ارشيف من : 2005-2008

وردة الشرق

وردة الشرق

تحولت "وردة" الى صوت من أصوات المعركة السياسية الحزبية السائدة في لبنان بعدما كانت تقدم نفسها على أنها "صوت لبنان"، صوت الحرية والكرامة. في أيام خلت كانت الحيادية ميزة صالون "وردة"، ما أعطاها ميزة تضاف الى الجرأة والوضوح، فكسبت بذلك صفة موضوعية بنتها على مدى سنوات، بعدما كانت "صوت لبنان" لسان الحرب والانفجار و"بومة" أي حدث سيىء في لبنان، وليس سهلاً أن تصبح اذاعة حزبية لاحقاً اذاعة ذات طابع حيادي.‏

لكن يبدو أن "الحيادية" مكلفة مادياً، ومن أدرى بالمادية ـ المالية من روز عاملة الإعلانات السابقة، فاستعانت بوظيفتها ـ ومنهجها التجاري ـ السابقة لتأمين العيش (باللهجة المصرية)، وهي ليست مسؤولة كتائبية تنتمي الى طبقة أرستقراطية تستطيع دعم المجهود الحربي للإذاعة، بل هي من اللاتين المحسوبين على الأقليات المسيحية المهمشة حتى ضمن طائفتها، فكيف والحال في بلد طائفي كلبنان؟!‏

أخذت روز الزامل برامجها السياسية يومي العطلة الى حيث المردود الأفضل إعلانياً، خصوصاً أن معطف الشويري قابل للتمدد في كل الاتجاهات.. وهل هناك أفضل من شركات التأمين والمصارف ذات المنحى الخليجي ـ اللبناني لتأمين التغطية مقابل البرامج السياسية، حتى لكأن المرء يستمع الى اذاعة "الشرق" من باريس! لكن التأكد من مؤشر الإذاعة يشير الى صوت آخر.‏

منذ 3 أشهر وردة صوت لبنان مصرة على الدفاع عن "المعلن الرئيسي بشكل أفقد البرامج المذكورة موضوعيتها، وكأننا أمام إذاعتين في الإذاعة نفسها.‏

"وردة" لها موقفها السياسي، وهذا حقها، مع 14 آذار أو تيار المستقبل أو من تريد، لكن ليس من حقها تحريف الوقائع بشكل مقصود وغير مبرر، خصوصاً المقاطع المنقولة عن أمين عام حزب الله ومحاولة دفع المحاور الآخر (بالباطل) لانتزاع موقف سلبي من الحزب وقيادته بناءً لمعطيات مضللة.. كان العماد ميشال عون واعياً لسلوك "وردة"، خصوصاً عندما قدمت سؤالاً ملغوماً ومضللاً: "أليس تحالفك مع حزب الله يشجعه على رفض الحلول اللبنانية وموقفه من الحكومة".‏

حزب الله يرفض الحلول اللبنانية عند وردة، مثلما حرفت وردة موقف الأمين العام لحزب الله من بيان المطارنة قبل شهرين، بأن وصف المقاومة بالميليشيا هو إساءة بايراد نقطة أخرى على أنها معترض عليها.‏

ثمة فرق بين النقد والتحريف، وعلى سيرة النقد، أليس مهمة الصحافي نقد الحكومة وسياستها بلسان الرأي العام، خصوصاً أن الرئيس السنيورة لم يعد ـ عملياً ـ رئيس مجلس ادارة مجموعة بنك البحر المتوسط، ومن حقه على الجميع أن يقدموا النصيحة اليه، خصوصاً من الصديقة "وردة".‏

الى وردة وردتان: واحدة لنجاحها في الإعلانات على حساب الموضوعية وعلى حساب عدد المستمعين، والثانية لأنها ساهمت في وحدة وطنية الى حد أننا بتنا نظن أنفسنا نستمع الى اذاعة الشرق من صوت "وردة".‏

حسين رحال‏

خلف القناع/ العدد 1145 ـ 20 كانون الثاني/ يناير 2006‏

2006-10-30