ارشيف من : 2005-2008
ملاحظات لتجمع العلماء المسلمين على نداء مجلس المطارنة
الانتقاد/ العدد 1126 ـ 9 أيلول/سبتمبر 2005
أهاب تجمع العلماء المسلمين في لبنان بكل المرجعيات والفعاليات والقوى، أن تدرس بدقة خطابها السياسي، فلا تشعل فتنة طائفية من حيث نريد أن نطفئها، وأورد التجمع ملاحظات عدة على النداء الأخير لمجلس المطارنة الموارنة:
أولاً: نتفق مع المطارنة الأعزاء على كثير مما ورد في هذا البيان، والذي يشكل جامعاً مشتركاً بين اللبنانيين إن لجهة الفساد والهدر أو لجهة النزف المستمر، وبالتالي نأمل أن تتضافر الجهود في سبيل إيقاف كل هذه الأمور التي يعاني منها المواطنون بغض النظر عن طائفتهم.
ثانياً: لقد كان البيان ملتبساً وفيه نوع من التجني على المقاومة لجهة جعل سلاحها في مقابل المواطنين الآخرين عندما قسمت الشعب اللبناني إلى شعب أعزل وآخر مسلح، وكأن هذا السلاح مصوباً في وجه اللبناني الآخر. علماً أن واقع الحال الذي نأمل أن يفهمه السادة المطارنة وجميع اللبنانيين أن هذا السلاح لم يكن يوماً إلا لحماية جميع اللبنانيين، وهو الذي أزاح عن صدورهم الاحتلال الصهيوني الغاشم، وبالتالي فهذا السلاح هو في نفس الوقت الذي تحمله اليد الشريفة للمقاوم البطل تحمله كل يد لبنانية، فلا يوجد في هذا المجال أعزل ومسلح. وبقاؤه اليوم في يد المقاومين ليس للتغني به على أمجاد ماضٍ عتيق، ولا لاستخدامه في وحول السياسة اللبنانية المقيتة، بل تحسباً لأي عدوان إسرائيلي غاشم، وهذا العدوان ليس تخوفاً لا يركن إلى أساس، بل هو واقع تثبته الاعتداءات الصهيونية المتكررة جواً وبراً، ويكرسه استمرار الاحتلال الصهيوني لمزارع شبعا، وفوق هذا وذاك يؤكد عليه عدم تراجع "إسرائيل" عن مخططاتها العدوانية تجاه العرب واللبنانيين ساعة تتوافر لها الظروف المناسبة.
ثالثاً: إن موضوع إرسال الجيش إلى الجنوب هو مطلب "إسرائيل" والولايات المتحدة الأميركية كي يقف هذا الجيش بين المقاومة والجيش الصهيوني، فيأمن هذا الجيش ليقال لاحقاً لا حاجة للمقاومة، ثم لتعود "إسرائيل" تعتدي على أهلنا في الجنوب تماماً كما كانت منذ العام 1948 إلى اليوم. والجيش اللبناني منتشر واقعاً في الجنوب، أما حماية الحدود بمعنى منع المقاومة من ممارسة دورها فهذا ما لا يرضى به حتى السادة المطارنة الأعزاء.
رابعاً: إن تنفيذ القرار 1559 يكون مفيداً عندما يكون هناك مصلحة للبنان به، أما إذا كان ضد هذه المصلحة، وأدت محاولة تطبيقه بالقوة إلى إيقاع الفتنة بين اللبنانيين فلسنا ملزمين أبداً بتمرير مشروع فتنة لا يستفيد منها إلا "إسرائيل" وأميركا.
خامساً: إن الدعوة إلى علاقة مميزة مع سوريا لا تنسجم أبداً مع اتهامها بالتفجيرات التي حصلت، والتي لم يقل القضاء ولم يتوصل التحقيق ـ فيما نعلم ـ إلى شيء فيها، فضلاً عن وصوله إلى اتهام سوريا، لذا فإننا ندعو السادة المطارنة إلى أن لا يؤخذوا بالشائعات ويتحولوا إلى مروجين لها في حين أن واجبهم الديني يفرض عليهم الحرص على أن ينطلقوا من الحق والحقيقة.
سادساً: إن الكلام عن قانون الانتخابات الذي اعتمد في الانتخابات الأخيرة نتفق مع السادة المطارنة على أنه لم يكن طموح اللبنانيين، وقد أكدنا في تجمع العلماء المسلمين على أن أفضل قانون هو الذي يعتمد الدائرة الواحدة مع النسبية، وهذا ينسجم مع وجود حزبين أو ثلاثة، ولكننا نأمل أن لا يكون السادة المطارنة من خلال إرجاعنا بالذاكرة إلى الكتلتين الوطنية والدستورية يريدون أن يقولوا لنا إن عودة المارونية السياسية للتحكم في البلد هي الحل الأمثل، أو الأفضل للوضع اللبناني، فهذا شيء تجاوزه الزمن، ولم يعد هناك من مجال لعودته، وإن كان ما زال حلماً يراود البعض.
أخيراً إننا في تجمع العلماء المسلمين حريصون أشد الحرص على توثيق الروابط الوطنية، وإبداؤنا لرأينا في هذا المجال يأتي من باب النصيحة والتصويب، والخلاف في الرأي يجب أن لا يفسد للود قضية، والحوار يجب أن يكون هو العلاج لكل المشاكل التي نعاني منها في وطننا العزيز لبنان.
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018