ارشيف من : 2005-2008

الحوار اللبناني في يومه الثالث: لا حسم للخلافات الأساسية

الحوار اللبناني في يومه الثالث: لا حسم للخلافات الأساسية

نصر الله: أقاتل سوريا إذا احتلت المزارع.. جعجع: "حزب الله" تحرش بإسرائيل!‏

نبيل هيثم‏

الحوار اللبناني اللبناني، يستأنف اعماله اليوم. ويناقش سلة الخلافات... وما يزال عالقا عند النقاط الاساسية... وساعة الحقيقة تقترب.‏

فانطلاقة الحوار، التي سارت بوتيرة مريحة وإيجابية (ايجابية مقصودة، ومفرطة)، على مدى اليومين الاول والثاني للحوار، خف دفعها في اليوم الثالث للحوار، بعدما لامس النقاش التوافق على معالجة الملف الفلسطيني، بما خص السلاح خارج المخيمات وتنظيمه في داخلها، وفق قرار مجلس الوزارء... فضلا عن المسائل الانسانية والحياتية الواجب ان تواكب هذه المعالجة. وحسم الهوية اللبنانية لمزارع شبعا. والنقاش الدائر حول هويتها، اشبه ما يكون بالنقاش الذي دار سابقا وأخذ شكلا عنيفا في بعض الاحيان، حول هوية لبنان: هل هو عربي، ام هو ذو وجه عربي... وتم حسم هذه الهوية بعد سنوات وسنوات من الشد والرخي والعنف... والآن يدور النقاش: هل مزارع شبعا لبنانية، ام هي سورية؟!... وهل امامنا سنوات ليأتي الجواب؟‏

اللافت للانتباه ان بطء اندفاعة الحوار وتراجع الايجابية، وتقدم السلبية، جاءت في موازاة "تحليق" للسفير الاميركي في اجواء المنطقة البرلمانية... الأمر الذي اثار تساؤلات على غير صعيد. وكذلك عبر "تحليق" غير مرئي للسفير الفرنسي برنار ايمييه على حد ما ذكرت مصادر مطلعة. وثمة من تحدث من دون تفاصيل او توضيحات عن هواتف اشتغلت من بيروت ومن خارج بيروت، وعلى مدار ليل الاحد، وصباح السبت، تعاتب، او "اكثر من ذلك"، على "التراخي"، والتنازل عن اهم بندين في جدول المعارضة، المعلن عنه سابقا من المختارة: بند السلاح الفلسطيني الذي ادرج ايضا ضمن وصف "سلاح الغدر"، وبند المزارع غير اللبنانية المدعم بخريطة "اصلية" اظهرها وليد جنبلاط، غير الخرائط التي قال انها مزورة؟!‏

تقول المصادر المطلعة إن المتحاورين، فوجئوا بالموقف الصادر عن زعيم الاكثرية وليد جنبلاط، والذي عبر عنه غازي العريضي بنبرة حادة في جلسة الحوار، منطلقا في هجومه من الجانب الإعلامي، مركزا على ما وصفها بالتسريبات التي يجب ان تتوقف حسب قوله، مشيرا في هذا السياق الى ما عنونته "السفير" حول "المقايضة"، وكذلك "النهار" حول الإجماع على لبنانية مزارع شبعا.‏

وتحدثت المصادر عن مقاطعة السيد نصرالله للوزير العريضي عندما كان محتدا، وسط استغراب الحاضرين، وقال له: "أنا شخصياً صار لي ثلاثة ايام اشارك في الحوار بهدوء وروية، وهذا اسلوبنا في الحديث، وأنت آت بنبرة عالية... أنا في الحقيقة بدأت اتوتر... لذلك نتمنى عليك ان تخفف نبرة صوتك".‏

وحسب مصادر متطابقة فإن نصرالله قال للعريضي: نحن لسنا تلاميذ، نحن هنا للحوار وللاستماع، ولكن بهدوء وليس بالصراخ. فرد العريضي: هذه طريقة كلامي... انت تعرفني يا سماحة السيد ما في شي ضدك...‏

اعترض العريضي على التسريب مشيراً في متن كلامه الى "الطرف الآخر".‏

وحسب المعلومات، اكد فريق الأكثرية ان على سوريا ان تعلن ان مزارع شبعا لبنانية. فسأل السيد نصرالله ".. وهل تريدون اكثر مما قاله الرئيس السوري بشار الأسد، فقد قال عبر التلفزيون وبالصوت العالي ان مزارع شبعا لبنانية".‏

وقال العريضي إننا "نريد ان يرسلوا تأكيدا بذلك الى الامم المتحدة ونحن لدينا اثباتات"، وتبعه الرئيس امين الجميل قائلا: نحن نعلم من حيث المبدأ ان مزارع شبعا لبنانية، لكن الخلاف هو على الشكل...‏

وأخذ سعد الحريري الكلام ومما قاله: إذا نحن طلبنا عبر الامم المتحدة ان تعمل اسرائيل على إخلاء مزارع شبعا، نخاف ان تعمل سوريا على الدخول الى المزارع بقوة السلاح وتأخذها.‏

وهنا قال نصرالله: أنا اطلب تدوين كلامي في المحضر، انا على استعداد لأن اقاتل سوريا اذا أرادت ان تأخذ المزارع بالقوة العسكرية.‏

وحسب المصادر ان كلام نصرالله لم يؤيده البعض من فريق الأكثرية فاعتبروا ما قاله "مجرد حكي"، فرد نصرالله قائلا: هناك محضر يسجل كلامي.‏

حزب الله خطف الجنود!‏

وأخذ سمير جعجع الكلام، فشدد على تطبيق القرار 1559، لكن الكلام المثير الذي توقف عنده الحضور ما اورده سمير جعجع، في مجال الكلام عن الاستراتيجية الدفاعية، حيث تحدث عن اتفاقية الهدنة ووصل الى استعراض للوضع بين لبنان وإسرائيل، مشيراً الى انه منذ عام 1949 ولغاية عام 1967 لم تقم اسرائيل بأية عملية ضد لبنان. ثم وصل الى عام 2000، وأشار الى انه منذ التحرير في 25 ايار 2000، وحتى تموز من العام نفسه، لم تقم الطائرات الاسرائيلية بأي خرق للأجواء اللبنانية. وبدأت بذلك بعدما عمد "حزب الله" الى محاولة خطف الجنود الاسرائيليين.‏

الردود على جعجع، وخصوصا من جانب الرئيس نبيه بري والسيد حسن نصرالله، انطلقت من رفض ما ساقه جعجع لجهة رمي المسؤولية على المقاومة، وأنها هي التي تتحرش باسرائيل... وتم استحضار وثائق وتسجيلات يومية تعدد عدد الخروقات الاسرائيلية والاعتداءات المتواصلة ضد لبنان، منذ ما بعد نشوء اسرائيل، وصولا الى مرحلة ما بعد التحرير، حيث اكد قادة الاحتلال الاسرائيلي آنذاك، وبعد الانسحاب ، انهم لا يمكن ان يتصوروا عدم تحليق الطيران الحربي في الأجواء اللبنانية، كون لبنان مجال تدريب!؟... كما تم استحضار خرائط إضافية في ما خص مزارع شبعا، وزعت على المتحاورين، ولوائح بأسماء الاسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال الاسرائيلي.‏

لم يأت اعلان الرئيس بري مساء الجمعة الماضي وبعد انتهاء جلسة الحوار، عن التقدم في موضوع المزارع والسلاح الفلسطيني، من فراغ، بل على العكس، جاء من حقيقة ما توصلت اليه المباحثات داخل غرفة الحوار، وكاد بري يقول ان المتحاورين توصلوا الى الاتفاق في شأن هذين الامرين... ولكن بعد الانقلاب الذي حصل في "الموقف الشباطي"، اعيد البحث في موضوع هوية المزارع، والسلاح الفلسطيني، الى نقطة البداية، ولولا هذا الانقلاب لكان الحوار اللبناني قد انتقل في جولة اليوم، الى البند الاخير، المتعلق بالعلاقات اللبنانية السورية، والذي كما تقول المصادر المطلعة لن يكون موضع خلاف بين المتحاورين الذين يلتقون جميعا على ترتيب هذه العلاقة وتنقيتها من الشوائب، وبنائها على اسس التكافؤ والاحترام المتبادل ومصلحة البلدين من دون التدخل في الشؤون الداخلية لكلا البلدين، وصولا الى بناء علاقات دبلوماسية، وعلى قاعدة ان لبنان لا يحكم ابدا من سوريا، وكذلك لا يحكم ضد سوريا.‏

الحريري: سوريا تهددنا‏

وقد تناول الموضوع السوري بعض المحاورين، حيث اشار سعد الحريري الى ان وجود تهديدات لنا بالاغتيال من قبل سوريا. فرد الرئيس بري مشددا على اننا بوحدتنا نحن هنا نمنع كل تهديد من اية جهة اتى. وعلى كل حال، هذا الموضوع سنناقشه لاحقاً.‏

وكان لجعجع ايضا كلام في هذا المجال، حيث عرض ماضي العلاقة بينه وبين سوريا وقال: نحن هُددنا من قبل سوريا، سوريا قتلتنا، سوريا دمرتنا. فرد نصرالله: "ونحن ايضا سقط لنا شهداء (فتح الله وجسر المطار)، ونحن ايضا عانينا، انما الآن نحن اتينا للحوار لنتوصل الى توافق حول المواضيع".‏

والعودة الى البداية اعادت طرح السلاح الفلسطيني، من زاوية استبسلت "القوى الشباطية" في اتجاه حسم هذه المسألة وفقا للشعارات التي طرحتها. وانتهت الجولة الثالثة السبت من دون ان تصل الى حسم. لذلك ستبدأ الجولة الرابعة اليوم من هذه النقطة، وقد يصار فيها الى التوصل لاتفاق نهائي على هذه القضية، هذا علما ان موضوع المعالجة من حيث المبدأ ليست موضع خلاف بين الفرقاء، انما الخلاف هو على الأسلوب، وآلية المعالجة.‏

وقد برز من النقاش حول هذه المسألة ان الفرق جذري في النظرة الى الآلية، ففريق الاكثرية في طرحه يذهب الى حد النزع الفوري، بينما الفريق الآخر يرى عدم التسرع، وأن المعالجة لا تنطلق من نظريات ومن شعارات فقط: سيادة واستقلال، بل من خلال الدخول الى عمق المسألة أمنيا واجتماعيا وإنسانيا، وذلك حتى لا تأتي النتائج سلبية، وربما اكبر من ذلك وحتى كارثية. ليس على الفلسطينيين وحدهم بل على لبنان بشكل عام.‏

بلغ النقاش في الجلسة الأخيرة نقطة مهمة، من خلال طرح صيغة توافقية لمعالجة الموضوع الفلسطيني، اعدها عضو تيار المستقبل النائب بهيج طبارة، بناء لطلب رئيس الحكومة فؤاد السنيورة. وشارك في ذلك نائب حزب الله محمد فنيش.‏

وتفيد الصيغة بالتأكيد على قرار الحكومة اللبنانية الحالية المتخذ حول الموضوع الفلسطيني ولا سيما منها إنهاء الوجود المسلح خارج المخيمات وعلى قاعدة اعتماد الحوار مع الفصائل الفلسطينية (مع الاشارة الى ان هذا الحوار، كان قد طرح في وقت سابق وفُشِّل). وبالتالي تنظيم السلاح الفلسطيني داخل المخيمات، وفي المقابل معالجة وتأمين الحقوق المدنية للاجئين الفلسطينيين وأوضاعهم الاجتماعية والمعيشية.‏

هاتوا البديل‏

ماذا على الجانب الرئاسي؟‏

الأمر ما يزال يراوح عند النقطة ذاتها:‏

فريق الاكثرية: يريد الخلاص الفوري من اميل لحود، على اعتبار انه المشكلة ولا امكانية للتغيير في ظل استمراره، ولكونه كما يقولون بقية المرحلة السابقة. من دون طرح البديل.‏

الفريق الشيعي: هاتوا البديل والبرنامج، على اعتبار ان الشخص البديل ليس هو المهم، بل البرنامج الذي سيحمله.‏

النائب ميشال عون الرافض لإقالة رئيس الجمهورية وفق القاعدة التي يرتكز عليها الفريق الشباطي والمرشح صاحب الحيثية يعتبر ان البرلمان وفق التركيبة الحالية مطعون في شرعيته، والأكثرية ليست اكثرية فعلية بل هي رقمية، واذا كانوا يعتبرون ويقولون ان الشعب يريد إسقاط الرئيس، ففي هذه الحالة وإذا كان من الواجب اخذ رأي الشعب في موضوع اسقاط الرئيس، اذا، يجب اخذ رأي الشعب في مسألة مجيء الرئيس الجديد وشخص الرئيس الجديد.‏

وليس من مؤشرات الى ان المواقف في هذه المسألة قد تجد سبيلا الى التوافق، فالاختلاف جوهري، ومن الصعب حسمه بسهولة.‏

تقول المصادر المطلعة ان موضوع رئاسة الجمهورية، اخذ نقاشا مستفيضا، تميز بإشارة طريفة اطلقها الرئيس نبيه بري، حيث قال للجميع ممازحاً: تعالوا نتفق على اسم الرئيس خصوصا ان بيننا اربعة مرشحين. (ميشال عون، امين الجميل، بطرس حرب، سمير جعجع).‏

وهنا سارع الرئيس الجميل الى توضيح موقفه: انا لست مرشحا. وحاول الآخرون التهرب من هذا الموضوع، وأفيد بأن الجميل وجعجع طلبا ترك الموضوع الى جلسة خاصة، فيما اقترح آخرون من ذات الفريق تأليف لجنة خاصة لبحث الموضوع مع البطريرك صفير، كما طرح البعض الآخر ان تزور اللجنة الخاصة الرئيس اميل لحود، للبحث معه في موضوع الرئاسة...‏

أين وليد جنبلاط؟‏

وفي تقييم لأعمال المؤتمر، تؤكد مصادر متابعة ان الحوار يجري بين فريق اكثرية مدعم بموقف سياسي يتكرر في كل المواضيع. في مقابل فريق متأهب مدعم بالوثائق والمستندات، والحجج القوية. فريق يريد ان ينتصر بالبلد، وفريق يريد ان ينتصر على البلد، فثمة من هو آت الى الحوار لبناء الوطن والدولة، وثمة من هو آت لأخذ الدولة، وثمة من ليس له مصلحة بوجود دولة، فذلك يلغي دورا يمارسه، دورا اكبر منه، ثمة من هو أم الصبي، وثمة من يدعي الأمومة، من جهة فريق متماسك، ومقابله فريق ينهار فور طرح اسم رئيس للجمهورية... وليد جنبلاط يعرف هذه الحقيقة تمام المعرفة.‏

أين وليد جنبلاط، لقد سافر في اليوم الثاني للمؤتمر الحواري، وحل العريضي مكانه.‏

رُب قائل إن وجود العريضي كاف، وثمة من يسأل في حال وصل المؤتمر الحواري الى اتفاق ما، قد يكون متعارضا مع طروحات جنبلاط، فهل سيلتزم به؟‏

مصادر تفترض حسن النية، فتؤكد الالتزام، الا ان مصادر اخرى تقول انه من حيث المبدأ ان المؤتمر الحواري يتقدم على كل شيء، وعلى كل المواعيد مهما كانت اهميتها. هذا من جهة، ومن جهة ثانية، ان الفريق الشباطي، قد احتفظ بالكلمة الاخيرة لتفجير الحوار ونتائجه بتغييب زعيم الاكثرية وليد جنبلاط نفسه، بحيث انه خلق ثنائية متعمدة بأنه يكون في مكانين في وقت واحد، بالأصالة عن نفسه في واشنطن مع مستشاره ومرشده الروحي (يلتقي جنبلاط في واشنطن اليوم وزيرة الخارجية الأميركية كوندليسا رايس، التي سبق والتقته في بيروت قبل اسابيع قليلة)، وبالوكالة عنه في بيروت غازي العريضي، فاذا ما اقتنع شركاؤه في الحوار بالمنطق والحجة واتفقوا مع بقية الفرقاء، كان دوره، في حال لم يأت الاتفاق وفق ما يريد، الانقلاب على هذا الاتفاق على اعتبار انه ليس شريكا فيه.‏

بري: من الخميس إلى الخميس‏

وكانت قد عقدت امس الاول السبت، جولتان من الحوار، وتحدث في الختام الرئيس نبيه بري، وقال: بداية نسيت منذ اليوم الاول ان اتقدم باعتذاري من اصحاب المحال التجارية والمطاعم والمقاهي والمؤسسات في الوسط التجاري والنوادي الموجودة في هذه المنطقة التي اضطررنا لإقفالها لأسباب امنية، مع الأسف الشديد ايضا حتى يوم الخميس المقبل، مبدئيا من الخميس الى الخميس، فالحقيقة هم يساهمون مساهمة حقيقية ومادية، ويشاركون بشكل او بآخر إن شاء الله في إنجاح هذا الحوار. فعذراً لهم ولو اتى هذا الاعتذار لأصحاب الحقوق والأخوة الجيران الأعزاء متأخراً.‏

اضاف بري: تابع المتحاورون كل المواضيع المدرجة على جدول الاعمال كما قلنا بشكل عام ومعمق، وبطريقة جعلت من كل المواضيع قيد المناقشة، وبالتأكيد استطيع الجزم أن هذا القطار الحواري ماض في طريقه إن شاء الله الى محطة لبنانية، تسمى محطة الوحدة الوطنية الحقيقية. والمؤمل من هذا الحوار كان كبيرا وبالتالي المخاوف كانت كبيرة من أن يفشل أو أن لا يحقق الشيء المرجو منه. انا لا اريد الإغراق في التفاؤل لأنه دائما نريد الحيطة والحذر في هذا الموضوع، ولكن حقيقة التوجهات والمناقشات التي سادت الايام الماضية جعلتنا جميعا نجد جوا آخر. وتذكرون الى اي درجة وصلت الامور قبل انعقاد هذا الحوار، وصلت الى درجة الكلام عن حرب اهلية، وكان هناك جو في البلد كأن الامور ستشتعل بين منطقة وأخرى وطرف وطرف وعلى مقربة 8 آذار و14 آذار، وصل الكلام الى درجة وكأن الناس في حالة كباش ضد بعضها البعض، وما حصل فإن طاولة الحوار تنتمي ايضا الى آذار، وبالتالي جمعت كل الفرقاء وهذا ليس جمعا شكليا، فبمجرد الاجتماع هو حدث بحد ذاته، ولكن اقول لكم الآن انتهينا من الاجتماع الشكلي، وانتقلنا الى المرحلة الاساس والجوهر ومن آراء جميع الاخوة الذين تحاوروا نلاحظ كم هو التقارب وكم هو الاندفاع نحو المصلحة الموطنية العليا. وسنتابع نقاشنا ولكن هذه المرة يوم الاثنين للبدء بإقرار جدول الاعمال بنداً بنداً.‏

وسئل: الوزير غازي العريضي قال انه لم يتم التوصل الى اتفاق على لبنانية مزارع شبعا بعد؟ فأجاب: ما يقوله معاليه هو مسؤول عنه، وأنا مسؤول عما اقوله لكم هنا. انا قلت لكم عندما يصدر قرار ترونه هنا.‏

سئل: يتردد الحديث عن تسويات ومقايضات بين الموضوع الرئاسي والقرار 1559؟‏

أجاب: الله وكيلكم ووكيل السماوات والارض، كل موضوع له كينونته، وليس هناك اي مقايضة، ولا شيء لي او للآخرين، وما من احد مندفع نحو موضوع اكثر من الآخر، جميعنا ينظر، حسبما ألمسه بمسؤولية الجميع، كل ينظر الى الموضوع من زاوية المصلحة الوطنية.‏

ورداً على سؤال قال الرئيس بري: "لا اريد الاغراق في التفاؤل ولكن اؤكد لكم ان الموضوع الذي سنختلف عليه لا سمح الله سآتي الى الاعلام الذي هو المرجع الاساسي للناس ووسيلة النقل، ومرآة الناس لنا ومرآتنا امام الناس اقول له ان هذا البند حصل خلاف حوله للاسباب التالية".‏

قيل للرئيس بري: تردد عن احياء المبادرة العربية مجددا قال بري: كل مبادرة عربية مرحب بها ولكن منذ الآن فصاعدا اصبح على اي مبادرة عربية ان تأخذ في الاعتبار مضمون الحوار اللبناني اللبناني.‏

الحريري‏

وبعد خروجه من قاعة المؤتمر، سئل النائب سعد الحريري عن التطورات التي طرأت على مؤتمر الحوار حتى اليوم فأجاب: بأن الايجابية تزداد يوما بعد يوم، والحوار يتقدم اكثر فاكثر، لافتا الى ان: "التقارب يزداد شيئا فشيئا بين المشاركين في الحوار"، معتبرا ان "هناك ايجابية كبيرة على اساس ايجاد حلول كبيرة بين الاطراف وعلى اساس ايجاد حلول لكل المواضيع".‏

وأضاف: برأيي سيكون هذا الحوار إن شاء الله من اهم المواضيع التي جرت في البلد، ونتمنى ان تكون بداية السنة بعد 14 شباط، ونكون قد انتقلنا فعليا من مرحلة الى مرحلة اخرى وأنا واثق من حصول ذلك".‏

وعما اذا كان ممكنا تسمية المؤتمر ب"ميني" طائف اجاب: لا بل "ميني" برلمان".‏

وعن موضوع الرئاسة اجاب: إن شاء الله كل شيء ايجابي".‏

ما تجدر الاشارة اليه ان لقاءات جانبية جرت على هامش المؤتمر، بين الرئيس بري وسمير جعجع، وبين بري والنائب ميشال عون، بحضور النائبين علي حسن خليل وابراهيم كنعان.‏

المصدر: السفير ـ 6آذار/مارس 2006‏

2006-10-30