ارشيف من : 2005-2008

يوم القدس

يوم القدس

الانتقاد/ خلف القناع ـ العدد 1133 ـ 28/10/2005‏‏‏‏‏‏‏

فتية كنا.. حين ملأ آذاننا صوت المذياع الهادر في أحياء البلدة يصدح بالدعوة للمشاركة في مراسم يوم القدس، يوم الجمعة الأخير من شهر رمضان، كان يشبه زمجرة العسكر العابرين في سرايا منظمة إلى جبهة القتال ضد المحتل، وحناجرهم تصدح بعبارات تقترب من المسجد الأقصى إلى حدّ ملامسة قبّته الخضراء..‏‏‏‏‏‏‏

كل شيء كان يجعلنا نحبّ القدس وننتظر يومها انتظارنا للعيد الآتي بعد شهر الصيام، كلمات الإمام الغاضب على احتلال ثالث الحرمين يدعو الى "إحياء هذا اليوم .. إحياء للإسلام"، مظهر القوة الذي تعبّر عنه سرايا المقاومين وهم يدوسون بأقدامهم نجمة إسرائيل.. ونعش الشهيد المرفوع على أكف رفاقه المجاهدين وكأنه جاء في هذا اليوم ليوقع بدمه ميثاق "القدس" الذي لا انفكاك بينه وبين تحرير الانسان من رجس الخضوع للاستكبار كما أراد الإمام الخميني حين دعا إلى إحياء هذا اليوم العظيم.‏‏‏‏‏‏‏

لم تكن البزّة الكاكية التي ارتداها الفتية والشبان غير ذلك التعبير عن الولاء المطلق لقضية "الحق مقابل الباطل"، التي عرّشت في القلوب والعقول، وتموضعت في رأس القضايا التي سار هؤلاء الشباب اليها زرافات ووحداناً، وحاموا حول نورها وهاموا بها إلى حدّ الذوبان في نصرتها.‏‏‏‏‏‏‏

في السابع من آب/ أغسطس عام 1979 وبعيد انتصار الثورة الاسلامية في إيران بأشهر قليلة أعلن الإمام الخميني (قده) يوم القدس العالمي في بيان جاء فيه "أدعو جميع مسلمي العالم إلى اعتبار آخر جمعة من شهر رمضان المبارك، التي هي من أيام القدر ويمكن أن تكون حاسمة أيضاً، في تعيين مصير الشعب الفلسطيني، يوماً للقدس. وأن يعلنوا من خلال مراسم الاتحاد العالمي للمسلمين، دفاعهم عن الحقوق القانونية للشعب الفلسطيني المسلم".‏‏‏‏‏‏‏

شكل هذا الإعلان للمسلمين في أنحاء عديدة من العالم توجيهاً لعملهم وأفئدتهم نحو بيت المقدس، لتتحول الجمعة الأخيرة من شهر رمضان المبارك، إلى يوم عالمي للقدس، هو في الوقت نفسه يوم مواجهة المستضعفين مع المستكبرين.‏‏‏‏‏‏‏

ومنذ ذلك الوقت يحيي المسلمون يوم القدس من خلال المراسم الخاصة التي تقام بعيد صلاة الجمعة لا سيما في المسجد الأقصى الذي وعلى الرغم من سطوة الاحتلال إلا أن جموع الفلسطينيين تتحدى العدو وتقيم صلاة الجمعة في باحته.‏‏‏‏‏‏‏

إن مشهد يوم القدس ابتداءً من إيران إلى لبنان فدول العالم إلى فلسطين والمسجد الأقصى قبلة المجاهدين يؤكد مشهد الوحدة حول قضية الأمة الأولى، كما أراد إمام هذا اليوم من دعوته.‏‏‏‏‏‏‏

اليوم.. يوم القدس، نلتقي كما في كل عام وعهدنا للإمام والقدس والشهداء.. يا قدس إننا قادمون.‏‏‏‏‏‏‏

أمير قانصوه‏‏‏‏‏‏‏

2006-10-30