ارشيف من : 2005-2008

بلا مواربة

بلا مواربة

الانتقاد ـ العدد ـ 1121 ـ 5 آب/أغسطس 2005‏

إنه الانقلاب الرابع خلال سنوات.. ونجح أخيراً‏

موريتانيا تخلصت أخيراً من عامل عدم استقرار خطير كان يمنعها من الخروج من الدوامة.‏

هذا العامل المضطرب هو نفسه ما يفترض أن يكون حامي حمى الاستقرار والهدوء في البلاد: الرئيس معاوية ولد سيد أحمد الطايع.‏

طبعاً، قد يكون الطايع نفسه سبب الاضطرابات، بناءً على شخصيته وتسلطه ومنعه الشعب من ممارسة حريته واستقراره، ولكن أيضاً هناك سبب أكبر لعدم الاستقرار هو التضارب الخطير بين السياسة التي يعتمدها الطايع في موضوع الصراع مع العدو الصهيوني، وبين قناعات الشعب الموريتاني الذي كان ولا يزال من أكثر الشعوب العربية تسييساً، ورفضاً للعلاقات مع العدو الصهيوني.‏

الطايع جر بلاده جراً إلى هذا المركب الصعب عندما سلّم أوراقه كلها للكيان الصهيوني سعياً للحصول على رضا أميركا عسى أن تحميه وتحمي نظامه، فانقلبت المعادلة وصار الحامي المفترض هو مصدر التهديد الأساسي.‏

لا أحد يعرف ما ستكون سياسات الحكام الجدد تجاه موضوع العلاقة مع "إسرائيل"، ولكن قليلاً من المنطق يفترض أنهم سيأخذون العبرة مما حصل مع الطايع، وسيبعدون أنفسهم عن شبهة السير في توجه مخالف لتوجه الشعب الموريتاني.‏

محمود ريا‏

2006-10-30