ارشيف من : 2005-2008
العائد
مصطفى خازم
بعد عشرة أعوام مرت على توليه رئاسة الوزراء في إيطاليا لأول مرة، عاد رومانو برودي بالأمس إلى حلبة الصراع الإيطالي على رأس تحالف جديد بعد فوزه في الانتخابات التي جرت قبل أيام.
يوم غادر برودي منصبه بعد انهيار التحالف اليساري الذي كان يدعمه، لم يذهب برودي بعيداً، فقد انتقل إلى رئاسة المفوضية الأوروبية ليحمل الرقم عشرة في لائحة من تولوا هذا المنصب.
ولد رومانو برودي في ريغو إيميليا في التاسع من آب/ أغسطس 1939.
حاصل على درجة الدكتوراه في القانون من الجامعة الكاثوليكية في ميلان، أردفها بدراسة الاقتصاد في مدرسة لندن للاقتصاد.
عمله كأستاذ وباحث أكاديمي فتح له باب زيارات أكاديمية الى جامعات "ستانفورد" و"هارفرد" في الولايات المتحدة.. كما شغل منصب أستاذ في جامعة بولوغنا، حيث أمضى تسعة عشر عاماً في التدريس.
في منتصف السبعينيات بدأ دخوله إلى الساحة السياسية الإيطالية، وعُين وزيراً للصناعة في العام 1978.
تنقل في عدة مناصب بين الأعوام 1980 و1990، تولى خلالها منصب المدير العام لأكبر المؤسسات الحكومية الصناعية التي تدير أكبر شركة للمعلومات.
تعرّض مرتين للتحقيق بتهمة الفساد خلال هذه الفترة: المرة الأولى بتهمة الانحياز لمصلحة شركة الأبحاث التي يملكها، والثانية بتهمة التسبب بالخسارة في صفقة بيع إحدى المؤسسات الغذائية، لكنه في كلتا الحالتين نال حكماً بالبراءة.
في العام 1995 أصبح زعيم تحالف الزيتون اليساري الذي أوصله في العام 1996 الى منصب رئيس وزراء إيطاليا.
لم يستمر في الحكم طويلاً، فقد سقطت حكومته في العام 1998 بعدما سحب حزب التأسيس الاشتراكي دعمه له. وكان سقوطه دراماتيكياً، حيث حُجبت الثقة عنه بعد أول تصويت على نزعها، وهو ما لم يحدث في تاريخ إيطاليا البرلماني قط!
ذهب برودي الى منصب رئيس المفوضية الأوروبية وبقي فيه إلى ان استطاع تأمين تحالف العودة.
فاز تحالف حزب الزيتون في الانتخابات الإيطالية وعلى طريقة صانع الأحذية الإسباني ثاباتيرو، ـ للمناسبة كلمة ثاباتو تعني "صباط"، وهو تعبير عامي لبناني يطلق على الحذاء ـ وأعلن ان أول عمل سيقوم به عند الوصول الى الحكومة هو سحب قواته من العراق.
الارتداد الى الداخل مجدداً صبغة بدأت تلوّن الحياة الأوروبية التي قادها برودي على مدى عشرة أعوام.
ماذا سيبدل برودي في السياسة الإيطالية بعد فوزه؟
توقعات كثيرة، لكن أبرزها إعادة إحياء الرابط الأوروبي لإيطاليا، والنأي بموقف إيطاليا عن الموقف الأميركي وسحب القوات الإيطالية المنتشرة في العراق وعديدها ثلاثة آلاف جندي "في أسرع وقت ممكن بالتشاور مع السلطات العراقية".. والعودة إلى الخط التقليدي باعتماد موقف أكثر توازنا بين الفلسطينيين وكيان العدو.
حليف آخر لامبراطور الشر يسقط.. بعد فضائح المخابرات والمعلومات المختلقة وانتصارات أميركا اللاتينية، بدأت تلوح في قلب أوروبا، فهل يكون برودي المسمار الجديد في نعش إدارة بوش؟
الانتقاد/ خلف القناع ـ العدد 1157ـ 14 نيسان/ أبريل 2006
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018