ارشيف من : 2005-2008

هل بدأت نهاية حكومة شارون؟

هل بدأت نهاية حكومة شارون؟

الانتقاد/ تحت المجهر ـ العدد 1135 ـ 11/11/2005‏

بعد فشل رئيس حكومة العدو آرييل شارون في تعيين وزيرين مقربين له: "زئيف بوييم" و"روني برؤون" في الحكومة خلال التصويت في الكنيست، ساهم فيه أعضاء من الليكود ممن يُعرفون بالمتمردين، انطلقت أمواج من التحليلات والتعليقات والمواقف داخل الكيان الإسرائيلي تتحدث عن تقديم موعد الانتخابات المقرر إجراؤها أصلا ـ وفقا للقانون ـ في تشرين الثاني 2006، وهو ما يدفع إلى التساؤل حول ما اذا كانت حكومة شارون قد بلغت نهايتها:‏

ـ فشل شارون في تعيين وزراء جدد في الحكومة يحمل بعدين متعارضين في ظاهرهما: فمن جهة يحدد القانون "اذا ثبت لرئيس الحكومة وجود أكثرية في الكنيست تعارض الحكومة وتعرقل سير عملها، يحق له بموافقة رئيس الدولة ان يحل الكنيست"، وبالتالي تقديم موعد الانتخابات العامة.. ومن جهة أخرى من غير المألوف، على الأقل بناءً على التجارب الماضية، أن يكون العنوان البارز في التجاذب السياسي الذي شكل السبب المباشر لتقديم موعد الانتخابات، تعيين وزراء في هذا المنصب أو ذاك، بل من أجل الحافزية والمصداقية على حد سواء عادة ما يُحرص على إبراز ان سبب الخلاف هو التباين في الرؤية والموقف من قضايا أساسية تواجه الكيان.‏

ـ لم يكن الخلاف حول تعيين الوزراء سوى القشة التي فجرت من جديد الخلافات الكامنة داخل الحزب، ورسالة من المتمردين بمواصلة المعركة ضد شارون، وبالتالي فهي ليست سوى مظهر من مظاهر التشتت والانقسام الداخلي في حزب الليكود الذي أصبح من الصعب رأبه، بل أضحى الليكود حاليا يتشكل عمليا من كتلتين، من دون ان ننسى أن الخلاف الداخلي يتداخل فيه الأيديولوجي بالطموحات الذاتية، ولكنه في كل الأحوال يتمظهر بالموقف من خطوات أصبحت من الماضي (الخروج من غزة وإخلاء المستوطنات)، ومما هو آتٍ (إمكانية الانسحاب من أجزاء معينة من الضفة، سواء بشكل أحادي أو ضمن اتفاق ..). وعليه لم يعد من الطبيعي ان يستمر حزب الليكود على ما هو عليه، خاصة ان طبيعة التطورات تفرض اتخاذ مواقف محددة تُظهِّر التباينات القائمة.‏

ـ لم يعد حسم الخلاف يتمحور فقط حول انتخاب رئيس الحزب (شارون ام نتنياهو ام عوزي لانداو)، وإنما أثبتت التطورات ان هناك جانباً آخر لا يقل أهمية، وهو توجهات أعضاء الليكود المرشحين إلى الكنيست، لأنه مع عدم وجود انسجام بين شارون وكتلته في المرحلة المقبلة، فسيعود شارون ويواجه المشاكل نفسها التي يواجهها الآن، وهو ما يفرض أمرا من اثنين: إما خروج شارون من الليكود وتشكيل حزب بديل، أو تنحية خصومه السياسيين، اذا ما قرر المنافسة على رئاسة الحزب والفوز بهذا المنصب، عن قائمة مرشحي الليكود الى الانتخابات العامة المقبلة، سواء بقوا داخل الحزب ام توجهوا لتشكيل حزب آخر.‏

ـ يتبين من التطورات الأخيرة ومن الأجواء القريبة من شارون ومن الجو الإعلامي الإسرائيلي، ان مسألة تقديم موعد الانتخابات تبدو كأنها قضية محسومة ولم يعد ينقص سوى التوقيت والاتفاق مع حزب العمل على موعد متفق عليه بعدما ينتخب الأخير رئيسه الذي ستحدد هويته مع نشر هذه المقالة.‏

علي حيدر‏

2006-10-30