ارشيف من : 2005-2008
هذه هي الحرية
هل الحرية هي شعار يرفع، أم أنها واقع يعاش؟
هل هي مشروع يفرض من الخارج أم قيمة تنبع من الفكر الذي تعيش المجتمعات على أساسه في كل تفاصيلها؟
هل هي أداة يحملها غازٍ ليستخدمها وسيلة لفرض هيمنته على بلاد أخرى، أم هي سبيل حياة يقوم القائد بتأكيده وتثبيته في نفوس الناس وفي طريقة عيشهم؟
"الحرية من أكبر النعم الإلهية حيث أن حرية التفكير من فروعها الرئيسية وبدون حرية التفكير لا يتحقق التطور العلمي والفكري والفلسفي".
هكذا يرسم القائد صورة الحرية، هي نعمة إلهية، وهي أساس التطور، وهي من قلب معتقدات أمتنا وليست طارئة عليه.
إنها كلمات الإمام الخامنئي في لقائه الهام الذي شرح فيه الكثير من القضايا الفكرية والسياسية الراهنة.
"يجب عدم إثارة الضجيج مع الذين يطرحون أفكاراً جديدة في الحوزات العلمية والجامعات والأوساط الثقافية والصحفية، وإنما يتعين فسح المجال لتنمية الأفكار".
إنه تأكيد على ضرورة الحفاظ على هذه القيمة الحقيقية التي لا يمكن لمصالح الدول الكبرى أن تجعلها مطيّة يمكن من خلالها النفاذ إلى المجتمعات لتحقيق مشاريعها، إذ "يجب الفصل بين الحرية الحقيقية والمحاولات التي يبذلها العدو تحت شعار الحرية، ويجب عدم فسح المجال للعدو لنشر سمومه الفكرية ومحاولته الإطاحة الصامتة، ولكن هذه القضية ليس لها صلة بضرورة الحرية وحرية التفكير".
هي محددات واضحة لا يمكن أن يتسرب الغموض إليها.
هذه هي الحرية.
محمود ريا
الانتقاد/ بلا مواربة ـ العدد 1167 ـ 23/6/2006
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018