ارشيف من : 2005-2008

عشرة فجر .. الانتصار

عشرة فجر .. الانتصار

بين حزيران والتاريخ العربي قصة لا تنسى، ولعل أكثر فصولها بكائية هو سقوط زهرة المدائن العربية فريسة الهجمة الصهيونية.‏

وخروج آلاف الفلسطينيين الى بلدان الشتات العربية والغربية هرباً من القتل و.. أشياء تقال ولا تكتب..‏

وحزيران عندنا في لبنان له قصة أخرى، فـ"سلامة الجليل"، أبعدت أهل ما كان يعرف بالشريط المحتل الى عاصمة العرب بيروت، التي دخلها الصهيوني على صهوة مجنزراته.. مغتراً في العام 1982، ونصّب متصرفاً باسمه، وحاكماً بأمره.. ومتلوناً استفاد من كل الحلقات.. ليرسم خارطة جديدة.. لا مكان فيها لزائرة إلى بيت الله الحرام ومعها بضع لقيمات.. لترميها أو فلتعُد.. فالطريق مقفلة.. حتى إشعار آخر.‏

وحده المسافر في حزيران عرف معنى الحرية، قال لو بقي الخميني وحيداً يردد شعار "الموت الشاه" فلن أتراجع..‏

وحده المسافر في حزيران، جمع الجمع في "بنياد مستضعفين" وقال لهم:‏

فلسطين هي قلب الحياة، وهي الاخرة والاولى، ونثر قمحه في بيادرنا فأنبتت سنابل وسنابل.. "في كل سنبلة مئة حبة والله يضاعف لمن يشاء"..‏

وحده المسافر في حزيران، أحكم اليد على الزناد في معركة خلدة.. كانوا خمسة.. ستة.. سبعة.. والشهادة تكملة العديد والعدة.. والكفن وروح الله على الصدر.. فنحن قوم لا نضرب من الخلف.. نحن نفير المعركة..‏

"يومها قال قائلهم: ماذا نفعل بهم.. يرتدون الكفن وعليه صورة الخميني ويهجمون"..‏

"عشاق الشهادة.." مصطلح نحته الخميني المقدس، ودعا لهم يا فالق البحر لموسى.. فكان لهم ما أرادوا لأن الله أراد.‏

مهطعي رؤوسهم خرج الصهاينة من المعركة.. وما تابوا..‏

أعدنا الكرة.. ليخرجوا بثوب الذلة.. ونسوا أنّنا قوم قال قائلنا: .. بين السلة والذلة وهيهات منا الذلة..‏

حاولوا مجدداً.. فشلوا.. وبقي النصر نصر الله على المدى يردده الصدى.. الموت لـ "اسرائيل"..‏

بين 25 أيار و6 حزيران عشر ليال، ولكن الزمان يطول ليحول الهزائم الى انتصارات.. والقاعدة واحدة..‏

سقطت النكسة وقبلها النكبة وبعدهما اجتياح لبنان.. وفاز فتية آمنوا بربهم..‏

وبقي الخميني.. والذين يحبهم يقاتلون.. ويبذلون المهج.. كرمى لعيون فلسطين..‏

يا ايها الراحلون.. خذوا مني بعضاً اليها.. للسيد عباس والشيخ راغب.. لأبي أحمد.. وهو يربض "الهاون" ليذيق العدو طعم قذائفه، للعيتاني يرسم بين أهداب الشمس خيوط الصباح على وجه بيروت، لحمدان وثائر.. ولائحة تطول الى أبي محمد علاء الدين.. ومنهم من ينتظر.‏

لا تتركوني وحيداً .. أبحث عنكم بين شفاه الاحبة.. وجراحات من سقطوا في معركة الشرف.. وعادوا..‏

خذوني اليه، لأرى بعينيه.. ما كذب الفؤاد ما رأى..‏

في أمان الله.. يا روح الله..‏

الدار أمان.. ودرعنا حصينة.. ولن نترك السلاح..‏

مصطفى خازم‏

الانتقاد/ خلف القناع ـ العدد 1165 ـ 9 حزيران/يونيو 2006‏

2006-10-30