ارشيف من : 2005-2008
"كوما" .. وجنون.. "بقر"
الانتقاد/ خلف القناع ـ العدد1144 ـ 13 كانون الثاني/ يناير 2006
لا تزال رائحة الدم الفوار احتراقاً من جثث شهدائنا في مجازره، تستثيره، وباتت مثيراً يستخدمه معالجوه من أجل استقبال أي إشارة إيجابية تدل على حياة وتخرجه من "الكوما"...
ما ترك "كهل صهيون" معركة ضد العرب الا وخاضها، من بداية وعيه وانخراطه في صفوف عصابات الهاغانا للتنكيل بالفلسطينيين، الى قيادة وحدة 101 المتخصصة في العمليات الإجرامية والتي ارتكبت مذبحة قبية في خريف 1953 والتي راح ضحيّتها 70 من المدنيين الفلسطينيين، وارتكب مجزرة بشعة في اللد عام 1948 حيث حصد أرواح 426 فلسطينياً بعد ان اعتقلهم داخل المساجد وقدم لهم اكواب البول بدل الماء ثم نسف المسجد بمن فيه، وأمر الفلسطينيات بخلع ملابسهن ثم فتح عليهن النار.
الى سيناء والعدوان الثلاثي ومجزرة بحر البقر ودير ياسين واجتياحات لبنان ومجزرة صبرا وشاتيلا واحتلال أول عاصمة عربية، إلى تدنيس المسجد الأقصى في أيلول/ سبتمبر عام 2000 حيث أدى ذلك إلى اندلاع الانتفاضة، وفي حزيران/ يونيو 2002.
بعد كل هذا يأتينا وزير خارجية "بلفور" ليطلب الدعاء له، وربما لأشياء أخرى... ربما أصابه "جنون البقر"، لأن "انفلونزا الطيور" لم ترصد في لندن بعد..
وربما اعتقد ان الجو بات ملائماً ليأتي ويقول ما قال من وطن المقاومة.. والشهداء.. والجرحى .. والاسرى..
عيب على كل من يدّعي الانسانية، أن ينسى أطفالنا ونساءنا ورجالنا ـ ولو مضطرين للكلام بالهوية برغم موقفنا منها ـ اللبنانيين من آل فرحات وآل المقداد .. وغيرهم الكثيرين من ابناء صبرا وشاتيلا.
لن تدخلوا الخوف الينا من جديد، نزعنا الذل عنا منذ امد. مزقنا ثوب الخنوع.. جاهزون للشهادة.. والقتال.
لن ترهبونا..
حوّلنا الثياب السوداء رايات عز ترفع في الهيجاء..
لن تكسروا فينا الفرح بما اصابه، لن تمنعونا من الاحتفال بموته وليس شماتة، فنحن ابناء من قال: لا تمثلوا ولو بالكلب العقور.
.. ولكن، يحق لنا ولاطفالنا ان نفرح باكتمال نصرنا في 25 ايار/ مايو 2000، وان نجعله أكثر الايام عنفواناً كشموخ ارزنا.
يحق لنا ان نحتفل بموت جلادنا.. وغاصب ارضنا المحتلة بسلاح نيويورك..
وحتى ينقطع النفس.. سنحيي اعيادنا المجيدة بالفرح والزغاريد وتوزيع الحلوى والسياحة على الحدود، التي دهش أحد الاصدقاء يوم زارنا وشاهدها، متعجباً:
انظروا كيف لا يرفع الصهيوني رأسه تجاه المقاوم، بل يظهر نفسه وكأنه لا يراه، ويلتفت إلينا ليقول لنا لا تقتربوا من الشريط الشائك.
نعم.. انه العمى، وليس فقط بكل الوان الطيف بل وبالبصيرة..
نحن هنا.. ومن هنا .. باقون هنا.. والادعياء مع "شارون" إلى زوال..
مصطفى خازم
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018