ارشيف من : 2005-2008
تعليقات الصحف اللبنانية لهذا اليوم السبت 4 شباط/ فبراير 2006
أحتلت المواقف التي اطلقها الامين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله، فأخذت مساحات واسعة من التحليل والقراءة في الخلفيات والرسائل، بالاضافة الى الرد العقابي الاولي الذي قامت به المقاومة الاسلامية على الموقع الذي أغتال الشهيد ابراهيم يوسف رحيّل أمس.
وهنا أبرز ما جاء من تعليقات:
صحيفة الديار:
قالت "الديار" ان المقاومة ردّت أمس على العدو الإسرائيلي الذي قتل الراعي اللبناني داخل الأراضي اللبنانية، وهي كانت قد وعدت برد قاسٍ على هذا الإعتداء. ففي الساعة الثالثة من بعد ظهر أمس أمطرت المقاومة خلال أقل من نصف ساعة قوات الإحتلال الإسرائيلي بخمسمئة قذيفة صاروخية على مواقعها في رويسات العلم، وهو الموقع الذي اغتالت منه قوات الاحتلال الراعي اللبناني، كما استهدفت مواقع أخرى، فيما اعترف الجيش الإسرائيلي باصابة جندي بجروح خلال القصف الصاروخي للمقاومة.
وفي خطوة لافتة أظهرت مدى قساوة الرد اللبناني، فقد طلبت اسرائيل من الأمم المتحدة وقوات الطوارىء الدولية العمل على وقف إطلاق النار بسبب الإرباك الذي حصل داخل مواقعها، وهو وقف النار الثاني بعد وقف النار الأول الذي حصل خلال مجزرة قانا التي قام بها العدو الإسرائيلي في نيسان عام 1996.
وفي هذا الإطار، فقد حمّل ممثل الأمين العام للأمم المتحدة غير بيدرسون اسرائيل مســؤولية الجريمة، فيما دعا لبنان سفراء الدول وحمّلهم طلباً الى مجلس الأمن للنظر بالإعتداءات الاسرائيلية المتكررة على الأراضي اللبنانية. الى ذلك، فقد شدد قائد الجيش العماد ميشال سليمان على أهمية الوفاق الداخلي مباركاً عودة الوزراء المعتكفين، حيث اعتبر ان القرار السياسي ناقص طائفة ليس بقرار جامع، وقال للمجلس الوطني للإعلام انه ينفذ القرار السياسي النابع من الإرادة الوطنية الجامعة.
واعتبر سليمان أن الإعتداء الذي استهدف ثكنة الأمير بشير جاء للتخريب ولا أحد يستطيع تخريب السلم الأهلي، ولا مكان للحرب الأهلية، ونحن حريصون على الوصول الى معلومات اكيدة قبل الإدلاء بأي تصريحات. من جهة أخرى تتواصل المشاورات والاتصالات لتجنب المعركة الانتخابية في بعبدا ـ عاليه، والتوصل الى مرشح توافقي يرضي كل الأطراف.
وفي هذا الإطار، فقد اوفد النائب جنبلاط الى العماد عون النائب وائل ابو فاعور حاملاً أجواء إيجابية تجاه العماد عون، وانه متمسك بالعماد عون في صلب مجموعة 14 آذار كفريق اساسي فيها. جاء الرد الحازم للمقاومة بعد ان كان الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله قد اكد ان المقاومة ستعاقب قتلة الراعي اللبناني ابراهيم رحيل من دون تردد، كما تم قصف المواقع الاسرائيلية الاربعة في المزارع لا سيما موقع رويسات العلم الذي اطلقت منه النيران على الراعي اللبناني بعد تحميل ممثل الامين العام للامم المتحدة في لبنان غير بيدرسون اسرائيل مسؤولية هذه الجريمة بعد زيارة قام بها امس للرئيس نبيه بري في المصيلح.
وقال المسؤول الدولي ان المواطن رحيّل ومن خلال كل المعطيات لم تكن لديه اية نوايا مبيتة للقيام باي اعمال عسكرية مخلة بالاستقرار. ووصف بيدرسون الوضع في الجنوب بانه حساس، داعيا كل الاطراف الى احترام الخط الازرق وضبط النفس. وكالعادة قصفت القوات الاسرائيلية مناطق جنوبية حدودية ونفذت سلسلة غارات على محيط منطقة شبعا من دون ان تسفر عن سقوط ضحايا.
وقد ادى ذلك الى تصاعد حدة التوتر وتزايد المخاوف من توسع المواجهة ما ادى الى تدخل كثيف للامم المتحدة والقوات الدولية في الجنوب اسفر عن التوصل الى وقف اطلاق النار كما صرح ضابط كبير في قوات الطوارئ. ويعتبر وقف اطلاق النار هذا الاول من نوعه بعد التحرير الذي حصل عام الفين مع العلم ان وقفاً رسمياً لاطلاق النار كان قد جرى في العام 1996 بعد عدوان نيسان الذي تخلله تنفيذ اسرائيل لمجزرة قانا.
وسبق رد المقاومة توتر شديد ساد منذ اول من امس المناطق الحدودية بعد اغتيال الراعي رحيل، وقد اتخذ الجيش الاسرائيلي على طول الحدود تدابير واحتياطات غير عادية وسط استنفار عام في صفوف قواته ومواقعه. واشارت "الديار" الى تفاصيل رد المقاومة , فقد هاجمت "المقاومة الاسلامية بعد ظهر امس عدة مواقع للاحتلال الاسرائيلي في منطقة مزارع شبعا وبالاخص موقع رويسات العلم الذي كان اطلق منه النار على الراعي اللبناني، كما استهدف الرد مواقع رمتا والسماقة وزبدين.
واعلنت المقاومة الاسلامية في بيان لها انها قصفت بالاسلحة الصاروخية والمدفعية موقع الاحتلال الصهيوني في رويسات العلم الذي ارتكب جريمة قتل الفتى الشهيد ابراهيم رحيل حيث حققت اصابات مباشرة في دشم الموقع وتحصيناته وتجهيزاته. واعلن الجيش الاسرائيلي عن اصابة احد جنوده بجروح طفيفة، وقال ان موقعاً تعرض لهجوم بقذائف مضادة للدبابات والصواريخ. وقامت المدفعية الاسرائيلية بقصف مرتفعات شبعا والهبارية وكفرشوبا بالمدفعية من عيار 155 و175 ملم، كما اغار الطيران الحربي الاسرائيلي على اطراف بلدات حلتا وكفرشوبا والماري والهبارية وكفرحمام، كذلك اغار الطيران المعادي على منطقة العفونة جنوبي الخيام، وافيد ان القوات الاسرائيلية استخدمت القذائف العنقودية المحرمة دوليا في قصف الاحراج المحيطة بكفرشوبا وحلتا.
واعلن الجيش الاسرائيلي انه قصف اهدافاً في جنوب لبنان بعد هجوم حزب الله. وقال المتحدث: لقد هاجمت طائراتنا اهدافاً تستخدم نقاط لاطلاق نيران على مواقعنا. وافادت الشرطة اللبنانية ان الطيران الاسرائيلي نفذ سلسلة غارات في محيط بلدة كفرشوبا الملاصقة لمزارع شبعا وان حوالى خمسين قذيفة من عيار 155 ملم سقطت على المنطقة في اقل من ساعة. واوضحت الشرطة ان المقاتلات الاسرائيلية شنت خمس غارات متتالية بفارق دقائق واطلقت صاروخين كل مرة في محيط كفرشوبا والهبارية والخيام، من دون ان تشير الى وقوع اصابات.
ومساء امس اعلن ضابط في القوات الدولية انه وبعد اتصالات مكثفة قامت بها "اليونيفيل "مع حزب الله والقوات الاسرائيلية توصلت الى وقف لاطلاق النار. وفي هذا الاطار اكد ممثل الامين العام للامم المتحدة في لبنان غير بيدرسون بعد زيارته رئيس مجلس النواب نبيه بري ان اسرائيل تتحمّل مسؤولية حادث قتل المواطن اللبناني ابراهيم رحيل داخل الاراضي اللبنانية واصفا الوضع في الجنوب بالحساس.
وللغاية ذاتها استدعى وزير الخارجية فوزي صلّوخ امس سفراء الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن. ورفع اليهم مذكرة الى مجلس الامن الدولي تتضمن الادانة الشديدة لاقدام اسرائيل على قتل المواطن اللبناني ابراهيم رحيل ودعا صلوخ المجتمع الدولي لادانة هذا الاعتداء.
وقد اعربت وزارة الخارجية الفرنسية عن أسفها لمقتل راع لبناني شاب الاربعاء برصاص اسرائيلي ودعت الى "احترام "الخط الازرق الذي يشكل الحدود بين لبنان واسرائيل. واعلن المتحدث باسم الوزارة جان باتيست ماتيي "نأسف بشدة لاعمال العنف الاخيرة على الحدود بين لبنان واسرائيل والتي اودت الاربعاء بحياة شاب مدني في الجانب اللبناني من الحدود أما على الصعيد الداخلي السياسي فقد خيمت اجواء من الارتياح بعد عودة وزراء حركة "امل "و"حزب الله "الى الحكومة، وتوجهت الانظار الى الحوار المزمع اجراؤه بعد هذه الخطوة والذي يفترض ان تتبلور ملامحه في الايام المقبلة.
وكان رئيس الحكومة فؤاد السنيورة اجرى ليل اول امس اتصالا هاتفيا برئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط اثر اتصاله برئيس مجلس النواب نبيه بري والامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، وكان اتفاق على اهمية الخطوة التي تم انجازها بتعاون جميع الاطراف لانهاء الازمة الحكومية والتطلع للانطلاق مجددا نحو معالجة المشكلات التي تعاني منها البلاد.
وابدى الرئيس السنيورة ترحيبه بقرار "حركة امل "و"حزب الله "اعادة ممثليهما الى ممارسة كامل دورهم في اطار العمل الحكومي لكي تتكامل كل الأدوار والمواقف في خدمة مصالح الشعب اللبناني الذي يعلق الامال الكبار على الحكومة والمسؤولين لمعالجة مشكلاته في المرحلة المقبلة، خصوصا وان الوقت الذي انقضى في الازمة الحكومية قد اضاع على البلاد الكثير من الجهد، ومن الواجب اغتنام الفرصة الآن للتعويض عن الذي انقضى. على صعيد آخر نقل المجلس الوطني للاعلام عن قائد الجيش العماد ميشال سليمان بانه يقوم بخطوات لتحصين المؤسسة العسكرية، وانه يدعو الى وقف تدخل السياسيين في اوضاع الجيش، ويشدد على أهمية الوفاق الداخلي، ومن هذا المنطلق يبارك الاتفاق الذي ادى الى عودة الوزراء المعتكفين الى الحكومة.
وعن التعرض لثكنة المير بشير في بيروت قال سليمان "أن هناك من يتلطى بعنوان "القاعدة "والايديولوجية، وفي هذا المجال نحن حريصون على الوصول الى معلومات اكيدة قبل الادلاء بأي تصريحات ليست في مكانها كما نقل المجلس عن العماد سليمان قوله: "نحن ننفذ القرار السياسي النابع عن الارادة الوطنية الجامعة، القرار ناقص طائفة ليس بقرار جامع واعتبر ان الاعتداء الاخير على ثكنة الامير بشير هو للتخريب، وقال "أجزم بأن ليس هناك من مكان للحرب الاهلية ولا احد يستطيع تخريب السلم الاهلي، فالقوى الفاعلة الرئيسية هي ضد تخريب السلم الاهلي، كما ان الجيش اللبناني على علاقة جيدة بكل الاطراف، انما التخريب يمكن ان يستفيد من التجاذب السياسي العنيف، وهناك من يتلطى بعنوان "القاعدة "والايديولوجية، وفي هذا المجال نحن حريصون على الوصول الى معلومات اكيدة قبل الادلاء بأي تصريحات ليست في مكانها واشار بيان المجلس الوطني للاعلام الى أن "قائد الجيش العماد ميشال سليمان يشدد على أن المصلحة الوطنية بالنسبة الى الجيش هي ان اسرائيل هي العدو، وان مصلحة لبنان هي ذاتها مصلحة سوريا ومصلحة الفلسطينيين، وبالطبع مع تقديم المصلحة اللبنانية، واعترض على مقولة النظام الامني والنظام الامني الجديد، مشددا على ان لا غبار على ولاء الجيش ولا ارتباطات لضباطه اعلى من الارتباط الوطني، وان الجيش على مسافة متوازنة من كل الناس.
وختم: "على رغم كل الصعوبات الجيش بخير، دوره الوطني بخير، والجيش لا ينقسم، الجيش يتعطل دوره الوطني عندما ينقسم القرار السياسي من جهة اخرى لم يطرأ جديد على الاجواء المتعلقة بالانتخابات الفرعية لملء المقعد الشاغر بوفاة النائب ادمون نعيم، وبدا ان الاتصالات تتركز في المرحلة الراهنة على السعي لتسوية والاتفاق على مرشح وفاقي تفاديا لمعركة ساخنة في المنطقة. ولفت امس ايفاد رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط النائب وائل ابو فاعور الى العماد ميشال عون في مسعى لتفادي حصول معركة انتخابية على المقعد الذي شغر في دائرة بعبدا ـ عاليه بوفاة النائب ادمون نعيم. وقال ابو فاعور بعد اللقاء هناك قناعة لدى كل قوى 14 اذار بأن الاستحقاق الانتخابي يجب ان يكون فرصة لرأب الصدع بين كل مكونات 14 اذار ومناسبة لاعادة توحيد جهوده.
وعلمت "الديار" من مصادر مطلعة ان النائب ابو فاعور نقل للعماد عون اجواء ايجابية من النائب جنبلاط، مؤكدا انه يدعم حصول اتفاق وتجنّب المعركة في هذه الظروف، ويؤيد وقف الحملات الانتخابية. واكد ابو فاعور حرص جنبلاط على انه لا يريد الخلاف مع التيار الوطني الحر في هذه المرحلة وانه متمسك بوجود العماد عون في صلب مجموعة 14 آذار وانه اساسي فيها.
ورد العماد عون بأنه يؤيد التوافق ايضا، وهو اول مَن كان دعا اليه، وان النائب السابق بيار دكاش هو شخصية مستقلة وتمتلك حيثية التمثيل وقريبة من جميع الافرقاء. على صعيد آخر علم ايضا ان النائب جنبلاط أبلغ الدكتور سمير جعجع الاجواء نفسها، ناصحا اياه بضرورة تجنب المعركة لأن الظروف صعبة.
صحيفة الشرق :
قالت "الشرق" انه بينما انصب الاهتمام الداخلي على تقويم قرار حركة "أمل" و"حزب الله" بالعودة عن الاعتكاف، نفذت المقاومة تهديدها بمعاقبة الذين قتلوا الراعي ابراهيم رحيل بمهاجمة موقع قوات الاحتلال الاسرائيلي في رويسات العلم المسؤول عن قتل الراعي وحققت فيه اصابات مباشرة، فيما اعترفت "اسرائيل" باصابة احد جنودها بجروح.
فبعد اقل من 48 ساعة على تهديد الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله بالاقتصاص من قتلة رحيل، شنت المقاومة بعد ظهر امس هجوماً بالأسلحة الصاروخية والمدفعية استهدف موقع رويسات العلم في مزارع شبعا المحتلة حيث شوهدت ألسنة اللهب ترتفع من الموقع بعد تحقيق "اصابات مباشرة في دشمه وتحصيناته وتجهيزاته" حسب ما افاد بيان للمقاومة.
وردت مرابض المدفعية الاسرائيلية بقصف المناطق المحررة المحاذية للخط الأزرق فيما شهدت محاور العرقوب اشتباكات عنيفة بالمدفعية مع المواقع الاسرائيلية تخللتها مواجهات بالرشاشات الثقيلة على محور بسطرا - زبدين - الرمثا - شانوح. وتدخل الطيران المعادي في المواجهات وشن خمس غارات متتالية استهدفت وادي السلامية، محيط بلدة كفرشوبا، مثلث باب الحد بين كفرحمام والهبارية، تلال الحمامص ما ادى الى جرح امرأة وأضرار مادية. ومع حلول المساء هدأت العمليات العسكرية وساد جو من الترقب والحذر وسط استنفار عام في الجانبين.
واعترف الجيش الاسرائيلي بإصابة احد جنوده بجروح طفيفة، ووصفت المتحدثة باسم الجيش القومندان افيتال هجوم "حزب الله الذي يتمتع بغطاء من الحكومة اللبنانية" بأنه "استفزاز خطير" زاعمة ان الراعي رحيل اقترب من الموقع الاسرائيلي وكان مسلحاً، وأشارت الى ان الجيش الاسرائيلي "سيبقى على مستوى مرتفع من التأهب عند الحدود الشمالية". في غضون ذلك، اثار وزير الخارجية والمغتربين فوزي صلوخ قضية مقتل الراعي رحيل مع سفراء الدول ذات العضوية الدائمة وغير الدائمة في مجلس الامن الدولي وسلمهم مذكرة خطية تبلغهم الشكوى اللبنانية ضد اسرائيل وتطالب دولهم بالتعبير عن الادانة الشديدة لمصرع رحيل في منطقة بسطرة في القطاع الشرقي على يد القوات الاسرائيلية في المنطقة الشمالية للحدود مع لبنان.
من جهته، اكد ممثل الامين العام للأمم المتحدة في لبنان غير بيدرسون عقب لقائه رئيس المجلس النيابي نبيه بري ان رحيل "قتل داخل الأراضي اللبنانية، وان اسرائيل تتحمل مسؤولية هذا الحادث"، لافتاً الى "ان المواطن رحيل ومن خلال كل المعطيات لم تكن لديه اية نوايا مبيتة للقيام بأي اعمال عسكرية مخلة بالاستقرار" واصفاً استشهاده بأنه "مأساة حقيقية وتصعيد خطير من قبل الاسرائيليين على الخط الأزرق".
ودانت فرنسا بشدة اعمال العنف على الحدود اللبنانية - الفلسطينية، وقال الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الفرنسية في بيان "ندين بشدة اعمال العنف الجديد على الحدود بين لبنان واسرائيل، التي اوقعت ضحية مدنية شابة على الجانب اللبناني نهار الاربعاء في الأول من شهر شباط. ونأخذ علماً بقلق بالغ، بنتائج التحقيق الأولي الذي اجرته قوات الطوارىء الدولية العاملة في جنوب لبنان التي اشارت الى ان الراعي الشاب قضى برصاص اسرائيلي على الأراضي اللبنانية".
ودعا "جميع الأطراف الى التهدئة والتزام ضبط النفس واحترام الخط الأزرق في الظروف كافة". على الصعيد الداخلي، لاقى قرار حركة "امل" و"حزب الله" بالعودة الى المشاركة في العمل الحكومي ترحيباً من مختلف الأوساط السياسية. وأشار المكتب الاعلامي لرئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة الى ان الأخير أجرى ليل اول امس اتصالاً هاتفياً برئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط، اثر اتصاله بالرئيس بري والسيد نصر الله، وكان اتفاق "على اهمية الخطوة التي تم انجازها بتعاون جميع الأطراف لإنهاء الأزمة الحكومية، والتطلع للانطلاق مجدداً نحو معالجة المشكلات التي تعاني منها البلاد".
كذلك، اجرى السنيورة اتصالاً هاتفياً برئيس الهيئة التنفيذية لـ " القوات اللبنانية " سمير جعجع وعرض معه للنتيجة التي تم التوصل اليها. من ناحيته، وصف السيد نصر الله موقف الرئيس السنيورة من المقاومة بأنه موقف مسؤول وشجاع، مشيراً الى "ان ما ورد في البيان الوزاري امر جيد لكن موقفنا الأخير كان لتأكيد حق المقاومة، وان ما قاله الرئيس السنيورة كان كافياً ومسؤولاً لإنهاء الأزمة الحكومية القائمة"، موضحاً ان "النقاط الأخرى ستتم معالجتها من خلال الحوار والتفاهم". وحدد نصر الله في كلمة له خلال مجلس عاشورائي موقع الحزب في الخريطة السياسية الجديدة معلناً استعداده للانفتاح على "جميع الأطراف لما فيه مصلحة لبنان" ناعياً التحالف الرباعي.
وأكد نصر الله استمرار "التحالف السياسي" مع حركة "أمل" والتعاون مع "تيار المستقبل" الذي لم ينقطع معه الحوار حتى اثناء الأزمة، معرباً عن الاستعداد "للتعاون مع الحزب التقدمي الاشتراكي بالرغم من كل ما حصل". وشدد على العلاقة القوية مع "قوى 8 آذار"، مؤكداً الانفتاح على "التيار الوطني الحر" وكشف عن وضع ورقة تفاهم تمهد للتعاون على أسس سياسية تراعي الأسس الوطنية". وتطرق الى انتخابات بعبدا ـ عاليه داعياً الى التوافق، اما اذا لم يحصل ذلك "وحصلت معركة فان الحزب سيشارك بفاعلية في هذه الانتخابات (...) ولن نكون حياديين وسيكون لنا موقف علني وواضح في دعم مرشح معين".
وأكد ان "حزب الله" مستقل في قراره، ويتخذ قراراته بنفسه، داعياً مطلقي الاتهامات عن وصاية ايرانية الى الكف عن بث الأضاليل. على صعيد آخر، تواصلت حملات الاستنكار للإساءات التي تشنها صحف دانماركية ونروجية وغيرها من الصحف الأوروبية للنبي محمد. وركز خطباء الجمعة على الدفاع عن نبي الاسلام وطالبوا باعتذارات رسمية من حكومات الدول المعنية، وبتفعيل المقاطعة الاقتصادية للمنتجات الدانماركية. وشهد عدد من المناطق اعتصامات شعبية حاشدة صدرت خلالها دعوات الى معاقبة كل من يتطاول على الاسلام
صحيفة اللواء:
قالت "اللواء" ان الاسبوع أقفل على حدثين كبيرين ستكون لهما تداعيات سياسية واقتصادية كبيرة وربما أمنية. الأول سياسي وهو انهاء الأزمة الحكومية التي تحكمت بالبلاد على مدى 52 يوماً، حيث تقرر أن يعود وزراء حركة "أمل" و"حزب الله" الى متابعة حضورهم جلسات مجلس الوزراء، اعتباراً من أول جلسة يعقدها، من بعد الانتهاء من إحياء الذكرى السنوية الأولى لاغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري في 14 شباط الحالي.
والحدث الثاني كان أمنياً، حيث رد "حزب الله" عسكرياً على الاعتداء الاسرائيلي باغتيال المواطن اللبناني ابراهيم رحيل على تخوم مزارع شبعا، وداخل الأراضي اللبنانية، فهاجم موقعاً لقوات الاحتلال في رويسات العلم داخل المزارع، وهو الموقع الذي ارتكب جريمة قتل هذا المواطن، كما جاء في بيان "للمقاومة الإسلامية"، وأدى الهجوم الى جرح جندي اسرائيلي.
وإذا كانت العملية العسكرية قد انتهت ميدانياً عند الحدود الذي وصلت اليها، من دون اتساع لرقعة المواجهات، فإن السؤال بقي عما اذا كانت الأمور ستقف عند هذا الحد، أم يمكن أن تتطور، أقله دبلوماسياً على صعيد الأمم المتحدة، حيث طالب لبنان الرسمي مجلس الأمن بإدانة إسرائيل على اعتدائها والتعويض لعائلة الراعي اللبناني، خصوصاً بعدما حمّل ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في لبنان غير بيدرسون إسرائيل مسؤولية قتل هذا الراعي في منطقة بسطرة اللبنانية المحررة؟
وهل ينجح لبنان في تأمين عقد جلسة لمجلس الأمن لإدانة إسرائيل؟ وفي ظل الارتياح والترحيب بقرار الثنائي الشيعي بالعودة الى الحكومة، برزت مشكلة جديدة تتعلق بمكان انعقاد الجلسة المقبلة لمجلس الوزراء، خصوصاً اذا ما تقرر أن تنعقد في السادس عشر من الشهر الجاري في قصر بعبدا، اذ يعترض وزراء "اللقاء الديمقراطي" على هذا الامر، ويدعون الى العودة الى القاعدة المتبعة سابقاً، بتخصيص مقر معين لمجلس الوزراء خارج قصر بعبدا، لكن مصادر رئيس الحكومة فؤاد السنيورة لا تعتقد ان موقف وزراء اللقاء يمكن ان يتسبب بمشكلة، ونأمل بحله حين يأتي وقته.
وكان الرئيس السنيورة، قد حرص منذ اعلان انتهاء الازمة الحكومية، على اجراء اتصالات بكل من الرئيس نبيه بري والامين العام لـ "حزب الله" السيد حسن نصر الله والنائب وليد جنبلاط، ورئيس الهيئة التنفيذية "للقوات اللبنانية" سمير جعجع، هدفت الى تطمين الاطراف المعنية، ولا سيما جنبلاط وجعجع بأنه ليس هناك من ورقة مخفية تم التفاهم عليها بينه وبين التحالف الشيعي، مؤكداً ان ما حصل هو مخرج لانهاء الازمة ضمن الالتزام بالبيان الوزاري وضمن النقاط التي تم اعلانها.
وأوضح المكتب الاعلامي للسنيورة، انه كان هناك اتفاق في نهاية هذه الاتصالات على اهمية الخطوة التي تم انجازها بتعاون جميع الاطراف لانهاء الازمة الحكومية، والتطلع للانطلاق مجدداً نحو معالجة المشكلات التي تعاني منها البلاد، والقضايا الملحة الملقاة على عاتق الحكومة في هذه المرحلة الحساسة. وأبدى الرئيس السنيورة ترحيبه بقرار حركة "امل" و"حزب الله" اعادة ممثليهما الى ممارسة كامل دورهم في اطار العمل الحكومي، لكي تتكامل كل الادوار والمواقف في خدمة مصالح الشعب اللبناني، ولفت الى ان الوقت الذي انقضى في الازمة الحكومية اضاع على البلاد الكثير من الجهد، ومن الواجب اغتنام الفرصة الآن للتعويض عن الذي انقضى.
وفي تقدير مصادر الرئيس السنيورة، ان أولوية العمل الحكومي ستتركز حالياً على انجاز مشروع الموازنة وملء الشواغر في الادارات الرسمية ولا سيما في الجامعة اللبنانية ومجلس الشورى ومجلس القضاء الاعلى، والتشكيلات القضائية والدبلوماسية، قبل الشروع بمناقشة البرنامج الاصلاحي الذي تأمل الحكومة اقراره ليكون ورقة عمل لبنان الى مؤتمر "بيروت ـ1" المرجح انعقاده بين آذار ونيسان المقبلين، اذا ما تمت الامور ضمن الاطار المرسوم لها. ولاحظت ان هذا الجهد سيتزامن مع اطلاق الرئيس بري مبادرته الحوارية بعد 14 الشهر الجاري الذي يصادف الذكرى الاولى لاستشهاد الرئيس بري.
ولفتت اوساط رئيس المجلس، الى ان الرئيس بري كان يفضل ان يكون المؤتمر على مستوى رؤساء الكتل والاقطاب وليس على مستوى ممثلين، وذلك من باب ربح الوقت، باعتبار ان الممثلين سيعودون الى رؤسائهم للتشاور في كل مسألة، وهذا يأخذ المزيد من الوقت.
ولم تستبعد هذه الاوساط ان يطرح في المؤتمر امكانية إشراك آخرين من غير الممثلين في الندوة البرلمانية، مشددة على أن هذا المؤتمر سيكون عبر طاولة مستديرة ليس لها رئيس، مذكرة بما كان قاله الرئيس بري سابقاً من انه ليس راعياً للحوار بل مجرد داعم له وطرف فيه، وإذا كان لا بد من تنظيم الحسابات وتم اختياره لذلك، فإن هذا الأمر لن يخرجه من فريقه.
وفي هذا السياق، كانت لافتة، إشادة الامين العام لـ "حزب الله" السيد حسن نصر الله، بالرئيس السنيورة حيث وصف موقفه من الازمة الحكومية بأنه "مسؤول وشجاع" "لأنني اعرف التعقيدات والضغويات والاحراجات التي أحاطت بموقفه الذي نعتبره كلاماً كافياً ومسؤولاً، مشيراً الى ان تعاطي قيادة تيار المستقبل كان ايجابياً و"ان كان الخلل يأتي مكان آخر".
ولاحظ نصر الله، في مجلس عاشوراء للإمام الحسين في الرويس، ان اول نتيجة سياسية للازمة الحكومية، انه لم يعد هناك شيء اسمه تحالف رباعي، لكنه أبدى في المقابل استعداده للتعاون مع تيار "المستقبل" ومع الحزب التقدمي الاشتراكي بالرغم من كل ماحصل، كما اكد استعداده للتعاون مع قوى 14 آذار، مؤكداً على استمرار علاقته القوية مع كل قوى 8 آذار، وكذلك مع بقية القوى المستقلة التي كانت خارج 8 آذار و14 آذار.
وخص "التيار الوطني الحر" بلفتة الذي اكد انفتاحه عليه قائلاً: منذ مدة طويلة تجاوزنا مشكلة الانتخابات الماضية وظروفها، وشكلت لجنة حوار تمكنت من التواصل الى مسودة ورقة تفاهم ستعرض على قيادة الحزب والتيار للتوافق عليها لاستكمال الخطوات اللاحقة، وقال ان هذا سيفضي الى تعاون سياسي على قاعدة سياسية وعلى اساس ورقة سياسية ومفاهيم ومبادئ سياسية تراعي المصلحة الوطنية اللبنانية بالدرجة الاولى.
وبالنسبة الى مسؤوليات الحكومة في المرحلة المقبلة، شدد نصر الله على ضرورة ان تتوجه الحكومة بقوة لتحمل مسؤولياتها في مواجهة استحقاقات داهمته، خصوصاً في الملف الاقتصادي والاجتماعي والمالي والاصلاح الاداري ومعالجة ملفات الفساد.
لافتاً الى ان لدى الحزب وثيقة وتصوراً حول الاصلاح في الدولة على كل الصعد، كانت الهيئات القيادية في الحزب قد أعدتها قبل أشهر وتريث في إعلانها بسبب المناخ الانفعالي الذي كان سائداً في البلد.
وقال انه اذا كانت الاجواء مساعدة فقد يتم الإعلان عن هذه الوثيقة في الذكرى السنوية لاستشهاد السيد عباس الموسوي. وعلى صعيد الانتخابات الفرعية بعبدا ـ عاليه، قال نصر الله انه لا يمانع من التوافق على مرشح محدد، وانه يؤكد ويشجع على التوافق، ولكن اذا لم يحصل التوافق، فإن "حزب الله" سيشارك بفعالية في هذه الانتخابات الفرعية، ولن نكون حياديين، وسيكون لنا موقف علني وواضح في دعم مرشح محدد.
واشارت "اللواء" في هذا الصدد الى ان الاتصالات على الساحة المسيحية استمرت امس، للتفاهم على امكانية تجنيب منطقة بعبدا ـ عاليه معركة انتخابية ثالثة في اقل من ثلاث سنوات، وهو ما أكد عليه امس الرئيس امين الجميل اثناء زيارته للبطريرك الماروني نصر الله صفير في بكركي، مع وفد من حزب الكتائب، في حين عرض النائب وائل ابو فاعور، موفداً من جنبلاط على العماد ميشال عون امكان الاتفاق على شخص محايد يتم التفاهم عليه، في الوقت الذي تابع المرشح الدكتور بيار دكاش تسويق نفسه كمرشح توافقي، في خلال زيارة قام بها للرئيس بري في المصيلح.
أما جعجع فما يزال مصراً على ان يكون المرشح التوافقي من قوى 14 آذار. وفهم ان هذه الاتصالات ستبقى مستمرة، من دون اعلان اي نتائج لها، الى ما بعد احياء ذكرى الرئيس الشهيد رفيق الحريري، حيث يمكن ان تتبلور الصورة بعد ذلك، اما توافقاً، وهو ما يزال مستبعداً حتى الآن، او معركة، مع التأكيد على ان تكون تنافسية وديمقراطية، بحيث لا تترك ذيولاً سياسية على صعيد الشارع. وعلى صعيد انتقام "حزب الله" لمقتل الراعي اللبناني، فقد ثأر رجال "المقاومة الاسلامية" عصر امس لجريمة قتل الفتى ابراهيم يوسف رحيل امس الاول برصاص قوة كوماندوس اسرائيلية بشن هجوم عنيف بصواريخ الكاتيوشا على موقع الاحتلال الاسرائيلي في "رويسة العلم" شرقي كفر شوبا.
واكدت "تحقيق اصابات مباشرة في دشم الموقع وتحصيناته وتجهيزاته".
وعلى الأثر دارت اشتباكات عنيفة استمرت ساعة ونصف الساعة بين رجال المقاومة والقوات الاسرائيلية حيث اطلقت المدفعية المعادية أكثر من 100 قذيفة من مختلف العيارات توزعت على مرتفعات جبل سدانة، اطراف كفرشوبا، شانوح، بسطرة، وادي السلامية، محيط كفر حمام، باب الحد، المرامل ومحيط الهبارية. وحوالى الرابعة نفذ الطيران الحربي الاسرائيلي 5 غارات متتالية على وادي السلامية في محيط كفرشوبا الغربي، محيط سردة، تلة الحمامص، وتلة المرامل، مما ادى الى تحطم عدد من زجاج النوافذ في المبنى المدرسية الرسمية في الهبارية. وحوالى الخامسة عصراً رد رجال المقاومة بقصف صاروخي عنيف من عيار 122 ملم استهدف مرابض مدفعية الاحتلال في الخطوط الخلفية حيث شوهدت أعمدة من الدخان الكثيف تتصاعد من موقعي عين التينة وزعورا وعمفيت.
وكشف نصر الله في خطابه مساء أمس، أن الموقع الاسرائيلي ذا المساحة المحدودة انهار عليه 500 صاروخ وقذيفة من الأعيرة المختلفة في 45 دقيقة، مؤكداً أن حزب الله أراد من خلال هذه العملية "معاقبة" اسرائيل، معتبراً ذلك رسالة على استمرار "المقاومة الاسلامية"، مؤكداً أنه لا يمكن أن نسمح للاسرائيليين أن يستبيحوا أي دم في لبنان.
وتوقع أن يدين مجلس الأمن "حزب الله" بالاسم بعد التصعيد الذي حصل، مضيفاً أن ذلك "شرف لنا ووسام على صدورنا لأننا عاقبنا أو حاولنا أن نعاقب قتلة فتى شاب ويافع ومجدّ". وتابع "إن التحدي الكبير يكمن في هل يدين مجلس الأمن اسرائيل لقتلها ابراهيم رحيل؟"، مشيراً الى أن هذا السؤال هو "برسم أميركا وأصدقاء أميركا في لبنان".
وكان ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في لبنان غير بيدرسون قد حمّل بعد زيارته الرئيس بري في المصيلح أمس اسرائيل مسؤولية اغتيال المواطن اللبناني رحيل في منطقة بسطرة اللبنانية المحررة، لافتاً الى أن رحيل ومن خلال كل المعطيات لم تكن لديه أية نوايا مبيّتة للقيام بأي أعمال عسكرية مخلّة بالاستقرار، واصفاً الوضع في الجنوب بالحساس، داعياً كل الأطراف الى احترام الخط الأزرق وضبط النفس، معتبراً أن أي تصعيد يجب ألا يبرره خرق وتصعيد آخر. وفي القدس المحتلة اتهم الجيش الاسرائيلي "حزب الله" بأنه قام "باستفزاز خطير" بهجومه في قطاع مزارع شبعا.
وقالت المتحدثة باسم الجيش الاسرائيلي القومندان افيتال لايبوفيتش "انه استفزاز خطير من "حزب الله" الذي يتمتع بغطاء الحكومة اللبنانية". واضافت المتحدثة "ان اي محاولة من "حزب الله" لربط هذا الهجوم بحادث الاربعاء امر غير منطقي وغير متكافئ"، في اشارة الى مقتل الراعي اللبناني برصاص اسرائيلي في القطاع. واتهمت في هذا الصدد "حزب الله باستخدام مدنيين ابرياء لجمع معلومات وشن هجمات"، مؤكدة ان الراعي "الذي اقترب من موقع اسرائيلي كان مسلحا".
وقالت من جهة اخرى ان الجيش "يبقى على مستوى مرتفع من التأهب عند الحدود الشمالية". واعلن الجيش الاسرائيلي ان احد جنوده اصيب بجروح طفيفة في الهجوم واكد ان رد بإطلاق قذائف مدفعية، وقالت متحدثة باسم الجيش الاسرائيلي ايضاً ان الطائرات الاسرائيلية "هاجمت اهدافا تستخدم كنقاط لاطلاق نيران على مواقعنا".
وفي موقف اميركي يحمل دلالات في توقيته اعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية شون ماكورماك ان الولايات المتحدة تواصل مطالبة الحكومة اللبنانية لتطبيق قرار مجلس الامن 1559 بما فيه تفكيك الميليشيات تطبيقاً كاملاً.
وكان ماكورماك يعلق على سؤال صحافي حول حلّ الازمة الوزارية في لبنان ورجوع وزراء حزب الله وحركة امل للمشاركة في حكومة السنيورة بعد اعتكاف دام لسبعة اسابيع بعدما اكد رئيس الوزراء فؤاد السنيورة في البرلمان اللبناني على اعتبار حزب الله مقاومة وطنية، واما بالنسبة لكيف ومتى ستعمل الحكومة اللبنانية لتطبيق القرار 1559 فإن تلك مسألة يعود تقريرها للحكومة والفعاليات السياسية في لبنان.
واضاف ماكورماك: انه سيكون من المهم للبنان ان يطبق القرار المذكور وكذلك لكل الاطراف بمن فيهم سوريا ليعملوا على احترامه.
صحيفة صدى البلد :
كتبت "صدى البلد" تقول ان المواجهات التي دارت بعد ظهر امس بين رجال المقاومة وقوات الاحتلال الاسرائيلي في منطقة مزارع شبعا وجوارها طغت على الاهتمامات الداخلية وجاءت بعد أقل من 24 ساعة على الاتفاق الذي عاد بموجبه وزراء حركة "امل" و"حزب الله" الى الحكومة. واستدعت هذه المواجهات التي تزامنت مع تحرك دبلوماسي بدأه لبنان تمهيدا لتقديم شكوى ضد اسرائيل لخرقها الخط الأزرق في مزارع شبعا وقتلها احد رعاة الماشية اللبنانيين قبل يومين، اتصالات عاجلة دولية اثمرت توصلا الى اتفاق على وقف النار اعلن عنه ناطق باسم قوة حفظ السلام الدولية العاملة في الجنوب.
وأبلغت مصادر دبلوماسية أميركية في بيروت "صدى البلد" ان الدبلوماسية الأميركية اجرت اتصالات بلبنان واسرائيل، بهدف التهدئة وعدم الانجرار الى تصعيد عسكري ودعت الى ضبط النفس. وقالت هذه المصادر ان الاتصالات نجحت في ضبط التصعيد، لافتة الى أن الدبلوماسية الأميركية منزعجة من سقوط ضحايا مدنيين وتأمل ألا يتكرر في المستقبل.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية جان باتيست ماتيي ان بلاده "تأسف بشدة لأعمال العنف الاخيرة على الحدود بين لبنان واسرائيل التي اودت الاربعاء بحياة شاب مدني الى الجانب اللبناني من الحدود". وأكد ان فرنسا تدعو "جميع الأطراف الى الهدوء وضبط النفس واحترام الخط الأزرق في كل الظروف". وبدا من خلال إقصار "حزب الله" الرد الذي توعد به اسرائيل لقتلها الراعي ابراهيم رحيل قبل ايام على موقع رويسات العلم الذي ارتكب الجريمة، ان الحزب تعمد ان يكون رده محصورا اذ لم يوسع رقعة المواجهة ولكن اسرائيل عمدت الى توسيعها بقصفها البري والجوي لمحيط مزارع شبعا وكفرشوبا وصولا الى محيط الخيام ومرجعيون وقد اوقع هذا القصف جريحة لبنانية.
فيما اعلنت المتحدثة باسم الجيش الاسرائيلي عن اصابة جندي بجروح واصفة ما حصل بأنه "استفزاز خطر من "حزب الله" الذي يتمتع بغطاء الحكومة اللبنانية". على ان المواجهات في مزارع شبعا لم تحجب الاهتمام بعودة وزراء حركة "امل" و"حزب الله" الى الحكومة التي لاقت تفسيرات متناقضة تراوحت بين قائلة بأنها تمت على اساس اتفاق واخرى قالت انها حصلت بلا أي تسوية وانما بمبادرة من قيادتي حركة "امل" و"حزب الله".
لكن وبغض النظر عن هذه التفسيرات فان مصادر اطلعت على اجواء الاتصالات التي سبقت عودة المعتكفين عن اعتكافهم قالت ان هذه العودة تمت نتيجة رغبة لدى المعنيين والمسؤولين في انهاء الازمة الحكومية التي كانت قائمة بغية تسهيل المبادرات العربية التي تعبر عنها التحركات السعودية والمصرية، حيث ينتظر ان يزور بيروت في خلال النصف الثاني من الشهر الجاري وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل ومدير المخابرات العامة المصرية اللواء عمر سليمان. وقد احدث انتهاء الأزمة الحكومية تبدلا ايجابيا في الاجواء السياسية على نحو يتيح مقاربة بقية الملفات بعيدا عن التشنج ولا سيما منها الانتخابات الفرعية المقررة في دائرة بعبدا - عاليه.
وقد رحب رئيس الحكومة فؤاد السنيورة بعودة الوزراء الشيعة عن اعتكافهم، واتصل امس برئيس الهيئة التنفيذية لـ"القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع بعدما كان اتصل ليل امس الاول برئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط، حيث اطلعهما على نتائج الاتصالات التي ادت الى انتهاء الازمة الحكومية واعتبر السنيورة ان معالجة هذه الازمة تشجع على الانطلاق مجددا لمعالجة المشكلات التي تعاني منها البلاد والقضايا الملحة الملقاة على عاتق الحكومة في هذه المرحلة الحساسة. على ان الخروج من الأزمة الحكومية دفع ملف الانتخابات الفرعية المقررة في دائرة بعبدا ـ عاليه لملء المقعد الماروني الذي شغر بوفاة النائب ادمون نعيم، الى صدارة الاهتمامات، وبدأت بعض القوى المعنية بها البحث في امكان الوصول الى مرشح توافقي لتجنب حصول معركة انتخابية يبدو ان اطرافا وعلى رأسهم النائب جنبلاط وبعض حلفائه لا يحبذونها.
وفي هذا الإطار أوفد جنبلاط أمس النائب وائل أبو فاعور الى النائب العماد ميشال عون, وخرج من اللقاء ليقول: "ان هناك اقتناعاً لدى كل قوى 14 آذار بأن الاستحقاق الانتخابي بعد وفاة الدكتور ادمون نعيم يجب ان يكون فرصة لرأب الصدع بين كل مكونات 14 آذار".
وأضاف: "ان هذه الانتخابات يجب ان تكون مناسبة لإعادة توحيد جهود 14 آذار".
وعلمت "صدى البلد" ان اللقاء بين عون وابو فاعور انتهى الى اتفاق على ضرورة ان يتراجع كل من "اللقاء الديمقراطي" و"التيار الوطني الحر" خطوة الى الوراء افساحاً في المجال للتوافق على مرشح في دائرة بعبدا - عاليه. وفي خط مواز زار الرئيس أمين الجميل وعضو "اللقاء الديمقراطي" النائب فؤاد السعد البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير, وتمنى الجميل ان "تتوصل كل الأطراف الى حل وفاقي يوفر على هذه المنطقة (بعبدا ـ عاليه) التي عاشت ثلاثة انتخابات في خلال ثلاث سنوات المعركة (...) اما اذا فرضت علينا معركة فموقعنا معروف في تحالف 14 آذار ومع حلفائنا في الحكومة سنخوض المعركة ونأمل في ان تكون بروح رياضية بعدما نكون استنفدنا كل الجهود والسبل الى اتفاق على مرشح".
أما السعد فأمل ان "يصل الفريقان الأساسيان في الانتخابات الفرعية لدائرة بعبدا ـ عاليه الى توافق واذا تعذر ذلك نرى بعدها ما هي الخطوات الواجب اتخاذها". ولفت السعد الى ان السنيورة "أوجد الفتوى" لعودة الوزراء الشيعة الى الحكومة لكن هذه الفتوى ارجأت موضوع سلاح المقاومة ولم تحله.
في هذا السياق نقلت مصادر قريبة من رئيس الجمهورية العماد اميل لحود ترحيبه بعودة الوزراء المعتكفين الى الحكومة آملاً ان تساعد هذه العودة على إطلاق عملية الحوار حول القضايا المختلف عليها وإطلاق عجلة الدولة على مختلف الصعد ولا سيما منها الاقتصادية والاجتماعية والمالية والإدارية.
وتطرقت المصادر الى موضوع عقد جلسات مجلس الوزراء في قصر بعبدا بعدما أبدى وزراء الحزب التقدمي الاشتراكي اعتراضهم على العودة الى صيغة المداورة ودعوتهم للعودة الى المقر الخاص لمجلس الوزراء في محلة المتحف فقالت: "ان هذا الموضوع يتوقف على رغبة رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة الذي أخذ على عاتقه متابعة المشاورات حول هذا الأمر, وهناك هامش لا بأس به من الوقت لذلك, لأن لا جلسة لمجلس الوزراء الأسبوع المقبل لمصادفتها ذكرى عاشوراء وعيد مار مارون".
في سياق آخر أشارت المصادر نفسها الى ان رئيس الجمهورية سيرد القانون المعجل المكرر الذي أقره مجلس النواب في شأن التعيينات في مجلس القضاء الأعلى, لأنه يعتبر هذا القانون مخالفاً للدستور ولمبدأ الفصل بين السلطات ويعتبر سابقة غير قانونية.
ورشة الحوار
من جهة ثانية يواصل فريق رئيس مجلس النواب نبيه بري التحضير لمؤتمر الحوار الوطني الذي سيدعو اليه.
وعلمت "صدى البلد" ان بري أنجز ورقة العمل التي سيتناولها هذا المؤتمر الذي سيدعو الى انعقاده بعد احياء الذكرى السنوية الاولى لاغتيال الرئيس رفيق الحريري في 14 من الجاري.
وقالت مصادر قريبة من بري لـ "صدى البلد" ان الدعوات الى هذا المؤتمر ستوجه الى القوى السياسية الممثلة في مجلس النواب, وهو يفضل ان يشارك في الحوار الاقطاب السياسيون الأساسيون لاختصار الوقت الذي يمكن في هذه الحال ان يكون ثلاثة أسابيع في حين انه قد يستغرق ثلاثة أشهر في حال جرى على مستوى الممثلين لهؤلاء الأقطاب. وأضافت هذه المصادر ان مكان انعقاد المؤتمر الحواري سيكون مجلس النواب, أما ورقة العمل فإن عناوينها الرئيسية هي:
1 ـ العلاقات اللبنانية -السورية.
2 ـ القرار الدولي 1559 ومتفرعاته.
3 ـ التحقيق في جريمة اغتيال الحريري ومتفرعاته ويضاف الى هذه العناوين, عناوين أخرى لم يشملها اتفاق الطائف او انها استجدت بعد هذا الاتفاق او ان بعضها موجود ولكنه يحتاج الى تفسير.
ونقلت المصادر عن بري قوله: "ان حوارنا لن يبدأ من نقطة الصفر, فلدينا اتفاق الطائف الذي عالج كل القضايا الخلافية بين اللبنانيين وان العودة الى تطبيق هذا الاتفاق يجعلنا نقطع مسافة طويلة لننصرف الى معالجة ما تبقى من قضايا".
صحيفة الأنوار:
قالت "الأنوار" ان المواجهات التي شهدتها محاور مزارع شبعا استأثرت بالاهتمام امس، في وقت ظل فيه حديث التوافق في الانتخابات الفرعية طاغيا من دون تجسيده بأي خطوة عملية.
وفي حين اعلن الامين العام ل (حزب الله) السيد حسن نصرالله ان الهجوم الذي شنه مقاتلو المقاومة في منطقة مزارع شبعا هو معاقبة لاسرائيل على قتل الراعي اللبناني الشهيد، اتهمت اسرائيل الحكومة اللبنانية بتغطية عمليات (حزب الله)، وهددت باعتداءات جديدة قائلة ان جيشها في المنطقة الحدودية باق في حالة استنفار. وكان حزب الله قد اعلن عصر امس (ان المقاومة الاسلامية قصفت بالاسلحة الصاروخية والمدفعية موقع الاحتلال الصهيوني في رويسات العلم وهو الموقع الذي ارتكب جريمة قتل الفتى الشهيد ابراهيم رحيل).
وأضاف ان القصف حقق اصابات مباشرة في دشم الموقع وتحصيناته وتجهيزاته. وعلى الاثر دارت اشتباكات وقصف متبادل، وشنت الطائرات الاسرائيلية خمس غارات متتالية على محيط كفرشوبا وكفرحمام والهبارية والخيام. وقد اصيبت سيدة لبنانية بجروح واصيبت عدة منازل بأضرار. وقد أعلن الامين العام ل (حزب الله) السيد حسن نصرالله مساء امس ان الحزب من خلال هجومه اراد معاقبة اسرائيل. وقال (انا لم اتحدث عن انتقام بل عن معاقبة القتلة. لا يمكن ان نسمح للاسرائيليين ان يستبيحوا اي دم في لبنان).
وأضاف ان (المقاومة الاسلامية وجهت رسالة الى اسرائيل والمدافعين عنها، مفادها ان في لبنان مقاومة موجودة، كانت موجودة وستبقى موجودة ولا تزال موجودة. لا تخشى احدا ولا تخاف احدا). وأشار نصرالله الى ان الموقع الاسرائيلي ذا المساحة المحدودة انهار عليه 500 صاروخ وقذيفة من الاعيرة المختلفة في وقت قصير جدا. وفي القدس، قال الجيش الاسرائيلي ان احد جنوده اصيب. وقالت المتحدثة باسمه (انه استفزاز خطير من حزب الله الذي يتمتع بغطاء الحكومة اللبنانية).
وأضافت المتحدثة (ان اي محاولة من حزب الله لربط هذا الهجوم بحادث الاربعاء امر غير منطقي وغير متكافئ)، في اشارة الى استشهاد الراعي اللبناني برصاص اسرائيلي. وادعت ان (حزب الله يستخدم مدنيين ابرياء لجمع معلومات وشن هجمات، وان الراعي الذي اقترب من موقع اسرائيلي كان مسلحا). وقالت من جهة اخرى ان الجيش (يبقى على مستوى مرتفع من التأهب عند الحدود الشمالية). على صعيد آخر، قال الامين العام ل (حزب الله) السيد حسن نصرالله امس ان الحزب يدعو الى التوافق في انتخابات بعبدا-عاليه، ولكنه في حال لم يتم هذا التوافق فانه سيشارك في الانتخابات بفعالية ولن يكون حياديا.
وتكلم عن الخريطة السياسية الجديدة فقال: (الانتخابات التي جرت في 2005 قامت على اساس تحالفات معينة وكان هناك تحالف رباعي، الآن في الوضع الجديد نحن نعود الى الحكومة. وأول نتيجة سياسية للأزمة الحكومية التي قامت انه لم يعد هناك شيء اسمه تحالف رباعي. يكفي ان احد اطراف التحالف الرباعي يتنكر له او ينكر اصل وجوده. في الخريطة المحلية الجديدة لا يوجد تحالف رباعي). وأضاف: (هناك تعاون مع تيار المستقبل الذي يشكّل عصب الحكومة، ونحن جاهزون للتعاون مع تيار المستقبل، وهذا التعاون يمكن ان يستمر.
ونحن على استعداد للتعاون بالرغم من كل ما حصل مع الحزب التقدمي الاشتراكي اذا هم ارادوا التعاون. اما مع بقية القوى السياسية في ما يسمى قوى 14 آذار نحن لنا اتصالات مع الجميع وعلاقات مع الجميع وحاضرون للتعاون مع الجميع). وقال: نحن منفتحون على التيار الوطني الحر، منذ مدة طويلة تجاوزنا مشكلة الانتخابات الماضية وظروفها. وشكلت لجنة حوار بيننا وبينهم، في الايام الماضية تمكنت هذه اللجنة من التوصل الى مسودة ورقة تفاهم ستعرض على قيادة حزب الله وقيادة (التيار الوطني الحر) لتوقيعها والتوافق عليها لاستكمال الخطوات اللاحقة.
هذا يفضي الى تعاون سياسي بين حزب الله والتيار الوطني الحر على قاعدة سياسية وعلى اساس ورقة سياسية ومفاهيم سياسية ومبادئ سياسية تراعي المصالح الوطنية اللبنانية بالدرجة الاولى.
صحيفة المستقبل:
قالت "المستقبل" انه غداةَ إعلان "أمل" و"حزب الله" عودة وزرائهما إلى الحكومة، كانت هذه الخطوة موضع تشاور أمس بين الحلفاء في ضوء الاتصالين اللذين أجراهما رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة مع كلّ من رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط ورئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" سمير جعجع، والاتصالين اللذين تلقّاهما من الرئيسين الياس الهراوي وأمين الجميّل. غير انّ ما كانَ لافتاً أمس تجلّى في العملية التي نفّذتها "المقاومة الإسلامية" في مزارع شبعا ضدّ الموقع الإسرائيلي الذي أردى الفتى اللبناني ابراهيم رحيّل. وقد سارعت إسرائيل إلى اتهام الحكومة اللبنانية بما سمّته "تغطية هذا الاستفزاز".
وفيما وصف الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصرالله العمليّة بأنّها "رسالة بأنّ المقاومة كانت موجودة وستبقى موجودة"، معتبراً انّ الرئيس السنيورة "أخذ موقفاً مسؤولاً وشجاعاً" في كلامه أوّل من أمس، معلناً انّ "التحالف الرباعي لم يعد موجوداً"، لوحظَ انتقال "حزب الله" خصوصاً على لسان رئيس "كتلة الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد إلى نوع من "الهجوم السياسي" على فرقاء في 14 آذار وإلى تأكيد انّ الحزب سيتوقّف بعد الآن "عند النقطة والفاصلة" في البيان الوزاري.
إذاً، نفّذت المقاومة تهديدها بالردّ على قتل رحيّل من جانب الاحتلال الإسرائيلي في مزارع شبعا، فهاجمت موقع رويسة العلم في المزارع الذي قالت المقاومة في بيان لها انّه "الذي ارتكب جريمة القتل". وإذ أعلن مصدر عسكريّ إسرائيليّ انّ جندياً أصيب بجروح، أقدمت إسرائيل على قصف عدد من البلدات والقرى في الجنوب.
ومساء أبلغ ضابط دوليّ "المستقبل" انّ القيادة الدولية في الناقورة نجحت في ترتيب وقف لإطلاق النار على جانبَي الحدود. وقال انّ "احترام الطرفين لوقف إطلاق النار آتى ثماره وبدأت الأعمال العسكريّة بالانحسار اعتباراً من السادسة إلا ربعاً مساء". وكانت العمليّة مسبوقة بموقف أطلقه ممثّل الأمين العام للأمم المتحدة غير بيدرسون رأى فيه ان الوضع في الجنوب "حسّاس"، داعياً "كلّ الأطراف إلى احترام الخط الأزرق وضبط النفس"، مضيفاً انّ "أيّ تصعيد أو خرق يجب ألاّ يبرّر تصعيداً أو خرقاً من الجانب الآخر(..)".
وفي هذا الوقت حمّلت إسرائيل "الحكومة اللبنانية مسؤوليّة التصعيد على الحدود". ونقلت وكالة "يو.بي.آي" عن المتحدّث باسم الجيش الإسرائيلي افيماي أدرعي قوله "إنّنا نحمّل الحكومة اللبنانيّة مسؤوليّة إطلاق القذائف باتجاه أهداف إسرائيلية". أمّا المتحدث الآخر باسم الجيش الإسرائيلي افيتال ليبوفييش فوصف عملية المقاومة بأنّها "استفزاز خطير تغطّيه الحكومة اللبنانيّة".
وبُعيدَ العمليّة وتوقّف إطلاق النار، أكّد نصرالله انّه "تمّ اختيار الموقع الإسرائيلي الذي أطلق النار" على رحيّل وذلك "من أجل معاقبته والجنود الإسرائيليون كانوا مختبئين في الموقع". وقال انّه "تمّ خلال ثلاثة أرباع الساعة إطلاق 500 صاروخ وقذيفة ودمّر الموقع بالكامل"، لافتاً إلى "جرح جنديين إسرائيليين وحالة أحدهما خطيرة". وأشار إلى ان "المقاومة قامت ببعض واجبها والحكومة قامت ببعض واجبها وتحقّق التكامل بين الحكومة والمقاومة ولا أحد يلغي أحداً".
وفي انتقاله إلى الوضع الداخلي، اعتبر نصرالله انّ "ما حصل في الجنوب فتح الآفاق أمام معالجة الأزمة الحكوميّة". وأعلن انّ "رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة اتخذ موقفاً مسؤولاً وشجاعاً"، وقال "نعتبر ما قاله كافياً ومسؤولاً ونتعاطى معه بإيجابيّة"، لافتاً إلى انّ "أداء الإخوة في قيادة تيار المستقبل كان إيجابياً، والخلل كان يأتي من مكان آخر".
وأكّد انّ "الحزب يطالب بتطبيق الدستور بشكل حقيقي، أي حصول التوافق، وإذا لم يحصل نلجأ إلى التصويت"، مضيفاً انّ "عودتنا تخفّف من حال الاحتقان"، معلناً انّه "لم يعد هناك تحالف رباعي لأنّ أحد أطرافه تنكّر له ولأصل وجوده".
وشدّد على "التحالف السياسي مع حركة أمل" وعلى "استمرار التعاون مع تيّار المستقبل". وبالنسبة إلى الانتخابات الفرعيّة في دائرة بعبدا ـ عاليه قال نصرالله "نشجّع على التوافق، لكن إذا لم يحصل سنشارك بفاعليّة، ولن نكون حياديين"، وأكّد "اننا لن نترك الخيار للناخبين، وسيكون لنا موقف علني وواضح بدعم مرشح محدّد(..)".
من جهته، حمل النائب رعد على "الإحباط والوجوم اللذين أبداهما البعض بعد ان أعلن حزب الله وحركة أمل عودتهما إلى الحكومة". وقال رعد انّ "العودة إلى تطبيق البيان الوزاري ستكون بالتوقّف عند النقطة والفاصلة هذه المرّة"، وأكّد انّ "كلّ موقف خارج ما أتى به البيان الوزاري هو خروج عن الموقف الوطنيّ"، مضيفاً "على هذا الأساس سوف نحاكم المواقف ونتعاطى مع كلّ الفرقاء، الممثلين في الحكومة وغير الممثلين فيها".
في غضون ذلك، وفي وقت أبدى الرئيس السنيورة "الترحيب" بعودة وزراء الحركة والحزب إلى "ممارسة دورهم الكامل في اطار العمل الحكومي"، واعتبر ان "الوقت الذي انقضى في الأزمة الحكومية قد أضاع على البلاد الكثير من الجهد ومن الواجب التعويض الآن"، رحّب جعجع بظروف عودة الوزراء الخمسة.
وفي اتصال مع "المستقبل"، أوضح جعجع انّ السنيورة وضعَه خلال الاتصال الهاتفي بينهما في "الجوّ الذي من ضمنه حصلت العودة". وأكّد انّ "لا صفقات من تحت الطاولة مهّدت لهذه العودة". ووصفَ ما قاله رئيس الحكومة في مجلس النواب بأنّه "رأيه الدائم من الأوّل إلى الآخر".
واعتبر جعجع انّه يُفترض بعد الآن "إعطاء الفرصة للعمل الحكومي في شتّى الميادين"، مبدياً "الأسف على الشهرين اللذين ضاعا"، مشدّداً على "ضرورة أخذ العبرة ممّا حصل" وعلى "عدم تعطيل شؤون البلد لأسباب لا علاقة لها بالدستور"، معرباً عن اعتقاده مع ذلك انّ "الأزمة الحكوميّة التي انقضت لن تكون الأخيرة في الحكومة".
على صعيد آخر، وبينَ عودة وزراء "أمل" و"حزب الله" إلى الحكومة من ناحية وعمليّة المقاومة في المزارع من ناحية ثانية، برزَ أمس تحرّك من النائب جنبلاط باتجاه النائب العماد ميشال عون، حيث أوفد عضو "اللقاء الديموقراطي" النائب وائل أبو فاعور إلى الرابية. وأوضح أبو فاعور ان الاجتماع الذي تطرّق إلى أمور عدّة شهد توافقاً على "ضرورة إعادة توحيد صفوف قوى الرابع عشر من آذار التي كانَ التيّار الوطني الحرّ جزءاً أساسياً ومساهماً أساسياً فيها، وهذه مسؤولية كلّ القوى المكوّنة لتيّار 14 آذار".
وقال انّ "هناك قناعة لدى قوى 14 آذار بأنّ الاستحقاق الانتخابي في دائرة بعبدا ـ عاليه يجب أن يكون مناسبة لإعادة توحيد جهود 14 آذار(..)".
صحيفة السفير:
كتبت "السفير" تقول ان رئيس الحكومة فؤاد السنيورة بدد هواجس شركاء في الحكومة من خلال شرحه أبعاد ما حصل في المجلس النيابي وأدى الى قرار عودة الوزراء الخمسة عن اعتكافهم. وهو شرح لكل من النائب وليد جنبلاط والدكتور سمير جعجع خلفيات الاتفاق وطلب دعم التوجه "التوحيدي" للقرار السياسي على مستوى الحكومة، وبما يمهد لجلسة عادية لمجلس الوزراء الاسبوع المقبل، يرجح ان تنعقد في القصر الجمهوري على ان يسبقها اجتماع بين الرئيسين اميل لحود والسنيورة، بعدما ابلغ رئيس الجمهورية رئيس الحكومة عودته عن قراره بعدم عقد جلسات الحكومة في بعبدا حتى عودة الوزراء عن اعتكافهم. وكان للأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله كلامه في الملف الحكومي وملفات داخلية اخرى. فقد أشاد بموقف السنيورة واصفاً إياه ب"الشجاع والمسؤول".
وقال ان المقاومة تعتبر ما قاله كافيا. وأعلن من جهة ثانية ان الازمة الحكومية أتت على التحالف الرباعي الذي لم يعد موجودا، وان "حزب الله" له توصيفه الجديد للتحالفات السياسية، معتبرا أنه في حال تحالف سياسي مع "امل" وفي حالة تعاون مع تيار "المستقبل" وعلى استعداد للتعاون مع القوى الاخرى وفي مقدمها الحزب التقدمي الاشتراكي. وانه في حالة تحالف مع جميع قوى 8 آذار، ومع القوى المستقلة الاخرى مثل منبر الوحدة الوطنية والحزب الشيوعي، وانه في حالة انفتاح على "التيار الوطني الحر" متحدثا عن إنجاز لجنة الحوار المشتركة مسوّدة تفاهم لتعاون سياسي.
ودعا الحكومة الى متابعة القضايا التي تهم المواطنين معيشيا واقتصاديا وقال إن لدى "حزب الله" تصوره في هذا المجال. وتحدث نصر الله عن الحملة على إيران ودورها نافياً ان يكون لطهران أي دور او تدخل. وأشاد بالانتخابات الفلسطينية وفوز حماس ودعا "قيادات لبنانية يقال إنها تقرأ جيداً وإن لديها "لواقط" للإشارات عن بعد" الى عدم الرهان على السياسات الاميركية في المنطقة.
في هذه الأثناء، كانت منطقة مزارع شبعا المحتلة تشهد مواجهة جديدة بين قوات الاحتلال ومجموعات من المقاومة الاسلامية التي نفذت قراراً بالرد على اغتيال قوات الاحتلال أحد أبناء بلدة شبعا إبراهيم رحيّل قبل يومين في تلك المنطقة. وقصفت بالمدفعية المركزة موقع رويسة العلم الذي أطلقت منه النيران على الراعي الشهيد. وحصل تبادل للقصف بعدما شنّت طائرات العدو غارات على أطراف المنطقة.
وقبيل ساعات المساء تمكنت القوة الدولية العاملة في الجنوب من التوصل الى وقف لإطلاق النار بين المقاومة وقوات الاحتلال، وقال ضابط دولي ل"يونايتد برس" ان القيادة نجحت في التوصل الى "وقف لإطلاق النار ولجم التصعيد وإعادة الهدوء بعد اتصالات أجرتها مع جميع الفرقاء في الجنوب وإسرائيل". وقال مصدر امني لبناني ان القوات الاسرائيلية استخدمت امس قنابل عنقودية "وهذه هي المرة الثانية التي تستخدم فيها اسرائيل هذا النوع من القنابل، فقد استخدمته العام الماضي ضد رجال المقاومة بعد هجومهم على موقع الغجر، وان القصف الاسرائيلي لشبعا أوقع جريحا في صفوف المدنيين، وأدى الى إشعال حرائق وتدمير منازل خالية من السكان".
وتحدث نصر الله عن العملية فقال ان توقيتها اختير بعناية اخذا بعين الاعتبار ظروف تشييع الشهيد رحيل امس الاول وإجراء لبنان اتصالات دبلوماسية قبل ظهر امس، ثم نفذت المقاومة العملية بعد الظهر، وقال إن قصفا عنيفا ومركزا نفذته المقاومة، وانه خلال اقل من ساعة سقط 500 صاروخ وقذيفة من أنواع مختلفة ومن نقاط مختلفة على الموقع الذي دمّر كما حصل سابقا في الغجر والعباسية. لكن نصر الله قال ان ما حصل هو جزء من العقاب "لنرى في ما بعد ماذا يجب ان نفعل" ومازح حضور المجلس العاشورائي "العدو اعترف بجرح جنود، وإذا تدخل عزرائيل وحل الامر (بوفاة الجريح) يكون الامر انتهى" في اشارة منه الى ان المقاومة لن تكتفي بما حصل.
وقبل الظهر كان وزير الخارجية فوزي صلوخ يستدعي سفراء الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن وطالبهم بإصدار بيان عن المجلس يدين الاعتداء الاسرائيلي الذي أدى الى استشهاد المواطن رحيّل، وقال: "نحن نحتفظ بحقنا في دعوة مجلس الامن الى الاجتماع، وذلك يتوقف على نتائج الاتصالات والمشاورات التي باشرنا بها مع جميع الفرقاء المعنيين بهذا الامر". وفي تل ابيب أعلن متحدث عسكري عن إصابة جندي بجراح، واعتبر ان "حزب الله" قام ب"عمل استفزازي لا يمكن ربطه بما جرى الاربعاء الفائت".
في باريس، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية جان باتيست ماتيي "نأسف بشدة لأعمال العنف الأخيرة على الحدود بين لبنان وإسرائيل والتي أودت الأربعاء بحياة شاب مدني في الجانب اللبناني من الحدود" معرباً عن "قلق شديد لنتائج التحقيق الأولي الذي أجرته قوات الطوارئ الدولية المؤقتة العاملة في جنوب لبنان (يونيفيل) ومفادها أن الراعي اللبناني الشاب قتل برصاص إسرائيلي داخل الأراضي اللبنانية".
وتابع ان فرنسا تدعو "جميع الأطراف الى الهدوء وضبط النفس واحترام الخط الأزرق في كل الظروف".
واضافت "السفير" , انه إذا كانت عودة الوزراء خففت من حدة التوتر العام، فإن السجال الداخلي ظل خافتا في ظل تواصل المساعي لأجل عدم حصول معركة في قضاء بعبدا عاليه، وسط أجواء تشير الى ان النائب جنبلاط تولى الاتصال بالرئيس امين الجميل طالبا إليه مساعدته في إقناع قائد "القوات اللبنانية" بالعدول عن خوض معركة وأن يفتح الباب امام توحيد قوى 14 آذار، علما بأن مناخ "التيار الوطني الحر" كان اكثر ميلاً الى المعركة بعد حديث جعجع امس الاول، بينما يرتقب ان يصدر موقف عن البطريرك الماروني نصر الله صفير في هذا الخصوص.
وفهم ان الاتصالات التي تجري من اكثر من طرف داخلي مع "التيار الوطني الحر" كما من بعض السفارات الاجنبية في بيروت، تركز على مضمون ورقة التفاهم التي أنجزها "التيار الحر" و"حزب الله"، وأصبحت ملك قيادتي الجانبين، وتتضمن نقاط الالتقاء الكثيرة ومنها على سبيل المثال لا الحصر تبني الجانبين سياسياً قضية الاسرى والمعتقلين والمفقودين في السجون الاسرائيلية والسورية وأيضا نقاط الخلاف ولا سيما ما يتصل بالموقف من المقاومة والقرار 1559. وتطرق نصر الله الى استحقاق الانتخابات في بعبدا عاليه فقال ان الحزب معني مباشرة بما يحصل وهو يدعو الى التوافق ولكنه لن يكون على الحياد إذا حصلت انتخابات بل سيشارك فيها بفعالية وسوف يحدد موقفه التفصيلي لاحقاً. وعن الدلالة السياسية لكلام نصر الله حول المشاركة بكثافة في انتخابات بعبدا عاليه قال العماد ميشال عون لـ"السفير" "اننا نؤيد المشاركة الكثيفة في أية انتخابات. فكلما ازداد عدد المشاركين فيها ازدادت الصفة التمثيلية للنائب المنتخب".
وأكد على ما قاله نصر الله لجهة التوصل الى مسوّدة ورقة تفاهم. أما بنودها فهي بحسب عون "الكثير من النقاط الخلافية في البلد. وهي مبنية على القيم الوطنية والاخلاقية والحرص على إيجاد الحلول للمشاكل والإشكالات المتعددة". وعما اذا كان الاعلان عن مثل هذا التفاهم يؤثر سلباً في الوسط المسيحي على ابواب الانتخابات سأل عون "لماذا قد يؤثر سلبا؟ هل هذا التفاهم ضد المسيحيين أم لمصلحة كل اللبنانيين؟".
اضاف "ينقصنا في لبنان أناس لديهم مبادرات للتفاهم خارج اطار المصلحة الشخصية. اذا تعذر داخل الحكومة التوصل الى اتفاقات فلماذا لا تحصل تفاهمات وطنية خارج الحكومة؟ نحن نتطلع الى المصلحة العامة.
وفي هذا الاطار ان موقع المسيحيين ودورهم هو محفز للتفاهم وليس رأس حربة في أي صراع. هذه حضارتهم وثقافتهم، ومن خلالهم صيغت وحدة لبنان، وعليهم ألا يتنازلوا عنها".
أما رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط فقال لـ"السفير" انه لم يتسنّ له الاطلاع على كلمة نصر الله امس وانه بعد الاطلاع عليها سيرد اليوم بالتفصيل على كل النقاط الواردة فيها.
وكان جنبلاط قد اوفد امس النائب وائل ابو فاعور الى العماد عون الذي ابلغه قرار "التيار" بدعم النائب السابق بيار دكاش للتوافق، فيما نقل ابو فاعور موقف جنبلاط الداعي الى التوافق انتخابيا، من دون ان يتم التوصل الى اقتراحات محددة.
قائد الجيش
وفي مواقف هي الأولى من نوعها منذ عام تقريبا، قال قائد الجيش العماد ميشال سليمان "ان المصلحة الوطنية بالنسبة الى الجيش هي ان اسرائيل هي العدو، وان مصلحة لبنان هي ذاتها مصلحة سوريا ومصلحة الفلسطينيين، وبالطبع مع تقديم المصلحة اللبنانية".
وقال: "نحن ننفذ القرار السياسي النابع من الإرادة الوطنية الجامعة. القرار ناقص طائفة ليس بقرار جامع، وعندما اتخذ القرار السياسي بمنع التظاهر في 14 آذار قاربت هذا الموضوع من زاوية الإرادة الوطنية الجامعة، اي الحفاظ على الامن وليس منع حرية التعبير، وبالتالي نفذت القرار السياسي الشعبي لا الرسمي بمعنى الحؤول دون الاعتداء على مؤسسات الدولة والملكيات الخاصة إذ لا يحق للقرار السياسي منع حرية التعبير، وهذا النموذج من التعاطي السياسي أسحبه على القضايا الاساسية مثل الموضوع الفلسطيني، فالجيش يتحرك عندما يكون هناك إخلال بالأمن".
في واشنطن، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية شون ماكورماك إن الولايات المتحدة لا تزال تطالب الحكومة اللبنانية بتطبيق قرار مجلس الأمن الدولي الرقم 1559، بما فيه تفكيك المليشيات تطبيقا كاملا. وأضاف ماكورماك، ردا على سؤال حول حل الأزمة الوزارية في لبنان وعودة وزراء حزب الله وحركة أمل إلى المشاركة في الحكومة، "أما بالنسبة لكيف ومتى ستعمل الحكومة اللبنانية لتطبيق القرار 1559، فإن ذلك مسألة يعود تقديرها للحكومة والفعاليات السياسية فى لبنان" مشددا على أنه سيكون من المهم للبنان أن يطبق القرار، وكذلك لكل الأطراف بمن فيهم سوريا، ويعملوا على احترامه.
صحيفة النهار:
قالت "النهار" ان الاشتعال المحدود للجبهة في مزارع شبعا المحتلة والمناطق الجنوبية المتاخمة لها اعاد من خلاله "حزب الله" امس تثبيت دوره المسلح على خلفية "معاقبة" اسرائيل، وفق توصيف الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله الذي اعتبر ذلك رسالة على استمرار "المقاومة الاسلامية".
ويأتي هذا التدهور بعد مقتل الشاب ابرهيم رحيّل برصاص قوات الاحتلال في المزارع خلال رعيه قطيع ماشية قرب مزرعة بسطرا داخل الاراضي اللبنانية، وفق ما اعلنته التحقيقات الاولية للامم المتحدة. ولم يتضح ما اذا كان رد "حزب الله" سبقه تنسيق مع السلطات، الا انه جاء وسط تحرك ديبلوماسي توّجه رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة امس باتصالات عربية ودولية، وفق معلومات "النهار".
وحرص السنيورة على ابقاء اتصالاته بعيدا من الاضواء، واكتفى بالقول "ان همنا هو الحؤول دون التصعيد واستيعاب الوضع وابقاءه تحت السيطرة".
وكان وزير الخارجية والمغتربين فوزي صلوخ استدعى، بناء على قرار الحكومة، سفراء الدول ذات العضوية الدائمة وغير الدائمة في مجلس الامن الدولي وسلمهم مذكرة خطية تبلغهم الشكوى اللبنانية الى المجلس ضد اسرائيل. وقال صلوخ ان الحكومة ستطلب من المجلس "ان يصدر بياناً بهذا الاعتداء، ونحن نحتفظ بحقنا في دعوته".
في الوقائع الميدانية، ان "حزب الله" هاجم الموقع الاسرائيلي في رويسات العلم في المزارع المحتلة، واستخدم نحو 500 قذيفة، وفق ما اعلنه نصرالله مما اسفر عن جرح جندي اسرائيلي. وردت المدفعية الاسرائيلية بقصف بعض المناطق في الجنوب بنحو 150 قذيفة، وفق تقدير مصدر امني. كما تولى الطيران الحربي الاسرائيلي الاغارة مرات عدة على اهداف في هذه المناطق، فتسبب بجرح امرأة تدعى سامية جبور من بلدة سردا وتضرر ممتلكات واشعال حرائق. وقد افلحت وساطة القوة الدولية في ترتيب "وقف لاطلاق النار ولجم التصعيد واعادة الهدوء بعد اتصالات اجرتها مع كل الافرقاء في الجنوب واسرائيل" وفق ما اوردته وكالة "يونايتد برس" نقلا عن ضابط دولي.
رد الفعل الاسرائيلي، كما ورد على لسان المتحدثة باسم الجيش القومندان افيتال لايبوفيتش، تمثل بالقول "انه استفزاز خطر من حزب الله الذي يتمتع بغطاء الحكومة اللبنانية". واضافت: "ان اي محاولة من حزب الله لربط هذا الهجوم بحادث الاربعاء امر غير منطقي وغير متكافئ" في اشارة الى مقتل الراعي اللبناني. وفي باريس، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية جان باتيست ماتيي ان بلاده "تأسف بشدة لاعمال العنف الاخيرة على الحدود بين لبنان واسرائيل والتي اودت الاربعاء بحياة شاب مدني في الجانب اللبناني من الحدود". ودعا "جميع الاطراف الى الهدوء وضبط النفس واحترام الخط الازرق في كل الظروف". وحدثت تطورات الجنوب غداة انتهاء أزمة اعتكاف وزراء حركة "أمل" و"حزب الله".
ونقلت اوساط رئيس الجمهورية اميل لحود عنه تعليقه على اعتراض وزراء "اللقاء الديموقراطي" على فكرة معاودة عقد جلسات مجلس الوزراء مداورة بين قصر بعبدا والسرايا ودعوتهم الى عقد الجلسات في المقر الخاص بالمجلس في المتحف بقوله: "ان هذا الموضوع يتوقف على رغبة الرئيس السنيورة الذي أخد على عاتقه متابعة المشاورات في هذا الشأن. وهناك هامش لا بأس به من الوقت لذلك وخصوصا ان لا جلسة لمجلس الوزراء الاسبوع المقبل بسبب عيد مار مارون وذكرى عاشوراء".
وذكرت هذه الاوساط ان الرئيس لحود سيرد القانون المكرر المعجل الذي أقره مجلس النواب في شأن التعيينات في مجلس القضاء الاعلى لانه يعتبره "مخالفا للدستور ولمبدأ الفصل بين السلطات، وهو سابقة غير قانونية". وأوضحت ان لحود سيرفق الرد "بدراسة مفصلة معللة". وسألت "النهار" الرئيس السنيورة عن مرحلة ما بعد انتهاء الاعتكاف، فقال: "من الطبيعي ان يتواصل العمل وينبغي ان نبدأ بانتاج أكثر". ونفى ان يكون تلقى أي اشعار بموعد زيارة سيقوم بها رئيس الاستخبارات المصرية اللواء عمر سليمان الى لبنان.
ومن المقرر ان يجري رئيس الحكومة اتصالات مطلع الاسبوع المقبل مع الرياض تمهيدا لعقد لقاء مع العاهل السعودي الملك عبدالله، ووزير الخارجية الامير سعود الفيصل. في واشنطن (أ ش أ) أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية شون ماكورماك أمس ان الولايات المتحدة لا تزال تطالب الحكومة اللبنانية بتطبيق قرار مجلس الأمن الدولي 1559 بما فيه تفكيك الميليشيات، تطبيقاً كاملاً. وذكر راديو "سوا" ان تصريح ماكورماك جاء تعليقاً على سؤال صحافي حول موقف واشنطن من حل الأزمة الوزارية في لبنان ورجوع وزراء "حزب الله" وحركة "أمل" الى المشاركة في جلسات مجلس الوزراء بعد اعتكاف استمر سبعة اسابيع. وأضاف ماكورماك: "أما بالنسبة الى كيف ومتى ستعمل الحكومة اللبنانية على تطبيق القرار 1559 فان ذلك يعود تقديره الى الحكومة والفاعليات السياسية في لبنان". وذكر انه سيكون من المهم للبنان ان يطبق القرار المذكور، وكذلك كل الأطراف بمن فيهم سوريا، ويعملوا على احترامه. على صعيد آخر، أبلغ قائد الجيش العماد ميشال سليمان وفدا من المجلس الوطني للاعلام المرئي والمسموع ان الهدف من "الاعتداء الاخير الذي تعرضت له ثكنة الامير بشير في بيروت هو التخريب". وقال: “أجزم بأن ليس هناك مكان للحرب الاهلية، ولا أحد يستطيع تخريب السلم الاهلي لأن القوى الرئيسية هي ضد هذا التخريب". وكشف انه "عندما اتخذ القرار السياسي بمنع التظاهر في 14 آذار(2005) قاربت هذا الموضوع من زاوية الارادة الوطنية الجامعة، أي الحفاظ على الامن وليس منع حرية التعبير، وبالتالي نفذت القرار السياسي الشعبي لا الرسمي.
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018