ارشيف من : 2005-2008
تعليقات الصحف اللبنانية لليوم الاثنين 8 أيار/ مايو 2006
ـ السفير ـ
قالت "السفير" إنه في وقت بدا فيه أن البلاد تبدو على فوهة بركان نتيجة انسداد الآفاق أمام الحلول، شهدت الساحة السياسية تحركاً يمكن ان يفتح كوة في جدار التشاؤم، وكان البارز فيه الزيارة المفاجئة لرئيس مجلس النواب نبيه بري الى دمشق، حيث استقبله الرئيس بشار الاسد ونائبه فاروق الشرع، وهي أول زيارة لمسؤول لبناني على هذا المستوى منذ فترة غير قصيرة. وفيما بري في دمشق، كان رئيس "اللقاء الديموقراطي" وليد جنبلاط في القاهرة يجتمع بالرئيس المصري حسني مبارك وعدد من كبار المسؤولين المصريين، بينما رئيس تيار "المستقبل" سعد الحريري في باريس منذ السبت، في وقت وصل رئيس الحكومة فؤاد السنيورة الى لندن مساء امس في زيارة رسمية يجتمع خلالها بنظيره البريطاني توني بلير اليوم. ووسط هذه التحركات شن رئيس
"التيار الوطني الحر" العماد ميشال عون هجوماً عنيفاً على الأكثرية النيابية ودعا الى اسقاط الحكومة. إلا ان زيارة بري الى دمشق سرقت الاضواء، بسبب العلاقات غير الطبيعية راهناً بين لبنان وسوريا. ولفت المراقبين الاستقبال السوري لرئيس المجلس والتكريم الذي حظي به، والذي بلغ حد مرافقة نائب الرئيس فاروق الشرع ومعاونه للرئيس بري الى الحدود، على رغم الانقطاع الطويل لرئيس المجلس عن العاصمة السورية، ما ترك المجال للكثير من التأويل عن علاقته بسوريا. وبدا واضحاً أن زيارة بري لم تفاجئ الكثير من القيادات السياسية، وكأن معظمها كان في الاجواء، أو أنها كانت منسقة مع الاقطاب الاساسيين. واشارت اوساط بري الى ان الزيارة كانت اكثر من ضرورية بعد ان بلغت العلاقات بين البلدين حداً خطيراً. فلا رئيس الحكومة كان مرحباً به في دمشق، ولا رئيس الجمهورية قادر على لعب دور في هذا المجال بسبب علاقته المتوترة بالأكثرية النيابية، وكان لا بد من مبادرة تفتح الطريق الى دمشق، وتعكس "صدمة ايجابية" للحوار المزمع استئنافه في السابع عشر من الجاري. ويبدو ان الزيارة مهدت السبل لذلك، ويبقى ان تستتبع بخطوات لاحقة تكرس ترطيب الاجواء، توطئة لزيارة رئيس الحكومة، وهو ما اشار اليه بري بالقول بان ابواب سوريا مشرعة للسنيورة ولغيره من المسؤولين اللبنانيين. وفي هذا السياق، توقعت مصادر مطلعة ان يشهد خط بيروت دمشق سلسلة زيارات لبنانية قريبة، بينها زيارتان للرئيسين سليم الحص وعمر كرامي، فيما ترددت أنباء عن اتصالات عربية قد تفضي الى زيارات خارج الحسابات المطروحة الآن. وتابعت "السفير" تقول انه فيما تكتمت المصادر السورية على أجواء الزيارة، واكتفت وكالة "سانا" السورية بالاشارة الى ان الرئيس بري اطلع الرئيس الاسد على نتائج الحوار الوطني اللبناني، وجرى البحث في العلاقات الثنائية بين البلدين، وزع مكتب الرئيس بري بياناً نفى فيه ما يشاع عن ان سوريا أغلقت ابوابها امام زيارة الرئيس السنيورة، وقال بري "انني أجزم ان هذا الامر غير صحيح على الاطلاق، فسوريا ابوابها مشرعة لأي مسؤول لبناني، ومعاذ الله ان يكون هذا موقفها سواء كان هذا المسؤول الرئيس السنيورة او غيره". واشار الى "ان العلاقات الدبلوماسية بين البلدين والتي جاءت في احد بنود الحوار، كانت قد نوقشت اصلا في الاجتماع الاخير للمجلس الاعلى اللبناني السوري وبايجابية، والاخوة السوريون وبرئاسة الرئيس الدكتور بشار الاسد نفسه لم يكونوا ضد المبدأ، لذا فإن ما يشاع ويذاع عن مواقف لا تصب في المناخ المناسب والمرغوب من كلا البلدين هو في غير محله، والعودة الى الجو الملائم الذي كان قائماً هو واجب على اللبنانيين كما على السوريين".
وعلم ان اتصالا جرى مساء امس بين بري والسنيورة جرى خلاله التداول في اجواء الزيارة، حيث عبر بري عن ارتياحه الشديد للنتائج. وفي القاهرة، اجرى رئيس "اللقاء الديموقراطي" وليد جنبلاط جولة واسعة من المباحثات توجها بلقاء الرئيس المصري حسني مبارك. كما التقى جنبلاط يرافقه الوزير غازي العريضي، كلاً من وزير الخارجية المصرية أحمد أبو الغيط ومدير المخابرات العامة اللواء عمر سليمان والامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى. وفي تصريح له قال جنبلاط "ان عودة العلاقات بين لبنان وسوريا أمر يتوقف على السوريين أيضا وليس على اللبنانيين فقط"، لافتاً الى ان سوريا "لم تبد سوى استعداد نظري لإعادة ترسيم حدود مزارع شبعا، وننتظر أن توافق على استقبال رئيس الحكومة فؤاد السنيورة لتتم ترجمة نقاط الحوار عملياً" ونفى جنبلاط ان يكون قد تطرق في مباحثاته مع مبارك الى ملف الرئاسة اللبنانية، مشيراً الى ان جلسة الحوار المقبلة ستبحث في سلاح المقاومة.
في هذه الاثناء وصل رئيس الحكومة فؤاد السنيورة الى لندن على رأس وفد يضم الوزراء فوزي صلوخ وجهاد أزعور وسامي حداد، في زيارة رسمية تستمر حتى مساء الثلاثاء. ويجتمع السنيورة اليوم برئيس الوزراء البريطاني طوني بلير. وحول زيارته الى بريطانيا والمواضيع التي سيطرحها على نظيره البريطاني قال السنيورة لـ"السفير": انها المواضيع ذاتها التي طرحتها في زيارتي الى واشنطن ونيويورك، اي طلب الضغط على "اسرائيل" للانسحاب من مزارع شبعا وتثبيت لبنانية هذه المزارع، وتحرير الاسرى اللبنانيين ووقف انتهاكاتها للسيادة اللبنانية، وطلب مساعدة تقنية وعسكرية للقوى العسكرية والامنية اللبنانية، وطلب المساهمة في مؤتمر دعم لبنان اقتصادياً، وطلب الدعم لوكالة الاونروا والحكومة اللبنانية لمعالجة المشكلات الاجتماعية والانسانية للأخوة الفلسطينيين في المخيمات، اضافة الى مناقشة الوضع في الشرق الاوسط وضرورة إيجاد حل للقضية الفلسطينية وأشارت "السفير" أنه على خط آخر حمل العماد ميشال عون امس بعنف على الاكثرية النيابة وتيار "المستقبل" داعيا الى اسقاط الحكومة. وقال في خطاب ناري خلال المهرجان الذي أقامه التيار الوطني الحر في الذكرى الاولى لعودة العماد عون من المنفى: اليوم صار عندهم ما يقارب العشر عواصم، يركبون الطائرات متنقلين من عاصمة إلى عاصمة، فيما القرار هنا في بيروت. لا يمكن للذي اعتاد تلقي الأوامر وإطاعتها أن يكون على رأس وطن. ولا الذي اعتاد أن يقبض أموالاً ويرتشي أن يؤتمن على الخزينة، ولا الذي اعتاد أن يصرف المال في الانتخابات لشراء أصوات الناس أن يكون هو المدافع عن عدم بيع الوطن". ووصف عون الأكثرية بـ"الكذابين الذين يعدون بأن قانون الانتخابات ينتهي في نهاية العام، ثم يؤجلون ويمددون، لأنهم لا يريدون إقرار قانون انتخابات، لأن هذا سيفرض انتخابات مبكرة. وهؤلاء أشخاص ما زالوا يريدون العيش في الحيلة والكذبة". واتهم عون تيار "المستقبل" بإدارة البلاد بذهنية الاحتلال وقال: "هؤلاء حكموا الوطن 15 سنة على الأقل، من 1992 صاروا كل سنة يعدون بربيع لبنان الآتي، ومن أول سنة قلنا لهم إن ربيع لبنان لن يأتي معهم. لأنهم يأخذون الأموال ويصرفونها على مشاريع غير منتجة، وطوال 15 سنة زادت الديون ولبنان رزح تحت الافلاس". وتابع: "لأي سبب نجدد للرئيس السنيورة وزملائه الذين كانوا مسؤولين عن إدارة مالية الدولة واقتصادها؟ لأي سبب نقبل منهم التضحيات وهم خانوا التضحيات الأولى التي قدمت واستمرت معكم. هذه الحكومة يجب أن تسقط ولن نسكت بعد الآن".
ـ النهار ـ
كتبت "النهار" تقول انه لم تساهم الزيارتان المفاجئتان اللتان قام بهما كل من رئيس مجلس النواب نبيه بري لدمشق ورئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط للقاهرة أمس في صرف الانظار عن استحقاق نقابي – سياسي ستشهده البلاد الاربعاء المقبل وينذر بتعميق الانقسامات النقابية أسوة بالانقسامات السياسية. فاستنادا الى معلومات توافرت ل"النهار" ليل امس، تتجه هيئة التنسيق النقابية الى اعلان تثبيت موعد التظاهرة التي كانت قررت القيام بها في العاشر من أيار احتجاجا على ادراج فكرة "التعاقد الوظيفي" في "الورقة الاصلاحية" للحكومة، وذلك على رغم اعلان وزير المال جهاد أزعور ومن ثم رئيس الوزراء فؤاد السنيورة "سحب" هذه الفكرة تماما من الورقة. ومعلوم ان تحرك هيئة التنسيق النقابية يحظى بدعم مباشر من "حزب الله" و"التيار الوطني الحر" اللذين سبق لهما ان أعلنا تأييدهما للتظاهرة. وفي المقابل، علم ان القوى النقابية التي تحظى بدعم قوى 14 آذار تتجه الى عقد اجتماع موسع اليوم لتعلن موقفا مناهضا لتحرك هيئة التنسيق النقابية بغية "رفع الغطاء النقابي" عن التظاهرة التي وصفها وزير بارز في فريق 14 آذار بأنها "أصبحت مسيسة تماما وفاقدة اي مبرر مطلبي ونقابي فعلي بعدما نزعت الحكومة الذريعة التي كانت وراء الدعوة اصلا الى التظاهر". أما زيارة الرئيس بري لدمشق، فاكتسبت دلالة سياسية في شكلها وتوقيتها كما في مضمونها. ذلك ان الرئيس السوري بشار الاسد استقبل بري علنا ورسميا قبل أسبوع تماما من موعد الجولة السابعة للحوار اللبناني – اللبناني. وأفادت دمشق عبر الوكالة العربية السورية للأنباء "سانا" الرسمية ان الاسد "اطلع من بري على نتائج الحوار الوطني اللبناني كما جرى البحث في العلاقات المميزة بين البلدين الشقيقين سوريا ولبنان". أضف ان اللقاء جاء عشية انطلاق جولة مشاورات جديدة وحاسمة على الارجح في مجلس الامن في شأن مشروع القرار الفرنسي – الاميركي المتصل بتنفيذ القرار 1559 والذي يتضمن مواقف حازمة من سوريا ويدعوها الى الاستجابة لمطالب لبنان في ترسيم الحدود واقامة علاقات ديبلوماسية بين البلدين. وجاء في المعلومات المتوافرة عن لقاء الاسد وبري ان رئيس المجلس أثار موضوع إقامة العلاقات الديبلوماسية بين البلدين. حتى ان البيان الذي وزعه المكتب الاعلامي لبري عقب عودته الى بيروت ذكر ان العلاقات الديبلوماسية "كانت قد نوقشت أصلا في الاجتماع الاخير للمجلس الاعلى اللبناني – السوري وبايجابية"، واشار الى ان "الاخوة السوريين وبرئاسة الرئيس بشار الاسد نفسه لم يكونوا ضد المبدأ وذلك قبل الانسحاب السوري من لبنان". ودعا البيان الى "العودة الى الجو الملائم الذي كان قائما". باعتبارها "واجبا على اللبنانيين كما على السوريين". وحرص بري ايضا على ان ينفي نفيا "جازما ان تكون سوريا اقفلت أبوابها امام زيارة رئيس الحكومة فؤاد السنيورة لدمشق". وعلم ان رئيس المجلس اتصل ليلا بالسنيورة الذي بدأ امس زيارة رسمية للندن واطلعه على نتائج زيارته لدمشق واجتماعه بالرئيس السوري والتي وصفت بانها "ايجابية". غير ان مراسل "النهار" في دمشق شعبان عبود نقل عن وزير الثقافة السوري رياض نعسان آغا انه "لم يتم التطرق الى زيارة السنيورة ولا الى ذكر السنيورة" خلال مأدبة غداء اقامها نائب الرئيس السوري فاروق الشرع على شرف بري وضمت رئيس مجلس الشعب السوري محمود الابرش ووزير الخارجية وليد المعلم ووزراء التعليم العالي والاعلام والثقافة وشؤون مجلس الشعب وكذلك معاون نائب الرئيس اللواء المتقاعد محمد ناصيف والامين العام للمجلس الاعلى اللبناني – السوري نصري خوري. وقال الوزير السوري ل"النهار" ان "جلسة الغداء حدثت كما لو ان شيئا لم يحصل بين سوريا ولبنان وكان الجو حميما ووديا (ساده) تفاؤل باستعادة كل قواعد العلاقة السورية – اللبنانية واستعداد رحب تؤسس له علاقات امتن من ان يستطيع احد قطعها او بترها". كذلك فاجأ جنبلاط الاوساط السياسية بزيارة للقاهرة لم تعلن سابقا. واستقبله الرئيس المصري حسني مبارك في حضور وزير الاعلام غازي العريضي. ودعا جنبلاط بعد اللقاء الحكومة السورية الى ترسيم مزارع شبعا "ووقف الحملات الاعلامية المضادة للبنان". واذ تساءل "لماذا يبقى لبنان وحده ساحة صراع عربي – اسرائيلي"، كرر مطالبته بان يكون سلاح "حزب الله" جزءا من الجيش اللبناني بعد تحديد مزارع شبعا لانه لا بد للدولة اللبنانية من ان تسيطر على كل السلاح وكل الاراضي". واتهم دمشق بانها "لا تتخذ خطوات كافية لتهدئة العلاقات مع لبنان"، قائلا: "نحن في موقع الدفاع" وفيما عاد جنبلاط ليلا الى بيروت، افيد ان رئيس "كتلة المستقبل" النيابية سعد الحريري سيسافر غدا الى الكويت للقاء اميرها الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح ورئيس الوزراء الكويتي الشيخ ناصر المحمد الاحمد الصباح. علما ان الرئيس السنيورة زار الكويت قبل ايام. وادرجت اوساط مطلعة مجمل هذه الحركة العربية لأقطاب لبنانيين في
اطار مساع عربية غير معلنة لتوفير مناخات تهدئة بين قوى الغالبية السياسية وسوريا من شأنها ان تدفع بجولات الحوار الداخلي قدما نحو نتائج ايجابية. واشارت "النهار" الى انه في غضون ذلك، شن العماد ميشال عون احدى اعنف هجماته على الغالبية النيابية والحكومة ورئيسها مناديا، صراحة هذه المرة، باسقاطها. وامام حشد من انصاره تجمع في "الفوروم دو بيروت" في مهرجان شعبي احياء لذكرى مرور سنة على عودته من باريس، حمل عون بشدة على الذين "زحفوا على جزمة المحتل وتعاملوا معه يوم كان يجب ان يقاوموا واليوم بعدما رحل المحتل يريدون ان يصنعوا من انفسهم ابطالا ويريدون ان يقاتلوا". ورأى ان "اكثرية مجلس النواب جاءت عبر الخيانة". واتهم "تيار المستقبل" بـ"حكم الوطن بذهنية الاحتلال". وقال: "هذه الحكومة عليها ان تسقط ولن نسكت بعد الان". واعلن ان "من حقنا المشروع ان نسعى الى رئاسة الجمهورية والحكومة واي سلطة لأن غايتنا الاصلاح وليس الوصول". وفي المقابل اعتبر قطب في الغالبية النيابية ان "سوريا اصدرت امر عمليات الى حلفائها من اجل محاولة اسقاط حكومة استقلال لبنان برئاسة الرئيس السنيورة بحجة المطالب الاجتماعية والاقتصادية التي ليس لها مبرر". وتحدث عن محاولة "لاستباق امرين هما صدور قرار عن مجلس الامن في موضوعي ترسيم الحدود والتبادل الديبلوماسي بين لبنان وسوريا، وانعقاد اللجنة القانونية في الامم المتحدة للبحث في تشكيل المحكمة ذات الطابع الدولي لمحاكمة المتهمين باغتيال الرئيس رفيق الحريري قبل نهاية الشهر الجاري. وقال القطب نفسه: "لن نسمح لهم بالتلطي خلف الشعارات الكاذبة التي لا هدف لها سوى شن الحروب على الاستقلال اللبناني ومحاولة عرقلة التحقيق الدولي".
ـ الديار ـ
كتبت "الديار" تقول انه فيما تنشغل الساحة الداخلية بكيفية تفادي سلبيات الورقة الاصلاحية من الضرائب الى التعاقد الوظيفي والى غيرهما من الامور التي تصيب المواطن في لقمة عيشه، شدد العماد عون على الوقوف مع الهيئات النقابية والتظاهر من اجل وقف مسلسل الحكومة الضرائبي الذي لا يقوم على برنامج واضح ومدروس لحماية الوضع الاقتصادي من التدهور والمواطن من الفقر. وطالب العماد عون باسقاط الحكومة معتبراً ان الاكثرية الحالية هي اكثرية مزورة ومن فيها ليس لديهم شيء يقدمونه الى لبنان، فهم قبلوا بقانون الـ2000 وتآمروا وسرقوا اكثرية من 8 اصوات ومطعون بعشرة منهم، وهم الآن يضعون قانوناً بعد ان عطلوا المجلس الدستوري حتى يثبتوا تزويرهم، وهؤلاء هم اكثرية مزورة ويرفضون ان تكونوا انتم الاكثرية الشعبية التي تأتي بالنواب. وقال عون ان التحدي الكبير اليوم هو ان يقروا قانون انتخابات جديداً، ويجرون الانتخابات المبكرة وعندها نرضخ لرأي الشعب. واضاف ان تيار المستقبل حكم البلد 15 عاماً ووعد بربيع لبنان الآتي، وقلنا ان ربيع لبنان لن يأتي معهم لانهم يأخذون الاموال ويصرفونها على مشاريع غير منتجة، فزالت الطبقة الوسطى وزاد الدين وزادت الضرائب، ولذلك اسأل لماذا علينا ان نجدد للسنيورة وزملائه الذين كانوا مسؤولين عن ادارة مالية الدولة واقتصادها؟ اذن فهذه الحكومة يجب ان تسقط ولن نسكت بعد الآن. الى ذلك، فقد استقبل الرئيس السوري بشار الاسد امس رئيس المجلس النيابي اللبناني نبيه بري، والتقاه لاكثر من ساعة ونصف، وقد اطلع الرئيس بري الاسد على نتائج الحوار الوطني، كما جرى البحث في العلاقات المميزة بين لبنان وسوريا. وقال المكتب الاعلامي للرئيس بري انه جرى التأكيد على ضرورة عودة العلاقات المميزة الى البلدين الشقيقين، لان ما يجمع لبنان وسوريا لا يمكن ان يستعاد الا على اساس هذه العلاقة التي كانت وستبقى في سبيل مصلحة البلدين. ونفى الرئيس بري ان تكون سوريا قد اغلقت ابوابها امام زيارة الرئيس السنيورة، وقال هذا الامر غير صحيح على الاطلاق، فسوريا ابوابها مشرعة لاي مسؤول لبناني سواء كان السنيورة او غيره. على صعيد آخر، فقد كثرت التساؤلات حول التصعيد الجنبلاطي ضد سوريا وهدفه، في الوقت الذي يجري العمل للتخفيف من التوتر الحاصل واعادة العلاقات الطبيعية بين البلدين، لا سيما وان هناك اموراً مشتركة بين لبنان وسوريا على الحكومتين بحثها ضمن مناخ سليم وهادئ بعيداً عن التشنجات. وقال مراقبون ان زيارة جنبلاط الى القاهرة لا تصب في اطار التهدئة، انما تأتي في خانة الاستقواء، واضاف المراقبون انها زيارة لن يكون لها اي مردود ايجابي بل ستنعكس سلباً على مناخ التهدئة المطلوب. كما ان زيارة رئيس الحكومة فؤاد السنيورة الى لندن للقاء نظيره البريطاني طوني بلير الذي يعدّ مع الفرنسيين لصدور قرار في مجلس الامن ضد سوريا سيكون له التأثير السلبي على زيارة رئيس الحكومة الى دمشق، في وقت يدعو فيه الجميع الى تخفيف جو الاحتقان الحاصل لعودة العلاقات الى طبيعتها. وتابعت"الديار" قائلة بان زيارة رئيس مجلس النواب نبيه بري المفاجئة امس الى دمشق ولقائه الرئيس السوري الدكتور بشار الاسد وكبار المسؤولين السوريين شكلت الحدث الابرز في توقيتها وطبيعتها والنتائج المرتقبة منها. وقد احيط خلال هذه الزيارة بحفاوة مميزة من القيادة السورية، وجرى التأكيد على ضرورة العودة بالعلاقات بين البلدين الشقيقين الى العلاقات المميزة «لان ما يجمع لبنان وسوريا لا يمكن ان يستعاد الا على اساس هذه العلاقات التي كانت وستبقى في سبيل مصلحة البلدين ، حسب ما جاء في البيان الذي وزعه المكتب الاعلامي للرئيس بري بعد عودته بعد ظهر امس الى بيروت. ونفى رئيس المجلس ان تكون سوريا اغلقت ابوابها امام زيارة رئيس الحكومة فؤاد السنيورة، وقال «ان هذا الامر غير صحيح على الاطلاق، فسوريا ابوابها مشرعة لاي مسؤول لبناني، ومعاذ الله ان يكون هذا موقفها سواء كان المسؤول الرئيس السنيورة او غيره وكان الرئيس بري قام بزيارة خاطفة لدمشق امس وعلمت «الديار " انه وصل الى العاصمة السورية حوالى العاشرة صباحا وانتقل فوراً الى قصر الروضة حيث اجتمع مع الرئيس الاسد في لقاء ثنائي لمدة اكثر من ساعة ونصف الساعة. وقال بيان المكتب الاعلامي للرئيس بري انها «كانت فرصة لعرض تطورات ونتائج الحوار اللبناني والعلاقات الثنائية بين البلدين، وضرورة الارتقاء بهذه العلاقات والعودة بها الى علاقات مميزة لمصلحة البلدين الشقيقين، لان ما يجمع لبنان وسوريا لا يمكن ان يُستعاد الا على اساس هذه العلاقات التي كانت وستبقى في سبيل مصلحة كلا البلدين، ومنعة لكل منهما وممانعة ضد المخططات التي تُعد للمنطقة وتستهدف اكثر من بلد «ومن المهم الاشارة في هذا الاطار الى ان العلاقات الدبلوماسية بين البلدين والتي جاءت في احد بنود الحوار كانت قد نوقشت اصلا في الا
جتماع الاخير للمجلس الاعلى اللبناني - السوري وبايجابية، والاخوة السوريون وبرئاسة الرئيس الدكتور بشار الاسد نفسه لم يكونوا ضد المبدأ وذلك قبل الانسحاب السوري من لبنان، لذا فان ما يُشاع ويُذاع عن مواقف لا تصب في المناخ المناسب والمرغوب من كلا البلدين هو في غير محله، والعودة الى الجو الملائم الذي كان قائما هو واجب على اللبنانيين كما على السوريين وبعد ذلك انتقل الرئيس بري من قصر الروضة الى قصر الشعب حيث اجتمع مع نائب الرئيس السوري فاروق الشرع في حضور النائب علي حسن خليل الذي رافقه في الزيارة ثم اقام الشرع لرئيس المجلس مأدبة غداء حضرها رئيس مجلس الشعب السوري محمود الابرش، ووزراء الخارجية والاعلام والثقافة والتعليم العالي وشؤون مجلس الشعب، ومعاون نائب رئيس الجمهورية والامين العام للمجلس الاعلى اللبناني - السوري نصري خوري. ولم يتمكن رئيس الحكومة السورية من لقاء الرئيس بري بسبب استقباله وتكريمه لحشد من المشاركين في احد المؤتمرات في دمشق، لكنه صودف خلال العذاء انه كان في المكان المحاذي لمكان الغداء فاستأذن الحاضرين لينتقل الى غداء الشرع ويرحب بالرئيس بري. وفي طريق العودة واكب نائب الرئيس السوري ومعاونه الرئيس بري حتى الحدود اللبنانية - السورية وسط حفاوة مميزة. وافاد مكتب «الديار " في دمشق ان الرئيس الاسد اطلع من الرئيس بري على نتائج الحوار الوطني اللبناني، كما جرى بحث للعلاقات المميزة بين البلدين الشقيقين. ووصفت مصادر مطلعة ان اجواء زيارة الرئيس بري الى العاصمة السورية ممتازة وانها كانت ايجابية. اما في خصوص زيارة الرئيس السنيورة المرتقبة الى دمشق فقد تجنبت المصادر الخوض في التفاصيل، مشيرة الى انه ليس لديها جديد في هذا الخصوص. وتوقعت ان تتوضح معالم هذه المسألة في المرحلة المقبلة، ملمحة الى ان الرئيس بري ربما يملك كلمة سر هذا الموضوع. وفيما كان الرئيس بري يقوم بهذه الزيارة الهامة الى دمشق كان رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط يقوم بزيارة الى القاهرة حيث استقبله الرئيس المصري حسني مبارك في حضور الوزير غازي العريضي الذي رافقه في هذه الزيارة. واعرب الرئيس المصري، كما اشار جنبلاط، عن امله ان تكون العلاقات بين سوريا ولبنان علاقات طبيعية للخروج من هذا الجو المتأزم. لكن جنبلاط اعتبر «ان عودة هذه العلاقات امر يتوقف على السوريين ايضا وليس اللبنانيين فقط ونفى جنبلاط ان يكون أثار موضوع رئاسة الجمهورية مع الرئيس مبارك، مشيرا الى ان هذا الموضوع شأن لبناني داخلي. وقال انه اطلع الرئيس مبارك على التطورات والحوار الوطني «الذي وافق بالاجماع على بنود رئيسية، منها الا يكون هناك سلاح فلسطيني خارج المخيمات الفلسطينية في لبنان، وتحديد مزارع شبعا لكي تصبح شبعا لبنانية وتنقل من القرار 242 الى القرار 425، وبالتالي يتم تحريرها وتكون تحت وصاية لبنان مع الامم المتحدة وعن العلاقات اللبنانية السورية، قال: «لا يمكن الا أن تعود العلاقات طبيعية ولكن هناك اشكالية كبيرة تتعلق بموضوع التحقيق الدولي في اغتيال الحريري والحملات الاعلامية السورية على لبنان، ونحن في موقع الدفاع اضاف:
«سوريا لم تبد حتى الآن سوى استعداد نظري لاعادة ترسيم الحدود في مزارع شبعا واننا لم نر شيئا على أرض الواقع، ونحن ننتظر ان توافق سوريا على استقبال رئيس وزراء لبنان فؤاد السنيورة من أجل أن تتم ترجمة نقاط الحوار عملياً واشارت "الديار" الى ان البارز أيضاً أمس كان الخطاب الشديد اللهجة الذي القاه رئيس تكتل الاصلاح والتغيير العماد ميشال عون في الذكرى السنوية الاولى لعودته الى لبنان من المنفى في باريس خلال احتفال حاشد اقامه التيار الوطني الحر في «الفوروم دي بيروت وشن عون هجوماً عنيفاً على الاكثرية النيابية ووصفها «بالاكثرية المزورة وقال «ان هولاء ليس لديهم أي شيء يقدمونه للبنان اضاف: «ان هولاء الذين لديهم الاكثرية كانوا ينتقدون قانون الانتخابات وبانه غير عادل ولا يسمح بالتمثيل الصحيح، كلهم تآمروا وكانوا يمثلون انهم معارضون حتى اقروا قانونا هو نفسه الذي وضعه غازي كنعان وعرف بقانون كنعان وقال «لقد سرقوا اكثرية بثمانية اصوات ومطعون بعشرة منهم، وهم الآن يضعون قانونا بعد ان عطلوا المجلس الدستوري حتى يثبتوا تزويرهم، هؤلاء هم انفسهم الذين «عملوا اكثرية مزورة يعترفون بأنهم أكثرية مزورة ويرفضون ان تكونوا انتم الاكثرية الشعبية التي تأتي بالنواب وأضاف: «ان شعبية التيار، أنقصت أم زادت، التحدي الكبير ان يقروا قانون الانتخابات كما وعدوا ويجروا انتخابات وعندها نرضخ لرأي الشعب اللبناني، ولكن ان يبقوا على كذبهم ويعدوا بأن يكون قانون الانتخابات جاهزا آخر السنة ثم يعودوا ويؤخروا ويمددوا. هم لا يريدون وضع قانون انتخابات لأن الوضع الحالي يفرض انتخابات مبكرة: هؤلاء مستمرون ويريدون ان يستمروا بالحيلة وبالكذبة ولا يريدون الاحتكام الى الشعب الحي وجدد عون دعوته الى اسقاط الحكومة، وقال اذا تكلمنا عن الحياة السياسية المستمرة في ذهنية الاحتلال، هؤلاء حكموا البلد 15 سنة على الاقل من 1992 واعني تيار المستقبل، صاروا كل سنة يعدوكم بربيع لبنان الآتي، ومنذ السنة الاولى قلنا ان ربيع لبنان لن يأتي معكم لأنكم تأخذون الاموال وتصرفونها على مشاريع غير منتجة. بعد 15 سنة زالت من لبنان الطبقة الوسطى وزادت ديونه الى فوق الاحتمال وكذلك الضرائب. هذه الدولة، لأي سبب يجب ان نجدد للسنيورة وزملائه الذين كانوا هم مسؤولين عن ادارة مالية الدولة واقتصادها؟ لأي سبب يريدون ان نقبل منهم التضحيات وهم الذين خانوا التضحيات التي استمرت خلال هذه الاعوام. اذن هذه الحكومة يجب ان تسقط ولن نسكت بعد الآن على صعيد اخر توجه رئيس الحكومة فؤاد السنيورة مساء امس على رأس وفد وزاري الى لندن في زيارة رسمية يجري خلالها محادثات مع رئيس الحكومة البريطانية توني بلير. ومن المقرر ان يبدأ محادثاته الرسمية اليوم والتي تشمل بالإضافة الى بلير مسؤولين في وزارتي الخارجية والخزانة واعضاء في مجلس العموم البريطاني ورجال اعمال ومؤسسات مالية بريطانية واوروبية. وسيشدد رئيس الحكومة على العمل المتواصل لتثبيت لبنانية مزارع شبعا، وسيؤكد ان الحوار مستمر للتوصل الى تفاهم يتعلق بالمشاكل السياسية. كما ان حوارا اخيرا قد انطلق في شأن برنامج الحكومة الاقتصادي والاصلاحي والذي على اساسه ستتم الدعوة الى مؤتمر (بيروت-1).
ـ الأنوار ـ
كتبت "الأنوار" تقول انه تقرر هيئة التنسيق النقابية بعد ظهر اليوم مصير التظاهرة التي سبق ودعت للقيام بها يوم الاربعاء المقبل، فيما قال رئيس الحكومة قبل مغادرته الى لندن امس ان لا مبرر للتظاهرة لأن الافكار لا تزال مطروحة والحوار قائم ولم يتم بعد قرار اي شيء من الورقة. وقد دعا التيار الوطني الحر الى مشاركة واسعة في التظاهرة بعد (تمادي الحكومة في تجاهل الازمة الاقتصادية والاجتماعية الخانقة). وقالت مصادر قوى 14 اذار التي حذرت في بيانها يوم الجمعة الماضي من استغلال الاوضاع الاقتصادية سياسيا، ان هناك امر عمليات سوريا باسقاط الحكومة قبل نهاية الشهر الحالي، من خلال امور غير مبررة، كالتظاهرات العمالية وغيرها، وذلك استباقا لصدور قرار مجلس الامن الدولي بشأن ترسيم الحدود مع سوريا واقامة العلاقات الدبلوماسية بينهما، وقبل اجتماع اللجنة القانونية في الامم المتحدة لتشكيل المحكمة الدولية باغتيال الرئيس الحريري. وقد زار الرئيس نبيه بري دمشق امس والتقى الرئيس بشار الاسد، وقال انه جرى عرض نتائج الحوار اللبناني والعلاقات الثنائية بين البلدين وضرورة العودة بها مميزة لمصلحة البلدين. ولدى سؤال الرئيس بري عن صحة ما يشاع عن ان سوريا اغلقت ابوابها امام زيارة رئيس الحكومة فؤاد السنيورة الى دمشق، اجاب: أجزم ان هذا الامر غير صحيح على الاطلاق، فسوريا ابوابها مشرعة لأي مسؤول لبناني، ومعاذ الله ان يكون هذا موقفها سواء كان هذا المسؤول الرئيس السنيورة او غيره. بدوره غادر الرئيس فؤاد السنيورة الى لندن امس لاجراء محادثات مع رئيس الوزراء طوني بلير وغيره من المسؤولين البريطانيين. وقد تلقى لدى وصوله مكالمة من الرئيس بري وضعه خلاله في اجواء زيارته الى دمشق. وكان السنيورة قد قال قبل سفره انه لا يرى اي مبرر للتظاهرة الا الجانب السياسي منها لأن الحوار يتطلب نقاشا معمقا. اضاف: لا احد يعتقد بأن الامور ستتحقق رغما عن ارادة الناس ولا مبرر لاستخدام الخطة الاصلاحية كمادة لتسجيل المواقف. وقد دعا التيار الوطني الحر الى المشاركة في التظاهرة بعدما (عمدت الحكومة الى الهروب الى الامام عبر طرح ورقة اصلاحية تضرب الاستقرار الاجتماعي وتفرض المزيد من الرسوم والضرائب على ذوي الدخل المحدود، تاركة الفاسدين يتربعون على عروشهم التي بنوها من عرق المواطن). ومساء امس سئل العماد ميشال عون في حديث تلفزيوني عن التظاهرة فقال ان لجنة التنسيق النقابية هي المهتمة بالموضوع، ونحن بالطبع متضامنون مع النقابات كهيئة نقابات. الآن النقابات يجب ان تدعو لأن هذا ليس اضرابا سياسيا بل هو اضراب اجتماعي اقتصادي. وسئل: اتهموكم بأن هذه التظاهرة سياسية ولها اهداف سياسية وليست مطلبية - اجتماعية، لأن الموضوع الجوهري وهو التعاقد الوظيفي سحب من التداول? اجاب: والضرائب التي ستضاف والتدابير الناقصة. على كل حال اذا اكتفت الهيئات النقابية بهذا الموضوع تظل مشكلة الورقة التي تناقش في مكان اخر. وكان عون هاجم الاكثرية والحكومة بعنف في خطاب القاه امس في الذكرى الاولى لعودته من الخارج وقال: أن (ليس في تاريخهم سوى الخجل والذل والانحطاط ووجود عشر عواصم يتنقلون فيها. أنهم ما زالوا يريدون العيش في الحيلة والكذب... وتطرق الى تيار المستقبل قائلاً: كل سنة يعدون بربيع لبنان الآتي، ويأخذون الأموال ويصرفونها على مشاريع غير منتجة وبعد 15 سنة لبنان رازح تحت الافلاس. وتساءل العماد عون (لأي سبب نجدد للرئيس السنيورة وزملائه الذين كانوا مسؤولين عن ادارة مالية الدولة واقتصادها وقد خانوا التضحيات الأولى التي قدمت واستمرت معكم... وأين ذهب المال ومَن سرقه ومَن نهبه ومَن أهدره?)...
ـ صدى البلد ـ
كتبت "صدى البلد" تقول انه قبل ان يتوجه رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة الى بريطانيا للقاء رئيس وزرائها طوني بلير اطلق رئيس مجلس النواب نبيه بري من دمشق اشارات ايجابية حول زيارة الرئيس السنيورة الى سورية. اما النائب وليد جنبلاط فكان على موعد مع الرئيس المصري حسني مبارك ورشحت عن اللقاء اجواء تشير الى مساعي تقريب مصرية وعربية تلاقي الليونة السورية وتدفع باتجاه تبريد الاجواء الداخلية التي شهدت تشنجا في الخطاب السياسي وتلويحا باللجوء الى الشارع. وعلى خط موازٍ شن النائب ميشال عون هجوما على تيار المستقبل متهما اياه باعتماد ذهنية ميليشياوية واستخدام منطق الاحتلال في ادارة الدولة. وبين الخطوات الدولية والاقليمية والتداعيات الداخلية ظلت الانظار مشدودة الى رئيس لجنة التحقيق الدولية سيرج براميرتس الذي وصل الى واشنطن في زيارة تحمل اكثر من دلالة في توقيتها وظروفها والتي قد تحمل تطوراً استثنائيا في حال رشحت عنها معلومات عن التحقيق الذي يحيطه براميرتس بسرية مطبقة. وعلمت "صدى البلد" انه من امرجح ان يكون رئيس مجلس النواب عاد من دمشق التي زارها فجأة أمس بموعد لزيارة رئيس الحكومة فؤاد السنيورة المقررة للعاصمة السورية يتبلور في قابل الأيام، فيما ينتظر ان يكون رئيس "اللقاء الديمقراطي" عاد من زيارته المفاجئة أيضاً للقاهرة ملتزماً التهدئة تجاه سورية تسهيلاً للمبادرة المصرية - السعودية الموعودة والرامية الى الحفاظ على استقرار لبنان ورأب الصدع بينه وبين سورية. ولا يستبعد المراقبون ان يلي هاتين الزيارتين، بروز مواقف سورية مرنة إزاء القضايا اللبنانية المطروحة تسبق ما هو متوقع صدوره عن مجلس الأمن من موقف في ضوء التقرير الأخير للمبعوث الدولي لمتابعة تنفيذ القرار 1559 تيري رود لارسن. وتزامنت زيارتا بري لدمشق وجنبلاط للقاهرة مع زيارة لا تقل أهمية عنهما، هي زيارة رئيس الحكومة فؤاد السنيورة لبريطانيا الذي أدرجها في إطار سعي دبلوماسي قال انه كان بدأه الشهر الماضي بلقائه مع الرئيس الأميركي جورج بوش ويهدف الى سحب اسرائيل من مزارع شبعا. واعتبر ان هذا المسعى "ليس عملاً معادياً لدمشق". وشدد السنيورة على عمق العلاقة بين لبنان وسورية وقال: "يجب ان يخطو كل فريق خطوة في هذا الاتجاه". وأضاف: "بالهدوء والروية والحكمة والصلابة في المواقف سيجري البحث في ترسيم الحدود وتبادل السفراء". وأشار الى انه لم يتلق من المسؤولين السوريين أي رسالة تقول انهم لا يريدون الزيارة ورفض ضمناً أن يكون اللقاء بينه وبينهم في إطار المجلس الأعلى اللبناني -السوري لافتاً الى ان المشاركين في مؤتمر الحوار الوطني تمنوا عليه أن يزور دمشق. ولوحظ ان دمشق أحاطت بري بحفاوة لافتة برزت من خلال استقبال الرئيس بشار الأسد له في قصر الروضة واجلاسه الى يمينه. وافادت الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا) الرسمية ان الأسد أطلع من بري الذي التقى أيضاً نائبه فاروق الشرع "على نتائج الحوار الوطني اللبناني" مضيفة ان البحث تناول أيضاً "العلاقات المميزة بين البلدين الشقيقين". وبدا من البيان الذي وزعته رئاسة مجلس النواب إثر عودة بري من دمشق ان رئيس المجلس أقنع الجانب السوري بوجوب التعاطي بمرونة مع موضوع إقامة العلاقات الدبلوماسية اللبنانية -السورية من جهة وتحديد موعد لزيارة السنيورة لدمشق من جهة ثانية في اعتبار ان هذين الأمرين كانت قررتهما هيئة الحوار الوطني في ساحة النجمة. ودلّ على ذلك ما ورد في البيان من ان العلاقات الدبلوماسية "كانت نوقشت أصلاً وبايجابية في الاجتماع الأخير للمجلس الأعلى اللبناني -السوري. والأخوة السوريون وبرئاسة الرئيس الدكتور بشار الأسد لم يكونوا ضد المبدأ وذلك قبل الانسحاب السوري من لبنان". أما في ما يتعلق بزيارة السنيورة لدمشق فكان اللافت ما تضمنه البيان من كلام لبري نفى فيه "ما يشاع عن ان سورية أغلقت أبوابها" أمام هذه الزيارة مؤكداً ان "أبوابها مشرّعة لأي مسؤول لبناني، ومعاذ الله ان يكون هذا موقفها سواء كان هذا المسؤول الرئيس السنيورة أو غيره". ومساءً اجرى الرئيس بري اتصالا بالرئيس السنيورة الذي يزور العاصمة البريطانية ووضعه في اجواء زيارته الى العاصمة السورية واجتماعه مع الرئيس السوري بشار الأسد. وفيما كان بري يلتقي في دمشق الاسد والشرع، كان جنبلاط يلتقي الرئيس المصري حسني مبارك، ليخرج من اللقاء ناقلا عنه تمنيه ان تكون العلاقات اللبنانية - السورية طبيعية حتى يخرج البلدان في سلام من الازمة التي تخيّم عليهما في الوقت الراهن". وفي هذا السياق شدد جنبلاط في تصريحات ادلى بها في القاهرة على "ان عودة العلاقات بين لبنان وسورية امر يتوقف على السوريين ايضا وليس على اللبنانيين فقط". من جهته شن رئيس "تكتل الاصلاح والتغيير" النائب ميشال عون هجوما عنيفا على "تيار المستقبل" متهما اياه بأنه نشأ في حضن عبد الحليم خدام وحكمت الشهابي وغازي كنعان وقال في حديث تلفزيوني "انهم يقومون باعداد
امن خاص ميليشيوي داخل الأجهزة الأمنية".
ـ المستقبل ـ
قالت "المستقبل" ان رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة في لندن يواصل تحركه الديبلوماسي لإخراج "إسرائيل" من مزارع شبعا المحتلّة. رئيس مجلس النوّاب نبيه بري في دمشق في زيارة "مفاجئة" يلتقي الرئيس السوري بشار الأسد ونائبه فاروق الشرع يعلن "ضرورة العودة بالعلاقات اللبنانيّة ـ السوريّة إلى صيغتها المميّزة" وينفي إقفال دمشق باب البحث في العلاقات الديبلوماسية وإقفالها الباب أمام زيارة يقوم بها الرئيس السنيورة إليها. رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط في القاهرة يلتقي الرئيس المصري حسني مبارك يشرح ما توصّل إليه الحوار الوطنيّ بالإجماع ويعرض التعويقات السوريّة. وأخيراً رئيس لجنة التحقيق الدولية في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري القاضي سيرج براميرتس غادر لبنان في طريقه إلى نيويورك. أمّا في بيروت، فقد واصل تحالف "حزب الله" و"التيّار الوطني الحر" استعداداتهما للتظاهرة المقرّرة بعد غد الأربعاء بالرغم من إعلان الحكومة سحب مشروع التعاقد الوظيفي، الذريعة المعلنة للتظاهرة من التداول، وسط قناعة غالبة بأنّ وراء التظاهرة تسييساً وغايات سياسيّة بعيدة عن الشأن المطلبي. وهذا ما تأكد أمس بتهديد رئيس "التيّار" النائب العماد ميشال عون لقوى 14 اذار بأنّها ستواجه الخوف والقلق والإبعاد، وفي إعلان "حزب الله" على لسان نائب أمينه العام الشيخ نعيم قاسم انّ "تهمة التسييس لن تقف أمام استمرارنا" مضيفاً انّ "المشكلة ليست في التعاقد الوظيفي فقط". وهذا ما حدا أمين سرّ "حركة اليسار الديموقراطي" النائب الياس عطا الله الى اعتبار انّ "ثمّة أمر عمليات من خارج لبنان صدر لهم من أجل توجيه رسائل إلى المجتمع الدولي عبر لبنان". هكذا بدا المشهد السياسي اللبناني أمس بكلّ تشعّباته. ففي انتظار جولة الحوار في 16 أيّار الجاري، وفي أسبوع الاستحقاقات الدوليّة في مجلس الأمن، بدا واضحاً انّ فريق 14 اذار يواجه هجوماً سوريّاً مضاداً "متلبنناً"، هدفه زعزعة الوضع الحكومي بعد استبقاء اميل لحود إلى حين في رئاسة الجمهوريّة. بداية من الكلام "المتوتّر" والحافل بالشتائم الذي قاله العماد عون من خلف زجاج واق داخل قاعة مقفلة ضمّت حملة أعلام للتيّار العوني ولحزب الله. فالخطاب الذي ألقاه عون وبدأ بالشتم انتهى بتهديد واضح "نحن دفعنا كثيراً، واليوم على الآخرين أن يدفعوا الخوف والقلق والإبعاد"، معلناً الهدف السياسيّ الواضح" من حقنا ان نسعى إلى الرئاسة وإلى الحكومة وإلى أيّ سلطة لأنّ غايتنا هي الإصلاح"، مضيفاً في مقابلة مع "الجديد" ان غايته هي "إسقاط الحكومة من أجل الذهاب إلى انتخابات نيابية مبكرة". ففي حملة عنيفة غير مسبوقة، قال عون "صبرنا كثيراً على الذين حاولوا التجريح فينا وصبرنا على التجاوزات القانونيّة والدستوريّة في الانتخابات وسامحنا الذين حاولوا اغتيالنا لكنهم يريدون إكمال تاريخهم السيئ". وأضاف "كنا ننتقدهم انّ عاصمتهم في دمشق خارج لبنان، واليوم صار لديهم عشر عواصم ويلهثون بالطائرات من عاصمة إلى عاصمة". ورأى انّه "لا يمكن للذي اعتاد أن يتلقّى الأوامر أن يكون على رأس وطن، ولا الذي اعتاد الرشوة أن يكون المدافع عن الخزينة". وقال عون "إذا تكلمنا عن الحياة السياسيّة المستمرّة بذهنيّة الاحتلال، فهؤلاء حكموا البلد 15 سنة على الأقلّ، وأعني تيّار المستقبل". وسأل "لأي سبب يجدّد للسنيورة وغيره الذين كانوا مسؤولين عن إدارة مالية الدولة واقتصادها". وأكّد انه "على هذه الحكومة أن تسقط ولن نسكت بعد الآن، فهم خسّرونا 15 سنة والآن سنة جديدة وهم مستعدّون لتخسيرنا سنوات(..)". اضافت "المستقبل" وعلى خط موازٍ، وتأكيداً للاصرار على المضيّ في التظاهر بعد غدٍ الأربعاء، قال الشيخ قاسم ان "المشكلة ليست في التعاقد الوظيفي فقط بل في عدة مشاريع تنطلق من ضرائب على الفئات المستضعفة الفقيرة وتنقص من بعض المكتسبات التي حصل عليها هؤلاء". وأضاف "عندما أيّدنا مطالب هيئة التنسيق النيابية أيدناها بدافع مطلبي اجتماعي ونحن مسؤولون من موقفنا أن ندعم المستضعفين ونتظاهر معهم". وأعلن ان "تهمة التسييس لن تقف أمام استمرارنا لاننا نعلم من الذي يسيّس". وتحدث قاسم عن قوى 14آذار فقال "انهم يستعينون بالقرارات الدولية وبعضهم عجزوا عن إدارة لبنان كما يريدون فجعلوا لبنان مركز إعانة لمجلس الأمن إذا خسروا في أمر سدّ مجلس الأمن خسارتهم (..)". أما رئيس "كتلة الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد فقد اعتبر ان "مشروع التعاقد الوظيفي يصبّ في الأجندة الأميركية"، وقال ان "المسألة مسألة سيطرة على الإدارة". وشدّد على ان فريق 14 آذار "يريد بالفعل تنفيذ أجندة أميركية في هذا البلد"، لكنه سارع إلى القول "انهم ينكفئون بشكل تدريجي لان موازين القوى الدولية والإقليمية اختلفت ولن تضخّ الإدارة الأميركية إنعاشا معنوياً لتعويم فريقها". وفي مجال آخر، أعلن رعد "اننا لن نستدرج إلى التفاوض مع العدو ولو طلبوا من الأمم المتحدة والإدارة ا
لأميركية أن تضغطا على إسرائيل لتنسحب من مزارع شبعا (..)". في هذا المناخ، رأى النائب عطاالله ان "الإصرارعلى متابعة التظاهر مستهجن"، وقال "نحن أمام دورة تصعيد وتوتير في مواجهة قرار مجلس الأمن". وأشار إلى ان "الأوساط الحاكمة في دمشق تبدأ هي بالتوتير وتصدّر لنا هذه الموجة التي تتلقفها القوى المرتبطة بها". واعتبر عطاالله ان "هذا الإصرار من حزب الله والتيار العوني هو بخلفيات مرتبطة بالتوتير السوري"، مضيفاً ان "تحرك العاشر من أيار يرتكز على عناصر سياسية ولا يرتكز على عناصر اجتماعية أو معيشية". وأعرب عن اعتقاده أن "حلّ المشكلة الاجتماعية ليس هدفهم"، وان "أمر عمليات صدر لهم من أجل توجيه رسائل إلى المجتمع الدولي عبر لبنان (..)". في هذا الوقت، رأى الرئيس بري "ضرورة الارتقاء بالعلاقات اللبنانية ـ السورية والعودة بها علاقات مميزة"، معتبراً ان "هذه العلاقات كانت وستبقى في سبيل مصلحة كلا البلدين ومنعة لكل منهما". ولفت بيان صادر حول الزيارة إلى ان الاخوة السوريين لم يكونوا ضدّ مبدأ العلاقات الديبلوماسية وذلك قبل الانسحاب السوري من لبنان". ونفى بري "ما يشاع عن ان سوريا أغلقت أبوابها أمام زيارة الرئيس السنيورة وقال "أجزم ان هذا الأمر غير صحيح على الإطلاق، فسوريا أبوابها مشرّعة لأي مسؤول لبناني ومعاذ الله أن يكون هذا موقفها سواء كان هذا المسؤول الرئيس السنيورة أو غيره". في المقابل فإن الأكثرية مستندة الى مقررات الاجماع الوطني من جهة وإلى القرار الذي اتخذه الاجتماع الموسع في "البريستول" مساء الجمعة الفائت بالانتقال الى مواجهة هجوم دمشق وحلفائها من جهة ثانية، استأنفت أمس تحركّها الخارجي عربياً ودولياً، الهادف الى توضيح اللحظة السياسية التي يمرّ بها لبنان. فقد أكد الرئيس السنيورة في أحاديث صحافية تزامنت مع وصوله الى العاصمة البريطانية حيث يجري محادثات مع رئيس الوزراء البريطاني توني بلير انه مع ترسيم الحدود اللبنانية ـ السورية من الجنوب الى الشمال في الوقت نفسه وقال "انا مع تشكيل عدة لجان لترسيم الحدود من الجنوب الى الشمال"، وسأل "أين المشكلة في ذلك؟". واعتبر انّ "ممارسة لبنان لسيادته وتطبيقه مبادئ هذه السيادة لا يعنيان ان لبنان يقوم بعمل معاد لأيه طرف آخر" ولا سيما سوريا. وإذ لفت الى انه يواصل الحملة الديبلوماسية لإخراج اسرائيل من مزارع شبعا، رأى السنيورة انه "عندما يتمّ تثبيت لبنانية المزارع، عندئذ تصبح هذه الأرض خاضعة للسيادة اللبنانية، وعندئذ يتوجّب على اسرائيل الانسحاب منها بناء على القرار الدولي 425". وشدّد على تلازم معالجة "تثبيت لبنانية مزارع شبعا، ومسألة الانتهاكات التي تقوم بها اسرائيل واستمرار اعتقالها لعدد من اللبنانيين واستمرارها في عدم تزويد لبنان بخرائط الألغام". وفي مجال آخر أشار رئيس الحكومة الى ان "السواتر الترابية في البقاع أمر لم يحصل الا منذ فترة قصيرة، ولفت الى "حدوث حالات معينة تؤشر الى حصول تسلل أسلحة ومسلحين، ينبغي ان يتوقف (..)". في هذه الأثناء، أكد جنبلاط الذي تداول مع الرئيس مبارك في تطورات الأوضاع اللبنانية ان "تحديد مزارع شبعا هو من أجل أن تصبح المزارع لبنانية وتنتقل من القرار 242 الى القرار 425 ويتمّ تحريرها وتكون تحت وصاية لبنان مع الأمم المتحدة". وإذ لفت الى ان "عودة العلاقات بين لبنان وسوريا تتوقف على السوريين وليس على اللبنانيين فقط"، أشار جنبلاط الى انه "لا يمكن الا أن تعود العلاقات طبيعية لكن ثمة اشكالية كبرى تتعلق بالتحقيق الدولي والحملات الاعلامية السورية على لبنان"، معلناً "نحن في موقع الدفاع". وقال ان "سوريا لم تُبدِ حتى الآن سوى استعداد نظري لإعادة ترسيم الحدود". وفيما أشار الى أنّ "جلسة الحوار المقبلة ستتناول موضوع سلاح المقاومة الذي يجب أن يكون جزءاً من الجيش بعدَ تحديد مزارع شبعا"، اعتبر رداً على سؤال ان بقاء سلاح "حزب الله" بعد ذلك "غير معقول".
ـ اللواء ـ
قالت "اللواء" ان يوم امس حفل بجملة تطورات خارجية تتصل بالوضع اللبناني وبملف العلاقات اللبنانية - السورية على وجه حصري، كان أبرزها الزيارة المفاجئة للرئيس نبيه بري إلى دمشق واجتماعه مع الرئيس السوري بشار الاسد، في الوقت الذي كان فيه رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط يلتقي فيه الرئيس حسني مبارك في القاهرة، فيما يبدو أن القاسم المشترك بين مهمتي الرئيس بري وجنبلاط هو محاولة اعادة بناء جسور الثقة مجدداً بين لبنان وسوريا، وخصوصاً ان الحدثين تزامناً مع استئناف رئيس الحكومة فؤاد السنيورة جولاته الخارجية، حيث وصل ليل امس الى لندن، حيث تلقى اتصالاً هاتفياً من الرئيس بري الذي وضعه في أجواء زيارته للعاصمة السورية، والتي وصفت بأنها "إيجابية"··· وعلمت "اللواء" أن زيارة بري جاءت بناء لدعوة وجهت اليه من القيادة السورية، بعد اتصالات وتحضيرات استغرقت ما يقرب من اسبوع، تولى الجانب الاجرائي منها النائب علي حسن خليل الذي اصطحبه بري معه إلى دمشق في سابقة لافتة، وان اقتصر لقاء الرئيس الاسد - بري على الاثنين فقط· وبدا أن نتائج الحوار الوطني اللبناني كان القاسم المشترك بين البيان الرسمي الذي أوردته وكالة الأنباء السورية "سانا" والبيان الذي صدر عن مكتب بري، الى جانب "بحث العلاقات بين البلدين لتعود إلى ما كانت عليه في سبيل مصلحة كليهما ومنعة لكل منهما وممانعة ضد المخططات التي تعد في المنطقة"· كما التقى بري ومعه خليل نائب الرئيس السوري، فاروق الشرع الذي أقام مأدبة غداء تكريماً لرئيس المجلس النيابي· وتناول البحث كذلك حسب (سانا) في العلاقات الاخوية بين البلدين ونتائج الحوار اللبناني· وقالت مندوبة "اللواء" في دمشق ناهد الحسيني ان الزيارة تأتي في اطار ترطيب الاجواء المشحونة بين البلدين والتي ادى الى تأزيمها تصاعد الحملات السياسية والاعلامية المتبادلة بينهما على نحو غير مسبوق، وكذلك التعبير عن الرغبة اللبنانية الصادقة في مد الجسور مع سوريا بعد حل الملفات العالقة، وعلى رأسها ترسيم الحدود بين البلدين الذي لا تعارضه سوريا من حيث المبدأ، وتبادل التمثيل الدبلوماسي، وتشكيل لجنة مشتركة لدراسة جميع المسائل المختلف عليها والتي تحتاج الى حلول سريعة عبر طاولة الحوار· وفور عودة الرئيس بري الى بيروت، وزع مكتبه الاعلامي بيانا لفت فيه الى ان البحث مع الرئيس الاسد تناول التطورات ونتائج الحوار اللبناني وضرورة العودة بالعلاقات المميزة للبلدين "لان ما يجمع لبنان وسوريا لا يمكن ان يستعاد الا على اساس هذه العلاقات"· ولفت البيان الذي صاغه الرئيس بري بعناية الى ان العلاقات الدبلوماسية بين البلدين تطرق اليها النقاش خلال الاجتماع الاخير للمجلس الاعلى اللبناني - السوري وبايجابية، وان الرئيس الاسد والمسؤولين السوريين لم يكونوا ضد المبدأ، وذلك قبل الانسحاب من لبنان· وحرص الرئيس بري على اشاعة اجواء ايجابية للزيارة، وهو اكد ردا على صحة ما يشاع عن ان سوريا اغلقت ابوابها امام زيارة الرئيس فؤاد السنيورة الى دمشق، ان ذلك غير صحيح وقال: "اجزم ان هذا الامر غير صحيح على الاطلاق، فسوريا ابوابها مشرعة لأي مسؤول لبناني، ومعاذ الله ان يكون هذا موقفها سواء كان هذا المسؤول الرئيس السنيورة او غيره"· واشار البيان الى ان نائب الرئيس السوري الذي اولم على شرف الرئيس بري واكب رئيس المجلس اثناء عودته حتى الحدود اللبنانية - السورية· وفي الوقت الذي تكتمت فيه اوساط الرئيس بري حول ما جرى بينه وبين الرئيس الاسد والمسؤولين السوريين، فقد توقعت ان تفتح هذه الزيارة الابواب لبحث مختلف المواضيع مع دمشق، كما انها تخلق مناخ ثقة في العلاقة بين البلدين، مشيرة الى ان الشخصية التي تقوم بترتيب البيت الداخلي اللبناني من الطبيعي ان تقوم بمحاولة ترتيب العلاقات بين لبنان وسوريا· ورأت هذه الاوساط انه يفترض ان يكون لهذه الزيارة نتائج في المرحلة المقبلة على اكثر من صعيد لا سيما على مستوى ما هو قائم على طاولة الحوار والقرارات التي تتخذ، لكنها لفتت الى ان هذه النتائج مرهونة في اوقاتها ومواضيعها وجدول الاعمال ومناخ الثقة· وأكدت أوساط الرئيس بري أنه عاد من الزيارة مرتاحاً، لافتة الى الحفاوة الكبيرة التي لقيها الرئيس بري سواء خلال لقائه المسؤولين السوريين أو لدى عودته حيث رافقه الشرع حتى الحدود اللبنانية - السورية· في هذا الوقت، كان النائب جنبلاط يلتقي الرئيس المصري حسني مبارك في القاهرة في حضور وزير الإعلام غازي العريضي، ويؤكد بعد اللقاء أنه "ينتظر ان توافق سوريا على استقبال الرئيس السنيورة من أجل أن تتم ترجمة نقاط الحوار عملياً"، مشيراً الى أن سوريا لم تُبدِ حتى الآن سوى استعداد نظري لإعادة ترسيم الحدود في مزارع شبعا "وأننا لم نرَ شيئاً على أرض الواقع"· ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية عن جنبلاط قوله أنه اطلع الرئيس مبارك على تطورات الأوضاع في لبنان وخصوصاً الحوار الوطني اللبناني الذي واف
ق بالإجماع على بنود رئيسية منها ألا يكون هناك سلاح فلسطيني خارج المخيمات في لبنان وتحديد مزارع شبعا، والتحقيق الدولي الذي يتعيّن أن يأخذ مجراه، مشيراً الى أن الرئيس مبارك أْعرب عن أمله أن تكون العلاقات بين سوريا ولبنان علاقات طبيعية للخروج من هذا الجو المتأزم· لكن جنبلاط قال "إن عودة هذه العلاقات أمر يتوقف على السوريين أيضاً وليس اللبنانيين فقط"، لافتاً الى إشكالية كبيرة تتعلق بموضوع التحقيق الدولي في اغتيال الرئيس رفيق الحريري والحملات الإعلامية السورية على لبنان، مشيراً الى أنه في "موقع الدفاع"· وفي موضوع سلاح المقاومة، شدد جنبلاط على ضرورة أن تسيطر الدولة اللبنانية على كل السلاح وكل الأراضي، معتبراً أنه "من غير المعقول أن يبقى سلاح المقاومة حتى تتم التسوية الشاملة"، وتساءل لماذا يبقى لبنان وحده ساحة صراع عربي- اسرائيلي، مؤكداً انه آن الاوان ان ينعم لبنان بشيء من السلم، ثم لاحقاً نرى مع الدول العربية كيفية استعادة الحق الشرعي الفلسطيني وفقاً للقرارات الدولية الخاصة بفلسطين، ونحن نستطيع ان تفعل ذلك سياسياً"· والتقى جنبلاط كذلك في القاهرة الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى ووزير الخارجية المصرية احمد ابو الغيط ومدير المخابرات المصرية اللواء عمر سليمان· واشارت "اللواء" الى انه من جهة ثانية، يبدأ الرئيس السنيورة اليوم محادثاته الرسمية في العاصمة البريطانية لندن التي وصلها ليل امس وستشمل هذه المحادثات نظير البريطاني طوني بلير ومسؤولين في وزارتي الخارجية والخزانة واعضاء في مجلس العموم البريطاني، اضافة الى رجال اعمال ومؤسسات مالية بريطانية واوروبية، والسفراء العرب المعتمدين في لندن· ونقلت مصادر مطلعة ان الجانب البريطاني ورغم انشغالاته الداخلية المتزايدة سيؤكد على استمرار الوقوف الى جانب لبنان لتحقيق استقراره الامني والسياسي والاقتصادي، مشدداً على اهمية الحوار اللبناني وضرورة ترجمة النتائج التي اجمع عليها اللبنانيون، وسيشدد الجانب البريطاني ايضا على ان لندن ستؤكد بشكل مطلق اي قرار جديداً وبيان رئاسي يصدر عن ملجس الامن الدولي على خلفية تطبيق القرار 1559 وترجمة ما اتفق عليه اللبنانيون لناحية ترسيم الحدود مع سوريا واقامة علاقات دبلوماسية معها· في المقابل سيشدد الجانب اللبناني على ان العمل متواصل لتثبيت لبنانية مزارع شبعا لتمكين لبنان من استعادتها غبر الضغط الدولي على اسرائيل كي تنسحب من هذه المنطقة وتطلق الاسرى وتوقف فروقاتها باتجاه لبنان، كما سيؤكد الرئيس السنيورة على ان الحوار بين القيادات اللبنانية مستمر للتوصل، الى تفاهم يتعلق بالمشاكل السياسية، كما ان حواراً آخر قد انطلق في شأن برنامج الحكومة الاقتصادي والاصلاحي والذي على أساسه ستتم الدعوة الى مؤتمر بيروت -1 لدعم الاقتصاد اللبناني· وقالت مصادر رسمية ان الرئيس السنيورة والوفد الوزاري المرافق له، سيحرص على ان يكون في بيروت غداً الثلاثاء ليلاً، وذلك قبيل ساعات من الاستحقاق الذي يفترض ان تواجهه الحكومة يوم الاربعاء المقبل، تحت عنوان المطالب المعيشية التي ترفع لواءها "هيئة التنسيق النقابية" بدعم واضح من "حزب الله" الممثل في الحكومة و"التيار الوطني الحر" بزعامة العماد ميشال عون· تجدر الاشارة الى انه وبعد عام على عودته، أعاد عون ترتيب كلمته التي القاها في ساحة الشهداء العام الماضي، وشن في احتفال اقامه تياره لهذه المناسبة، في "فوروم دي بيروت" هجوماً عنيفاً على الحكومة، داعياً الى اسقاطها، وعلى الاكثرية النيابية، واصفاً اياها "بالأكثرية المزوّرة"· وطالب عون في كلمته بإسقاط الحكومة لأن الشعب اكتفى بالأقوال ويريد أفعالاً· وقال: هذه الحكومة باتت عاجزة عن القيام بأي شيء، معتبراً ان ترشحه لرئاسة الجمهورية هو أمر طبيعي، ومطلب كل انسان يتعاطى في الحياة العامة، "لأن هدفنا هو الصعود وليس النزول"، ومسيرتنا نظيفة وإذا كنا حررنا لبنان من الاحتلال بالامس، فنريد ان نحرر لبنان من افكارهم· وإذ هاجم عون "تيار المستقبل" بشكل مباشر، وأكد ان الاكثرية تزور المجلس الدستوري ولا تريد ان تضع قانوناً للانتخابات النيابية، لأن الوضع الحالي يتطلب انتخابات مبكرة، وهم لا يريدون ذلك، مشدداً على ان كل أبطال اليوم متآمرون، وصلوا الى المجلس النيابي بقانون وضعه غازي كنعان، وعرف يومها "بقانون كنعان"· هؤلاء كانت بالأمس دمشق عاصمتهم، واليوم اصبح لديهم ما يقارب العشرة عواصم واليوم لا يملكون إلا الذل"· اضاف: "في الماضي هاجمنا المال السياسي والاقطاع المالي والمذهبية المستعصية، انتصرنا جزئياً على الثلاثة في ظل الوضع العاطفي الاستثنائي، الذي كان قائماً، اما اليوم فسوف نقضي على الباقي وعلى الرشوة والفساد، فلم يعد مسموحاً أن يبقى مهجرون بعد 23 عاماً، و40 ملياراً من الدين، دون اي تحقيق مالي"· وإذ شدد على ان التيار تفاهم مع "حزب الله" لأنهم مؤمنون بالسلام، أكد ان التحقيق القضائي هو مفتاح كل الحلول· ولاحظت اوساط قريبة من
عون ان دعوته لإسقاط الحكومة لن تقتصر على التيار العوني، بقدر ما تحظى بدعم كل حلفاء سوريا في لبنان، بدءاً ب"الجبهة الوطنية" الوليدة الى "حزب الله"· وقالت إن التحرك لإسقاط الحكومة يسابق المشاورات الدائرة في مجلس الأمن وبعض عواصم القرار الدولي، حول اتخاذ قرارات جديدة تتعلق بالوضع اللبناني، وبعض المسائل العالقة في ملف العلاقات اللبنانية - السورية، وفي مقدمتها ترسيم الحدود والتبادل الدبلوماسي· وربطت الاوساط المقربة من التيار العوني بين التصعيد المتوقع ضد الحكومة وبين اقتراب مواعيد صدور القرار الدولية وأولى "اجندة" هذه القوى، سيكون القرار الذي ستعلنه هيئة التنسيق النقابية لروابط الاساتذة والمعلمين وموظفي القطاع العام بعد ظهر اليوم، بخصوص موقفها النهائي من موضوع التظاهرة التي دعت اليها بعد ظهر يوم الاربعاء المقبل، في ضوء الاجتماع المطول الذي عقدته مع الرئيس السنيورة بعد ظهر السبت، والذي جاء في اعقاب اعلان الحكومة سحب مشروع التعاقد الوظيفي من التداول· وفيما رأى الرئيس السنيورة ان لا مبرر للتظاهرة بعد غد، لان الافكار لا تزال مطروحة والحوار قائم ولم يتم بعد اقرار اي شيء من الورقة الاصلاحية، اكدت هيئة التنسيق ان التظاهرة قائمة في موعدها المقرر، بالرغم من ان الاجتماع نجح في حصر الخلاف الذي كان يقوم على 11 مشروع قانون الى ستة، بينها دوام العمل وتوحيد الصناديق الضامنة، ونظام التقاعد وتعويض نهاية الخدمة· واوضح الدكتور حميد حكيم باسم الهيئة ان التظاهرة ليست هدفاً بذاته، لكنها تعبير عن رفض شعبي ووظيفي ووطني لهذه المشاريع، من دون ان يقطع عما اذا كانت التظاهرة ستلغى غداً، لكن لوحظ ان وزير الطاقة محمد فنيش اعلن في حال صدر عن الحكومة قرار بعدم السير في موضوع التعاقد الوظيفي عندها ينتفي سبب التحرك الشعبي· وكانت مصادر "في حزب الله" قد اشارت الى ان اعلان وزير المالية جهاد ازعور سحب المشروع من التداول لا يكفي، وانما يجب اعلان إلغائه كلياً.
ـ البيرق ـ
كتبت "البيرق" تقول , لقد لاحت في الافق السياسي امس مؤشرات على حصول تطورات ايجابية , على صعيد العلاقة اللبنانية - السورية من جهة , وعلى احتمال تحرك المبادرة العربية مجددا , وينتظر ان تتبلور , في ضوئها, بعض التحركات والخطوات العملية . وهذه المؤشرات برزت اولا من خلال زيارة الرئيس بري الى دمشق ولقائه الرئيس الأسد ونائبه الشرع , وما تلاها من بيان وزعه اعلام رئيس المجلس تحدث عن تعاط سوري ايجابي مع موضوع العلاقات الدبلوماسية , بحيث ان هذا البيان ذكّر بان هذا الموضوع كان قد بحث من زاوية ايجابية في آخر اجتماع عقده المجلس الاعلى اللبناني - السوري قبل انسحاب القوات السورية من لبنان . واكثر من ذلك , تضمن البيان كلاما مباشرا للرئيس بري ينفي فيه ان تكون دمشق قد اقفلت ابوابها امام زيارة الرئيس السنيورة لها او امام اي مسؤول لبناني . وفي خط مواز , كان الرئيس المصري حسني مبارك يستقبل النائب وليد جنبلاط الذي خرج من اللقاء ليدعو الى علاقات طبيعية بين لبنان وسوريا مخففا لهجته التصعيدية ضد المسؤولين السوريين , الامر الذي فسرته مصادر وثيقة الاطلاع بان الرئيس مبارك وضع جنبلاط في معطيات عن تحرك قريب للمبادرة العربية تستدعي توقف الحملات بين دمشق وقوى الاكثرية اللبنانية بكل فئاتها . من جهة ثانية ستحدد هيئة التنسيق النقابية موقفها النهائي من الاضراب المقرر بعد غد الاربعاء علما ان الرئيس السنيورة قال قبيل سفره لبرنامج " المجالس بالامانات " في صوت لبنان انه لا يرى مبررا للاضراب , ما دام اي قرار لم يتخذ بشأن الورقة الاصلاحية . وفي هذا المجال , علمت "البيرق" ان الرئيس لحود سيركز خلال الاسبوع الحالي على متابعة موضوع الاصلاحات الواردة في الورقة الاصلاحية على ضوء ردود الافعال والملاحظات التي سجلت عليها طوال الاسبوع المنصرم . في ظل هذه الاجواء حمل رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون على الحكومة متعهدا باسقاطها ومؤكدا انه لن يسكت , وهاجم الاكثرية عموما وتيار المستقبل خصوصا متهما هذه القوى بتزوير المجلس الدستوري ومنع اجراء انتخابات نيابية مبكرة تحتاجها البلاد.
ـ الشرق ـ
كتبت "الشرق" تقول , لقد ترجم رئيس المجلس النيابي نبيه بري قرار جلسة الحوار الوطني الأخيرة بمؤازرة رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة في تنفيذ مقررات الحوار لا سيما ما يتعلق منها بالعلاقات اللبنانية - السورية بزيارة دمشق امس ولقائه الرئيس بشار الأسد ونائبه فاروق الشرع، فيما كان هذا الموضوع ايضاً محور لقاء الرئيس حسني مبارك ورئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط في القاهرة. بدوره، حمل الرئيس السنيورة قضية مزارع شبعا والضغط على اسرائيل للانسحاب منها الى لندن، حيث يثير هذا الموضوع مع رئيس الوزراء البريطاني توني بلير استكمالاً للمحادثات التي اجراها السنيورة بهذا الشأن مع الرئيس الاميركي جورج بوش خلال زيارته الاخيرة الى واشنطن. ونتائج هذه الزيارات ستشكل محور الحركة السياسية الداخلية، في الاسبوع المقبل، ومناخاً لجلسة الحوار الوطني في السادس عشر من الجاري. وكان بري نقل بعد عودته من دمشق التي زارها برفقة النائب علي حسن خليل، اجواء مغايرة عما يذاع حول العلاقات الديبلوماسية بين لبنان وسورية. وأشار بيان للمكتب الاعلامي لبري الى "ان العلاقات الديبلوماسية بين البلدين كانت قد نوقشت اصلاً في الاجتماع الاخير للمجلس الأعلى اللبناني - السوري بايجابية، والأخوة السوريون وبرئاسة الرئيس الدكتور بشار الأسد نفسه لم يكونوا ضد المبدأ، وذلك قبل الانسحاب السوري من لبنان". وجزم "بأن سورية أبوابها مشرعة لأي مسؤول لبناني سواء أكان هذا المسؤول الرئيس السنيورة أم غيره". وعن اللقاء مع الرئيس الأسد اوضح البيان انه جرى عرض تطورات ونتائج الحوار اللبناني والعلاقات الثنائية بين البلدين، وضرورة الارتقاء بهذه العلاقات والعودة بها إلى علاقات مميزة لمصلحة البلدين الشقيقين". وأجرى الرئيس بري اتصالاً بالرئيس السنيورة فور وصول الاخير الى لندن، وأطلعه على اجواء محادثاته في دمشق. وفي موازاة هذه الأجواء، نقل النائب جنبلاط عن الرئيس مبارك بعد لقائه في مقر رئاسة الجمهورية في مصر الجديدة بحضور وزير الاعلام غازي العريضي، أمله "في ان تكون العلاقات بين لبنان وسورية علاقات طبيعية للخروج من هذا الجو المتأزم". ورأى جنبلاط ان عودة هذه العلاقات "أمر يتوقف على السوريين ايضاً وليس اللبنانيين فقط". ورأى جنبلاط ان العلاقات اللبنانية - السورية "لا يمكن الا ان تعود طبيعية"، معتبراً "ان سورية لم تبد حتى الآن سوى استعداد نظري لاعادة ترسيم الحدود في مزارع شبعا، واننا لم نر شيئاً على ارض الواقع، ونحن ننتظر ان توافق سورية على استقبال رئيس وزراء لبنان فؤاد السنيورة". وكرر قوله "ان المقاومة اللبنانية قامت بتحرير الأرض وتبقى منطقة مزارع شبعا التي هي حتى هذه اللحظة منطقة غير لبنانية"، معتبراً انه "آن الأوان ان ينعم لبنان بشيء من السلم". والتقى جنبلاط والعريضي وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط ورئيس المخابرات المصرية اللواء عمر سليمان، وامين عام جامعة الدول العربية عمرو موسى، وهو الأول معه بعد حملة الانتقادات التي وجهها جنبلاط ونواب "اللقاء الديموقراطي" لمسعى موسى الأخير لترطيب العلاقات اللبنانية - السورية، وجمّد موسى عقب ذلك تحركه في هذا الصدد. اضافت "الشرق" انه في غضون ذلك، غادر الرئيس السنيورة على رأس وفد وزاري بيروت الى لندن في زيارة رسمية تستمر يومين ويلتقي خلالها نظيره البريطاني وعددا ًمن المسؤولين البريطانيين للبحث في الاوضاع في لبنان والمنطقة والتحضيرات "لمؤتمر بيروت - 1" والخطوات الاقتصادية الاصلاحية التي تزمع الحكومة تنفيذها. وعشية سفره اوضح السنيورة ان حملته الديبلوماسية لسحب اسرائيل من مزارع شبعا، التي بدأها مع بوش سيتابعها مع بلير، مشيراً الى ان تحقيق ذلك سينزع اي عذر لاحتفاظ "حزب الله" بسلاحه، اما اذا لم تنسحب اسرائيل تحت الضغط الديبلوماسي "فسلاح حزب الله ما زال موجوداً". واقترح السنيورة "تشكيل لجان عدة لترسيم الحدود مع سورية من الجنوب والشمال" مؤكداً انه "بالهدوء والروية والحكمة والصلابة في المواقف سيجري البحث في ترسيم الحدود وتبادل السفراء". ورفض السنيورة ضمناً ان يجري اللقاء بينه وبين المسؤولين السوريين ضمن اجتماع للمجلس الأعلى اللبناني - السوري برئاسة الرئيس اللبناني اميل لحود والسوري بشار الأسد، معرباً عن تمسكه بالمبادرات العربية لتحسين العلاقات المضطربة بين بيروت ودمشق. وفي الشأن الداخلي، بقيت الاحتجاجات على الورقة الاصلاحية للحكومة محور المواقف والتحركات التي عكست استمرار الدعوات والتحضيرات للتظاهرة التي دعت اليها هيئة التنسيق النقابية بعد غد الاربعاء. ولم ينجح اللقاء الذي عقدته الهيئة مع الرئيس السنيورة اول امس ولا سحب "مشروع التعاقد الوظيفي من التداول في ثني الهيئة عن قرارها الذي اكدته عقب اجتماع لها مساء السبت الماضي، الا انها ستعود للاجتماع اليوم لاتخاذ الموقف النهائي في مؤتمر صحافي تعقده الرابعة بعد ظهر اليوم في مقر رابطة الاساتذة المتفرغي
ن في الجامعة اللبنانية. من جهته، اعتبر الرئيس السنيورة "ان لا مبرر للاضراب لأن الافكار لا تزال مطروحة والحوار قائم، ورأى انه "لا يرى اي مبرر للاضراب الا الجانب السياسي منه". أما على الصعيد السياسي، فقد برز موقف للمجلس الشرعي الاسلامي الأعلى بعد اجتماعه برئاسة مفتي الجمهورية الدكتور محمد رشيد قباني اول امس، ورد فيه على بيان مجلس المطارنة الموارنة الاخير، والذي اتهم احدى الطوائف بالاستئثار بوظائف الدولة. وأكد المجلس الشرعي انه "اذا نظرنا الى الصورة الكاملة للادارة فان الطائفة السنية مغبونة من مختلف ادارات ومراجع الدولة". من جهة اخرى، اكد المفتي قباني دعم حكومة الرئيس السنيورة، معتبراً ان "اطلاق نعوت غير منطقية على الاغلبية، مثل وهمية وموقتة، يثير الاشمئزاز". وغادر قباني الى الكويت للمشاركة في اجتماع الجمعية العمومية للهيئة الخيرية الاسلامية العالمية. في المقابل، واصل رئيس "تكتل الاصلاح والتغيير" النائب ميشال عون حملته على الأغلبية النيابية، معتبراً انه "لا يمكن للذي اعتاد تلقي الأوامر واطاعتها ان يكون على رأس الوطن". ورأى عون خلال احتفال بالذكرى السنوية الأولى لعودته الى لبنان من منفاه الباريسي "ان هذه الحكومة عليها ان تسقط ولن نسكت بعد الآن". على صعيد التحقيق في جريمة اغتيال الرئيس الحريري، غادر رئيس لجنة التحقيق الدولية سيرج براميرتس الى باريس من دون الافصاح عن طبيعة هذه الزيارة، ولم يعرف ما اذا كان سيقابل خلالها الشاهد محمد زهير الصديق المقيم في العاصمة الفرنسية. وسينتقل براميرتس من باريس الى نيويورك.
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018