ارشيف من : 2005-2008
ببغاء مروان
يا مروان على مهلك لمن تترك ناسك وأهلك..
توعى يا مروان توعى.. ولا تستهلك نفسك..
وما لك عند اللبنانيين الذين تعاطفوا معك بعد محاولة اغتيالك فاستنفدت رصيدك عندهم بزلات كبيرة آثروا عدم الرد عليها اشفاقاً عليك، فإذا الواقعة الدامية باتت مظلة تحملها لتنتهك حرمات الآخرين، لكنها لا تعطيك حصانة في الشتم وإيذاء الكرامات، فكل اللبنانيين (باستثناء عملاء "اسرائيل" بالتأكيد) لديهم شهداء كثر وزعماء وسياسيون كبار، شهداء أو شهداء أحياء.
ولعلمك فالشهيد الحي مصطلح نحته من اتخذ الشهادة عنواناً لمسيرته، واستعرته أنت وغيرك من هؤلاء الاساتذة الحقيقيين في لغة الشهادة والانتصار التي تسميها أنت ومن حولك "لغة خشبية"، فلماذا تستعيرونها اذاً.
كالببغاء حملت شعارات بلا مضمون علمك إياها "موحو" ثورة الأرز ومفبركوها لتصف من التقى الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد في دمشق "بالببغاوات"، وأنت تعرف أن أبرز من التقاه ثلاثة من أشرف القوم: قائد المقاومة اللبنانية السيد حسن نصر الله، ورمز المقاومة الفلسطينية خالد مشعل، ورئيس المجلس النيابي اللبناني نبيه بري، أليس هذا إهانة لرمزين عربيين تحمل صورهما الشعوب العربية والاسلامية من جاكرتا إلى طنجة، ولرئيس مجلس نيابي منتخب يمثل كل الشعب اللبناني، ويرمز إلى سيادته التشريعية، وكتلته البرلمانية تحوي جمعاً من كل طوائف لبنان، وهي كتلة أكبر من نصيب بعض الفئات مجتمعة في البرلمان.
أليس في اتهام هؤلاء بالببغاوية خصوصاً بعد انتصار حماس الساحق (ولعل هذا أحد أسباب حنقك وزلتك المقصودة) شتماً للشعب الفلسطيني وللشعب اللبناني، وإهانة لرموز الأمة الأحياء، وهنا أذكرك أن خالد مشعل هو شهيد حي قبلك في معركة الأمة ضد عدوها "اسرائيل" التي ضربته بالسم فنجا بعون الله، وأن السيد نصر الله هو الشهيد الحي الدائم أمام محاولات الاغتيال الاسرائيلية وغير الاسرائيلية.
أليس هذا الوصف الشتمي الذي مارسته عند "وردة" الشرق "(التي تواطأت معك ولم تستغرب أو تنتقد كما هو الواجب ـ واجب الموضوعية والحيادية والنزاهة المفقودة في هذه الأيام)، ما يدخل في باب القدح والذم الذي يعاقب عليه القانون، أم أنك صرت رئيس وحدة "الشتامين" التي أعلن حزبك عن إنشائها قبل أيام، ووكل اليك قيادة غرفتها السوداء مع بعض الشتامين الآخرين.
كنت أظن أن الأمر زلّة عابرة، لكن تواطؤ المذيعة المسرورة بكلامك وإعادة بثه تكراراً، وعدم اعتذارك منع الآخرين من "بلع" سهمك المسموم (هل يستأهل خالد مشعل وحسن نصر الله ألد عدوين لاسرائيل كل هذا التحريض والتعبئة المسمومة من وسائل اعلامكم المتضامنة في غرفها السوداء كقطاع عام موحد) كدت أظن أولاً أن ما قاله زعيمك وليد بك في تبريره لبعض "زحطاتك" السابقة صحيح.. "مروان فقد عقله لأن جرحه أكبر من عقله"، لكن بعد الذي جرى لم نجد عاقلاً واحداً يردع من فقدوا عقولهم بالجملة في حفلة الجنون المستمرة، وآخرها طلب التدخل الأجنبي من "الاشتراكية الدولية" في لبنان: أليست هذه دعوة لجعل لبنان مسرحاً للآخرين وتدخلاتهم، تجعل شعار السيادة والحرية والاستقلال ببغاوياً.
عجيب من هذه "الاشتراكية" اللبنانية المتميزة التي توالي عتاة الرأسماليين المحليين والدوليين، وزير الاشتراكي حامل لواء خصخصة رأسمالية للاتصالات أليس التقدم والاشتراكية عندك شعاراً ببغاوياً ممجوجاً.
يا مروان على مهلك.. أين أنت من رميريس بطل بوليفيا الاشتراكي الصادق الذي لم يغدر بأهله ومقاومته، فجاء عبر الانتخاب لمحاربة اميركا وهيمنتها.
أين أنت من هوغو شافيز واشتراكيي فنزويلا، وأين أنت من صمود اشتراكية كاسترو أمام الغول الرأسمالي القريب، أما دفاعك عن سعد الحريري وما قاله فهو يدينك اذ لو كنت صادقاً معه لما أفشلت اتفاقاته التي عقدها في السعودية لحل الأزمة الحكومية، وكسرت كلامه وحاولت أنت وجماعتك أن تهز مصداقيته، فهذا عمل غدر وغباء لا عمل وفاء، يا مروان عا مهلك..
لماذا تنقلب على أهلك وتسلخ جلدك وتبدل دمك وتنحر أمتك فقد سبقك الى فلك المشروع الاميركي زعماء وشاهات وملوك ورؤساء وتجار صغار في الصحافة والسياسة، لكن عند مصلحة اميركا باعتهم واشنطن وتركتهم لمصيرهم مكشوفين عراة.. على مزابل التاريخ، وليس فقط كنّاسين على مزبلة نيويورك.
حسين رحال
الانتقاد/ خلف القناع ـ العدد 1147 ـ 3 شباط/ فبراير 2006
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018