ارشيف من : 2005-2008

الصحف البريطانية تشن حملة على رايس وتفند أقوالها حول "السجون السرية"

الصحف البريطانية تشن حملة على رايس وتفند أقوالها حول "السجون السرية"

فيما تحاول وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليسا رايس جاهدة الدفاع عن فضيحة "السجون السرية في الدول الأوروبية واصلت الصحف البريطانية الصادرة صباح اليوم شن حملة واسعة تعليقاً على ما أوردته رايس بشأن عملية نقل المشتبه فيهم في قضايا الإرهاب خارج الولايات المتحدة حيث لا تطبق عليهم القوانين الأمريكية.‏

وكانت رايس قد أقرت رايس أمس أن وكالة الاستخبارات الأمريكية "السي آي أي" نقلت سراً مشتبهين في ضلوعهم في أعمال إرهابية للتحقيق معهم خارج أراضي الولايات المتحدة. ودافعت رايس عن هذا الإجراء زاعمة أنه قانوني وأنه لم يهدف لتعريض الموقوفين للتعذيب.‏

صحيفة "الغارديان"‏

نشرت صحيفة الـ"غارديان" تقريراً خاصاً عن تفاصيل أكثر من مئتي رحلة لطائرات تابعة للـ"سي آي أي" استخدمت مطارات بريطانيا في الفترة "التي كان عملاء وكالة الاستخبارات يبحثون عن مشتبه في أنهم إرهابيين وينقلونهم إلى دول أخرى حيث قد يكونوا تعرّضوا للتعذيب"، وقالت الـ"غارديان" إن بعض الرحلات المذكورة توقفت في بريطانيا لفترة قصيرة للتزود بالوقود، فيما بقيت طائرات أخرى في البلاد عدة أيام.‏

وفي هذا الإطار، عرضت الـ"غارديان" لقصص ستة موقوفين سابقين اعتقلوا للاشتباه في تورطهم في أعمال إرهابية ونقلوا إلى خارج الولايات المتحدة حيث تعرّضوا للتعذيب. وبحسب الصحيفة، فإن الموقوفين الستة تعرّضوا للتجربة نفسها من النقل والتعذيب في بلدان مختلفة.‏

وفي تعليقها على الخبر، كتبت الـ"غارديان" مقالاً بعنوان "إستثنائي وغير مقبول"، جاء فيه: " الحرب ضد الإرهاب ليست سهلة. لكن يجب أن تترافق مع الشرعية و المبادىء الأخلاقية. فكيف يمكن للدول الديموقراطية أن تنتقد الصين وسوريا وايران وزيمبابوي إذا كنا نحن لا نحاسب على انتهاكاتنا لحقوق الانسان. على رايس أن تبدد هذا القلق وأن تقول الحقيقة".‏

صحيفة "التايمز"‏

فنّدت جريدة الـ"تايمز" كلام رايس وعلّقت على كل نقطة قالتها وزيرة الخارجية الأمريكية قبل توجهها إلى أوروبا.‏

ونقلت محررة الشؤون الخارجية في الصحيفة برونوين مادوكس عن محلل سابق لشؤون مكافحة الإرهاب في الـ"سي آي أي" قوله إن "عملية نقل الموقوفين لاستجوابهم في الخارج تعود لمنتصف التسعينات حيث كانت مصر الوجهة المفضلة حينها للإدارة الأمريكية".‏

وتضيف مادوكس أن الدول التي يُنقل إليها الموقوفون هي ما يُسمّى بـ"حلفاء الولايات المتحدة وهي مصر والأردن والمغرب وأوزبكستان وأفغانستان". وتوقفت الـ"تايمز" مطولاً عند موضوع التعذيب عارضة لآراء محامين اعتبروا أن البند الذي "يمنع المعاملة القاسية وغير الانسانية والمنحطة"، والمدرج في وثيقة الأمم المتحدة لمناهضة التعذيب التي تقول الولايات المتحدة إنها ملتزمة بها، لا يشمل التحقيقات التي تجرى مع أجانب خارج الولايات المتحدة".‏

كما انتقدت الصحيفة ما قالته رايس بأن "القانون الدولي يسمح لدولة ما بتوقيف مقاتل عدو طيلة مدة العداوة"، وقالت مادوكس إن ذلك لن يريح الموقوفين: "ففي الحرب على الإرهاب ليس هناك نهاية واضحة".‏

وتزامنت قضية "السجون الخارجية السرية" مع عزم مواطن ألماني من أصل لبناني يُدعى خالد مصري، مقاضاة الإدارة الأمريكية مدعوماً من قبل نقابة الحريات المدنية الأمريكية. وبحسب ما أوردته الـ"تايمز"، فإن المصري اعتُقل في مقدونيا يوم رأس السنة عام 2003 للاشتباه في حيازته لجواز سفر مزوّر ولأن اسمه بدا وكأنه أحد المشتبه في أنهم ينتمون لتنظيم القاعدة. ويؤكد المصري أنه نُقل إلى أفغانستان حيث تعرّض للضرب في زنزانة باردة، لا يدخلها النور.‏

وبحسب التايمز فإن الـ"سي آي أي" خلصت في شهر آذار/ مارس الماضي إلى أن جواز سفر المصري أصلي وأنه الرجل الخطأ "غير أنها لم تطلق سراحه إلا بعد شهرين عندما نقلته إلى ألبانيا وتركته في إحدى الغابات"، بحسب ما جاء في الصحيفة.‏

2006-10-30