ارشيف من : 2005-2008

البولتونيون الجدد

البولتونيون الجدد

"إن تعيينه.. يشبه تعيين مولع بالحرائق للإشراف على معمل للمفرقعات".‏

أطلق وزير الخارجية الأميركي السابق كولن باول هذه الكلمات لوصف جون بولتون، عندما اختاره الرئيس الأميركي ـ دون إرادة الكونغرس حتى ـ ليسلمه منصب مندوب الولايات المتحدة في الأمم المتحدة، أي الهيئة الأعلى في العالم التي ينبغي لها أن تفرض السلام والأمن الدوليين.‏

بولتون هذا، الذي يحرق "الأخضر واليابس" أينما حلّ وارتحل، والذي يجاهر حتى الثمالة في ولائه لـ"إسرائيل"، هو موضع تكريم اليوم.‏

طبعاً من يكرّمه ليس آرييل شارون (المقبور وهو لا يزال فوق التراب)، ولا بنيامين ناتانياهو وناتان شارنسكي.‏

من يكرّمه ليس غلاة المحافظين الجدد في الولايات المتحدة، الذين يعدّ واحداً من أوقح الصقور بينهم.‏

يكرّمه اليوم "سياديو لبنان" الجدد، على اختلاف أشتاتهم وتنوع انتماءاتهم الطائفية السياسية.‏

ولماذا تكريم جون بولتون دون غيره، يا "سياديي لبنان"؟‏

لأنه يقود معركة "استقلال لبنان" بكل فعالية من موقعه في مجلس الأمن الدولي.‏

وكيف يترجم هذه القيادة؟‏

.. بالمزيد والمزيد من الضغوط والتهديدات للبنانيين وللسوريين وللعرب أجمعين.‏

ويظنون.. أن هذه الضغوط كرمى لعيونهم!‏

يا لغبائهم، كي لا نقول يا لخساسة تآمرهم.‏

.. البولتونيون الجدد هم مصيبة لبنان، كما هم مصيبة أميركا نفسها.. فاحذروهم.‏

محمود ريا‏

الانتقاد/ بلا مواربة ـ العدد 1161 ـ 12 أيار/مايو 2006‏

2006-10-30