ارشيف من : 2005-2008

قباطنة يفرون عند اول خطر

قباطنة يفرون عند اول خطر

كيف يمكن إيجاد رابط بين ما أصاب ركاب العبارة المصرية التي غرقت في البحر الأحمر، وما يحصل هذه الأيام في لبنان؟‏

ما أدى إلى غرق العبارة ومقتل المئات من ركابها، هو سلسلة من الأخطاء والتجاوزات التي تبدأ من كون السفينة باتت بحاجة إلى صيانة شاملة، وربما إحالة إلى التقاعد، وإهمال الطاقم الذي زاده فظاعة فرار القبطان منذ اللحظة الأولى لظهور خطر الغرق.‏

المشكلة معقدة إذاً، فكيف إذا صح ما يقوله الكثيرون، من أن الكارثة "قومية"، وأن الشركة التي ارتكبت هذا الكمّ من المخالفات مرتبطة بأناس "فوق.. فوق"، لا أحد يستطيع محاسبتهم أو الوقوف أمام أوامرهم.‏

هل يذكّر هذا الوضع اللبنانيين بشيء؟‏

هل يوحي لهم بـ"قباطنة" يفرون عند أول خطر، تاركين "الركاب" بين أنياب البحر؟ وبمسؤولين غير مسؤولين يتكلون على دعم الـ"فوق.. فوق"، فلا يهتمون فعلاً بأمور الذين هم تحت؟‏

هل نحن أمام كارثة غرق لبنانية، أم نحن أمام تجربة إنقاذ ستسمح لجميع الركاب بالوصول بسلام؟‏

لقد غرقت العبّارة في البحر لأن أحداً لم يتدخل لوقف سلسلة الأخطاء التي أوصلت إلى هذه النتيجة.‏

وفي لبنان الوضع ليس كذلك، فهناك ربابنة مهرة ومخلصون، قرارهم أن يكون القبطان هو آخر من يترك السفينة المهددة بالغرق.. عسى أن يتمكن من إنقاذها.‏

بين هنا وهناك، الوضع مختلف تماماً.‏

محمود ريّا‏

الانتقاد/ بلا مواربة ـ العدد 1148 ـ 10 شباط/فبراير 2006‏

2006-10-30