ارشيف من : 2005-2008

يتصرف على انه «ام الصبي» في تأكيد حرصه على السلم الاهلي ووحدة لبنان

يتصرف على انه «ام الصبي» في تأكيد حرصه على السلم الاهلي ووحدة لبنان

ـ نصرالله يكشف عن قرار اتخذه «حزب الله» باقفال ابواب الفتنة‏

ـ لن ننجرّ الى مواجهة عسكرية لتحويلنا الى ميليشيا والغاء المقاومة‏

كتب كمال ذبيان‏

يخرج زوار الامين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله بانطباع، ان الرجل يتصرف على انه ‏‏«ام الصبي»، فهو حريص على لبنان، حرصه على المقاومة التي لولاها، لما كان التحرير، وبقدر ‏افتخاره بهذا التحرير الذي لم يسبق ان حققه جيش عربي في مواجهة اسرائيل، فانه متشدد في ‏الحفاظ على الوحدة الوطنية التي هي سياج التحرير والمقاومة.‏‏

فالسيد نصرالله الذي يبدو من كلامه امام زائريه، انه اصيب بجرح أليم من خلال المواقف التي ‏صدرت أخيراً، لا سيما من النائب وليد جنبلاط، الذي لم يغلق الامين العام الباب بوجهه لحوار ‏منتظر بعد ان يهدأ رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي من «انفعالاته».‏‏

فالوضع دقيق جداً وخطير، كما يصفه نصرالله، لان هناك مَن يسعى الى دقّ ابواب الفتنة، كما ‏يقول لزواره، لكنه لن يسمح لاحد بفتحها، وسيعمل المستحيل مع كل الاطراف، لاغلاق ابواب ‏الفتنة، التي يراها تطل عبر اكثر من رأس، ولا بدّ من منع حصولها مهما كانت الاثمان.‏‏

وللوقوف بوجه الفتنة، فان ضبط الاعصاب، ومنع الانزلاق وراءها، هو ما يعمل له السيد ‏نصرالله، الذي يؤكد بأن «حزب الله» اتخذ قراراً حاسماً بعدم المواجهة العسكرية، او ان يقوم ‏اي طرف بجره اليها، وهذا خط احمر، لان حماية المقاومة، تبدأ من هنا، اي رفض تحولها الى ‏ميليشيا، كما يرغب البعض عن قصد او عن غير قصد، فمنذ تأسيسها لم تكن المقاومة ميليشيا، ‏ولم تصنف ميليشيا، وهي لم تشترك بحروب داخلية، وكانت تبتعد عنها، اذا سعى اي طرف ‏لايقاعها بها.‏‏

فزوار مقر الامين العام، الذي يأتون اليه للاطلاع على رأيه وقراءته للأوضاع، يسمعون منه، ‏حرصه على ابقاء الاجماع الوطني حول المقاومة، رغم محاولات البعض تشويه موقفها.‏‏

ويقرأ السيد نصرالله، في المحاولات التي تسعى الى استدراج المقاومة الى صراع داخلي، وزجّها في ‏‏«حروب زواريب»، ودفعها الى المواجهة الداخلية مع اطراف لبنانية، انما هي مشروع اميركي، ‏لالغاء صفة المقاومة، واعتبارها ميليشيا وفقاً لنص قرار مجلس الامن 1559، الذي تم الاتفاق ‏مع النائب سعد الحريري على اعتبار انه لا يعني المقاومة، لانها ليست ميليشيا، فان الادارة ‏الاميركية استاءت من هذا الموضوع، وارسل مساعد وزيرة الخارجية الاميركية دايفيد ولش رسالة ‏الى سعد الحريري، يلومه فيها على تبنيه موقف «حزب الله»، على ان المقاومة ليست ميليشيا.‏‏

لذلك، فان هذا التصعيد السياسي والاعلامي، ضد المقاومة، يعتبر نصرالله، انه يصب في هذا ‏الاتجاه الذي يخدم اميركا، التي تستعجل الحكومة تنفيذ القرار الدولي.‏‏

وهذا الرصد للموقف الاميركي، والذي تنبّه له «حزب الله»، هو الذي يدفع بأمينه العام، الى ‏الكلام الحاسم، برفض الانجرار وراء الفتنة، او الانزلاق نحو المواجهة العسكرية، ولكن هذا ‏القرار يجب ان لا يكون من جانب واحد، بل من كل الاطراف الحريصة على السلم الاهلي وحماية ‏المقاومة ووحدة لبنان.‏‏

الديار: 18/1/2006‏

2006-10-30