ارشيف من : 2005-2008
روسيا تسعى إلى تحويل منظمة شنغهاي إلى حلف عسكري - سياسي
أكد المسؤولون الروس مؤخرا ان موسكو لا تنوي تكثيف الوجود العسكري الروسي في آسيا الوسطى. إلا ان الحاصل هو عكس ذلك. فقد أعلن وزير الدفاع الروسي سيرغي إيفانوف مساء الاثنين ما معناه ان روسيا تنوي إقامة قاعدة عسكرية أخرى إضافة إلى القاعدة العسكرية الروسية القائمة في طاجيكستان. والتفت الخبراء إلى ان المقصود هو جعل المطار العسكري "عيني" الذي يبعد 15 كيلومترا غربي دوشنبه عاصمة طاجيكستان قاعدة عسكرية مشتركة لروسيا والهند. على كل فإن هذا مجرد اقتراح بدأت روسيا وطاجيكستان بحثه كما قال وزير الدفاع الروسي.
ويخطط حسب قول وزير الدفاع الروسي لنشر مجموعة من المروحيات وسرب من الطائرات القتالية الروسية في مطار "عيني". وقد أصبحت مجموعة من المروحيات جاثمة في هذا المطار. أما الطائرات القتالية فيجب ان تصل إليه في العام المقبل. وبدأ العمل في تحديث المطار بمساعدة الخبراء الهنود.
ورأى الخبير العسكري الروسي المستقل اناتولي تسيغانوك في تصريحات وزير الدفاع الروسي ما يعبر عن "مسعى روسيا إلى تحويل منظمة شنغهاي للتعاون إلى حلف عسكري – سياسي.. لاسيما وان بيلوروسيا وهي حليف موسكو العسكري الأكثر وفاء، أعلنت في اليوم التالي نيتها الانضمام إلى منظمة شنغهاي". وفي رأي الخبير ان المسعى الروسي – الهندي يتنافى مع مسعى الصين إلى إبقاء منظمة شنغهاي تكتلا اقتصاديا في الغالب.
وشهد العام المنصرم تطورا لمنظمة شنغهاي التي تضم في عضويتها روسيا والصين وكازاخستان وقيرغيزيا وطاجيكستان وأوزبكستان. ففي يونيو انضمت ثلاث دول – إيران والهند ومنغوليا – إلى المنظمة كمراقبين. وفي المجال العسكري شهد شهر أغسطس تدريبا بحريا روسيا صينيا مشتركا فيما شهد سبتمبر مناورات عسكرية في أوزبكستان بمشاركة الجنود المظليين الروس بينما شهد أكتوبر تدريبا روسيا هنديا مشتركا في الهند. ويخطط لتنفيذ عدد من التدريبات المشتركة الأخرى خلال عامي 2006 و2007.
ورأى " تسيغانوك" في نية جعل مطار "عيني" قاعدة مشتركة لروسيا والهند "رغبة موسكو في ربط دلهي بالتعاون العسكري" علما بأن الهند أعلنت قبل أسابيع أنها ستنفذ تدريبات مشتركة مع الولايات المتحدة الأمريكية أيضا. وعلاوة على ذلك بات معلوما أن دلهي تدرس مكانية شراء سفن حربية في الولايات المتحدة الأمريكية في حين ان روسيا تريد – حسب قول الخبير العسكري المستقل – ان تشتري الهند مزيدا من السلع العسكرية الروسية. وتوجه روسيا 25% إلى 45% من صادراتها العسكرية إلى الهند الآن.
ويظن الخبير انه من الممكن ان يتم في بادئ الأمر استخدام مطار "عيني" كمركز لتدريب الطيارين الهنود بديلا للكلية العسكرية التي كانت موجودة في مدينة قانت القيرغيزية عندما كانت قيرغيزيا إحدى الجمهوريات السوفيتية المتحدة والتي قامت بتأهيل الطيارين من أبناء الدول الأجنبية بما فيها الهند.
وفي ما يخص طاجيكستان فإن الخبير رجح ألا تعترض دوشنبه الرسمية على جعل مطار "عيني" موضع استخدام مشترك من قبل روسيا والهند خاصة وان استضافة القواعد العسكرية الأجنبية تدر على البلدان المضيفة إيرادا كبيرا وتساهم في خلق المزيد من أماكن العمل.
وفي الوقت نفسه فإن خبيرا عسكريا روسيا آخر وهو "بافل زولوتاروف"، نائب رئيس معهد الولايات المتحدة الأمريكية وكندا، لا يرى ان روسيا بصدد إنشاء ما يعيق "التوغل الأمريكي – الأطلسي" في آسيا الوسطى السوفيتية سابقا على أرض طاجيكستان.
ويتفق " زولوتاروف" مع "تسيغانوك" على أن من الممكن ان يقام في مطار "عيني" مركز تدريب الطيارين أو الفنيين الهنود.
ويرى خبير روسي آخر وهو "فيتالي شليكوف" عضو مجلس السياسة الخارجية والدفاعية، أن فكرة الاستفادة المشتركة من مطار "عيني" الطاجيكي تستأثر باهتمام الأطراف الثلاثة في ما يخص أولا مواصلة تطوير التعاون العسكري. وفضلا عن ذلك فإن الهند – يقول "شليكوف" – تريد ان يكون لها حضور في آسيا الوسطى وإن كان حضورا رمزيا اليوم.
(*) "نيزافيسيمايا غازيتا" – وكالة "نوفوستي" 7/12/2005
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018