ارشيف من : 2005-2008
تعليقات الصحف اللبنانية لهذا اليوم الجمعة 20 كانون الثاني/ يناير 2006
صحيفة السفير:
كتبت "السفير" تقو ان الرئيس الجديد للجنة التحقيق الدولية في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري القاضي سيرج برامرتز تسلم مهامه امس خلفاً للقاضي الالماني ديتليف ميليس، وأعلن بعيد وصوله الى المطار امس ان أولويته "ما زالت مساعدة السلطات اللبنانية في تحقيقاتها" وان "اللجنة ستقدم لها المساعدة الفنية المناسبة للتحقيق في الجرائم التي وقعت منذ الاول من تشرين الاول 2004". ومثّل وصول القاضي البلجيكي الخرق الوحيد للجبهة الداخلية المستنفرة على خلفية السجالات القائمة والتي تنتظر محاولات حثيثة لتوفير مناخات حوارية جديدة بين فريق الاكثرية من جهة والتحالف الشيعي من جهة ثانية، وسط مؤشرات على وجود "استعداد عملي" لهذا الحوار وقد يكون الحل منطلقاً من "الحوار الوطني" الذي دعا اليه رئيس المجلس النيابي نبيه بري.
في غضون ذلك، ينعقد مجلس الامن الدولي اليوم في جلسة تناقش طلب لبنان التمديد للقوات الدولية العاملة في الجنوب لستة أشهر اخرى، وحيث من المتوقع أن يتفرع النقاش الى مسألة الوضع الامني بين لبنان وسوريا، مع وجود ورقة فرنسية تقترح صدور بيان رئاسي يتناول هذا الامر من زاوية تحميل سوريا مسؤولية عمليات تهريب السلاح الى لبنان وزعزعة استقراره الى جانب الامر المتصل بنشر الجيش في الجنوب. وصل برامرتز الى بيروت مساء امس وسط إجراءات أمنية استثنائية.
وكان في استقباله مدير المراسم في وزارة الخارجية السفير مصطفى مصطفى، والمدير العام لوزارة العدل القاضي عمر الناطور، والناطقة باسم لجنة التحقيق الدولية التابعة للامم المتحدة في بيروت نصرت حسن وضابط الارتباط اللبناني العميد جوزيف الحجل. وقال برامرتز في المطار: "ستظل الاولوية بالنسبة لي مساعدة السلطات اللبنانية في إطار التحقيق، كما ستؤمن اللجنة المساعدة التقنية بحسب الاقتضاء للتحقيق في التفجيرات الارهابية التي شهدها لبنان منذ الاول من تشرين الاول 2004".
وأضاف "ان اللجنة ستواصل تنفيذ ولايتها بشكل مستقل وحيادي وفقاً لقرارات مجلس الامن". أضاف "أنا على علم بالتوقعات، لجهة عائلات الضحايا، والشعب اللبناني والمجتمع الدولي، وسأبذل أفضل ما في وسعي لأكون على مستوى هذه التوقعات". وسوف يعقد القاضي البلجيكي سلسلة اجتماعات مع سلفه ديتليف ميليس وفريق عمل اللجنة الى جانب عدد من المسؤولين اللبنانيين.
وعلمت "السفير" انه الى ذلك، تواصلت الاتصالات البعيدة عن الاضواء بين فريق الاكثرية والثنائي الشيعي، ولا يزال الفريق الاخير ينتظر عودة أحد الموفدين من الخارج حاملاً رسالة من النائب سعد الحريري تتعلق بمستقبل الازمة الحكومية، والتي يصر "حزب الله" على أن لحلها مدخل واحد وهو إعلان مجلس الوزراء أن "المقاومة ليست ميليشيا"، الامر الذي لم يبت به في جلسة الحكومة امس. وتقول مصادر مقربة من تيار "المستقبل" ان حديث الامين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصر الله امس الاول أشاع مناخاً من الارتياح وأسقط الكثير من التحفظات، وعلى هذا لم تستبعد المصادر أن تشهد نهاية الاسبوع انفراجاً ما، على صعيد الموافقة على النص الاخير للاتفاق الاخير الذي كان الرئيس السنيورة قد توصل اليه مع قيادة الحزب.
وبعد جلسة هي الرابعة من دون حضور الوزراء الشيعة قالت مصادر وزارية ان مجلس الوزراء لم يشهد مبادرة للاستجابة لما طلبه السيد حسن نصر الله حول اعتبار ان المقاومة ليست ميليشيا، وأكد بعض الوزراء على ما ورد في البيان الوزاري حول هذا الموضوع، وان التفاهم قائم على سلاح المقاومة، وعلى أمور اخرى كثيرة مع "حزب الله" و"أمل". وطرح الوزير جان اوغاسبيان ما كان قد أعلنه قبل الجلسة عن مبادرة شخصية منه بتبني مجلس الوزراء موقفاً يقول ان المقاومة ليست ميليشيا. وقال ان البيان الوزاري يتضمن مواقف عن المقاومة متقدمة كثيراً عما اقترحه السيد نصر الله، ومن الضرورة التأكيد على ما ورد في البيان الوزاري للحكومة. أما الجانب الآخر من الاتصالات فهو ينتظر جولة حوارية يقوم بها وزير الاعلام غازي العريضي مع قيادتي "أمل" و"حزب الله" وذلك بعد إعلان جنبلاط مواقفه وردوده على كلام الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله، وذلك متوقع اليوم في مقابلة تلفزيونية لجنبلاط مع محطة "المستقبل".
وتوقعت أوساط مقربة من جنبلاط أن يرد في المقابلة على عدد كبير من النقاط التي أثارها نصر الله في حديثه مع محطة "نيو تي في" وأبرزها مسألة الموقف من النظام السوري، ليعيد التأكيد حسب هذه الاوساط على أن هذه المسألة تشكل نقطة الفصل بين الجانبين، وفي ضوء الموقف من هذا النظام يتحدد الموقف من الكثير من القضايا العالقة.
وأثار وزراء امس قضية فتح دورة استثنائية لمجلس النواب وموقف رئيس الجمهورية منها في ضوء الحديث عن ميل الرئيس اميل لحود الى تخصيصها فقط لموازنة العام 2005 من دون التطرق للقضايا الاخرى، ورد الرئيس السنيورة موضحاً أن الرئيس لحود سيتشاور مع الرئيس نبيه بري في مواضيع الدورة و سيتقرر الامر خلال يومين.فيما نفى أحد الوزراء المقربين من لحود صحة هذه المعلومات وقال ان لحود لم يحدد أي موضوع بل أكد انه سيتشاور مع رئيس المجلس. وعلم أن الوزيرة نائلة معوض انتقدت التأخر في تعيين أعضاء مجلس القضاء الاعلى متهمة الرئيس لحود بتأخير التعيينات بسبب تمسكه بتعيين اسم معين من الطائفة المارونية، فتدخل الرئيس السنيورة مؤكداً أن المهم تعيين قضاة يكون ولاؤهم للوطن وان الامر سيبحث بينه وبين الرئيس لحود ووزير العدل قريبا. كما تحدث الوزير ميشال فرعون منتقداً موقف مسؤول الجبهة الشعبية القيادة العامة، ومعتبراً أنه انتهاك للسيادة الوطنية، ولا يجوز لأي مسؤول غير لبناني الكلام بهذه اللهجة عن أي مسؤول لبناني. من جانبه، انتقد النائب العماد ميشال عون أداء الحكومة لا سيما وزارة الداخلية، وتوجهها في شركة "سوليدير" و تلزيم المنطقة الحرة في مطار بيروت الدولي، معتبراً أن هذه الحكومة هي امتداد للسنوات الخمس عشرة الماضية ولكن ليس هناك رستم غزالي لحل مشكلاتها.
وأكد انه أقرب الى "حزب الله" لا سيما في مسائل الاصلاح الداخلي و المقابر الجماعية، مشدداً على إيجاد حل داخلي للقرار 1559 لا تلبية ما يريده الخارج، منتقداً تعهدات البعض للجهات الخارجية "بأنه يستطيع أن يحمل خمسة أطنان وهو لا يستطيع حمل خمسة كيلوغرامات". وقال عون أمام وفد المجلس الوطني للاعلام: ان أي مشكلة تواجهها أي جهة كانت، يفترض أن تكون مشكلة لبنانية وليست مشكلة هذه الجهة أو تلك، على أن يسهم الجميع في إيجاد حل لها، وان الخروج النسبي من المقاومة الى العمل السياسي يحمل بذاته معاناة، وعلى الجميع أن يساعد الجهة التي تدخل العمل السياسي. وأكد النائب عون أن الحوار ينبغي أن يكون بين القوى الرئيسية الاساسية، التي يمكن أن تجلس الى طاولة الحوار.
وقال: ان مقاربة القرار 1559 يفترض أن تكون لبنانية من دون الرضوخ الى أي ضغوط خارجية أو الى أي حسابات دولية. فقراءة القرار 1559 يجب أن تكون من زاوية لبنانية وعلى قاعدة الحوار، وتفهم الجهة التي تحمل مثل هذا السلاح. الى ذلك، قال مساعد وزيرة الخارجية الاميركية ديفيد وولش ان الحكومة اللبنانية ورئيسها أكدا للولايات المتحدة أن لبنان يحترم قرارات مجلس الامن "ونحن ندعم كل حوار بناء ومنتج ما دام لا يتعارض مع القرارات الدولية".
وفي حديث الى "المؤسسة اللبنانية للارسال " عبر برنامج "كلام الناس" امس رد وولش على سؤال يقول "هل تعتقد ان على "حزب الله" أن يترك الحكومة؟ "فقال: "اذا كنت تسألني كأميركي فأقول انه ليس من المفترض أن يكون أصلا في الحكومة. نحن ليست لدينا علاقات مع "حزب الله" ولا نتبادل الآراء معه لنقول له إن كان عليه أن يكون داخل الحكومة أو خارجها، ولكن يبدو لي أن أي لبناني وطني يكرس نفسه لسيادة وازدهار لبنان يجب أن يبذل جهده للمضي قدماً في برنامج الاصلاح الحكومي ويجب أن يكف عن الحصول على دعم من سوريا وايران، ويجب أن يكرس نفسه لأمر واحد هو أن جميع اللبنانيين بغض النظر عن انتماءاتهم يستطيعون أن يعيشوا في سلام وأمن".
وأشار الى ان بلاده لا تعتبر "حزب الله" ميليشيا "بل منظمة إرهابية. إنها مجموعة مسلحة وبموجب المنظور الاميركي هذا الحزب هو منظمة إرهابية". موسى والمبادرة العربية وفي القاهرة قال الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى عقب اجتماعه مع الرئيس المصري حسني مبارك إنه لم تتم مناقشة المبادرة السعودية الخاصة بالوضع بين سوريا ولبنان ولكن هذا الوضع كان محل نقاش ومشاورات سابقة خلال الايام الماضية. وأضاف موسى قائلا "وما زلنا نتابع الموقف بين سوريا ولبنان من منطلق أننا في حالة قلق كبير سواء على الموقف داخل لبنان أو في سوريا والملف السوري اللبناني وبجانب تقديرنا لضرورة استمرار التحقيق الخاص باغتيال الحريري". وقال موسى في تصريحاته إن اللقاء جاء في ضوء التطورات التي تجري في المنطقة والاعداد للقمة العربية القادمة في آذار في الخرطوم. وذكر موسى أن ملف لجنة التحقيق الدولية في اغتيال الحريري له طريقه وهناك قرار من مجلس الامن تحت الفصل السابع ولنترك التحقيق يسير في طريقه وذلك رداً على سؤال حول إصرار لجنة التحقيق لقاء الرئيس السوري منوهاً بالتعهد السوري بالتعاون مع اللجنة.
وأشار موسى إلى أن العلاقات السورية اللبنانية لها أبعاد تاريخية "ومن المصلحة أن تكون علاقة إيجابية وقائمة على الاحترام والتشاور والمصلحة المتبادلة، وهناك أيضا الملف الاقليمي الذي يتأثر بهذا الاهتزاز في العلاقة والازمة السورية اللبنانية".
صحيفة الشرق :
قالت "الشرق" ان مجلس الوزراء وجه الاهتمام مجدداً الى السلاح الفلسطيني داخل المخيمات وخارجها من خلال تأكيد تنفيذ قرار المجلس بهذا الشأن على ان يسبق ذلك تحرك للحكومة في كل الاتجاهات لضمان التنفيذ. وبرر المجلس بعد ان ادان بالاجماع حادثة الناعمة قراره بانه "لم يعد مقبولاً الاستمرار في استخدام هذا السلاح ضد اللبنانيين وابتزازهم به بشكل يتعارض تماماً مع كل ما يخدم القضية الفلسطينية ومصالح الشعب الفلسطيني". وأوضح وزير الاعلام غازي العريضي ان تحرك الحكومة بشأن السلاح الفلسطيني على كل المستويات "لمنع استغلال اي امر من الامور المتعلقة بالاخوة الفلسطينيين"، مؤكداً ان قرارات مجلس الوزراء في هذا الصدد "صدرت بالاجماع وبمشاركة كل الوزراء وقبل اعتكاف زملائنا الذين يمثلون حركة "أمل" و"حزب الله". وفي المقابل لم يبحث المجلس الذي انعقد للمرة الرابعة برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة وغياب الوزراء الخمسة المعتكفين، في طلب الامين العام لـ "حزب الله" السيد حسن نصرالله إصدار قرار بتأكيد ان المقاومة ليست ميليشيا، علماً ان وزير الدولة لشؤون التنمية الادارية جان اوغاسبيان كان أعلن في حديث الى وكالة اخبار لبنان انه سيطرح خلال الجلسة اقتراحاً بهذا الشأن كمبادرة منه وليس باسم كتلة "المستقبل" التي ينتمي إليها.
إلا ان الوزير العريضي اكد ان الموضوع لم يطرح داعياً الوزراء المعتكفين للعودة على أساس البيان الوزاري الذي يحظى بالإجماع "ويشكل شراكة حقيقية بيننا" لافتاً الى المشاورات في هذا الصدد تسير بين الرئيسين بري والسنيورة والسيد نصرالله.
ورأت أوساط متابعة ان الحكومة ستعطي الزخم في المرحلة الراهنة لمبادرة الرئيس بري الحوارية على ان تطرح خلالها المسائل التي يشترط "حزب الله" وحركة "أمل" الاتفاق عليها لاعادة وزرائهما الى الحكومة. في غضون ذلك، عكست الأجواء الحكومية وجود عقبة امام اصدار رئيس الجمهورية اميل لحود مرسوم فتح دورة استثنائية للمجلس النيابي، وتتعلق بجدول أعمالها. وبرز على هذا الصعيد، توجّه لدى الغالبية النيابية نحو استكمال توقيع العريضة المطالبة بفتح الدورة ووضع جدول اعمال يتضمن اي اقتراح او مشروع قانون يطرحه النواب في حال رفض لحود اصدار المرسوم.
الا ان اوساطاً سياسية أكدت ان الباب لم يُقفل بعد أمام اصدار المرسوم المذكور وهو ما زال رهناً باللقاء المرتقب بين لحود وبرّي. وكانت مصادر مقرّبة من بري قالت ان عدم زيارته الى قصر بعبدا تعود الى دواع صحية وهو يجري مشاوراته بشأن موضوع مرسوم فتح الدورة الاستثنائية، مع العلم ان الامر يتطلّب اتصالاً هاتفياً لتحديد برنامج عمل الدورة.
على صعيد آخر، أكد رئيس "كتلة الاصلاح والتغيير" النائب ميشال عون ان "الاقرب منه لبنانياً هو "حزب الله" وتحديداً في مواضيع الاصلاح والمقابر الجماعية والمقاربات الداخلية". ونقل رئيس "المجلس الوطني للاعلام" عبد الهادي محفوظ عن عون قوله "ان امكانات التفجير الداخلي يملكها فقط التيار الوطني الحر وحزب الله وهناك قرار من الجهتين بعدم اللجوء بتاتاً الى هذا الأمر واتاحة الفرصة له، لكن لا يمكن السكوت على هذا الوضع اذا استمر على ما هو عليه". وأشار الى "ان المشكلة الرئيسية في لبنان ناجمة عن اللغة المزدوجة بين السياسة الداخلية والخارجية".
صحيفة اللواء :
كتبت "اللواء" تقول ان الاهتمام السياسي توزع أمس، على ثلاث جبهات: ردود الفعل على كلام الأمين العام ل "حزب الله" الذي فتح أبواب الحوار بالرغم من انه لم يحد عن مواقفه السابقة، ووقائع زيارة الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد الى دمشق، نظراً لارتباطها بشكل أو بآخر بالوضع اللبناني، ووصول الرئيس الجديد للجنة التحقيق الدولية في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري القاضي البلجيكي سيرج براميرتس، بما سيعطي التحقيقات شحنة دفع قوية في اتجاه كشف الحقيقة، وهو أكد لدى وصوله ان اللجنة ستواصل تنفيذ مهمتها بشكل "مستقل وحيادي وفقاً لقرارات مجلس الأمن".
في ما بدا أن محاولات التهدئة والتبريد لمعالجة الازمة الحكومية في لبنان، تجري في ظل اشتباك اميركي ـ سوري ـ ايراني حول مسألة التدخل في لبنان، ظهر من وقائع المؤتمر الصحافي للرئيس الايراني في دمشق مع الرئيس السوري بشار الاسد اللذين دعوا الى عدم التدخل الاجنبي، وخصوصاً الاميركي في لبنان، وكذلك من التصريحات التي ادلى بها ليلاً لتلفزيون الـ " ال.بي.سي. " مساعد وزيرة الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الاوسط ديفيد ولش الذي كان في بيروت الاسبوع الماضي، حيث دعا ايران وسوريا الى عدم التدخل في لبنان، معتبراً "حزب الله" منظمة ارهابية، وانه كان يجب الا يكون في الحكومة، كاشفاً عن ان مجلس الامن الدولي في صدد اصدار بيان قوي جداً يتعلق بإجراء انتخابات رئاسية في لبنان ذات مصداقية.
ووسط هذا الاشتباك كان من البديهي للامور ان تكون المتابعة في لبنان محفوفة بحذر شديد، وهو ما دفع مجلس الوزراء الذي التأم للمرة الرابعة مساء امس في غياب الوزراء الشيعة الى تجنب الخوض في المسألة الحكومية، فيما يتوقع ان يعطي في ما سيقوله رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط مساء اليوم من تلفزيون "المستقبل" مؤشرات على هذا الاشتباك، علما ان اتصالات جرت معه مساء امس حتى يكون كلامه تبريديا. وكان مجلس الوزراء قد تجنب الخوض في ما طرحه السيد نصر الله على الحكومة، من مطلبين محددين من اجل عودة الوزراء الخمسة المعتكفين الى المشاركة في جلسات مجلس الوزراء، مكتفيا بالتأكيد على ما ورد في البيان الوزاري، باعتبار انه كلام واضح يعبر بصدق عن موقف الحكومة في ما يتعلق بدعمها للمقاومة.
وقد حرص وزير الاعلام غازي العريضي وكذلك عدد من الوزراء على التأكيد بأن كلام نصر الله لم يبحث في الجلسة، مشيرا الى ان "القصة بدأت في مكان وانتقلت الى مكان آخر، انا شخصيا لم اعد اعرف اين هي، واعرب عن تمني الحكومة عودة الوزراء على اساس البيان الوزاري".
وكان واضحا ان مجلس الوزراء حاذر الدخول في موقف جديد من مسألة الشروط والاقتراحات المتعلقة بالعودة، وألمح الوزير العريضي انه لا يمكن اتخاذ موقف طالما ان رئيس الحكومة لم يتشاور مع احد، وطالما انه لم تعقد اجتماعات مع القوى الاخرى لاتخاذ موقف مما هو مطروح، بالرغم من ان وزير التنمية الادارية جان اوغاسبيان قد جاء الى مجلس الوزراء وهو يحمل قراءة ايجابية لما طرحه امين عام "حزب الله"، واقتراحا ايجابيا على طرحه، ينطلق من الفقرة الواردة في البيان الوزاري والتي تدافع فيها الحكومة عن المقاومة الوطنية وتتبنى اهدافها في استكمال تحرير الارض ومواجهة الاعتداءات الاسرائيلية واستعادة الاسرى والمعتقلين. واوضح اوغاسبيان انه لم يطرح الموضوع في الجلسة، باعتبار ان البيان الوزاري واضح في الرد على كل التساؤلات والهواجس، مؤكدا ان اقتراحه كان اقتراحا شخصيا ولا يعبر عن موقف كتلة "تيار المستقبل" التي ينتمي اليها.
في مقابل ذلك، أثار رئيس الحكومة موضوع عدم تعيين محقق عدلي في جريمة استشهاد النائب والزميل جبران تويني، بالرغم من مرور اكثرمن شهر على استشهاده. واعتبر الرئيس السنيورة، انه يجب استكمال تعيين قاضيين في مجلس القضاء الاعلى لاكمال عقده وتعيين محقق عدلي. وحصل نقاش مطول في الموضوع، تناول عرقلة صدور المرسوم من قبل رئيس الجمهورية الذي وضع شروطاً على تعيين هذا القاضي بدلاً من قاض آخر.
وتناوب على الكلام عدد كبير من الوزراء، وأبرزهم مروان حمادة، وجو سركيس ونايلة معوض وغيرهم، الذين اعتبروا انهم في موقف حرج لا يمكن القبول به فدم جبران تويني يجب ألا يذهب هدراً ولا يمكن الانتظار الى ما لا نهاية لمباشرة التحقيق في جريمة اغتياله.
وقال الوزير سركيس: "اذا كنا نحن اصدقاء جبران وحلفاؤه غير قادرين على القيام بواجبنا ازاء دمه، فكيف اذا لم يكن الحال هكذا. ودعا الوزراء رئيس الحكومة الى متابعة الموضوع مع رئيس الجمهورية ووضعه على نار حامية، ليبت مع عودة وزير العدل شارل رزق الذي كان غائباً عن الجلسة.
وأبلغ الرئيس السنيورة الحكومة انه اتفق ورئيس الجمهورية على عقد اجتماع في نهاية الاسبوع بينهما، بحضور وزير العدل للاسراع في بت تعيين المحقق العدلي وتفعيل عمل مجلس القضاء الاعلى. واستحضر مجلس الوزراء حادثة الناعمة التي أثارها رئيس الحكومة وكانت مداخلات شاجبة لغالبية الوزراء، وفي مقدمهم الوزير جو سركيس الذي دعا الى اتخاذ إجراءات عملية على الارض لحماية المواطنين، مذكراً بالقرار الذي اتخذه مجلس الوزراء في رفضه للوجود الفلسطيني المسلح خارج المخيّمات ولمعالجة السلاح داخل المخيّمات، داعياً الى وضعه موضع التنفيذ، والأخذ في الاعتبار ما حصل من ردود فعل حول الموضوع.
وفي السياق نفسه، ذكّرت الوزيرة نايلة معوّض بالموقف الإجماعي الذي اتخذه مجلس الوزراء في معالجة قضية السلاح الفلسطيني داخل المخيّمات وإنهائه خارج المخيّمات. واعتبر الوزراء أن ما حصل في حادثة الناعمة هو افتعال مشكل ونصب فخ من قبل الفلسطينيين في مخيم الناعمة لجرّ الدولة الى هذا الفخ، مع ما يعني ذلك من موقف تجاه الدول العربية. واعتبر الوزراء أن هذا الفخ هو أحد الوسائل التي تستخدمها سوريا، إضافة الى صواريخ الكاتيوشا التي أُطلقت من جنوب لبنان من دون معرفة هوية مُطلقيها، وذلك لإحداث خضة كبيرة في لبنان. وأكد الوزراء "أننا لن ننجر الى ما يُنصب لنا من أفخاخ، وأنه يجب القيام بتحرك باتجاه الدول العربية لشرح موقف الدولة اللبنانية وأبعاد حادثة الناعمة، ولوضع القضية في إطارها العربي، ليتخذ على ضوء ذلك الاجراءات الكفيلة بتنفيذ القرار الصادر سابقاً عن الحكومة اللبنانية بالإجماع، وذلك منعاً لاستغلال الفلسطينيين في قضايا أخرى".
وقال الوزير سركيس بعد الجلسة "إن الحكومة سوف تقوم بتحرك عربي لتحضير الأجواء والمناخات العربية الكفيلة بمعالجة ملف السلاح الفلسطيني لمواكبة أي إجراء ستتخذه الحكومة اللبنانية، وتقرره في حينه". في هذا الوقت، وصل الى بيروت مساء امس الرئيس الجديد للجنة التحقيق الدولية القاضي البلجيكي سيرج براميرتس، لتسلم مهماته للتحقيق في عملية التفجير الارهابية التي استهدفت الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وهو اكتفى في المطار بالادلاء ببيان قصير، اكد فيه ان الاولوية بالنسبة له ستكون مساعدة السلطات اللبنانية في اطار التحقيق"، مشيراً الى ان اللجنة ستؤمن المساعدة التقنية، بحسب الاقتضاء، للتحقيق في التفجيرات الارهابية التي شهدها لبنان منذ الاول من تشرين الاول 2004، في اشارة الى محاولة اغتيال الوزير مروان حمادة.
وأشاد براميرتس، بجهود سلفه القاضي الالماني ديتليف ميليس، وقال "أن اللجنة ستواصل تنفيذ ولايتها بشكل مستقل وحيادي وفقاً لقرارات مجلس الامن". وقال: "أدرك تماماً الآمال المعلّقة على اللجنة من قبل عائلات الضحايا والشعب اللبناني والمجتمع الدولي، وسأبذل قصارى جهدي بغية عدم خذلهم".
وفي نيويورك أعلن الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان ان سوريا تعهدت بالتعاون كلياً مع لجنة التحقيق الدولية. وقال للصحافيين: ان "وزير الخارجية فاروق الشرع اتصل بي قبل يومين كي يؤكد لي ان حكومته سوف تتعاون كلياً مع القاضي الجديد".
وأضاف: "لقد شجعتهم (السوريون) على التعاون كلياً ومن دون تحفظ، وقد أكدوا لي انهم سيفعلون ذلك". ورداً على سؤال حول إمكانية استجواب لجنة التحقيق للرئيس السوري بشار الأسد وكما طلب ميليس، رفض أنان الادلاء بأي تعليق، مؤكداً انه يريد ان "يترك براميرتس يقوم بعمله". وكانت دمشق احتجت رسمياً لدى الأمم المتحدة على تصريحات القاضي الألماني ديتليف ميليس، معتبرة انها "تنم عن كراهية". وفي الاطار نفسه، اعلن وزير الاعلام بعد الجلسة "ان هناك قرارا لمجلس الوزراء اتخذ بالاجماع في ما يتعلق بالسلاح الفلسطيني ويجب ان ينفذ". الى ذلك، يبدو واضحا ان جدول اعمال الجلسات الوزارية الاربع التي تغيّب عنها الوزراء الشيعة الخمسة تأتي اقل من عادية لا بل خالية من اي ملف اساسي، ودلالة على ذلك، قال وزير المالية جهاد ازعور لدى وصوله الى السراي ان موازنة 2006 لن تطرح قبل اكتمال عقد الحكومة موضحا ان مشرع موازنة العام 2005 بات في عهدة المجلس النيابي".
صحيفة صدى البلد :
قالت "صدى البلد" ان أجواء التهدئة التي أشاعتها تصريحات أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله لاقت ترحيباً في أوساط "قوى 14 آذار" إلا انها لم تبحث رسمياً في اجتماع مجلس الوزراء واكتفى وزير الاعلام غازي العريضي بالقول ان المجلس ليس في حاجة الى "تأكيد المؤكد" باعتبار ان البيان الوزاري قال رأيه في مسألة المقاومة متمنياً "عودة سريعة لزملائنا لكي يكتمل عقد الحكومة مجدداً".
إلا ان البارز في الجلسة كان تأكيد قرار المجلس المتخذ قبل الاعتكاف بشأن السلاح الفلسطيني خارج المخيمات وهو الأمر الذي ضغط بثقله على الاجتماع بعد حادثة الناعمة. وخلال الاجتماع اعتبرت النائبة نايلة معوض ان تأخير رئيس الجمهورية تعيين أعضاء مجلس القضاء الأعلى أدى الى عرقلة تعيين قاضٍ عدلي في جريمة اغتيال النائب جبران تويني وان رئيس الجمهورية تخطى الخطوط الحمر في هذه المسألة. وأثارت موضوع رئاسة الجامعة اللبنانية قائلة ان عقيداً في المخابرات كان يعين لنا الرئيس. وطالبت السنيورة بتنفيذ قرارات مجلس الوزراء بشأن السلاح الفلسطيني وقالت ان هذا الأمر غير قابل للمماطلة. وأوضح السنيورة انه سيكون له موقف صارم في هذا الخصوص خلال الأيام المقبلة.
وتابع: "ان هذا الموضوع مرتبط بالسلاح الموجود خارج المخيمات فلا ينبغي ان يجرّنا أحد الى صدام مع الفلسطينيين، وعلينا ان نعالج هذه القضية بالمشاورات والتفاهمات مع الجانب الفلسطيني". وقال مصدر قريب من حركة "أمل" و"حزب الله" لـ "صدى البلد" ان ما صدر عن مجلس الوزراء في شأن موضوع المقاومة لم يكن المطلوب الذي هو العبارة التي تقول "ان المقاومة ليست ميليشيا" وقال المصدر ان البيان الوزاري بما تضمنه عن المقاومة متقدم على هذه العبارة حسبما ارتأى مجلس الوزراء في جلسته، ولكن إعلان هذه العبارة بات ضرورياً بغية الأخذ بالظروف والمعطيات التي أملت المطالبة بها بالصيغة التي أعلنها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله.
ورأى المصدر ان الأزمة الحكومية لا تزال في حال مراوحة مع تسجيل تهدئة حصلت على مستوى العلاقة مع رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط وانفتاح على الحكومة، ولكن الجميع ينتظر مبادرة يقدم عليها رئيس كتلة "المستقبل" النائب سعد الحريري ويكسر فيها الجمود القائم. إلا ان وزير الدولة لشؤون مجلس النواب ميشال فرعون رأى "ان الجو ايجابي جداً في مسألة عودة الوزراء الذين علقوا مشاركتهم في الحكومة" وأبدى اعتقاده بعد لقائه الرئيس بري أمس الاول والدكتور سمير جعجع أمس بأن هناك حلاً في موضوع "بداية الحوار".
وعلى خط آخر قالت مصادر مطلعة ان اللجنة التي كلفها الرئيس نبيه بري اجراء الاتصالات اللازمة مع الكتل لتسمية ممثليها الى الحوار في المجلس النيابي ستلتقي بري الأسبوع المقبل لوضع آلية الدعوة الى الحوار, ورجحت عودة الوزراء الخمسة الى اجتماعات الحكومة, خصوصاً بعد ان أبقى نصرالله الباب مفتوحاً أمام إعادة وصل ما انقطع مع القوى الأخرى وتحديداً النائب وليد جنبلاط الذي ينتظر ان يعلن موقفه مساء اليوم في لقاء مع تلفزيون المستقبل. وأشارت المصادر الى ان اللقاء المرتقب بين الرئيسين لحود وبري خلال اليومين المقبلين سيضع حجر الأساس لإطلاق الحوار وفتح الدورة الاستثنائية للمجلس النيابي.
صحيفة الأنوار :
كتبت "الأنوار" تقول ان مجلس الوزراء اكتفى في جلسته مساء امس، بالتشديد على تنفيذ قراراته بشأن السلاح الفلسطيني، ولم يصدر عنه ما يسهّل عودة الوزراء المقاطعين وفق ما اقترح الامين العام لـ حزب الله. وقد لاقت مواقف السيد حسن نصرالله التي اعلنها في الحوار التلفزيوني مساء امس الاول تأييدا من نواب كتل 14 آذار الذين اعتبروها مساعدة وداعمة للحوار الوطني. ففي جلسته في السراي مساء امس برئاسة الرئيس السنيورة وبغياب وزراء امل وحزب الله، قرر مجلس الوزراء ادانة التعرض للمواطنين اللبنانيين في الناعمة وتأكيد ضرورة تنفيذ قرارات مجلس الوزراء بشأن السلاح الفلسطيني داخل وخارج المخيمات. وسوف يكون تحرك للحكومة في كل الاتجاهات لضمان التنفيذ الذي يحقق الغايات المطلوبة، لانه لم يعد مقبولاً الاستمرار في استخدام هذا السلاح ضد اللبنانيين وابتزازهم به بشكل يتعارض تماما مع كل ما يخدم القضية الفلسطينية ومصالح الشعب الفلسطيني.
وقال وزير الاعلام غازي العريضي ان الرئيس السنيورة اكد خلال الجلسة ضرورة فتح دورة استثنائية لمجلس النواب، وذكر ان رئيس الجمهورية سيتشاور بهذا الشأن مع رئيس المجلس النيابي، في وقت يمارس فيه نواب حقهم بالتوقيع على عريضة يطالبون فيها بفتح دورة استثنائية.
وأضاف العريضي: ابلغنا ان رئيس الجمهورية لم يطلب. وما ورد في الصحف ليس صحيحاً. ومن حق الرئيس ان يمارس صلاحياته كما هي، لكن في الوقت ذاته النواب يوقعون عريضة وعند انجازها يصبح لزاماً فتح دورة استثنائية لمناقشة كل ما يراه النواب ضروريا.
وسئل وزير الاعلام: لماذا لم يذكر مجلس الوزراء العبارة التي طالب بها امين عام حزب الله السيد نصرالله حول عدم اعتبار المقاومة ميليشيا. واذا ما كان قد بحث المجلس في كلام نصرالله عموماً?
أجاب: هذا الكلام لم يبحث، واذا كانت هذه العبارة تتوافق والبيان الوزاري، فلماذا لا يعودون على اساس هذا البيان، وذكرها هو لتأكيد المؤكد. هل هذا يعني ان المشكلة هي في مكان آخر?
ـ أنا شخصيا لم أعد أعرف أين هي هذه المشكلة، لانها بدأت في مكان وانتقلت الى أمكنة عديدة. وأتمنى باسم مجلس الوزراء عودة الوزراء جميعا. في هذا الوقت، لقي حديث نصرالله التلفزيوني مساء امس الاول تأييدا وارتياحا لدى عدد من نواب قوى 14 آذار.
وقد قال النائب سمير فرنجيه بعد زيارته بكركي مع وفد من 14 آذار: انه كلام يساعد على اطلاق الحوار والتسريع بحلحلة المسائل الخلافية. اعتقد ان اجواء حديث نصرالله ايجابية.
وأضاف فرنجيه: لقد شكلت قوى 14 آذار هيئة للمشاركة في الحوار الذي سيتم في اطار المجلس النيابي، مع العلم ان هناك مستوى آخر للحوار يتعلق باستكمال انتفاضة الاستقلال ويتركز على عملية تجديد العقد الاجتماعي بين اللبنانيين، وهذا الحوار يتم الاعداد له مع قوى 8 آذار والتيار الوطني الحر.
وقال: اعتقد انه في كل ادبيات قوى 14 آذار لم نعتبر في لحظة ان حزب الله هو ميليشيا ولكن هذا لا يكفي لحل الاشكال القائم بين لبنان والمجتمع الدولي، فالمسألة لا تتعلق بكلمة، ومنذ ما قبل انتفاضة 14 آذار اشارت الورقة التي وضعتها قوى 14 آذار الى ان المقاومة ليست ميليشيا. بدوره قال النائب محمد الحجار عضو كتلة المستقبل ان كلام السيد حسن نصرالله بعث ببوادر ايجابية، وهناك مواقف اخرى ستعلن في الساعات الاربع والعشرين القادمة، وبعد ذلك يجب العمل باتجاه تحقيق الحوار. بدوره، اكد العماد ميشال عون ان الحوار ينبغي ان يكون بين القوى الرئيسية الاساسية ويمكن ان تجلس الى طاولة الحوار. وفي موضوع العلاقة مع الافرقاء، يعتبر الجنرال ان الاقرب منه لبنانيا هو حزب الله، وتحديدا في مسائل الاصلاح والمقابر الجماعية والمقاربات الداخلية. في هذا الوقت، وصل الى بيروت مساء امس المحقق الدولي الجديد سيرج برامرتس، وقال انه سيبذل جهده للقيام بمهامه على اكمل وجه.
وأضاف: ستظل الاولية بالنسبة لي مساعدة السلطات اللبنانية في اطار التحقيق، وان اللجنة ستؤمن المساعدة التقنية بحسب الاقتضاء للتحقيق في التفجيرات الارهابية التي شهدها لبنان منذ الاول من تشرين الاول 2004. وأشاد برامرتس بسلفه القاضي الالماني ديتليف ميليس مؤكدا ان اللجنة ستواصل تنفيذ ولايتها بشكل مستقل وحيادي وفقا لقرارات مجلس الامن.
وفي دمشق، احتجت سوريا رسميا لدى الامم المتحدة على تصريحات القاضي ميليس، معتبرة انها تنم عن كراهية. وجاء في رسالة رسمية سورية تلقت وكالة فرانس برس نسخة منها من غير المقبول ان يستمر السيد ميليس باستغلال الايام الباقية من مهمته لاستخدام وسائل الاعلام للضغط المنحاز باسلوب ينم عن الكراهية الشديدة ضد سوريا. وسلم المندوب السوري في الامم المتحدة فيصل المقداد الرسالة الى مساعد الامين العام للامم المتحدة للشؤون السياسية ابراهيم غمبري. وتطلب الرسالة من الامانة العامة للامم المتحدة التدخل الفوري لوقف مثل هذه التصريحات من دون ان تكشف مضمونها.
وقال بيان صادر عن وزارة الخارجية السورية ان غمبري عبر عن استغرابه لهذه التصريحات، مشيرا الى انه سيعمل على متابعة هذا الموضوع بالاهمية اللازمة والعمل على عدم تكرار هذه التصريحات مستقبلا لانها لا تنسجم مع هدف التحقيق.
كذلك، دانت سوريا امس غطرسة واشنطن التي قررت بالامس تجميد ارصدة رئيس شعبة المخابرات العسكرية اللواء آصف شوكت في الولايات المتحدة. وجاء في بيان رسمي ان قرار تجميد ممتلكات اللواء آصف شوكت في الاراضي الخاضعة للتشريع الاميركي يبين مدى امعان هذه الادارة في ممارسة غطرستها وتفردها في محاولة فرض ارادتها على المجتمع الدولي، فضلا عن ممارستها الضغوط على الدول الاعضاء في الامم المتحدة. وتابع البيان ان هذا الاجراء يؤكد مجددا انخراط الادارة الاميركية الحالية في حماية سياسات اسرائيل العدوانية تجاه الشعب العربي وتشجيعها على مواصلة احتلال الاراضي العربية وحرمان الشعب الفلسطيني من حقوقه المشروعة في مقاومة الارهاب الاسرائيلي. وفي نيويورك، قال الامين العام للامم المتحدة كوفي عنان ان سوريا تعهدت بالتعاون كلياً مع لجنة التحقيق الدولية. وأضاف ان وزير الخارجية السوري فاروق الشرع اتصل بي قبل يومين كي يؤكد لي ان حكومته سوف تتعاون كلياً مع القاضي الجديد.
صحيفة المستقبل :
قالت "المستقبل" انه في ظلّ أجواء "التهدئة" التي استمرت أمس بعدَ كلام الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصرالله في مقابلته التلفزيونيّة، وفي انتظار ما سيُدلي به رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط في مقابلته على شاشة "المستقبل" مساء اليوم حيث عُلم أنّه سيعمدُ إلى إعادة توضيح نقاط الاتفاق ونقاط الخلاف، انعقد مجلس الوزراء ولم يكن طلب إصدار موقف يؤكّد أنّ "المقاومة ليست ميليشيا"، على جدول الأعمال، فيما أكّد المجلس "ضرورة تنفيذ قرارات مجلس الوزراء بشأن السلاح الفلسطيني داخل المخيّمات وخارجها".
إلا أنّ "الحدث" أمس كان قضائياً مع وصول الرئيس الجديد للجنة التحقيق الدوليّة في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري سيرج براميرتس إلى بيروت ليُطلق جولة جديدة من التحقيقات. وهو أشاد بُعيد وصوله بجهود الرئيس السابق ديتليف ميليس، وقال إنّه "يدرك حجم الآمال المعلّقة عليه من قِبل أهالي الضحايا والشعب اللبناني والمجتمع الدولي"، ويأمل "عدم خذلانهم".
ولفت إلى أن "اللجنة ستؤمن المساعدة التقنيّة بحسب الاقتضاء للتحقيق في التفجيرات الإرهابيّة التي شهدها لبنان منذ الأوّل من تشرين الأول 2004". وقد تزامن وصول براميرتس إلى لبنان مع احتجاج سوريّ رسميّ على تصريحات لسلفه القاضي ديتليف ميليس وصفتها رسالة سوريّة سلّمت إلى مساعد الأمين العام للشؤون السياسيّة ابراهيم غمبري بأنّها "تنمّ عن كراهيّة شديدة لسوريّا". وطلبت "التدخّل الفوريّ لوقف هذه التصريحات". كما تزامن مجيء رئيس فريق التحقيق الدولي مع استعداد مجلس الأمن للاجتماع اليوم ومناقشة مشروع بيان أميركي ـ فرنسيّ ـ بريطاني يدين "تدفق الأسلحة والأفراد من سوريّا إلى ميليشيات لبنانيّة وغير لبنانيّة"، ويؤكّد "عدم قدرة مجلس الأمن على تحمّل استمرار الهجمات الإرهابية".
إذاً، أمل مجلس الوزراء بعودة المقاطعين إلى الحكومة ل " الانضمام إلينا واستكمال مسيرة الحكومة" بحسب ما قال الرئيس فؤاد السنيورة خلال الجلسة. وقرّر المجلس "تحرّك الحكومة في كلّ الاتجاهات لضمان تنفيذ قراراته بشأن السلاح الفلسطيني(..)"، وذلك "لأنّه لم يعد مقبولاً الاستمرار في استخدام هذا السلاح ضدّ اللبنانيين وابتزازهم به"، على خلفية ما جرى في الناعمة الأسبوع الماضي والذي دانه مجلس الوزراء أمس. في هذا الوقت، وعلى الصعيد الداخليّ، اعتبر وفد من "متابعة 14 آذار" زار بكركي والتقى البطريرك الماروني نصرالله بطرس صفير أنّ "كلام السيّد نصرالله يساعد على إطلاق الحوار وأجواء كلامه إيجابيّة"، كما قال النائب سمير فرنجيّة الذي رأى أن "سجالات الفترة السابقة ساعدت بالرغم من قساوتها على حلحلة بعض المسائل الخلافيّة"، مضيفاً أنّ "مسألة استقالة رئيس الجمهوريّة يجب أن تكون من ضمن الحوار حول المسائل الخلافيّة(..)".
أمّا رئيس "تكتّل الإصلاح والتغيير" النائب العماد ميشال عون فقد أكد أنّ "الأقرب إليه لبنانياً هو حزب الله وتحديداً في مسائل الإصلاح والمقاربات الداخليّة" وفق ما نقل عنه وفد "المجلس الوطني للإعلام". وإذ اعتبر أنّ "الخروج النسبي من المقاومة إلى العمل السياسي يحمل معاناة وعلى الجميع أن يساعد الجهة التي تدخل العمل السياسيّ"، دعا إلى "حلّ داخليّ للقرار 1559 وليس تلبية ما يريده الخارج". واعتبر أن "الحكومة الحاليّة امتداد لخمسة عشر عاماً مع فارق أنّ لا وجود لرستم غزالي ليحلّ الخلافات". وفي حديث إلى مجلة "الماغازين" ينشر اليوم، رأى عون أنّه "لا يجوز طرح مسألة نزع سلاح حزب الله قبل السلاح الفلسطيني"، ودعا إلى "وجوب التقدم تدريجياً لخلق الظروف التي تشجّع الحزب على التخلّي عن سلاحه من دون قلق(..)". من جهته، أكّد عضو "كتلة التنمية والتحرير" النائب علي حسن خليل أنّ "وزراء أمل وحزب الله لا يطمحون إلى موقع سياسيّ من خلال اعتكافهم"، لكنّه لفت إلى أنّهم "يسجّلون موقفاً سياسياً في محاولة لإعادة صياغة التفاهم الذي كان قائماً على مستوى اللقاء الرباعيّ". في غضون ذلك، برزَ موقف للأمين العام للجامعة العربيّة عمرو موسى بعد لقائه الرئيس المصري حسني مبارك، في إطار التحركات العربيّة حول ما يسمّى "الملف اللبناني ـ السوري". فقد أكّد موسى أنّ "ملف التحقيق الدوليّ له طريقه وثمّة قرار من مجلس الأمن تحت الفصل السابع فلنترك التحقيق يسير في طريقه"، مضيفاً أنّه "بالرغم من تقديرنا لضرورة استمرار التحقيق الدوليّ إلا أن هناك تداخلاً في ملفّات الأزمة بين لبنان وسوريّا ولا بدّ من متابعتها بدقّة، لافتاً إلى أنّ "مصر والمملكة العربية السعودية والجامعة العربية والدول العربية تولي هذا الموضوع اهتمامها نظراً إلى خطورته". وأعلن أنّ هناك "خمسة ملفات"، الأوّل هو "التحقيق الدوليّ"، والثاني هو "الوضع داخل لبنان الذي يجب أن يستقرّ لأنه مزعج للبنانيين والعرب"، والثالث هو "الوضع السوريّ"، والرابع يتعلّق بـ"العلاقات اللبنانيّة ـ السوريّة"، والخامس والأخير "الملفّ الاقليمي".
صحيفة الديار :
تساءلت "الديار" : لبنان إلى أين؟ سؤال طرحه المراقبون في واشنطن وباريس والرياض والقاهرة وبيروت. إلى أين يسير لبنان، هل يسير الى الكونفدرالية أم الى لبنان الموحد؟ ذلك ان إسقاط المبادرات العربية جعل لبنان على بوابة المجهول. وإذا كانت الحرب قد اندلعت في 13 نيسان عام 1975 تحت عنوان بوسطة عين الرمانة والتفتيش عن مَن قام بقتل الناس في بوسطة عين الرمانة، وجرت حرب السنتين تحت هذا العنوان، فإن المراقبين يقولون أن المؤامرة على لبنان هي اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وإن عنوان الحرب الآتية على لبنان هي 14 شباط 2005 والتفتيش عن الحقيقة.
واذا كانت الحقيقة ضرورية لا بل واجب وطني، لكن 14 شباط عام 2005 تحول عنوانا للحرب الآتية على لبنان، والا فكيف نفسر ان لبنان أصبح منقسماً بهذا الشكل وإلى مذاهب خلال 11 شهراً منذ اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري وحتى اليوم؟ كيف نفسر تصريحات وليد جنبلاط برفض المبادرات العربية المصرية - السعودية وإسقاطها قبل أن تنطلق، خاصة وإن فرنسا لا تريد المبادرة على الساحة اللبنانية وإن شيراك قد أوصل لبنان عبر إدارته للأزمة اللبنانية إلى حافة الإنهيار وألغى بذلك احتمال انعقاد مؤتمر بيروت1ومؤتمر بيروت2؟ الناس والشعب اللبناني يسألون في الشارع إلى أين نسير؟ جعجع في الأرز وماذا يفعل لا نعلم؟ وجنبلاط يقيم الكونتون الدرزي في الشوف والجبل، وسعد الحريري قراره ليس في بيروت بل مع تشيني وشيراك وأحياناً في الرياض، ومن يحكم هذه الاكثرية الجديدة اذا كان أحدهم في اعالي الارز، والاخر يقيم الكونتون الدرزي في الجبل، وآخر يتنقل بين تشيني وشيراك والرياض ودبي دون أن يقول كلمة واحدة للشعب اللبناني الذي أعطاه 35 نائباً في الانتخابات؟ أكثرية جديدة لا تعرف كيف تحكم، وتقوم بإسقاط المبادرات العربية، والإدارة الأميركية الفرنسية للساحة اللبنانية قد أوصلت لبنان إلى الانقسامات، وجيش دون وفاق سياسي، ووزارة داخلية استولى عليها تيار المستقبل بكل اجهزتها وأمنها ومدّ يده إلى الأمن خارج وزارة الداخلية عبر بعض الضباط.
والخطير في الأمر ان هؤلاء الضباط يأتون بالأموال من تيار المستقبل ويحاولون إغراء ضباط الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي بالمال السياسي، وهو أمر لم يعتد عليه لا الجيش اللبناني ولا قوى الأمن الداخلي، حتى أن الأمن بات رهناً بتيار المستقبل عبر وزارة الداخلية وتشكيلات أخرى.
وكيف يكون أمن في لبنان دون غطاء سياسي حقيقي؟ وينظر الشعب اللبناني إلى مهمة قائد الجيش العماد ميشال سليمان ويراه يواجه صعوبات كبيرة، فلا الحكومة تجتمع بكل اعضائها، ولا تعطي الجيش الإمكانات اللازمة، ومع ذلك يحافظ العماد سليمان على قيادة الجيش وعلى وحدة الجيش اللبناني جنوداً وضباطاً ويحفظ الأمن في كل لبنان، فيما الحكومة منقسمة، ومجلس النواب غائب، والصراع بين الرئاسات الثلاث على أشده. الشعب اللبناني يسأل الى أين إذا سقطت المبادرة السعودية - المصرية؟
وإذا كان شيراك لا يريد الاستقرار على الساحة اللبنانية، وإذا كان تشيني مع الصهيونية يريدان تقسيم لبنان، وإذا كانت الاكثرية الجديدة لا تستطيع ان تحكم ولا تعرف ان تحكم، فمن ينقذ الشعب اللبناني من الآتي؟ ليت الأكثرية الجديدة تقرر أمراً ما، فإن قررت الولاء لأميركا ومحاربة العرب فعليها أن تقول أنها قررت التحالف مع الصهيونية وضرب العرب، ولكنها جبانة هذه الأكثرية ولا تعلن ما تريد، فهي تقول كلاماً في الصباح وتنفيه في الليل، ولا تعرف أن تحكم. والفئة التي في وجهها من معارضة لا تعرف كيف تقرر المعارضة، فرغم أن السيد حسن نصرالله قد تكلم بأفضل حديث منطقي وهادئ وحازم، فإنه يعتبر ان التحالف الإنتخابي الذي حصل مع جنبلاط لم يكن خطأ، ولكننا نقول له أنه خطأ كبير. كان على حزب الله ان يقف على الحياد بين عون وجنبلاط في بعبدا. كان على المقاومة أن تكون على الحياد في الانتخابات، لا أن تقوم بإعطاء الأكثرية الجديدة 72 نائباً كي تتلقى منها الطعنات في ظهرها.
وفي معلومات خاصة بـ«الديار "إتصل وزير الخارجية السعودية الامير سعود الفيصل بسعد الحريري وقال له لماذا ينفي السنيورة ان هناك مبادرة مصرية - سعودية، وأنا كنت قد صرحت في الفيننشال تايمز بأننا ننتظر جواباً سورياً لبنانياً على أفكارنا، ونحن لا نعرف جواب سعد الحريري في هذا الشأن. ولكن في المعلومات نقول أن المبادرة العربية سقطت، وفرنسا ليس لديها مبادرة وأميركا تريد عزل لبنان عن العرب، واللبنانيون غير متفقين، فكيف يصل لبنان الى حلّ معقول في الداخل؟
نشطت الاتصالات أمس على غير صعيد في محاولة متجددة لمعالجة الأزمة الحكومية وعودة وزراء حركة «أمل "وحزب الله المعتكفين إلى الحكومة، وسجلت في هذا الاطار عودة حركة الموفدين في اجواء بعيدة عن الأنظار للتوصل الى صيغة حاسمة من اجل حل هذه الأزمة. وفيما تكتمت الجهات المعنية على نتائج هذه الاتصالات والتحركات علمت «الديار من مصادر مطلعة انه جرى التركيز امس على ما قاله الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في حديثه الى تلفزيون «نيو تي في "وما ابلغه ايضا الرئيس نبيه بري لزواره في الساعات الثماني والاربعين الماضية لجهة الاكتفاء بصدور اعلان عن مجلس الوزراء بأن المقاومة ليست ميليشيا بالنسبة الى هذه النقطة. وأضافت المصادر ان حديث نصرالله وصف بأنه كان منفتحاً وهادئاً يفترض أن يقابل بمواقف ايجابية واضحة من الاطراف الأخرى، مشيرة الى ان هذه المواقف يجب ان تترجم عملياً على صعيد تسهيل العمل من اجل حل الأزمة الحكومية.
وأمس خرج زوار الرئيس بري بانطباع يقول ان هناك أجواء اكثر ايجابية لدفع الامور باتجاه التهدئة واشاعة مناخ حواري لاسيما بعد حوار الطائرة الذي دار بين رئيس المجلس والحكومة وعدد من رؤساء وممثلي الكتل النيابية. ولمس الزوار من رئيس المجلس انه ينظر بايجابية الى هذا الحوار «الفضائي لكنه يقول «علينا أن نسعى الى ترجمة هذه الاجواء الايجابية لكي لا يتحول كلام الفضاء الى فضاء الكلام وعلم أيضاً أن الاتصالات بين الرئيسين بري والسنيورة تواصلت خلال الساعات الماضية في إطار متابعة ما انتهى اليه «الحوار الفضائي "من نتائج ايجابية على الارض ايضاً.
وقالت المصادر ان هناك تركيزاً على معالجة الأزمة الحكومية لكي يتاح للحوار أن يأخذ مجراه للوصول الى الطاولة المستديرة. وسادت خلال الساعات القليلة التي سبقت جلسة مجلس الوزراء مساء امس، والتي غاب عنها وزراء «أمل "و«حزب الله "اجواء ترقب في ظل كلام عن ردود ايجابية محتملة عن حديث السيد نصرالله الذي وصف بأنه كان ايجابياً وفتح الباب مجدداً أمام معالجة الازمة الحكومية. وقالت مصادر متابعة انه اذا كانت النيات سليمة يمكن ان يصدر عن جلسة مجلس الوزراء امس العبارة التي اكتفى نصر الله بمطالبتها وهي «ان المقاومة ليست ميليشيا واضافت انه يمكن في ابعد تقدير ان يتم التوصل الى صيغة لمعالجة الأزمة قبل جلسة مجلس الوزراء المقبلة شرط الا يصار مرة أخرى الى اطلاق النار على المحاولات الجادة لانهاء هذه الازمة. واعربت المصادر عن تخوفها من ان يجري الدخول مرة اخرى على الخط من قبل الادارة الاميركية لتفشيل هذه المساعي الجديدة. لكن مجلس الوزراء لم يتطرق الى ما قال السيد حسن نصر الله في خصوص الازمة الحكومية، وبدا من تصريح وزير الاعلام غازي العريضي بعد الجلسة ان الاجواء الايجابية التي سبقت الجلسة لم تترجم داخلها اذ ان موضوع عودة الوزراء المعتكفين لم يطرح كما انه لم يتم التطرق الى ما أعلنه الامين العام لحزب الله في هذا السياق. الى ذلك تحدثت معلومات عن احتمال قيام رئيس مجلس النواب نبيه بري بزيارة قصر بعبدا للقاء الرئيس لحود والبحث معه في موضوع الدورة الاستثنائية لمجلس النواب، علما ان هذه الزيارة في حال حصولها ستكون الاولى منذ فترة طويلة.
وفي معلومات لـ «الديار "ان مجلس الوزراء لم يتطرق الى كلام السيد نصر الله في شكل محدد الا ان بعض الوزراء اتوا على ذكر عودة الوزراء الشيعة من باب ان المناخ ايجابي وهو ما يؤشر الى عودة قريبة لمجلس الوزراء. لكن الوزراء لم يتطرقوا الى موضوع تحديد دور المقاومة، كذلك كان التطرق الى نقطتين اساسيتين:
ـ الاولى: الحادثة التي حصلت في الناعمة حيث تحدث رئيس الحكومة بأنه من المفترض توضيح هذه الحادثة أمام الرأي العام العربي الذي يجب ان يكون مطلعاً على هذه الحادثة، لانه اذا كان الرأي العام غير مطلع على التفاصيل والتجاوزات الحاصلة من خلال السلاح الفلسطيني المنتشر خارج المخيمات فان اي صدام قد يحصل مع هؤلاء الفلسطينيين وبين الجيش اللبناني سيؤدي الى ردة فعل عربية غير متفهمة لحقيقة ما يحصل. وتلاه الوزير ميشال فرعون الذي انتقد مسؤول الجبهة الشعبية - القيادة العامة في لبنان انور رجا واصفا بانه انتهاك للسيادة وانه غير مقبول خصوصا ان شخصية غير لبنانية تناولت بعنف شخصية لبنانية، فاجاب الرئيس السنيورة انه سيجري دراسة هذا الموضوع تمهيدا لاتخاذ الاجراءات المطلوبة.
ـ النقطة الثانية تتعلق بعدم تعيين اعضاء مجلس القضاء الاعلى حيث حملت الوزيرة نايلة معوض رئيس الجمهورية مسؤولية هذا الوضع غير الطبيعي وغير الصحي. ولدى دخوله الى الجلسة قال الوزير مروان حمادة اسمعوا غدا النائب وليد جنبلاط وسأل: ألم تشتاقوا للوزراء المقاطعين فأجاب: كتير اشتقنا لهم ولهذا السبب ناشدتهم بالأمس ان يعودوا. اما وزير المال جهاد ازعور فقال ان البحث في مشروع موازنة العام 2006 لن يطرح قبل عودة كامل اعضاء الحكومة. وليلاً صدر عن مكتب الإعلام في رئاسة الجمهورية البيان الآتي: توضيحاً لما يتردد عن موقف لرئيس الجمهورية العماد إميل لحود من مسألة تعيين أعضاء في مجلس القضاء الأعلى، يهم مكتب الإعلام في رئاسة الجمهورية التأكيد على الآتي:
أولاً: لم تُعرض على رئيس الجمهورية حتى تاريخه أي صيغة لمشروع مرسوم يتعلّق بتعيين أعضاء مجلس القضاء الأعلى ليتّخذ منها الموقف المناسب.
ثانياً: ان الرئيس لحود كان أعلن مراراً عن رغبته في أن تبقى السلطة القضائية بعيداً عن المداخلات السياسية، معرباً عن أمله في أن يتم اختيار أعضاء مجلس القضاء الأعلى، من بين القضاة الأكثر كفاءة وتجرّداً ونزاهةً ووفق الأصول القانونية المعتمدة، لا أن يكون اي خيار مبني على المحسوبيات والولاءات السياسية.
على صعيد اخر، ذكرت مصادر مقربة من بعبدا ان الرئيسين اميل لحود وفؤاد السنيورة اتفقا على اصدار مرسوم فتح الدورة الاستثنائية لمجلس النواب خلال الثماني والاربعين ساعة المقبلة بعد اطلاع رئيس مجلس النواب نيه بري على هذا الامر كما تقتضي الاعراف المعتمدة. ونفت هذه المصادر حصول اي خلاف بين لحود والسنيورة حول موضوع الدورة. واكدت المصادر ان رئيس الجمهورية حريص على ان تقوم المؤسسات الدستورية بدورها كاملا لانه كان وسيبقى من دعاة معالجة كل القضايا المطروحة ضمن المؤسسات الدستورية وليس خارجها ودعت المصادر الى عدم المراهنة على خلاف بين الرئيسين لحود والسنيورة وبالتالي عدم نصب الافخاخ على طريق العلاقة بين الرئيسين لأن كلاهما يعمل لمصلحة لبنان.
في هذا الوقت اكد الامين العام للجامعة العربية الدكتور عمرو موسى امس بعد وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل وجود مبادرة سعودية بعكس ما اعلنه رئيس الحكومة فؤاد السنيورة في قصر بعبدا اول امس بأنه ليس هناك مبادرة سعودية بل توجد افكار سورية. وقال موسى بعد لقائه الرئيس المصري حسن مبارك انه لم يناقش هذه المبادرة معه امس لكنها كانت محل نقاش ومشاورات سابقة خلال الايام الماضية.
واضاف: انه ما زال يتابع الموقف بين سوريا ولبنان من منطلق وجود حالة قلق كبيرة سواء على الموقف داخل لبنان او سوريا والملف السوري اللبناني، لكنه اكد في المقابل ضرورة استكمال التحقيق الخاص في اغتيال الرئيس رفيق الحريري. الى ذلك دعا رئيس كتلة الاصلاح والتغيير العماد ميشال عون الى الحوار حول كل المسائل الخلافية ورأى ان هناك مواضيع اساسية وكل نقطة خلافية يمكن ان نضعها على جدول الحوار وعلى قاعدة ان ليس هناك مشكلة شيعية او مشكلة مارونية فهذه مشكلات لبنانية.
ورأى العماد عون امام المجلس الوطني للاعلام ان الاقرب منه لبنانياً هو حزب الله وتحديداً في مواضيع الاصلاح والمقابر والمقاربات الداخلية، لافتا الى ان امكانات التفجير الداخلي يملكها فقط التيار الوطني الحر وحزب الله وهناك قرار من الجهتين بعدم اللجوء بتاتا الى هذا الامر او اتاحة الفرصة له، لكن لا يمكن السكوت على هذا الوضع اذا ما استمر على ما هو عليه. واعتبر ان مشكلة اي جهة يفترض ان تكون مشكلة لبنانية وليست مشكلة هذه الجهة او تلك على ان يساهم الجميع في ايجاد حل. واعتبر ان الخروج النسبي من المقاومة الى العمل السياسي يحمل بحد ذاته معاناة وعلى الجميع ان يساعد الجهة التي تخرج الى العمل السياسي. واعتبر عون ان هناك اداء سيئا في وزارة الداخلية وازمة كبيرة وليس من مقاربات للمشكلات الاساسية ان الحكومة هي امتداد للخمس عشرة سنة المنصرمة ولكن من ضمن هذه المعادلة لا يوجد رستم غزالي لحل المشكلات. واستغرب عون اطلاق النار على طرحه بتشكيل حكومة وحدة وطنية من قبل الرئيس فؤاد السنيورة، ومعنى هذا ان الاخرين يريدون ان يستقوا بمعادلة اغلبية الثلثين، داعيا للحوار لمعالجة هذه المسائل.
صحيفة النهار :
رأت "النهار" ان هناك قضيتان بارزتان تحركتا امس في جلسة مجلس الوزراء، لم يكن بينهما موضوع مقاطعة وزراء "امل" و"حزب الله" للجلسات والذي لا يزال موضع مشاورات واتصالات على اكثر من صعيد، وهما قضية تعيين اعضاء في مجلس القضاء الاعلى الذي اثارته "النهار" امس وتفاعل في جلسة البارحة، وقضية السلاح الفلسطيني خارج المخيمات. وقد اطلع رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة الوزراء على اثارته مسألة اعضاء المجلس الاعلى للقضاء مع الرئيس لحود وضرورة الاسراع في ذلك. وكان اتفاق على عقد اجتماع في نهاية الاسبوع بين الرئيسين بحضور وزير العدل "لان ثمة ضرورة لتفعيل العمل في القضاء من جهة، وتعيين محقق عدلي في جريمة اغتيال النائب الشهيد جبران تويني من جهة اخرى". وفي سياق رده على اسئلة الصحافيين بعد اذاعة القرارات الرسمية قال وزير الاعلام غازي العريضي حول تعطيل تعيين عضوين في مجلس القضاء الاعلى "هناك اصرار عند فخامة الرئيس على تعيين قاض معيّن".
وسارع مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية الى اصدار بيان لاحقاً اوضح فيه انه "لم تعرض على رئيس الجمهورية حتى تاريخه اي صيغة لمشروع مرسوم يتعلق بتعيين اعضاء مجلس القضاء الاعلى ليتخذ منها الموقف المناسب". واشار الى ان الرئيس لحود "كان اعلن مراراً رغبته في ان تبقى السلطة القضائية بعيدة من المداخلات السياسية، معرباً عن امله في ان يتم اختيار اعضاء مجلس القضاء الاعلى من بين القضاة الاكثر كفاءة وتجرداً ونزاهة ووفق الاصول القانونية المعتمدة لا ان يكون اي خيار مبنياً على المحسوبيات والولاءات السياسية". وكشفت اوساط وزارية ان جلسة مجلس الوزراء شكلت في مناقشاتها ونتائجها "رسائل"الى قصر بعبدا نقلت على عجل وخصوصاً لجهة المواقف الحادة التي اطلقت من موضوع مجلس القضاء الاعلى وسط معلومات عن اتجاه الى اقامة اعتصام احتجاجاً على تعطيل التحقيق في جريمة اغتيال جبران تويني الذي تصادف الاحد ذكرى مرور 40 يوماً على استشهاده، كما اطلقت "رسالة" اخرى في اتجاه القصر وتمثلت في مشروع الوزير مروان حماده لجمع تواقيع عدد من الوزراء النواب على العريضة التي تطالب بفتح دورة استثنائية لمجلس النواب تحدد فيها مواضيع الدورة، وهي عريضة سيستكمل جمع التواقيع عليها من نواب موجودين في مهمات في الخارج بما يرجح وصول الموقعين عليها الى 71 نائبا.
وهذا الامر سيلزم رئيس الجمهورية بتوقيع مرسوم فتح الدورة الاستثنائية، علما ان اوساط بعبدا كانت اوضحت خلال النهار ان لحود لا يمانع في فتح الدورة، ومن المتوقع ان يزوره اليوم رئيس مجلس النواب نبيه بري للبحث معه في هذا الموضوع. اما الموضوع الثاني المهم فهو الموقف الذي اتخذه مجلس الوزراء من السلاح الفلسطيني خارج المخيمات والذي اتسم بنبرة حازمة، اذ اكد المجلس "ضرورة تنفيذ قراراته في شأن السلاح الفلسطيني داخل المخيمات وخارجها، وان الحكومة ستتحرك في كل الاتجاهات لضمان التنفيذ لانه لم يعد مقبولا الاستمرار في استخدام هذا السلاح ضد اللبنانيين وابتزازهم".
وافادت المصادر الوزارية ان تحركاً عربيا واسعا ستقوم به الحكومة لشرح ملابسات هذه المسألة وتحصين موقفها وسيجري العمل بهدوء وحزم لمعالجة هذه المشكلة لانه من غير المقبول بعد اليوم تجاهل المضاعفات الخطيرة التي يتركها السلاح الفلسطيني خارج المخيمات. الى ذلك , تابعت "النهار" , لقد وصل مساء امس الى بيروت الرئيس الجديد للجنة التحقيق الدولية في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري سيرج برامرتز. واكتفى ببيان مقتضب تلاه امام حشد من الصحافيين اكد فيه ان "الاولوية ستظل بالنسبة الي مساعدة السلطات اللبنانية في اطار التحقيق كما ستؤمن اللجنة المساعدة التقنية بحسب الاقتضاء للتحقيق في التفجيرات الارهابية التي شهدها لبنان منذ الاول من تشرين الاول 2004". وقال انه يدرك "تماماً الآمال المعلقة علينا من عائلات الضحايا والشعب اللبناني والمجتمع الدولي، وسأبذل قصارى جهدي بغية عدم خذلهم".
وفي نيويورك (أ ف ب) أعلن الأمين العام للامم المتحدة كوفي أنان أمس ان سوريا تعهدت التعاون كلياً مع لجنة التحقيق الدولية حول اغتيال رفيق الحريري. وقال للصحافيين ان "وزير الخارجية فاروق الشرع اتصل بي قبل يومين كي يؤكد لي ان حكومته سوف تتعاون كلياً مع القاضي الجديد". وأضاف: "لقد شجعتهم السوريون على التعاون كلياً وبدون تحفظ وقد أكدوا لي انهم سيفعلون ذلك".
واللافت في هذا المجال ان مراسل "النهار" في واشنطن هشام ملحم نقل عن مصادر اميركية مسؤولة، بعد وصول برامرتز الى بيروت، توقعها قيام وفد من لجنة التحقيق الدولية بزيارة دمشق في الاسبوع المقبل للاجتماع بالرئيس السوري بشار الاسد. وليس من الواضح حتى الآن ما اذا كان برامرتز سيشارك في الزيارة ام لا. وهناك اتصالات بين اللجنة ودمشق لترتيب الزيارة التي من المتوقع ان تطلق عليها سوريا وصف "زيارة مجاملة" او "تعارف"، باعتبار ان الرئيس السوري يرفض ان تعامله اللجنة شاهداً في تحقيقاتها. وامتنع المسؤولون الاميركيون عن التطرق بالتفصيل الى موقفهم من هذه المسائل، باستثناء القول انه بقطع النظر عن الوصف الذي سيعطى للاجتماع مع الاسد، "فان ما يهمنا هو الا تؤثر اي تسوية في شأن شكل الاجتماع على مضمون اللقاء بالنسبة الى تقدم التحقيق" في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري.
على صعيد آخر، تواصل الولايات المتحدة وفرنسا مشاوراتهما مع بريطانيا وروسيا والصين والمتعلقة باستصدار بيان رئاسي من مجلس الامن في شأن تطبيق القرار 1559 وتوقعت المصادر التوصل الى صيغة نهائية للبيان "خلال الايام المقبلة". وكانت هذه المسألة من بين المسائل التي ناقشها مبعوث الرئيس الفرنسي موريس دو منتانييه مع مستشار الامن القومي الاميركي ستيفن هادلي في البيت الابيض الاسبوع الماضي. ويبدو ان الاميركيين والفرنسيين لا يجدون في هذا الوقت ضرورة لاستصدار قرار آخر من مجلس الامن في شأن لبنان "لان هناك قرارات عدة نابعة عن 1559، وتقارير المحقق الالماني ديتليف ميليس في ما يتعلق بلبنان، لابقاء الضغوط الدولية على دمشق حتى الامتثال للقرارات". وتتوقع المصادر الاميركية ان يتم التجديد للقوة الدولية الموقتة في لبنان "اليونيفل" ستة اشهر اضافية في نهاية الشهر الجاري.
واشارت الى ان مجلس الامن سيطالب بوضوح اكثر الحكومة اللبنانية ببسط سيطرتها على كل الاراضي اللبنانية وخصوصاً في الجنوب. ولاحظت المصادر، ببعض الارتياح، ان الحكومة اللبنانية كانت قد اتخذت اخيراً بعض الاجراءات التي كانت تطالب بها الامم المتحدة، بينها نقل مقر مكتب الاتصال اللبناني بقوات "اليونيفيل" الى الناقورة، والحاق ضباط لبنانيين بوحدات "اليونيفل" المنتشرة في الجنوب.
صحيفة البيرق :
كتبت "البيرق" تقول ان مجلس الوزراء لم يلب ما طلبه السيد حسن نصرالله من موقف يقول ان المقاومة ليست ميليشيا كحل لعودة وزراء الحزب والحركة الى الحكومة , وكان التبرير الذي احتوته المداخلات ولم تحتوه المعلومات الرسمية ان ما ورد في البيان الوزاري للحكومة يفي بالغرض بل انه متقدم على هذه الجملة في الوقت الذي سأل وزير الاعلام غازي العريضي بعد جلسة مجلس الوزراء : لماذا لا يعود الوزراء على اساس هذا البيان لتأكيد المؤكد , ونحن مجتمعون جميعا حوله ؟
وحسب المعلومات التي توافرت ل "البيرق" ان هذا الموقف لم يلق صدى ايجابيا لدى الرئيس بري والسيد نصرالله علما ان الرئيس السنيورة ابلغ الوزراء خلال الجلسة انه سيتابع مشاوراته مع الرجلين توصلا الى حل ينهي الازمة الحكومية .
لكن مصادر وثيقة الاطلاع قالت لـ "البيرق" ان الحركة والحزب ينتظران رد رئيس كتلة المستقبل النائب سعد الحريري على دعوة السيد نصرالله له لـ "القيام بمبادرة شجاعة".وقالت هذه المصادر ان الحركة والحزب قد يوقفان اي اتصالات بشأن الازمة بانتظار مبادرة الحريري .
على صعيد آخر , اكد الرئيس السنيورة خلال الجلسة ضرورة فتح دورة استثنائية لمجلس النواب لاقرار سلسلة من القوانين غير الموازنات المطروحة لمناقشة النواب كل ما يرونه مناسبا , ولفت الى ان عددا من النواب باشر باعداد عريضة في هذا الاطار . وابلغ رئيس الحكومة الوزراء انه سيعرض البرنامج المالي على الوزراء للاتفاق حوله . وطلب مجلس الوزراء الاسراع في التعيينات بمجلس القضاء الاعلى وحول من يقف وراء التعطيل قال العريضي : هناك اصرار عند فخامة الرئيس على موضوع معين , رأيه في تعيين قاض معين , انا لست في موقع الاساءة لاحد ولا الدخول في تفاصيل هذه المسألة , لكن اصبحت معروفة وهناك آراء بان تكون ثمة تعيينات خارجة عن اطار تعيين هذا لهذا وذاك لذاك من المسؤولين . وردا على تصريحات الوزير العريضي صدر عن مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية بيان علل فيه الاسباب :
1- لم تعرض على رئيس الجمهورية حتى تاريخه اي صيغة لمشروع مرسوم يتعلق بتعيين اعضاء مجلس القضاء الاعلى ليتخذ منها الموقف المناسب .
2- ان الرئيس لحود كان اعلن مرارا عن رغبته في ان تبقى السلطة القضائية بعيدا عن المداخلات السياسية , معربا عن امله في ان يتم اختيار اعضاء المجلس من بين القضاة الاكثر كفاية وتجردا ونزاهة , ووفق الاصول القانونية المعتمدة , لا ان يكون اي خيار مبنيا على المحسوبيات والولاءات السياسية . وفي تطور آخر علمت "البيرق" ان اجتماعا ثلاثيا سيعقد غدا في قصر بعبدا يضم الرئيسين لحود والسنيورة ووزير العدل شارل رزق من اجل البحث بتأليف مجلس القضاء الاعلى .
على صعيد آخر , نقل رئيس المجلس الوطني للاعلام عبد الهادي محفوظ بعد لقائه النائب العماد ميشال عون على رأس وفد من المجلس ان الهدف ليس تحقيق انتصار فريق على آخر , بل ان اية مشكلة تواجهها اية جهة كانت تفترض ان تكون مشكلة لبنانية وليست مشكلة هذه الجهة او تلك , على ان يسهم الجميع في ايجاد الحل لها . واعلن عون انه يفترض ايجاد حل داخلي للقرار 1559 وانه يمكن ايجاد مثل هذا الحل الداخلي وليس بالتالي تلبية ما يريده الخارج بهذا المعنى .
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018