ارشيف من : 2005-2008
ممن تخافون
ما كان المعتكفون يقولونه بات المسببون بالاعتكاف يرددونه، وفي حين كان قول المعتكفين وتيارهم يُعتبر من قبل الآخرين اتهاماً شائناً بلا دليل، بات الآن حقيقة واقعة لا بد من التعامل معها بواقعية.
الذي يمنع الوفاق في لبنان هو الخارج، بوصايته وأوامره وتدخله المباشر.
وهذا الخارج ليس غائماً أو ضبابياً، بل هو واضح ومشخص ومحدد ولا يحتاج إلى من يدل عليه: هو الإدارة الأميركية.. وتابعتها الفرنسية.
عندما قيل هذا الكلام انطلقت العقائر بالحديث عن التشكيك والتخوين، وأخذت وسائل الإعلام تعلق على هذه الفظاعة: كيف يمكن اتهام "الأغلبية السياسية المعبرة عن قرار أكثرية الشعب اللبناني" بأنها تتلقى أوامرها من الخارج؟
اليوم يأتي من يقول إنه لا اعتراض على جملة من ثلاث كلمات: المقاومة ليست ميليشيا.. إلا الاعتراض الأميركي، ولا يمكن للأكثرية الوقوف في وجه هذا الاعتراض.
بصراحة.. بفجاجة، (وربما يمكن إطلاق تعابير أخرى) يقولون ذلك، وعلينا أن نصدق أن السماء ستقع على الأرض إذا خالفنا إرادة المندوب السامي الأميركي.
لماذا إذاً استنفر الجمع عندما قام الشباب يحتجون على الوصاية الأميركية ويطالبون بطرد ممثل هذه الوصاية من أرضنا؟
لماذا لا تجتمع "الأكثرية" مع ما تعتبرها أنها "أقلية" في رفض الوقاحة الأميركية؟
ممن تخافون، وممّ تخافون؟
محمود ريا
الانتقاد/ بلا مواربة ـ العدد 1147 ـ 3 شباط/ فبراير 2006
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018