ارشيف من : 2005-2008

أم مفيد

أم مفيد

الانتقاد/خلف القناع ـ العدد ـ 1121 ـ 5 آب/أغسطس 2005‏

أم مفيد نجمة تلفزيون الواقع الذي دشنته LBC منذ فترة، لكن واقع الحقيقة شيء وواقع كاميرا LBC شيء آخر. الواقع الحقيقي نقلته الكاميرات من كنيست العدو حيث وقف نواب اسرائيليون يصفون انطوان لحد بأنه عميل لحكومة "اسرائيل"، فيما يبدو أن في لبنان من هو ملكي أكثر من الملك، فيصبح انطوان لحد عندهم قائد جيش لبنان الجنوبي، وتعطيه الـLBC صفة لواء (مع العلم أنها أنزلت مرتبة فؤاد مالك من جنرال الى رائد مع فارق المقارنة حيث لا قياس طبعاً بين الضابطين).‏

هل ترى قناة الواقع تبني التراتبية الاسرائيلية للعملاء برغم أن العميل لحد لم يكن يحمل صفة لواء حين تقاعده من الجيش اللبناني.‏

عندما شدقت المذيعة بكل فمها باسم ام مفيددددد، ظننا أنها أم لشهيد قتله العملاء في معتقل الخيام تستحق التنهُّد، أو أنها أم لفتاة اعتقلها "العملاء" فاعتدوا عليها بشتى أنواع الاعتداءات البهيمية التي لا تفعلها الا الوحوش البشرية قبل ان يتركوها جثة هامدة على مدخل احدى القرى الجنوبية، أو في احد الاودية كما حصل مع كثير من الفتيات المتهمات بتأييد المقاومة.‏

أم مفيد كانت تعيش حياة هانئة في ظل الاحتلال، فوجود الحبيب زبيب، كانت الجزمة الاسرائيلية المحتلة للجنوب برداً وأماناً لها ولابنائها المتعاملين معها، والذين ربوا لحم أكتافهم من مال العدو وسلاحه وجرائمه، لذلك منذ أيار 2000 تغيرت الحال، فانقلبت أوضاع أم مفيد وجماعتها، اذ دخلت الدولة اللبنانية واستعادت الشرعية الأرض، وعادت المقاومة التي حررت الأرض فأصبحت حياة أم مفيد ضنكاً، وهي التي كانت تشعر انها تحكم "بسكربينتها" القرى المجاورة أيام جزمة الاحتلال. فلم يعد بإمكانها ان تدخل أي ساحة مجاورة في القرى المنكوبة بالاحتلال وتخبط بقدمها أمام أم علي في مركبا (التي فقدت ابنها شهيداً ضد الاحتلال، لكنها لا تستطيع البوح بألمها) أو أمام أم جورج في دير ميماس (التي هجرت ابنتها الى بيروت لعدائها للاحتلال) فتتبختر عليهما لأن ابنها ضابط في جيش العملاء، تنظر الى أم جورج وأم علي باستعلاء، منتظرة غلطة منهما لاستفزازهما وكيل الشتائم او غيرها اذا....‏

أم مفيد وابنها الصنديد... "كيّعوا" الناس في الشريط بجزمة الاحتلال، فكيف لا يكون التحرير معاناة لهما. هل المطلوب ان تغتني بمنافع الاحتلال ومافياته وتعويضاته المالية لأولادها ثم تأخذ الدور نفسه في لحظة التحرير.. مستحيل.‏

تلفزيون الواقع لم يكن ينقل الوجه الأول لأم مفيد وابنها الصنديد أيام الاحتلال، لأنه لا يريد أصلاً النيل من الاحتلال، لكن الأمر مختلف، فتلفزيون الواقع شديد الانتقام من المقاومة، وناطر أي اشارة او شاردة في الشريط لينال من التحرير او رموزه او رجاله.‏

جميل ان يكون الاحتلال جنة ونعمة لأم مفيد، وقناة الواقع والتحرير جهنم نقمة، لأن جزمة الاسرائيلي الغريب افضل من سيادة اللبناني الأصلي، انها قمة خطاب السيادة والحرية والاستقلال في بلد وحيد في العالم يتشرف فيه أبناؤه أن يكونوا عملاء، وعلناً على تلفزيون الواقع.‏

محرر سعيد‏

2006-10-30