في موضوع العلاقات اللبنانية-السورية، انطلاقا مما ورد في مقدمة الدستور لجهة ان لبنان الوطن السيد الحر المستقل عربي الهوية والانتماء وما تكرس في وثيقة الوفاق الوطني"الطائف" لجهة العلاقات المميزة التي تقوم بينه وبين سوريا والتي تستمد قوتها من جذور القربى والتاريخ والمصالح الاخوية المشتركة، وبعد تأكيد ضرورة التنسيق والتعاون بين البلدين في شتى المجالات بما يحقق مصلحتهما في إطار سيادة كل منهما واستقلاله، اتفق المجتمعون على ان تنمية هذه الروابط تقتضي إرساءها على قواعد ثابتة وواضحة تؤدي الى تصحيح ما شاب هذه العلاقات من خلل، وذلك عبر:‏

اولا: عدم جعل سوريا مصدر تهديد لامن لبنان او جعل لبنان مصدر تهديد لامن سوريا وسلامة مواطنيهما في أي حال من الاحوال، ومن أجل ذلك يقتضي ضبط الحدود بينهما من الجانبين ودعوة الحكومة اللبنانية الى اتخاذ الاجراءات اللازمة لذلك من جهتها.‏

ثانيا: تكريس قاعدة عدم تدخل اي من الدولتين في شؤون الدولة الاخرى الداخلية.‏

ثالثا: إقامة علاقات ندية بين الدولتين مبنية على الثقة والاحترام المتبادلين تتجسد في أقرب وقت ممكن بانشاء علاقات ديبلوماسية بين سوريا ولبنان وعلى مستوى السفارات.‏

رابعا: تفعيل ودعم اللجنة المشتركة بين البلدين لمتابعة انهاء ملف المفقودين والمعتقلين في البلدين بالسرعة الممكنة.‏

أما على صعيد ما يتعلق بمزارع شبعا، فقد أجمع المتحاورون على لبنانية المزارع، وأكدوا دعمهم للحكومة في جميع اتصالاتها لتثبيت لبنانية مزارع شبعا وتلال كفرشوبا وتحديدها وفق الاجراءات والاصول المعتمدة المقبولة لدى الامم المتحدة.‏

ويبقى ايضا انه جرى نقاش ولكن لا يزال ايضا في حاجة الى متابعة، في موضوع رئاسة الجمهورية، وقد أجمع المتحاورن على وجوب مناقشة الموضوع لمعالجة ازمة الحكم القائمة في البلد.‏

كذلك في ما يتعلق بسلاح المقاومة لا يزال هذا الامر قيد النقاش. ومن أجل ذلك ومن اجل أمور أخرى ايضا لا تزال في حاجة الى علاج، أرجئت الجلسة الى الاربعاء في 22 الجاري".‏

ثم كان حوار مع الصحافيين.‏

سئل: صرح النائب جنبلاط انه يتمنى للرئيس السنيورة التوفيق في دمشق. ما رأيك؟‏

اجاب: "الاستاذ وليد جنبلاط لا يحمل إلا كل الخير للرئيس فؤاد السنيورة".‏

سئل: ماذا عن آلية التنفيذ للامور التي اتفقتم عليها؟‏

أجاب: "عليك ان تتبعينا وتنتظري كيف سنعمل. هناك إصرار من كل المتحاورين، وهناك اجماع في هذا الموضوع من كل المتحاورين على متابعة القضايا لكي لا تكون مجرد كلام، يعني ان كل واحد سيساعد بقدر ما يستطيع من ميدانه".‏

سئل: بالنسبة الى الحقوق المدنية للفلسطينيين، هل هذا يشمل حق التملك؟ وبالنسبة الى موضوع عدم تهديد لبنان لامن سوريا وتهديد سوريا لامن لبنان، هل هذا يعني العودة الى اللجنة الامنية المشتركة؟‏

اجاب: "الاجوبة موجودة في ما سبق أن قلته".‏

سئل: هناك من سيذهب الى القول انكم اتفقتم على الامور السهلة وبقيت الامور الاساسية، وهذا يعني المماطلة؟ اجاب مازحا: "روح الله لا يسامحك".‏

وأضاف الرئيس بري: "اذا كان الموضوع الفلسطيني وموضوع مزارع شبعا، واذا كانت المواضيع التي تتعلق بالعلاقات بين لبنان وسوريا هي المواضيع السهلة، فأسألك ما هي المواضيع الصعبة الباقية؟".‏

سئل: بالنسبة الى موضوع مزارع شبعا، تحدثتم عن كلمة "التحديد" وليس الترسيم؟‏

اجاب: "ليست القصة استعمال كلمات، المسألة هي اننا نرى ما هو الممكن الذي يعطي الغاية التي يجب ان تتحقق في ما يتعلق بلبنانية مزارع شبعا وتثبيتها".‏

سئل: في موضوع رئاسة الجمهورية، هل اتفقتم على ان هناك ازمة؟‏

اجاب: "قلنا لمعالجة ازمة الحكم، اقرأوا جيدا".‏

سئل: بعد الاتفاق على لبنانية مزارع شبعا ، هل آلية تحريرها تكون عبر المقاومة؟‏

اجاب: "لقد تلونا نصوصا باللغة العربية، وفي هذه النصوص شقان: شق يتعلق بالتثبيت في الامم المتحدة، نقول كيف ستتم الطريقة وندعم الحكومة اللبنانية فيها، والمهم ان يكون اللبنانيون مجمعين على هذا الامر، وقد أجمعوا عليه. والشق الثاني لم ندخله في هذا الموضوع، ولكن حق المقاومة هو دائما حق مشروع لنا".‏

سئل: هل تم تأجيل الحوار الى الاربعاء لمعرفة تقرير سيرج برامرتس؟‏

اجاب: "لم اقل انه تم التأجيل، نقول ان هذه هي المواضيع التي تمكنا من الاتفاق عليها، وكان الكلام على الحرف والفاصلة وبمنتهى الدقة، اما بقية الامور فلا يزال الحوار قائما حولها".‏

سئل: هل هذا يعني ان الموضوعين اللذين لا يزالان قيد النقاش، اي رئاسة الجمهورية وسلاح المقاومة، مترابطان؟‏

اجاب: "إطلاقا، ليس هناك علاقة بينهما، فكم مرة قيل في الاعلام وفي التعليقات ان موضوع مزارع شبعا مرتبط بالمقاومة وبموضوع رئاسة الجمهورية؟ ها نحن بتتنا المسألة".‏

سئل: هل صحيح أن تأجيل الحوار الى الاربعاء مرتبط بتقرير برامرتس؟‏

أجاب: "لا، ليس له علاقة، ولم يأت احد على ذكر هذا الموضوع. موضوع التحقيق في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري مستقل عن كل هذه الامور التي تكلمنا عليها، اما لماذا تم التأجيل، فالحقيقة أن دولة رئيس الحكومة لديه موعدان خارج لبنان، وأظنه سيسافر الى اوروبا، الى بلجيكا، لذلك سيكون غائبا عن لبنان يومي الاثنين والثلاثاء، فارتأينا تأجيل الحوار الى الاربعاء".‏

سئل: في ما يتعلق بمزارع شبعا، هل يعني ان الحكومة ستتوجه الى الحكومة السورية بطلب لتقديم وثائق تثبيت انها غير سورية؟‏

اجاب:"اولا لبنان، اعتقد انه بحسب ما ابلغنا الرئيس السنيورة فان ملفه جاهز مكمل بالنسبة لهذا الموضوع، وسيذهب الى الامم المتحدة لتقديم هذا الطلب، وعلى ضوء ذلك يرى ما هي الاجراءات التي يجب ان يقوم بها والاتصالات اللازمة لتأمين هذا الامر. ولا استطيع ان اجيبك قبل الاجوبة من الامم المتحدة ".‏

سئل: في موضوع رئاسة الجمهورية هل تأجيل البحث مرتبط بالاتفاق على البديل قبل استقالة الرئيس لحود ؟ اجاب:" كلا، لم نتكلم بهذه اللغة ابدا، يبدو انك حللت المشكلة ونحن هنا".‏

سئل: هل اللجوء الى الامم المتحدة يعني انكم استبعدتم خيار المقاومة؟‏

اجاب:" بالعكس، خيارالمقاومة باق، باق، باق حتى يتحرر آخر شبر من ارض لبنان، بالعكس هذا الامر وسيلة ضغط ولا ربط بين الاثنين ".‏

وكانت الجولة الثانية عشرة استؤنفت بعيد الحادية عشرة قبل الظهر, في حضور الرئيس بري, رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة, الرئيس امين الجميل، الوزير محمد الصفدي، النائب الحريري, الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله, رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط, جعجع, رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون, والنواب السادة: بطرس حرب, ميشال المر, والياس سكاف.‏

وكالات ـ"الوطنية"‏

2006-10-30