ارشيف من : 2005-2008

اجمع... تَسُدْ(3)‏ قرار فوق العادة

اجمع... تَسُدْ(3)‏  قرار فوق العادة

نجوى مارون‏

بعدما طمأن "حزب الله" "الوطني الحرّ" بشأن سلاحه أنه موجّه ضد الاحتلال الاسرائيلي ولن يتخطّى ‏الأرض اللبنانية، يبقى هاجسه بند في القرار 1559 والذي ينصّ على نزع سلاحه، الا ان "حزب ‏الله" ارتاح بعض الشيء لكلام عون الذي يقول بتسليم السلاح لا بنزعه، معتبراً أنه الوحيد ‏الذي يستطيع أن يتفهّم معنى المقاومة والشهادة من اجل الوطن.‏‏

في المقابل، تبقى قضية رئاسة الجمهورية مركزية بالنسبة لـ"الوطني الحرّ" الذي له الحق بأن ‏يفكّر بترشيح الجنرال، و"حزب الله" في هذه النقطة يؤيد التيار تأييداً مطلقاً معتبراً أن ‏المسلمين اختاروا بأنفسهم رئيسي مجلس النواب والحكومة، فمن حق المسيحيين وتحديداً "الوطني ‏الحرّ"، الذي له امتداداته على مساحة الوطن كله وليس فقط عند المسيحيين، أن يكون له ‏الكلمة الفصل في انتخابات رئاسة الجمهورية.‏‏

كيف يمكن اذاً، أن يتساعد "الوطني الحرّ" و"حزب الله" في ملفي نزع السلاح ورئاسة الجمهورية، ‏بعدما بدا التفاهم والتفهّم بين الطرفين، وهذا "الغزل" قد يؤدي الى تأسيس طروحات قد ‏تساعدهما على تحقيق الأهداف بالتشاور والتنسيق مع حلفائهما.‏‏

‏"ضرب جنون".. يحلو "الجنون" مع عون ونصرالله.‏‏

‏1ـ نزع السلاح: سطّر "الوطني الحرّ" مسيرته بالنضال والقتال والتحرير والشهداء والنفي ‏والاعتقالات والضرب. فمن هذا المنطلق بمقدوره أن يبتكر صيغة دستورية تشرعن السلاح المستمدّ ‏من الحق والقضية المشروعة التي لا تتصادم مع مفهوم السيادة، فماذا يمكن أن يفعل؟‏

بما أن "الوطني الحرّ" مقتنعاً أن الدولة تعيش فراغاً لجهة قدرتها على توفير الحماية للوطن ‏وللشعب، فعليه ان يسعى الى انشاء مؤسسة سيادية لتوفير الحماية او تسهم بتوفيرها الى جانب ‏المؤسسات العسكرية والأمنية النظامية طالما أنها ستشرّع بموجب قانون.‏‏

‏2ـ في رئاسة الجمهورية: "حزب الله" وبعدما "أحسّ بالسخن"، لأن من أعطاهم اصواته في ‏الانتخابات النيابية يغرّدون خارج السرب رغم كل التطمينات التي يسمعونها، يرى اليوم ‏مصلحة في السعي لاعادة الاعتبار للتوازن في المؤسسات الدستورية بدءاً من المجلس النيابي ‏والحكومة، والاهم انه وضع في اولوياته قضية رئاسة الجمهورية لانه مقتنع ان عون هو الرئيس ‏الماروني الانسب لهذه المرحلة اذا ما جرت الانتخابات قبل سنتين او بعد سنتين.‏‏

فالحزب الملتزم بعدم بحث الاستحقاق الرئاسي قبل سنتين، شأنه شأن الجنرال الرافض لفكرة ‏اسقاط لحود في الشارع كون المشكلة في التركيبة السياسية لا في لحود، فأن هذا الموضوع يبدو ‏محسوماً الاّ اذا استقال لحود طوعاً، ما يستتبع اختيار رئيس بالتوافق، عندها يعود للحزب ‏وضع معادلة تفاهم مع التيار توصل عون الى بعبدا، لا بالتفرّد، بل بالتوافق مع الأطراف ‏الأخرى.. اللهمّ ان تلتزم جميع الأطراف الاخرى بتعّهداتها.‏‏

المصدر: جريدة الديار 10122005‏

2006-10-30