ارشيف من : 2005-2008

"صاحب الجميل"

"صاحب الجميل"

ثلاثة لا بد للحاكم من أن يضع يده عليها ليستتب له الامن والامان، السلطة والقوة والقضاء.‏

جورج بوش الإبن اليوم، يقفل ثالث دوائره ليمتلك المفتاح ليحكم الولايات المتحدة .. "الغارقة" في إعصار "كاترينا".‏

اليوم يريد جورج بوش الابن أن يتحكم بقرارات المحكمة العليا الاميركية.. لماذا؟‏

لأن هذا المرشح هو الذي التقط حبل حملة بوش الابن الانتخابية وربطه بـ"الفذلكة" التي سمحت لأصوات فلوريدا بحسم الموقف في الانتخابات لمصلحة بوش الابن!‏

هل من صفقات مشبوهة..؟‏

أم هناك ميزانيات أخرى يريد بوش الابن التغطية على عدم دفعها في صيانة أشياء اخرى من قبيل الجسور المعلقة وما شاكل سوف تنكشف "عوراتها" مع الإعصار القادم..‏

اسألوا "صاحب الجميل"!‏

جون غلوفر روبرتس، ولد في السابع والعشرين من كانون الثاني/ ديسمبر من العام 1955 في بفالو ـ نيويورك، مرشح بوش الابن لعضوية المحكمة العليا أولاً ثم لرئاستها ثانياً..‏

رشحه بوش للمرة الاولى لرئاسة المحكمة العليا في 19 تموز/ يوليو 2005 لسد الفراغ الحاصل بعد بلوغ القاضية "ساندرا اوكونور" سن التقاعد وشغور مقعدها، لكنه عاد وسحب ترشيحه ونقل "حصانه" الى مقعد الرئاسة بعد وفاة رئيس المحكمة "وليام ريهنكويست".‏

الاثنين القادم سيكون اليوم الاول لدراسة ملف "كبير القضاة" في مجلس السيناتورات.‏

"كبير القضاة" "مسبّع الكارات" كما يقال عندنا في العامية، درس في "هارفرد" وتخرج في العام 1976، يتقن اللغات اللاتينية وبعض الفرنسية، مال خلال سنوات الدراسة إلى لعب كرة القدم، شارك في التمثيل وخصوصاً في مجال الدراما، وكان محرراً مشاركاً في "صحيفة الطالب".‏

مع انتقال عائلته الى انديانا عمل في شركة "بيت لحم" التي كان والده يعمل فيها في نيويورك، وتدرج فأصبح مديراً لأحد فروعها في ولاية أنديانا.‏

في العام 1979 نال درجة الدكتوراه من مدرسة الحقوق في جامعة هارفرد. عمل في مكتب "هوغن وهارتسون" محامياً متدرجاً.‏

شغل عدة مناصب قضائية بين العامين 1982 ـ 1992، عمل مساعداً خاصاً لوليام سميث في وزراة العدل خلال ولاية الرئيس رونالد ريغان.‏

في العام 1992 رشحه بوش الاب لمركز قضائي في ولاية كولومبيا، ولكن لم يحصل تصويت في مجلس السيناتورات، وخرج بعدها بوش الأب من "العرش".. في سباق الرئاسة.‏

عاد روبرتس الى مكتب المحاماة "هوغن و هارتسون" شريكاً، وأصبح كبير المؤسسة، وهنالك التقى بحاكم ولاية فلوريدا جيب بوش الذي كان يتخبط في قضية حسم النتيجة في ولايته فقدم له الاقتراحات "القانونية" التي توصله إلى حسم النتيجة لمصلحة بوش الابن، "الجميل" الذي حفظه الأخير ورده باقتراح "روبرتس" بديلاً عن "اوكونور"، ومن ثم عززه بمنصب أعلى بديلاً عن "ريهنكويست".‏

هكذا يرد الجميل وإلا ... "بلا".‏

"إن ترشيح روبرتس لهذا المنصب بمثابة نثر الملح على الجرح الذي تعرض له آلاف الفلوريديين الذين سحقت أصواتهم في انتخابات العام 2000"، هكذا علق أحد اعضاء مجلس الممثلين الـ19 لولاية فلوريدا "روبرت ويكسلير".‏

ألا يكفي هذا دليلاً على "نزاهة"، و"ديموقراطية" ولايات "العار" المتحدة..‏

انتظروا الإعصار القادم، بعد انتهاء "شفط" مياه نيوأورليانز.. وأخواتها، لتصدقوا أيها.. المتأمركون.. الجدد.‏

مصطفى خازم‏

2006-10-30