ارشيف من : 2005-2008
سفير الفتن المتنقلة
مثل كل سفراء دولة الشر في العالم، يلعب زلماي خليل زاده دور فتيل الإشعال للفتن المتنقلة من أفغانستان إلى العراق، فبالامس كان يريد الحرية للعراق يوم جاء اليه من بلد "المنشأ" أفغانستان، النموذح الاول للديموقراطية الاميركية بعد تفجيرات 11 أيلول/ سبتمبر.
من هو زلماي خليل زاده؟
ولد زلماي خليل زاده في مزار الشريف في شمال افغانستان في عائلة تنتمي الى قبائل البشتون.
بدأ دراسته في ليسيه غازي ـ ملك أفغانستان ـ في كابول ثم هاجر الى الولايات المتحدة طالباً في ثانوياتها ضمن برنامج التبادل، ثم حصل على الدكتوراه من جامعة شيكاغو في الولايات المتحدة وتزوج من أميركية تعمل ضمن فريق مؤسسة "راند".
ثم عمل مديرا في شركة نفط أميركية كبيرة هي شركة "يونوكال"، ثم تدرج في وظائف وزارتي الخارجية والحرب في عهد الرئيسين ريغان وجورج بوش الأب.
وفي عهد الرئيس الابن جورج بوش شغل خليل زاده عملا في مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض الذي كانت ترأسه في ذلك الوقت "كوندوليسا رايس" فبل ان تصبح وزيرة للخارجية، وتخصص زلماي زاده في شؤون منطقتي الخليج وآسيا الوسطى.
أبرز اساتذته سياسيا تاجر النفط نائب الرئيس الاميركي ديك تشيني الذي عمل معه يوم كان الاخير وزيرا للدفاع، وكان وقتها مستشاراً لأبرز شركات السلاح الاميركية.
تقول عنه معلمته "بأن له مقدرة واضحة في التوفيق بين الآراء المتناحرة وفي تحقيق نتائج في ظل اوضاع صعبة".
قبل غزو العراق في آذار/ مارس 2003 كان زلماي خليل زاده مبعوثا أميركيا الى ما سمي في ذلك الوقت بالعراقيين الأحرار، في إشارة الى بعض المعارضة العراقية في المنفى.
وكتسويق لديموقراطية سيده يعرّف زاده بصاحب أرفع مركز يحتله مسلم في الولايات المتحدة حتى يومنا هذا.
هو عضو في مشروع التحضير للعصر الاميركي الجديد (PNAC).
عمل في الثمانينيات ضمن فريق تدريس العلاقات العامة والدولية في جامعة كولومبيا، حيث عمل مع زبيغينو برجنسكي مهندس علاقات الرئيس الاميركي السابق جيمي كارتر مع "المجاهدين" الافغان.. وقتها.
قبل كمستشار لسنة واحدة في وزارة الخارجية الاميركية حيث عمل مع بول ولفوفيتز. ثم عين مستشارا رئيسيا في موضوع الحرب السوفياتية على افغانستان وكذلك الحرب العراقية الايرانية، وفي بداية التسعينات رأى في "طالبان" قوة التوازن من اجل استقرار افغانستان وشكل الرافعة لها.
قاد حركة التغيير في وزارة الحرب الاميركية في عهد بوش ـ تشيني حيث عمل مستشارا لدونالد راميسفيلد، ليحولها إلى مركز خدمات للمحافظين الجدد.
وفي العراق يبدو أنه يلعب الدور نفسه، فيدعم الفريق الذي يريد التوتر المستمر بدل الاستقرار، من هنا يمكن فهم البلبلة التي يتخبط فيها العراق.
زارع الفتنة في أفغانستان، يعيد تجربته في العراق على أمل أن تنبت شتلة تلعب نفس الدور، لكن الوعي العراقي يثبت حتى اليوم أن هذه البذرة منتهية الصلاحية، وآخر نماذج فشلها استيعاب العراقيين لمجزرة حسينية المصطفى.
مصطفى خازم
الانتقاد/ خلف القناع ـ العدد 1155 ـ 31 آذار/مارس 2006
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018