ارشيف من : 2005-2008
تعليقات الصحف اللبنانية لهذا اليوم 14/12/2005
صحيفة الديار:
كتبت "الديار" تقول ان الحزن لفّ أمس لبنان على غياب علم من أعلام الصحافة اللبنانية الذي قضى استشهادا في سبيل مبادئه ومواقفه. جبران تويني ابن الزميلة العريقة النهار، يشيّعه اللبنانيون اليوم بمسيرات وتجمعات حاشدة من كل المناطق اللبنانية في وداعه الأخير، حيث سيفتقد له الكثيرون من زملائه الإعلاميين والنواب والمثقفين والمفكرين وأصحاب الرأي الحر والشجاع. من جهة اخرى، عقد مجلس الأمن أمس جلسة علنية استمع فيها الى التقرير الثاني لرئيس لجنة التحقيق الدولية القاضي ديتليف ميليس، حيث قدم ميليس شرحا اعتبر فيه ان سوريا لبّت مطالبنا بعد الكثير من التردد والمماطلة في قضية الاستجواب، واذا بقينا على هذه الوتيرة فإن التحقيق قد يستمر سنة او سنتين. وفي ردّ للمندوب السوري فيصل المقداد جدد فيه التأكيد على التعاون السوري الكامل، رفض المقداد اتهام ميليس لدمشق بالتباطؤ. وقال اننا لا نتفق مع ما ورد في التقرير من عبارات غير دقيقة تشير الى افتراض الشبهة والاتهام المسبق قبل اقامة الدليل على هذا الاتهام. الى ذلك، فقد اتصل الرئيس السنيورة هاتفيا بالأمين العام للأمم المتحدة حيث طلب منه أنان طلبا رسميا من الحكومة اللبنانية حول قرارها بطلب محكمة ذات طابع دولي للنظر فيه، حيث علم ان وزارة الخارجية بدأت إعداد هذه الرسالة لتزويد الأمم المتحدة بها. يشيع اليوم النائب الشهيد جبران تويني في مأتم رسمي وشعبي حاشد في ساحتي النجمة والشهداء وسط استمرار ردود الفعل المحلية والعربية والدولية الشاجبة لهذه الجريمة والداعية الى الاقتصاص من المسؤولين والجهات التي نفذتها. وفي خضم هذه الاجواء التي تخيم على البلاد بدا المشهد السياسي اللبناني يتجه الى مزيد من التأزم والتشنج في ظل تصاعد حدة المواقف التي اطلقها البعض على وقع الجريمة، وعودة اصطفاف قوى 14 اذار امس تحت شعارات سياسية متعددة لعل ابرزها اعادة فتح ملف الدعوة الى اقالة او استقالة رئيس الجمهورية، والتأكيد على دعم الحكومة في قراراتها المتعلقة بطلب انشاء محكمة ذات طابع دولي في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري وتوسيع التحقيق الدولي ليشمل الجرائم التي جرت منذ محاولة اغتيال الوزير مروان حماده. ورغم تكثيف الاتصالات والمساعي لمعالجة ذيول ما حصل في مجلس الوزراء لجهة هذه القرارات التي اتخذت وتعليق وزراء حركة "امل و"حزب الله عضويتهم في الحكومة، فان المخارج لهذه الازمة لم تتوفر حتى مساء امس بانتظار المزيد من المشاورات والمداولات المباشرة او عبر الموفدين الذين نشطت حركتهم في كل اتجاه. في هذا الوقت سارعت الادارة الاميركية وفرنسا وبريطانيا الى الترحيب بقرارات مجلس الوزراء اللبناني، وحرصت على الاعلان عن دعمها لمطالب الحكومة اللبنانية لدى مجلس الامن الدولي الذي كان يتهيأ للانعقاد ليلا من اجل مناقشة التقرير الثاني للقاضي ديتليف ميليس رئيس اللجنة الدولية التي تحقق في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري. وفي شأن قرار مجلس الوزراء اجرى رئيس الحكومة فؤاد السنيورة مساء اول امس اتصالا هاتفيا بالامين العام للامم المتحدة كوفي انان ووضعه في صورة هذا القرار. وقد طلب انان تزويده بالمقررات الرسمية لمجلس الوزراء اللبناني في هذا الخصوص، حيث ستعمد الدوائر المختصة في وزارة الخارجية اللبنانية على اعداد رسالة رسمية في هذا الصدد. وتابعت "الديار" انه غداة قرار مجلس الوزراء بالطلب الى مجلس الامن الدولي انشاء محكمة ذات طابع دولي وتوسيع التحقيق الدولي حرص السفير الاميركي جيفري فيلتمان على ابراز استعداد مجلس الامن للتجاوب مع أي طلب تتقدم به الحكومة اللبنانية، مشيراً الى "أن المجتمع الدولي يتطلع الى دعم لبنان في الأيام والاسابيع المقبلة وقال "اننا نتطلع الى تسلم الطلب الرسمي اللبناني، واننا ننظر بايجابية لاي طلب تتقدم به الحكومة اللبنانية طالبة دعم الامم المتحدة وبينما كانت تجري الاتصالات والمساعي لمعالجة أزمة وزراء "أمل "وحزب الله في الحكومة، كانت قوى 14 آذار تحتشد في اجتماع موسع في جريدة "النهار في حركة لاظهار إستعادة زمام الامور والمبادرة الى مزيد من الخطوات الهجومية السياسية. ولفت ان "التيار الوطني الحر "بزعامة العماد ميشال عون حضر القسم الاول لهذا الاجتماع رغم عدم دعوته الى اجتماع لجنة المتابعة اول امس وانسحب قبل الدخول في مناقشة المواضيع المطروحة على البحث وقبل تلاوة بيان هذه القوى، الأمر الذي يظهر بوضوح التباين في الرأي بين التيار والقوى الأخرى.
ويشار الى أن الهيئة التنفيذية للتيار رحبت بقرار الحكومة توسيع التحقيق الدولي في كل جرائم الاغتيال او محاولات الاغتيال، لكنها طالبت بأن "تمتد رقعة شمول هذا القرار الى كل الجرائم التي ارتكبت منذ منتصف السبعينات حتى اليوم لما بينها جميعا من ترابط في الطبيعة والاستهدافات ومع استحضار جسمها ووحدتها من جديد طالبت قوى 14 آذار رئيس مجلس النواب بدعوة مجلس النواب الى عقد جلسة استثنائية لطرح "المشكلة الناجمة عن استمرار رئيس الجمهورية الممددة ولايته قسراً وبارادة سورية وخلافا لاحكام الدستور، الامر الذي يعطل عمل السلطة الاجرائية ويساهم في استمرار الازمة "، وكذلك لبحث "الوضع الخطير الناجم عن استمرار مخطط الارهاب والتخريب كما طالبت الحكومة بتحريك القضاء "للتحقيق مع الاطراف المرتبطة بالنظام السوري السابق والتي لا تزال تعمل على اثارة الفتن وتغطية كل ما تقوم به بقايا هذا النظام في لبنان وتضليل التحقيق وتمنت على قيادتي حزب الله وحركة"امل" العودة عن قرارهما تعليق مشاركتهما في الحكومة. واكدت على "التمييز بين الشرعية الدولية التي يشكل لبنان جزءا منها والوصاية الخارجية التي يجمع اللبنانيون على رفضها ودعت هذه القوى اللبنانيين الى الاضراب العام والتوقف عن العمل والدراسة اليوم حدادا على الشهيد تويني.
اما على صعيد المساعي المكثفة التي جرت لمعالجة الموقف الناجم عن تعليق وزراء "امل "وحزب الله عضويتهم في الحكومة فقد سجلت اتصالات ومشاورات على غير صعيد. وشهدت عين التينة حركة ناشطة في هذا الخصوص حيث استقبل الرئيس بري بعد ظهر امس الوزيرين مروان حمادة وغازي العريضي، اللذين اكدا على استمرار الحوار من دون ان يرشح عن الاجتماع اي شيء. وكانت اتصالات جرت مع الرئيس بري من قبل عدد من النواب وبينهم النائب وليد عيدو الذي نقل لقوى 14 آذار ان الرئيس بري ابلغه ان حركة "امل "لم تدع الى الاجتماع ولو دعيت لكانت لبت الدعوة واوضح النائب بطرس حرب انه لم توجه دعوات الى اي طرف لمثل هذاالاجتماع. وعلم من مصادر مطلعة انه جرت خلال المشاورات محاولات طرح تسويات وصيغ لموضوع المحكمة ذات الطابع الدولي خصوصا ان قرار مجلس الوزراء لحظ اجتماعها في لبنان او خارجه، كما ان عبارة ذات طابع دولي تحمل تفسيرات عديدة الامر الذي يشجع على التوصل الى صيغة تجمع بين الاقتراح الذي كان ردده الرئيس بري حول انشاء محكمة مختلطة واقتراح اخر اعده النائب بهيج طباره. اما في خصوص توسيع التحقيق الدولي ليشمل جرائم الاغتيال الاخرى فإنه لم ترشح أية معلومات حول صيغ معينة طرحت في صدده.
كذلك تكثفت الاتصالات باتجاه الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الذي تلقى اتصالات من رئيس كتلة تيار المستقبل النائب سعد الحريري غير ان هذه الاتصالات التي استمرت ليلا لم تؤد الى حل واضح حتى الان. واشارت المصادر الى بوادر عدم اندفاع الوزراء المنسحبين نحو الاستقالة غير ان وزير الطاقة محمد فنيش اعلن ان القرارات في المواضيع المصيرية يجب الا تؤخذ على قاعدة الاغلبية والاقلية. وتساءل فنيش عما اذا كان المطلوب الوصول الى طلب حماية دولية بعدما طلبنا مساعدة في الامور الامنية والقضائية والسياسية والاقتصادية وقال ان قرار الامس كان يحتاج الى مزيد من المداولات الا ان بعض الاطراف ارادت الاستفادة من جلسة مجلس الامن الدولي لإصدار هكذا قرار. واكد الوزير فنيش انه داوم امس في مكتبه في الوزارة مدرجا ذلك في اطار وجوب متابعة مصالح الناس وادارتها. وردا على سؤال اكد فنيش ان لا نقاش في موضوع موقف وزراء "حزب الله بتعليق المشاركة في الحكومة. اما بموضوع العودة او الاستقالة فهذا ما ندرسه. مؤكدا ان القرار النهائي سيتخذ في وقت قريب.
الوزير العريضي
وبعد لقائه والوزير حماده الرئيس بري، قال ردا على سؤال عن موقف الوزراء الشيعة: هم يداومون في مكاتبهم وقالوا بالامس انهم يعلقون مشاركتهم بانتظار قرار القيادة السياسية ومعلوماتي تقول بأن الاتصالات متواصلة بين القيادات السياسية المعنية وكنا جميعا نتمنى بأن نبقى في هذه الحكومة معا وان نسير باتجاه التضامن والتعاون لمواجهة كل التحديات لان القرارات التي اتخذت هي لمصلحة لبنان. اضاف: واذا كان ثمة هواجس واسئلة نحن اكدنا اكثر من مرة ونجدد التأكيد اننا لن نفرط بثابت من ثوابتنا الوطنية مع زملائنا.
صحيفة السفير :
قالت "السفير" ان لبنان يشيع اليوم شهيد الصحافة النائب جبران تويني في مأتم رسمي وشعبي يقام في وسط بيروت ويسبقه حفل تأبيني في مجلس النواب قبل أن يقام قداس ثم تشييعه الى مدافن مار متر في الاشرفية. واذا كانت الصدمة سائدة في مختلف الاوساط السياسية والشعبية، إلا أن الجدل السياسي حول تداعيات هذه الجريمة الارهابية نقل البلاد الى مرحلة متوترة تشي بمخاطر كبيرة، خصوصاً بعد قرار الحكومة الاخير الطلب الى مجلس الامن الدولي إنشاء محكمة دولية وتوسيع صلاحيات لجنة التحقيق الدولية لتشمل كل الجرائم، إضافة الى جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري. ويبدو أن الاتصالات الجارية لا تزال " محدودة" وتتم في "مناخات شديدة التوتر" بعدما عادت أزمة الثقة لتخيم على العلاقة بين أركان التحالف الرباعي على ما قال ل"السفير" مرجع معني. ومنذ صباح أمس، كان قرار خمسة وزراء تعليق مشاركتهم في مجلس الوزراء على اثر إصرار فريق الاكثرية على طرح الموضوعين محل متابعة سياسية، بالتوازي مع تحرك قوى الاكثرية من خارج الحكومة، في إطار إعادة تحريك العملية السياسية الهادفة الى إطاحة الرئيس اميل لحود، مع إشارة لافتة من حيث توقيتها ومضمونها لناحية "تحريك القضاة للتحقيق مع الاطراف المرتبطة بالنظام الامني السوري السابق والتي لا تزال تعمل على إثارة الفتن وتضليل التحقيق"، خصوصاً أن هذه العبارة جاءت بالتزامن مع معلومات عن نية السلطات الامنية القيام بملاحقات أمنية وقضائية لقوى وشخصيات سياسية حليفة لسوريا. وقام الوزيران مروان حمادة وغازي العريضي ثم النائبة بهية الحريري بزيارة الى الرئيس نبيه بري لإقناعه (وأن يقنع هو "حزب الله") بالتراجع عن قرار تعليق عضوية الوزراء الخمسة في الحكومة. وقد أبلغ بري الوفد أنه يتابع المشاورات مع قيادة الحزب لاتخاذ الموقف المناسب، لكنه لفت انتباه محدثيه الى أن فريق الاكثرية هو من عمد الى تعطيل محاولة للتوافق على حل وسط لمسألة المحكمة الدولية، وأصر على إقحام بند آخر من دون الموافقة على تأجيله ولو لبضعة أيام. وأبلغ بري زواره بأنه يتحدث باسمه وان بمقدورهم التوجه الى "حزب الله" لسؤاله عن موقفه هو الآخر. وقالت مصادر رئيس المجلس ل"السفير" انه لم يصدر أي قرار بالاستقالة أو الخروج من الحكومة بعد، ولكن هناك أموراً كثيرة حصلت تستوجب المراجعة والبحث والتروي في اتخاذ القرار المناسب، وان تحالف "حزب الله" و"أمل" لا يريد تعطيل الدولة ولكنه لا يريد في المقابل أن يتم تجاوزه. ومساء حصلت اتصالات إضافية مع فريق الاكثرية، وكان واضحاً أن الفريق الشيعي ينتظر ما سوف يصدر عن مجلس الامن الدولي بشأن ما طلبته الحكومة امس. وأوضحت أن الامور ليست بالغة التعقيد ولكن حصلت تطورات يجب أن تكون محل متابعة ومصارحة بين الشركاء. وقالت مصادر بري انه مستمر في اتصالاته مع كل القوى اللبنانية داخل الحكومة وخارجها لأجل التوصل الى تفاهمات حول القضايا الاساسية في البلاد. من جانب "حزب الله" فإن مصدراً قيادياً قال إن الحزب لا يزال عند موقفه، من أن ما حصل في مجلس الوزراء لا يعكس تحالفاً جدياً ولا شراكة فعلية بين الاطراف المكونة للحكومة، وان الحزب تلقى توضيحات من قوى معنية ولكنه لا يعتبرها كافية لأجل التصرف بطريقة مختلفة. وقال المصدر ان اجتماعاً رفيعاً سوف يعقد خلال وقت قريب بين قيادتي الحزب والحركة قبل اتخاذ الموقف النهائي من البقاء في الحكومة أو الخروج منها. لكن الموقف اللافت الذي كان محل متابعة امس هو ما أعلنه النائب وليد جنبلاط الذي انتقل الى مرحلة جديدة في انتقاداته الى دمشق، متهماً "نظام بشار الاسد" بالوقوف وراء قرار قتل كل من ينتقد نظامه في لبنان، وقال في حوار مع "سي ان ان" انه في اليوم الذي قدم فيه ميليس تقريره الى مجلس الامن جاءنا الجواب السوري بقتل جبران تويني، واتهم دمشق بالوقوف وراء مقتل قيادات لبنانية كثيرة بينها كمال جنبلاط والمفتي حسن خالد والرئيس رينيه معوض وصولاً الى رفيق الحريري وسمير قصير وجورج حاوي وجبران تويني، ووصف الرئيس بشار الأسد بأنه "رجل مريض"، وقال ان "هذا الرجل إذا بقي على رأس النظام في سوريا لن يكون هناك استقرار في الشرق الأوسط". وفي تصريحات أخرى أدلى بها مساء قال جنبلاط انه غير معني بمصير النظام السوري وانه شأن للشعب السوري. وتوجه بالكلام الى الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصر الله طالباً منه "حمايتي من الاغتيال لان النظام المجرم في سوريا يقتل كل من ينتقده". وقال جنبلاط انه أرسل حمادة والعريضي إلى بري ولكنه لم يقرر بعد إرسالهما إلى نصر الله وقال: "لقد كنت أول من كسر الحاجز السياسي والنفسي وقلت بدعم المقاومة حتى تحرير مزارع شبعا وإطلاق المعتقلين وتحويل سلاح المقاومة الى جزء من المنظومة الدفاعية للبنان ولا أعرف ما هو المطلوب مني أكثر من ذلك". كذلك توجه بالسؤال الى العماد ميشال عون قائلا: "ماذا يريد عون، هل الموضوع هو الرئاسة أم حماية وتحصين الاستقلال
في لبنان؟". من جانبه قال رئيس الحكومة فؤاد السنيورة انه "وبرغم كل ما صدر وقد يصدر عن سوريا فإنه سيظل حريصاً على سوريا وعلى علاقة لبنان معها لأنها ضرورة وحياة" وأكد عروبة لبنان، وكشف أن لبنان هو من اقترح لجنة تحقيق عربية ولكن سوريا رفضت الامر. أما "قوى 14 آذار" فقد بحثت في اجتماع جديد في مبنى "النهار" امس الوضع في ضوء جريمة اغتيال النائب تويني، واعتبرت ان "النظام السوري يجدد حربه على لبنان التي مهد لها عبر تهديدات سافرة على لسان رئيسه". وطالبت بعقد جلسة استثنائية لطرح مشكلة "استمرار رئيس الجمهورية في ولايته الممددة قسراً وبإرادة سورية وخلافاً لأحكام الدستور". وتمنت على قيادتي "حزب الله" و"حركة أمل" العودة عن قرار تعليق مشاركتهما في الحكومة. ودعت الى إضراب عام اليوم ومشاركة واسعة في التشييع. والطلب الى الحكومة: "تطهير الاجهزة الامنية من بقايا النظام السابق". و"فتح ملف الفساد ولا سيما ملف بنك المدينة لصلته في جريمة اغتيال الرئيس الحريري وتحريك القضاة للتحقيق مع الاطراف المرتبطة بالنظام الامني السوري السابق والتي لا تزال تعمل على إثارة الفتن وتغطية كل ما تقوم به بقايا هذا النظام في لبنان وتضليل التحقيق". وكان وفد من "التيار الوطني" قد شارك في اللقاء تعبيراً عن تضامنه مع "النهار وآل تويني". واعتبرت مصادره "أن ما صدر من مواقف سياسية في البيان يفترض أن يكون لها أطر حوار ومناقشة اخرى وفي جو أكثر هدوءاً". وعلم أن العماد عون الموجود حالياً في روما سوف يختصر زيارته ويعود قريباً جداً الى بيروت. من جهة ثانية، التقى رئيس الحكومة فؤاد السنيورة امس رؤساء تحرير صحف ومديري مؤسسات إعلامية مرئية ومسموعة بحضور الوزير غازي العريضي ونقيبي الصحافة والمحررين محمد البعلبكي وملحم كرم وطالبهم بمساعدة الحكومة على "الترويج لمشاريع الاصلاحات التي تحضر لها الحكومة تمهيداً لمؤتمر بيروت المقبل. ولأجل ضمان نجاح هذه المشاريع، خصوصا أن هناك من عمل سابقاً على تخريب باريس 2 من خلال صراعات ومماحكات سياسية ورئاسية". وتحدث رئيس الحكومة عن واقع البلاد فأعطى جلسة الحكومة امس كدليل على "التحرر" من وهم تعطيل الحكومة، وذكر بأن نقاش الحكومة هو امتداد لنقاش طويل منذ فترة بعيدة وان القرار صدر برغم اعتراض المعترضين. وضرب مثلا على الفساد وعلى الحاجة الى الاصلاح من خلال الاشارة الى الضمان الاجتماعي والكهرباء. ورداً على سؤال عما اذا كان وكيلاً مؤقتاً للنائب سعد الحريري قال السنيورة: "أنا لست ببديل عن غائب ولست وكيلاً مؤقتاً لسعد الحريري وأنا في موقعي بثقة من أعطوني ثقتهم وسأبقى في منصبي طالما استطعت أن أخدم وطني".
صحيفة النهار:
كتبت "النهار" تقول ان اللبنانيين توحدوا امس حول جبران تويني شهيدا، ويتوحدون اليوم في وداعه الى مثواه الاخير رمزا لصلابة الايمان بالحق، ولاستمرار النضال من أجل الاستقلال الكامل والحرية والديموقراطية. من أقصى الجنوب الى اقصى الشمال، ومن بيروت الى البقاع وبينهما الجبل، عبّر أهل الوطن عن التصاقهم برسالة الشهيد التي ثابر عليها حتى آخر قطرة من دمه. الحزن الذي عمّ، والمسيرات التي انطلقت والشباب الذين أعادوا النبض الى ساحة الحرية التي كانت تضج بحضوره، كانت حاضرة في السيل الذي تدفق الى صالة كاتدرائية مار نقولا في الاشرفية معزيا غسان تويني وأفراد العائلة. وكان في مقدم المعزين رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة والبطريرك الماروني مار نصرالله بطرس صفير، وحشد من الشخصيات الرسمية والنيابية والسياسية والدينية والديبلوماسية والاعلامية والاجتماعية، وجمع غفير من المواطنين الذين توافدوا على مدى 8 ساعات من دون توقف. وفي "النهار"، دار الشهيد، كانت قوى الرابع عشر من آذار تحتشد تحت عنوان "هيئة المتابعة لانتفاضة الاستقلال". وشارك في جانب من الاجتماع ممثلون لـ"التيار الوطني الحر" في "بادرة تضامن". وفي البيان الذي صدر عن المجتمعين وتلاه النائب بطرس حرب: "مع جريمة اغتيال شهيد الاستقلال والكلمة الحرة في لبنان والصحافي الكبير جبران تويني يجدد النظام السوري حربه على لبنان التي مهد لها عبر تهديدات سافرة على لسان رئيسه". وعاهد "الشهيد على كسر ليل لبنان الذي يراد له ان يغرق فيه من خلال الاستهداف المتمادي لرجالاته ومناضليه"، ملتزما مع "النهار" شعار: "جبران لم يمت، النهار مستمرة". وأعلن البيان "دعم قرار الحكومة في طلبها من الامم المتحدة انشاء محكمة ذات طابع دولي (...) وتوسيع صلاحيات لجنة التحقيق او انشاء لجنة مستقلة للتحقيق". وطلب من رئيس مجلس النواب نبيه بري دعوة النواب الى جلسة استثنائية من أجل جملة أهداف في مقدمها "بحث الوضع الخطير الناجم عن استمرار مخطط الارهاب والتخريب (...) وطرح المشكلة الناجمة عن استمرار رموز النظام الامني في أعلى مستويات السلطة وتحديدا رئيس الجمهورية الممددة ولايته قسرا وبارادة سورية وخلافا لأحكام الدستور". واذ دعا البيان "اللبنانيين الى الاضراب العام والتوقف عن العمل والدراسة الاربعاء (اليوم)، حدادا على الشهيد الكبير، والى اوسع مشاركة شعبية واسعة في مسيرة تشييعه"، واوضح ان لجنة المتابعة ستعقد اليوم اجتماعا بعد تشييع الشهيد جبران تويني لوضع خطة تحرك". من جهة اخرى اكد رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون تضامنه مع قوى 14 آذار في هذه الاوقات العصيبة، واصفا اغتيال جبران تويني، بأنه"جريمة فظيعة". وفي اتجاه الرئيس بري الذي سيدعو المجلس الى جلسة تأبينية للشهيد تويني ومن ثم المشاركة في تشييعه، تحرك وزيرا الاتصالات مروان حماده والاعلام غازي العريضي واعلن حماده ان المشاورات التي اطلقها رئيس المجلس لن تتوقف بعد الجلسة الاخيرة لمجلس الوزراء. وفي لقاء عقده الرئيس فؤاد السنيورة، مساء امس في السرايا مع رؤساء تحرير ومجالس ادارة وممثلين لوسائل اعلام مكتوبة ومرئية ومسموعة، اعلن "ان الجريمة الارهابية لن تثنينا عن الاستمرار في النهوض، وان المسلسل الاجرامي لن يتمكن من اعاقة حركتنا". وقال: "لن نخاف، اننا في حال مواجهة مع الارهاب الذي لن يزيدنا الا عنادا وصمودا. لقد تخطينا حاجز الخوف وسنكسره ولا بد لهذا الليل من آخر". واوضح رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط، في اتصال مع الزميل مارسيل غانم في برنامج "كلام الناس" الذي بثته مساء امس المؤسسة اللبنانية للارسال، انه اطلع على زيارة الوزيرين حماده والعريضي للرئيس بري "وقد اتصلا بي حول موضوع الاتصال بالسيد حسن نصرالله (الامين العام لـ"حزب الله")، ولم اعط الجواب بعد". ولم يفصح عن طبيعة الاتصال. ثم اضاف: "انا في حماية السيد حسن من نظام بشار الاسد الذي يقتل كل واحد قال "لا" للوجود السوري المافياوي في لبنان (...) قلنا نعم للحوار مع المقاومة وحمايتها، نعم لمزارع شبعا، للاسرى المعتقلين واعتبار حزب الله في المنظومة الدفاعية مع الجيش. ما هو مطلوب اكثر من هذا؟" وزاد: "ان المحكمة الدولية موضوع طويل جدا. ونحن نطالب بالا تنسحب هذه المحكمة على امور في 82 - 83 من (السفير) باكلي الى السفارة (الاميركية)، ولكن اريد ان احمي حالي. ممنوع على الواحد ان يقول لا في البلد والا فسيقتل. هذه هي القصة". ولفت الى انه "اول من نبه السيد حسن او اعطى نصائح له بأن سيارة الميتسوبيتشي (التي استهدفت الرئيس رفيق الحريري) قد تكون خرجت من عندكم واتفقنا على حدود التعاطي. ولكن في النهاية يجب ان يضع السيد حسن نفسه مكاني. انا مهدد وهو مهدد. ولكن انا مهدد اكثر منه. وليس انا فقط، البارحة راح جبران. ومين بكرا على الطريق؟". وردا على سؤال آخر قال: "قوى14 آذار موجودة. ويبقى السؤال موجها الى العماد عون فماذا يريد؟ هل ا
لموضوع معركة رئاسة ام موضوع حماية استقلال لبنان وتحصينه؟ هذا هو السؤال". وفي حديث ليل أمس الى محطة ال"سي. ان. ان" التلفزيونية الاميركية، قال ان أي شخص ينتقد النظام السوري أو الهيمنة السورية سيقتل على أيدي نظام بشار الاسد، داعياً الى معاقبته وإلا لن يعرف لبنان السلام". أضاف: "في اليوم الذي كان يفترض ان يقدم (ديتليف) ميليس تقريره حصلنا على جواب النظام السوري. بالأمس قال الأسد للتلفزيون الروسي انه في حال فرضت العقوبات على سوريا بسبب تقرير ميليس فإن هذا سيزعزع استقرار منطقة الشرق الأوسط بكاملها والعالم أجمع. قال ذلك بالأمس وحصلنا على الجواب اليوم باغتيال جبران تويني. قتل والدي على يد النظام السوري وكذلك عدد من الصحافيين البارزين وأشخاص مثل الرئيس اللبناني رينه معوض، المفتي حسن خالد وغيرهم. هذه المرة الأزمنة تتغير، هذه المرة ينبغي ان يتغير هذا النظام وان يحاكم هذا الرجل "المريض" في دمشق. اذا بقي لن نعرف الاستقرار في الشرق الأوسط. هذه الأنظمة لا تهدد، بل تعدم المرء ثم تبكيه، وكما يقال تسير في جنازته. انه لا يهدد سلفاً، هذه وسيلته وطريقته في التصرف، لهذا أحذّر من أنه اذا بقي هذا الرجل هناك، اذا لم يعاقبه المجتمع الدولي فلن نعرف السلام في لبنان. اعتقد ان النظام السوري سيخترع كل أنواع الاعذار ويخترع مجموعات وهمية. هذا توقيع النظام السوري". ومن واشنطن كتب مراسل "النهار" هشام ملحم ان وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس جددت انتقاداتها لسوريا، وأثنت على جبران تويني "صوتاً شجاعاً من اجل حرية الصحافة وتحرر لبنان من السيطرة الخارجية، والذي قتل بطريقة جبانة في بيروت". وأضافت: "أود ان أقدم تعازيَّ الى عائلة السيد تويني واصدقائه، وان اعبّر عن استمرار دعم أميركا للتطلعات الديموقراطية للشعب اللبناني". نحن نعلم ان صحيفة "النهار"، وأيضاً المواطنون اللبنانيون الشجعان، سيواصلون هذا النضال". وقالت خلال كلمة القتها في مناسبة الاعلان عن برنامج شراكة دولية لتدريب الصحافيين: "نحن نعلم انهم يدركون ان الولايات المتحدة تقف بوضوح وبقوة مع الشعب اللبناني، وان المجتمع الدولي يجب ان يفعل ذلك ايضاً". ووجهت انتقادات الى سوريا في خطاب آخر أمام مؤسسة "هيريتاج" للأبحاث، بسبب اخفاقها "في وقف تسلل الارهابيين" عبر الحدود الى العراق، كما انتقدت ايران لدعمها لتنظيمات مثل حركة المقاومة الاسلامية "حماس" و"حزب الله" التي قالت انها "تواصل محاولاتها لخلق صعوبات في أماكن مثل لبنان". وابرزت كبرى الصحف الاميركية خبر اغتيال تويني على صفحاتها الاولى، مشددة على اهمية دوره ودور "النهار" في الدفع لانهاء الهيمنة السورية على لبنان. وكان الاغتيال الخبر الرئيسي لصحيفة "النيويورك تايمس" التي اشارت الى ان العملية كانت مخططة بدقة. وبعدما اشارت الى دور تويني في "النهار"، الصحيفة الاكثر اهمية في لبنان"، اضافت ان كثيرين من اللبنانيين يعتبرون الاغتيال "جزءاً من خطة اوسع لاخراس وسائل الاعلام المناوئة لسوريا في لبنان". ولفتت الى انه على الرغم من اهمية الانتماءات الطائفية في لبنان، الا ان سمعة جبران تويني هي لرجل كان دوما "يحدد نفسه في هذا المجتمع الطائفي جدا كلبناني اولا". وتحدثت صحيفة "الواشنطن بوست" عن سمعة جبران تويني صحافيا شجاعاً وصريحاُ ومثيراً للجدل، واستشهدت بمقابلة اجرتها معه في تشرين الأول قال فيها ان النظام السوري لم يقدم أي شيء لسوريا او للبنان او للمجتمع الدولي، مضيفا: "هذا النظام وعد بالكثير، وكذب كثيرا ولم يقدم اي شيء ، هذا النظام يعيش على المافيات، وعلى تبييض الاموال، والاتجار بالمخدرات، ويعيش على الفساد". ورأت صحيفة "لوس انجلس تايمز" ان اغتيال جبران تويني سيعزز الدعوات القديمة للنواب المناوئين لسوريا الى التخلص من الرئيس اميل لحود، ولتأليف محكمة دولية لمحاكمة المسؤولين عن اغتيال الرئيس الحريري. ووصفت الصحيفة مشاعر الفجيعة التي عمت بيروت بعد انتشار خبر اغتيال جبران تويني ومظاهر الكآبة واليأس والارتباك التي سيطرت على شوارعها. ورسم المقال صورة مؤثرة لمكاتب "النهار" وافراد اسرتها الذين تجمعوا حلقات صغيرة حول مكاتبهم المكشوفة ينتحبون ويواسون انفسهم ويتكئون على اكتاف بعضهم البعض، بينما صور زميلهم الشهيد سمير قصير لا تزال على طاولاتهم. ونسبت الصحيفة الى المحامي شبلي ملاط قوله: "هذه حرب مفتوحة من القيادة السورية على هؤلاء الناس، ومن خلالهم ضد لبنان بكامله". ودان "فريق العمل من اجل لبنان" جريمة اغتيال جبران تويني "الذي كان يعبّر عن آرائه بشكل صريح وواضح"، واكد "ان حرية التعبير والصحافة جوهرية لأي مجتمع ديموقراطي"، واضاف: "إن مقتل جبران تويني لن يخرس الشعب اللبناني الذي يتطلع لان يكون حراً". وفي باريس، قال وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست - بلازي خلال مؤتمر صحافي، ان فرنسا على استعداد لدعم مطالب الحكومة اللبنانية في مجال إلقاء الضوء على ملابسات اغتيال تويني. واضاف: "يهمني التشديد على التزا
م فرنسا التام الوقوف بجانب السلطات اللبنانية لكشف كل ملابسات هذا الاغتيال البشع (...) سندعم المطالب اللبنانية لدى المجتمع الدولي". الا ان دوست بلازي بدا اقل حسماً حيال طلب بيروت انشاء محكمة دولية للنظر في اغتيال الرئيس رفيق الحريري وتوسيع التحقيق الدولي ليشمل عمليات الاغتيال الاخرى التي هزت لبنان اخيراً. ورداً على سؤال عن هذه النقطة، قال "فرنسا تبقى مستنفرة الى جانب السلطات اللبنانية لكشف ملابسات كل هذه الاعتداءات، كائناً من كان القتلة وحيثما كانوا، ولاستجابة مطالب هذه السلطات". واضاف ان باريس تؤيد تمديد مهمة لجنة التحقيق الدولية في اغتيال الحريري برئاسة القاضي الالماني ديتليف ميليس لمدة ستة اشهر. واشار الى ان مجلس الامن سيستخلص خلال الاطلاع على تقرير ميليس، نتائج عمل اللجنة وسيؤكد تجديد مهمتها. وشدد على عدم وجود اية "اجندة" سرية، مشيراً الى ان فرنسا لا تسعى الى استغلال القرار 1636 سياسياً او لتسييس التحقيق "ولكن غياب العقاب قد تترتب عليه عواقب سياسية اخطر بكثير من تسليط الضوء على الحقيقة في عملية اغتيال الرئيس الحريري". وقال: "ليس هدفنا زعزعة الاستقرار السياسي في سوريا، لكننا لن نسمح بأن يهدد اي جار كان استقرار لبنان". ولفت الى اهمية الضغط الدولي وعمل المجتمع الدولي، الذي كان وراء القرار 1559 الذي بفضله خرجت القوات السورية من لبنان، وجرت اول انتخابات اشتراعية من دون وجود قوات خارجية". وقال: "بفضل تحرك المجتمع الدولي تمكنا من تحقيق انسحاب القوات السورية من لبنان واجراء انتخابات، وهذا التحرك ايضاً ادى الى اتخاذ القرار 1559 الذي يطلب ايضاً نزع سلاح حزب الله والميليشيات الفلسطينية، ولكن نترك للسلطات اللبنانية اولوية بت هذا الامر". ورداً على سؤال في شأن سلسلة الاغتيالات المستمرة، ومطالبة لبنان بمحكمة دولية قال: "جرائم الاغتيال لا يمكن الا ان نستنكرها، لكن هذه السلسلة التي سأعلق عليها بالقول انه حيال اولئك الذين يحاولون ويريدون زعزعة استقرار لبنان، اقول واكرر تضامننا الكلي مع لبنان. ففرنسا ستبقى متضامنة مع لبنان مهما يكن المجرمون واينما كانوا".
صحيفة البيرق :
قالت "البيرق" ان الظلال الثقيلة التي ارخت بها جريمة اغتيال جبران تويني على كامل الساحة، لم تحجب الاهتمام بلالوضع الحكومي المهتز بشكل ظاهر، خصوصا منذ يوم اول من امس عندما طرح موضوع المطالبة بمحكمة دولية وتوسيع مهام لجنة التحقيق الدولية في جلسة مجلس الوزراء على التصويت، وادى ذلك الى انسحاب وزراء "امل" و "حزب الله" منها اعتراضا على هذا التصويت ، معلقين عضويتهم في الحكومة . وفي اليوم الاول لتعليق العضوية ، داوم هؤلاء الوزراء في مكاتبهم باستثناء الوزير صلوخ الذي الغى كل مواعيده في الوزارة، ولم يحضر اليها .وقد قاموا جميعا باعمالهم بشكل طبيعي . على ان مشاورات جرت بموازاة ذلك مع المرجعيات من اجل بلورة موقف يتم البناء عليه بين مختلف الفرقاء. وكان اللافت امس الاتصال الذي جرى بين الرئيس بري ولقاء البريستول الذي ابلغه عضو "كتلة المستقبل" النائب وليد عيدو ان بري اتصل به معاتبا لماذا لم يوجهوا اليه والى كتلته الدعوة للمشاركة في اللقاء والتشييع ، فردوا التحية باحسن منها متمنين مبادرته في هذا المجال . وقد سبق انعقاد لقاء البريستول في الطبقة الثامنة من مبنى النهار اجتماع بين بري والوزيرين مروان حمادة وغازي العريضي موفدين من رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط . وبدا ان هناك جوا يوحي بوجود استعداد للتغلب على المحنة من خلال قرار ما جرى اتخاذه مبدئيا الا انه ما زال في مرحلة التقييم . وعلمت "البيرق" ان مشاورات حثيثة تمت بين قيادتي "امل و "حزب الله" وهي ستستمر اليوم ، تمهيدا لبلورة موقف نهائي ، مما قرره مجلس الوزراء بعد انسحاب وزرائهما من الجلسة، وذلك قبل ان تنعقد الجلسة الاسبوعية لمجلس الوزراء غدا . ورجحت مصادر مطلعة حصول انفراج في الازمة القائمة باعتبار ان الوقت سيطول من الآن وحتى تشكيل المحكمة التي ستكون مختلطة لبنانية ودولية حسبما كان الرئيس بري قد اقترح كتسوية في هذا المجال، خصوصا ان الجميع يحاذر سلوك طريق الحدة والصدام. وامس اوضح جنبلاط ان حمادة والعريضي اتصلا به خلال لقائهما ببري وابلغاه مناخات ايجابية من شأنها ان تؤسس لمشروع تسوية ينتظر ان يتبلور خلال الساعات الثماني والاربعين المقبلة . وادان جنبلاط في حديث تلفزيوني النظام السوري، داعيا المجتمع الدولي الى معاقبته والا فلن يعرف لبنان السلام. وفي حديث آخر ، اعلن جنبلاط انه اتصل بالسيد حسن نصر الله يطلب منه ومن الرئيس بري حمايته. وامس اصر الرئيس السنيورة على عقد لقاء تشاوري مع رؤساء تحرير الصحف ورؤساء مجالس وادارات التلفزيونات المحلية بحضور وزير الاعلام غازي العريضي وتقيبي الصحافة والمحررين وعلى توجيه رسالة ضد الخوف لخلق حالة استنهاض للبنان . وقال الرئيس السنيورة ان التحديات ضد لبنان واللبنانيين لم تنته، وهو يرى ان الاعلام اللبناني لم يعد اعلام نقل الخبر بل بات مصنعا للرأي العام في لبنان والعالم العربي ، وان لبنان وقيادته الفكرية مستهدفان. وكشف الرئيس السنيورة ان " الاخوان في سوريا " رفضوا لجنة التحقيق العربية. وانا لست مع فرض عقوبات على سوريا وقال : ان وجودي على رأس الحكومة هو لحل ازمة وليس لادارتها، ووجودي ليس مؤقتا ما دام الشعب اللبناني يردني ان استمر على رأس الحكومة. وقد طلب لبنان رسميا مساء امس مجلس الامن الدولي بانشاء محكمة ذات طابع دولي تنعقد في لبنان او خارجه من اجل محاكمة المتورطين بجريمة اغتيال الرئيس الحريري ، كما طالب بتوسيع صلاحيات لجنة التحقيق الدولية لتشمل كل الجرائم التي حصلت منذ محاولة اغتيال الوزير مروان حمادة حتى جريمة اغتيال النائب جبران تويني او انشاء لجنة تحقيق خاصة . واكد البطريرك صفير لزواره انه على رغم ذلك ما زال يؤمن بلبنان وبالحرية ، وشدد على ان يتوحد جميع اللبنانيين وخصوصا المسيحيين في هذه الاحوال الصعبة . بالمقابل ، فان استشهاد جبران تويني اعاد الروح جزئيا الى قوى 14 آذار التي ستلتقي للمرة الاولى لوداعه سياسيا وشعبيا في ساحتي الشهداء والنجمة اليوم .
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018