ارشيف من : 2005-2008
"المتلصلص"
يمتاز التسلم والتسليم في المراكز والمناصب عادة بنقلة ما، أو توجه نحو سياسة عمل مختلفة عن السابقة.. لكن يبدو أن ما قد يحصل في مراكز المسؤولية في وكالة المخابرات المركزية الأميركية سببه شيء آخر.
لم يكشف البيت الابيض أسباب استقالة "بورتر غوس" من رئاسة "السي أي ايه" بعد عامين على رئاسته لها، وقبله كان جورج تينت كبش "المحرقة" دفاعاً عن "الكذب" المتعمد وسوق الأدلة المضللة لشن الحرب على العراق، والتي ساقها غيره، وفيما الخلاف يتنامى بين الاستخبارات ووزارة الحرب لمحاولة تبادل مراكز السيطرة داخل الادارة البوشية.. استقال كيلي فوجو الرجل الثالث داخل الوكالة نفسها بتهمة الفساد..
وبينما ظل سبب استقالة غوس طي الكتمان "وغامضاً" بحسب غوس نفسه، أعلن "الامبراطور جورج بوش الابن" اختيار الجنرال مايكل هايدن خليفة له على رأس الوكالة، أول شخص يصل الى هذا المنصب من العسكر وتحديداً من سلاح الجوي..
أثارت تسميته لهذا المنصب جدالاً وصراخاً، وحتى عويلاً داخل الولايات المتحدة.
صراع جديد بين العسكر والمدنيين على رئاسة السلطة الاستخباراتية خصوصاً مع استلام نيغروبنتي منصب المدير العام للمخابرات القومية..
التوتر يزداد بين وكالة السي آي ايه ووزارة الحرب الاميركية، لكن الظاهر ان سلسلة الكذب الجديدة تحتاج الى أحجار جديدة يحركها بوش عبر رامسفيلد ونيغروبونتي.
"أعتقد أنه الشخص الخاطىء في المكان الخاطئ في الوقت الخاطئ" هكذا يقول عنه سيناتور اميركي.
الجنرال القادم من القوات الجوية سبقته إلى منصبه الجديد آثار افعاله بالسماح بخرق القوانين بالتنصت على المواطنين الاميركيين واتصالاتهم الخاصة بدون إذن من أحد..
مايكل هايدن الذي دخل العمل العسكري في العام 1969 بعد دراسة التاريخ، ولا سيما التاريخ الاميركي المعاصر، وتنقل في العديد من المناصب العسكرية.. عمل في سفارة بلاده في بلغاريا.. وقواتها العسكرية في كوريا الجنوبية..
يشغل هايدن في الوقت الحالي منصب نائب المدير العام للاستخبارات الاميركية جون نيغروبونتي.
.. نيغروبونتي .. وهايدن وجهان لعملة واحدة..
هل يكون الهدف أمراً جديداً في العراق.. أو على جارته، الامر سيان، فالحرب على كل من يريد التخلص من السيطرة والتبعية.. مع طاقة نووية أو بدونها..
تذكروا جيداً هذا الاسم .. وهذه الصورة..
فالتدخل في شؤون الدول "المارقة" على سياسة اميركا سيواجهه هذا الجنرال وسيده نيغروبونتي بفرق التدخل السريع الموجودة في سفارات بلادهم في هذه الدول.. فالخبير نيغروبنتي يعرف هذا الاسلوب جيداً..
مصطفى خازم
الانتقاد/ خلف القناع ـ العدد 1161 ـ 12 أيار/مايو 2006
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018