ارشيف من : 2005-2008

في الذكرى السنوية لرحيل الإمام الخميني (رض): أي حماقة أميركية ضد ايران ستعرض حركة الطاقة للخطر

في الذكرى السنوية لرحيل الإمام الخميني (رض): أي حماقة أميركية ضد ايران ستعرض حركة الطاقة للخطر

أحيت الجمهورية الاسلامية في ايران الذكرى السنوية السابعة عشر لرحيل مفجر ثورة المستضعفين في العالم الامام روح الله الموسوي الخميني (قده) في ظل هجمة استكبارية منذ انطلاقتها وزادت وتيرتها بعد الحضور الممز للدولة الإسلامية على الصعيد النووي، في ظل قيادة تستمد من نور روح الله ما تقوى به على كل الهجمات وللمناسبة ألقى قائد الثورة الإسلامية آية الله العظمى سماحة الإمام السيد علي الخامنئي كلمة استعرض فيها خصائص الثورة الإسلامية والأوضاع الراهنة. ووصف سماحته الجمهورية الإسلامية بأنها كلمة طيبة وشجرة طيبة نتجت عنها الصحوة التي يشهدها حاليا العالم الإسلامي، والمجد والرفعة والتطور الحاصل في البلاد.‏

وأكد قائد الثورة الإسلامية أنه برغم رحيل الإمام الخميني (رض) منذ 17 عاما، إلا أن حقيقة الإمام الراحل وأفكاره وروحه ودروسه ما زالت باقية بين أوساط الشعب الإيراني والأمة الإسلامية.‏

وشدد الإمام الخامنئي على ان الشعب الإيراني ليس تابعا لسياسات القوى الأجنبية, وأن الثورة الإسلامية حولت الشعب الإيراني إلى أكثر شعوب العالم تأثيرا حسب اعتراف الأعداء.‏

ولفت سماحته إلى ان الثورة الإسلامية تعتبر حقيقة مثيرة للإعجاب، حيث إنها لا تنطبق عليها قوانين العلوم الاجتماعية التي تشير إلى ان الثورات العالمية الكبرى التي حدثت في القرنين الأخيرين فيها سمو وتقهقر.. مشيرا إلى ان الثورة الإسلامية تبلورت في الدستور، حيث عمل واضعو الدستور على تضمينه عناصر استمرار الثورة الإسلامية التي وصفها بأنها ثورة لا تُهزم ولا تنهار.‏

وأكد السيد القائد أن الالتزام بالقوانين الإسلامية وقيادة ولاية الفقيه هما العاملان الرئيسيان اللذين يحولان دون انهيار الثورة الإسلامية، وأشار إلى ان الأعداء يستهدفون هذين العاملين الرئيسيين المتعلقين بالحفاظ على الثورة الإسلامية.‏

وقال: إن الثورة الإسلامية لن تتوقف في مسيرتها، لأن المجتمع مجتمع مؤمن ومتدين, وإن الدين والثورة الإسلامية متغلغلة في جميع فئات المجتمع. مؤكدا على ان الشعب مؤمن بالدين, وأن ما يعد ضمن القيم الدينية فإن المحافظة عليه يعتبر واجبا من وجهة نظر الشعب.‏

وأكد قائد الثورة الإسلامية ان على الجميع ان يعتبر الثورة والبلاد ونظام الجمهورية الإسلامية جزءا من كيانه، موضحا ان الذين يقبلون الإمام الخميني (رض) ويتبعون نهجه ووصيته هم من الموالين، وأن الغرباء الذين يشتاقون لهيمنة أميركا, وهم الذين أصبحوا أبواقا لمآرب وأفكار أعداء الشعب.‏

ووصف الإمام الخامنئي العدالة بأنها حاجة ماسّة للبشرية، إذ إنها يجب ان تكون راية ترفرف في أيدي مسؤولي السلطات الثلاث ومسؤولي البلاد للسير نحو العدالة. وشدد سماحته على ضرورة اهتمام الجميع اهتماما جادا بالعلم لكونه مصدرا للاقتدار الوطني, معتبرا ان الشعب الذي لا يستفيد من العلم لن يحصل مطلقا على حقوقه.. موضحا أهمية إرساء الوحدة الوطنية والاستقرار في البلاد من أجل تكريس الإيمان والعدالة والعلم في المجتمع.‏

واعتبر قائد الثورة الإسلامية أولئك الذين يعارضون الحركة العلمية في البلاد ويريدون إبعاد الجامعات والمراكز العلمية والبحثية عن القيام بالأبحاث العلمية بأنهم عملاء للأعداء، وقال: "ان الذين يعملون ضد أمن الشعب ويمسون الوحدة الوطنية ويحاولون زعزعة وحدة ايران تحت شعار حماية القوميات هم عملاء للعدو".‏

وشدد آية الله العظمى الخامنئي على مهام الأجهزة المسؤولة في التعرف الى أعداء الشعب وكشف مخططاته وعملائه في البلاد، والدفاع عن حق الشعب وأمنه والأبحاث العلمية وتقدم البلاد. وأشار إلى المزاعم التي تروّجها وسائل الإعلام الأميركية والصهيونية, مؤكدا ان الجمهورية الإسلامية الإيرانية لا تشكل أي تهديد للعالم، وأن جميع دول العالم تعرف ذلك..‏

وأضاف: "نحن لا نهدد أي دولة جارة، ولدينا علاقات ودية وأخوية مع جميع دول المنطقة".‏

وتطرق سماحته إلى علاقات ايران مع الدول الأوروبية ووصفها بأنها جيدة ونزيهة وقال: "نظرا للاحتياجات المتزايدة لأوروبا في المستقبل الى الغاز والطاقة، فإن هذه العلاقات ستتوسع".‏

كما اعتبر سماحة القائد علاقات ايران وروسيا بأنها علاقات حسنة، وأن الروس يدركون ماذا سيحل بهم اذا جاءت حكومة موالية لأميركا في ايران.‏

وأشار قائد الثورة الإسلامية إلى الحملة الدعائية المعادية للجمهورية الإسلامية الإيرانية التي تقف وراءها أميركا وحلفاؤها, مؤكدا عدم وجود إجماع دولي ضد ايران.. ووصف الدعايات التي تبثها وسائل الإعلام المعادية حول وجود إجماع دولي ضد ايران وأنها تشكل تهديدا عالميا وتسعى للحصول على قنبلة نووية وتنتهك حقوق الإنسان، بأنها أراجيف واتهامات تطلق ضد الشعب الإيراني ونظام الجمهورية الإسلامية الإيرانية.‏

واعتبر قائد الثورة الإسلامية ان الأميركيين ووسائل الدعاية الصهيونية يركزون على مسائل محددة ويكررون مزاعمهم الواهية لتحريض العالم ضد الشعب الإيراني ونظام الجمهورية الإسلامية الإيرانية.‏

ونوّه قائد الثورة الإسلامية بدعم 116 دولة في حركة عدم الانحياز ومنظمة المؤتمر الإسلامي وجميع الدول المستقلة للبرنامج النووي الإيراني, مشيرا إلى انه حتى الوسطاء الذين ينقلون رسائل أميركا إلى ايران بضغط منها يصرحون بأن هذه ليست وجهة نظرهم، وإنما الأميركيون طلبوا منهم ذلك.‏

وقال قائد الثورة الإسلامية: "هناك شعوب في العالم الإسلامي استعادت هويتها الحقيقية والوطنية والإسلامية بفضل الشجرة الطيبة للجمهورية الإسلامية".‏

وأشار سماحته إلى هذه الشعوب التي كانت ترزح تحت سيطرة القوى المتغطرسة فترات طويلة أخذت تشعر بالقوة، مثل فلسطين والعراق ولبنان. موضحا ان هذه هي ثمرات الشجرة الطيبة التي استطاع هذا الرجل العظيم والصالح أن يغرسها من خلال انتفاضته وخصاله الفريدة.‏

وأكد قائد الثورة الإسلامية أن العامل الرئيسي لنجاح الإمام الخميني (رض) هو إيمانه العميق بالمبدأ القرآني والآيات القرآنية التي تؤكد أن الله تعالى ينصر عباده الذين ينصرونه, وأن العبد اذا خطا خطوة في سبيل الله فإن الباري تعالى سيضاعفها مئات المرات.‏

وأضاف سماحته: "إن الإمام الخميني (رض) طبق هذه الحقيقة القرآنية من أجل إنقاذ بلاده وشعبه, قام بالثورة ونصره الله, وبارك حركته وكافأه على كل خطوة بمئة ضعف".‏

ووصف قائد الثورة الإسلامية مزاعم وسائل الدعاية الصهيونية والأميركية بأن ايران تسعى لحيازة قنبلة نووية بأنها أكاذيب بحتة وغير واقعية، مشددا على ان ايران لا تحتاج إلى قنبلة نووية: "نحن نعتبر استخدام الأسلحة النووية يتنافى مع التعاليم والقيم الإسلامية".‏

وأكد آية الله العظمى الخامنئي أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تعتبر تصنيع وتخزين الأسلحة النووية أمرا محظورا، موضحا: "ان قنبلتنا النووية هي قدرة وإيمان شعبنا".‏

ووصف السيد القائد الإدارة الأميركية الحالية بأنها أكثر الحكومات نفورا في العالم، مؤكدا في الوقت نفسه أن الحكومة الإيرانية هي أكثر الحكومات شعبية في ايران خلال القرن الأخير من بعد الثورة الدستورية.‏

وخاطب قائد الثورة الإسلامية المسؤولين الأميركيين قائلا: "قارنوا بين حكومتكم وحكومتنا ورئيسكم مع رئيسنا, فحكومتكم تعتبر أكثر الحكومات نفورا في تاريخ الولايات المتحدة".‏

وأشار سماحته إلى مرشحي الانتخابات الرئاسية في أميركا اللاتينية الذين فازوا في الانتخابات من خلال شعاراتهم المناهضة لأمريكا, قائلا: هذا الأمر يدل على مدى كراهية الشعوب للإدارة الأميركية.‏

وقال: "ان الرئيس أحمدي نجاد والرؤساء السابقين كانوا يلاقون ترحيبا جماهيريا في الدول التي يزورونها".. ووجه كلامه إلى المسؤولين الأميركيين: لماذا لا تفهمون هذه الأمور ولا تعترفون بها؟‏

ولفت سماحته إلى فشل أميركا في المجيء بحكومات عميلة في العراق وفلسطين، وأن سياسة بوش أدت إلى ان تصبح أميركا دولة مكروهة في العالم.‏

وأكد آية الله العظمى الخامنئي ان الجمهورية الإسلامية الإيرانية استفادت من خبرات شبابها المؤمن وعلمائها في مجال التكنولوجيا النووية، ولم تأخذ شيئا من الآخرين.‏

على صعيد آخر حذر الإمام الخامنئي أنه اذا ارتكبت أميركا أي حماقة ضد ايران فإن حركة الطاقة في هذه المنطقة ستتعرض بالتأكيد لخطر جاد، منبها الأميركيين بالقول: إنكم لن تتمكنوا مطلقا من ضمان أمن الطاقة في المنطقة.‏

وأكد سماحته ان ايران لن تكون البادئة بالحرب مع أي دولة.. مشيرا إلى ان الجمهورية الإسلامية الإيرانية تستخدم طاقاتها من أجل البناء وتحقيق السعادة المادية والمعنوية للشعب، ولتصبح أنموذجا للشعوب الأخرى.‏

وشدد قائد الثورة الإسلامية على ان ايران لا تشكل تهديدا ضد أي دولة، مضيفا: "إننا ملتزمون بمبادئنا ومصالحنا الوطنية, والذي يهدد مصالحنا الوطنية سيتعرض إلى غضب الشعب الإيراني".‏

وأكد ان أميركا لا يمكنها ان تتحدث مطلقا عن حقوق الإنسان بعد فضائحها في معتقلات غوانتانامو وأبو غريب، وبعد جرائمها في مدينة حديثة وفي كابول.‏

وأشار سماحته إلى نفقات الإدارة الأميركية في العراق البالغة 300 مليار دولار، وإخفاقها في المجيء بحكومة عميلة.. كما انها فشلت ـ برغم بذل قصارى جهدها ـ في منع حركة حماس من الوصول إلى الحكم، فالشعب الفلسطيني انتخب حكومة حماس رغما عن إرادة واشنطن. مشيرا إلى ان الضغوط المتعددة على الحكومة الفلسطينية ستؤدي إلى زيادة تضامن الشعب الفلسطيني مع حكومة حماس.‏

كما تطرق قائد الثورة الإسلامية إلى فشل المحاولات الأميركية للسيطرة على لبنان وإضعاف مقاومته والمجيء بحكومة تابعة لـ"إسرائيل".‏

واعتبر أخيرا رد الرئيس الأميركي على رسالة رئيس الجمهورية الإسلامية ردا غير لائق وخارج العرف الدبلوماسي، وينم عن التكبر والكراهية والعبثية.‏

الانتقاد/ خطاب القائد ـ العدد 1165 ـ 9 حزيران/يونيو2006‏

2006-10-30