ارشيف من : 2005-2008
تعليقات الصحف اللبنانية لهذا اليوم 12/12/2005
صحيفة الشرق :
قالت "الشرق" ان جبران تويني شغل الناس حيا، وحيرهم اغتياله باسئلة غامضة وملتبسة. جبران تويني خر امس على طريق "النهار" وفي سطوع شمسه، ضحية جريمة دبرت في ليل وبعد ساعات من عودته من باريس الذي اعتاد اخيرا على الانتقال اليها مرارا بسبب مسلسل الاغتيالات المتنقل بدءا من محاولة اغتيال خاله وزير الاتصالات مروان حماده وحتى اخر محطاته امس والتي شاء القدر ان يكونها هو. قائمة من الملاحظات اثارتها الجريمة لكن ابرزها الآتي:
1- استهداف المجرمين هذه المرة شخصية تجمع صفتين هما الاعلام والسياسة، وتتبوأ رئاسة مؤسسة صحافية عريقة في مواقفها الجريئة متجاوزة كل الخطوط الحمر السياسية.
2- تزامن الجريمة مع تسليم رئيس لجنة التحقيق الدولية في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ديتليف ميليس تقريره الى الامين العام للامم المتحدة كوفي انان الذي سلم بدوره نسخا منه الى اعضاء مجلس الامن تمهيدا لمناقشة اليوم.
3- ترافق الجريمة مع احتدام السجال الداخلي حول المحكمة الدولية، وتباين وجهات النظر حيالها، وتعريضها الحكومة لهزات زعزعة تماسكها.
4- حصول الجريمة بعد ساعات قليلة من عودة تويني من باريس ما يعني رصد المنفذين بدقة لتحركه، وقدرتهم الفائقة على الاستحصال على المعلومات. وفي حين يصعب توجيه الاتهام الى جهة معينة اكدت اوساط مطلعة ان من ارتكب هذه الجريمة، هم انفسهم الذين اغتالوا الرئيس الحريري. وحطت جريمة اغتيال تويني بقوة في مجلس الوزراء الذي انعقد استثنائيا مساء امس في قصر بعبدا برئاسة رئيس الجمهورية اميل لحود وحضور رئيس الحكومة فؤاد السنيورة وغياب الوزراء الياس المر ومحمد خليفة وجو سركيس. وخصصت الجلسة لبحث مسألتين: الاول انشاء محكمة ذات طابع دولي تعقد في لبنان او خارجه للنظر في جريمة اغتيال الرئيس الحريري وتوسيع مهام لجنة التحقيق الدولية لتشمل الجرائم التي ارتكبت منذ محاولة اغتيال الوزير حماده. الا ان وزراء حركة "امل" و"حزب الله" فوجئوا بطرح الموضوعين على التصويت مؤكدين ان هذين الموضوعين يحتاجان الى مزيد من الحوار، الا ان اصرار رئيس الحكومة فؤاد السنيورة ووزراء الغالبية النيابية على طرح الموقوفين على التصويت ادى الى انسحاب وزراء "امل" وحزب الله من الجلسة فيما اقر الموضوعان بالتصويت، وامتنع وزير البيئة عن التصويت. واعلن وزير الطاقة محمد فنيش لدى خروجه من الجلسة تعليق وزراء "امل" و"حزب الله" مشاركتهم في الحكومة بانتظار التشاور مع مرجعياتهم السياسية موضحا ان موضوع المحكمة الدولية وتوسيع مهام لجنة التحقيق بحاجة الى حوار بين كل الاطراف. وكان الوزير حمادة ورئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" سمير جعجع هدد بانسحاب وزراء اللقاء الديموقراطي ووزير القوات من الحكومة اذا لم يطرح موضوع انشاء محكمة دولية في مجلس الوزراء . وبالعودة الى تفاصيل الجريمة، فقد استهدف موكب رئىس مجلس ادارة الزميلة "النهار" النائب جبران تويني اثناء مروره قرابة التاسعة الا خمس دقائق قبل ظهر امس على الطريق الفرعية في المدينة الصناعية - المكلس التي غالبا ما يسلكها يوميا في هذا الوقت، بانفجار هائل نجم عن سيارة من نوع "رينو-رابيد" محشوة بحوالى 40 كيلوغراما من المتفجرات الشديدة العصف. وقذفت سيارة التويني حوالى 100 متر شمالا الى الوادي من علو مرتفع، حيث انفجرت لدى ارتطامها بالارض وتطايرت اشلاء الضحايا بين الاشجار. وقد ادى الانفجار الى استشهاد التويني واثنين من مرافقيه وسقوط اكثر من ثلاثين جريحا، وتدمير عشر سيارات بالكامل وتناثر زجاج الابنية والمصانع التي تعج بها المنطقة. وسيشيع تويني غدا الاربعاء من كاتدرائية الروم الارثوذكس في وسط بيروت. واثارت الجريمة استنكارا واسعا في الاوساط السياسية والاعلامية والشعبية، فيما تقاطرت الى مبنى جريدة "النهار" في وسط بيروت شخصيات وزارية ونيابية وسياسية وعدد من السفراء العرب والاجانب. ونعى رئيس المجلس النيابي نبيه بري النائب التويني معلنا اتخاذ المجلس صفة الادعاء الشخصي في الجريمة. وغصت عين التينة بالنواب للتشاور في خلفيات الجريمة واستهدافاتها. من جهته، ترأس رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة اجتماعا لمجلس الامن المركزي وتقرر خلاله مضاعفة الجهود والاجراءات لتحصين الوضع الامني وكشف المجرمين وملاحقة المشبوهين. ووجه السنيورة رسالة الى اللبنانيين اكد فيها "اننا لن نرضخ للمجرمين مهما كان الثمن" فقال للقتلة: "لا والف لا، حتى لو بقي فينا حي واحد، فنحن قررنا ان لا نتراجع عن مسيرة الحرية والاستقلال والوحدة والسيادة". واشار السنيورة الى سلسلة مشاورات اجراها مع رؤساء الطوائف الروحية - المسيحية والاسلامية والمسؤولين والقوى السياسية لوضعهم في صورة المخاطر الناجمة عن هذه الجريمة، كذلك لقاءاته مع السفراء العرب، وسفراء الدول الدائمة العضوية في مجلس الامن ومندوب الامين العام للامم المتحدة في لبنان واتصاله بالامين العام لجامعة الدول العربية، معلنا انه سيبادر الى "المطالبة بان ينظر مجلس الامن في هذه الجريمة الارهابية ومخاطرها والجرائم الاخرى المرتكبة منذ محاولة اغتيال الوزير مروان حمادةهواتخاذ الاجراءات المناسبة في هذا الشأن، وكذلك المطالبة بتشكيل محكمة ذات طابع دولي للنظر في جريمة اغتيال الرئيس الحريري". ودان رئيس كتلة المستقبل النيابية النائب سعد الحريري بشدة "الجريمة الارهابية الجديدة التي طاولت علما بارزا من اعلام الحرية والعمل الوطني في لبنان" لافتا الى انها تضاف الى سلسلة الجرائم الارهابية التي تستهدف لبنان وقياداته وارادة شعبه الحر في العيش بكرامة وسيادة واستقلال وتمسكه بالوحدة الوطنية والعيش المشترك". واشار الى ان اغتيال "التويني" يضيف سببا جديدا على اصرارنا لمعرفة حقيقة من اغتال الرئيس الشهيد رفيق الحريري وكافة الشهداء الذين سقطوا في سبيل لبنان وسوق المجرمين القتلة الى محاكمة دولية تنزل بهم اشد العقاب". واكد "أن حفنة الاشرار التي ارتكبت جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري والتي اشار اليها تقرير لجنة التحقيق الدولية هي نفسها التي تقف وراء هذه الج
ريمة الجديدة وسائر الجرائم الارهابية التي ارتكبت ضد لبنان منذ محاولة اغتيال الوزير مروان حماده". وشدد على ان "بيروت التي خسرت اليوم نائبا فذا وصوتا حرا من ابنائها لن تسمح للقتلة والارهابيين الجبناء بان يكرسوا معادلة الهروب الى الامام وستظل تلاحقهم حتى يدفعوا ثمن ما اقترفت ايديهم". من جهة اخرى، عقدت هيئة المتابعة لقوى الرابع عشر من اذار اجتماعا في مقر "حركة التيار الديموقراطي" وبحثت في الجريمة النكراء. واصدر المجتمعون بيانا طالب مجلس الامن الدولي بتشكيل محكمة دولية، وتوسيع صلاحيات لجنة التحقيق الدولية في جريمة اغتيال الرئيس الحريري والنائب باسل فليحان لتشمل كل جرائم التفجير التي وقعت في لبنان اخيرا. وطلب من الحكومة استكمال تطهير الاجهزة الامنية من بقايا النظام السابق والطلب من القضاء التحرك الفوري ضد مثيري الفتن ودعا "حزب الله" وحركة "امل" الى الحوار "حول السبل الكفيلة باستعادة الجمهورية والحفاظ على المصلحة الوطنية العليا". ودعا الى التوقف عن العمل والدراسة ابتداء من اليوم الثلاثاء حدادا على الشهيد التويني والى المشاركة الشعبية الواسعة في مسيرة تشييعه. كما دعا الى عقد اجتماع موسع لقوى 14 اذار قبل ظهر اليوم في مبنى جريدة "النهار" وفي حين اتهم عدد من السياسيين سورية بارتكاب الجريمة، سارعت دمشق الى ادانة اغتيال التويني مؤكدة ان هذه الجريمة استهدفت امن واستقرار لبنان، واعتبرت ان تعمد بعض الجهات اللبنانية بالاسراع في اتمام سورية هو "امعان في توتير العلاقة بين سورية ولبنان، وافتراء على دور سورية". واكد مصدر اعلامي سوري ان "من قام بهذا التفجير هو من يريد التصعيد ضد سورية خصوصا مع طرح تقرير ميليس على مجلس الامن وبعدما بدأت الحقيقة تتضح براءة سورية". واعتبر بيان صدر عن السفارة السورية في واشنطن "ان هذه الجريمة جزء من خطة شنيعة اوسع تهدف الى اتهام سورية والتسبب باكثر قدر ممكن من الاساءة الى سمعتها في فترة حاسمة للغاية". ودانت السفارة الاعتداء الذي استهدف تويني ووصفته "بانه جريمة جديدة تستهدف قادة لبنانيين وتحاول تهديد امن واستقرار لبنان".
صحيفة اللواء:
قالت "اللواء" ان يد الاجرام والارهاب ضربت مجدداً، استقرار لبنان وأمنه، عبر استهداف النائب والزميل الشهيد جبران تويني، مدير عام الزميلة "النهار"، بتفجير سيارته في منطقة المكلّس فقضى مع اثنين من مرافقيه، في وقت كانت فيه الأنظار مشدودة الى التقرير الثاني الذي قدّمه رئيس لجنة التحقيق الدولية في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري القاضي ديتليف ميليس الى مجلس الأمن الدولي، والذي أشار فيه الى "تباطؤ التعاون السوري"، معتبراً أن التحقيقات سجّلت تقدماً كبيراً في الشق اللبناني، وينبغي أن يحصل تقدّم يوازيه في الشق السوري، مع الإشارة الى أن أدلة قوية ضد الضباط الموقوفين الخمسة، وضد مسؤولين سوريين رفيعي المستوى وقوبلت الجريمة المروعة، التي هزّت مختلف الأوساط الرسمية والسياسية والروحية والشعبية، بإجماع وطني على شجبها وإدانتها، فضلاً عن استنهاض جديد لقوى الرابع عشر من آذار، فرضت قراراً رسمياً كبيراً اتخذه مجلس الوزراء بالطلب الى مجلس الأمن الدولي تشكيل محكمة ذات طابع دولي في لبنان أو خارجه لمحاكمة المتهمين في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد، وتوسيع صلاحيات اللجنة الدولية الحالية أو تشكيل لجنة جديدة للتحقيق في مسلسل الاغتيالات الذي بدأ مع الوزير مروان حمادة في تشرين الأول من العام الماضي، ولم ينتهِ مع استشهاد الزميل تويني· وعلى الرغم من الاتصالات والمشاورات التي سبقت الجلسة والتي لم تستثنِ حتى المرجعيات الروحية، فإن وزراء حركة "أمل" و"حزب الله" سارعوا الى الخروج من الجلسة قبل اتخاذ القرار، في رسالة اعتراض لم تصل الى حد الاستقالة، واقتصرت على تعليق مشاركتهم في الحكومة· وقد أطلقت كلمة رئيس الحكومة فؤاد السنيورة، حول المطالبة بمحكمة ذات طابع دولي، النقاش بين الوزراء، وكان واضحاً، حسب ما روت مصادر وزارية ل اللواء"، منذ بداية النقاش أن هناك فريقين، فريق يمثل الأكثرية يؤيّد إنشاء المحكمة الدولية ويُطالب بتوسيع مهمة لجنة التحقيق لتشمل جميع الجرائم التي ارتكبت في لبنان بدءاً بمحاولة اغتيال الوزير حمادة، وصولاً الى اغتيال جبران تويني، وفريق يريد طي هذا الموضوع أو تأخير بحثه في الوقت الحاضر· وطلب الكلام وزير "حزب الله" محمد فنيش معلّقاً على موقف رئيس الوزراء بقوله إن المطالبة بمحاكمة ذات طابع دولي يخلق هواجس عند الكثيرين ونحن منهم، من تدويل القضية اللبنانية ووضع لبنان تحت الوصاية الدولية، خصوصاً بعدما استمعنا الى تقرير القاضي ميليس وتبيّن أن النتائج النهائية لم تصدر بعد· وتساءل لماذا العجلة؟ ولماذا لا ينتظر لبنان حتى تظهر النتائج ويدرس هذا الموضوع الوطني من كل جوانبه ويتخذ القرار المناسب في الوقت المناسب؟ فردّ الوزير مروان حمادة، متحدثاً عن مسلسل الجرائم الذي بدأ بمحاولة اغتياله، قبل اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري واستمر بعد اغتياله، وحتى اغتيال جبران تويني، وقال إن هذا المسلسل مستمر ولن يتوقف، ولا بد بالتالي من محكمة دولية تحاكم الذين ارتكبوا هذه الجرائم المتمادية في حق رموز لبنانية، وتوسيع مهمة لجنة التحقيق لتشمل الجرائم التي وقعت في لبنان· ثم تحدث الوزير طراد حمادة، فتبنّى وجهة نظر الوزير فنيش مؤكداً ضرورة عدم استعجال الأمور حتى ظهور نتائج التحقيق التي يتولاها الى جانب لجنة التحقيق القضاء اللبناني وتساءل: لماذا الخوف من القضاء اللبناني الذي يقوم بواجباته على أكمل وجه، واللجوء الى التدويل؟ بل لماذا لا ننتظر نتائج التحقيق، ثم نبحث الموضوع إذا كان ذلك يمكن أن يقوم به القضاء اللبناني، خصوصاً ونحن واثقون من أنه تتوافر فيه القدرات الكافية لتولي المحاكمة وإنزال العقاب بالمرتكبين؟ وتوالى على الكلام بعد ذلك وزراء الأكثرية النيابية فأكدوا جميعاً ضرورة إنشاء المحكمة الدولية وتوسيع مهمات اللجنة، لأن ذلك أصبح حاجة ملحّة بعدما تمادى المجرمون في جرائمهم والتي لن تكون آخرها اغتيال تويني، وهناك آخرون على اللائحة السوداء التي تحدثت عنها كل وسائل الإعلام· ولاحظت مصادر وزارية أنه كانت لوزراء "أمل" وجهة نظر متقاربة من وجهة نظر وزراء "حزب الله"، إلا أنهم لم يبدوا رفضاً قاطعاً لإنشاء المحكمة الدولية، معتبرين أن هذا الموضوع قابل للبحث، لكن لا بد من إعطاء الوقت لمزيد من التشاور، وخصوصاً أن التحقيق لم يُستكمل بعد، وهناك متسع من الوقت حتى يصدر القرار الظني، ويُصبح البحث في موضوع المحكمة الدولية ناضجاً· وعرض وزير الداخلية حسن السبع للمعلومات التي توافرت لمجلس الأمن المركزي الذي انعقد صباحاً برئاسة الرئيس السنيورة، وتحدث عن الاجراءات التي اتخذت حول منزل تويني في عين سعادة، ومبنى جريدة "النهار"، بعدما تبلّغ بمعلومات رسمية أنه مستهدف، لكن هذه الاجراءات لم تستطع منع حدوث الجريمة التي دُبّرت بشكل فائق الدقة· وطال النقاش بين الفريقين من دون أن يتمكّن أحدهما بإقناع الآخر بوجهة نظره، مما حمل رئيس الجمهورية الى التمنّي على مجلس الوزراء أن يبذل جهده للو
صول الى توافق، لأن مسألة بهذا الحجم تتطلّب أن يكون حولها إجماع وتوافق وليس خلافاً أو تباعداً في الرأي، مشيراً الى أنه كان أبلغ رئيس الحكومة في اجتماعه به قبل الجلسة بأنه لا يرى ثمة ضرورة للتعجيل في إنشاء المحكمة الدولية، وكذلك الأمر بالنسبة الى توسيع مهمات اللجنة، ثم ترك للمجلس اتخاذ القرار المناسب· عند ذلك، أعلن الرئيس السنيورة أنه سيطرح الموضوع على التصويت، فوقف الوزير فنيش ومعه الوزراء الثلاثة (لأن الوزير محمد خليفة لم يحضر الجلسة) مهدّدين بالانسحاب من الجلسة، وتعليق عضويتهم في الحكومة إذا ما عُرضت الاقتراحات على التصويت، فكان جواب رئيس الحكومة، بأننا نطبّق الدستور الذي يقول أنه في حال تعذّر الوصول الى توافق وتفاهم، يُلجأ الى التصويت، عندها خرج الوزراء الشيعة، وتبعهم وزير البيئة وزير الدفاع بالوكالة يعقوب الصرّاف، انسجاماً مع الوزراء الأربعة، لكن وزير الإعلام غازي العريضي، نفى ذلك، مؤكداً أن الصرّاف أراد أن يؤكد تمايزه، مشيراً الى أن موقفه يختلف عن موقف الفريق المعترض، لأنه كان يُفضّل أن يحصل توافق، ويتم اتخاذ القرار بالإجماع· وأشارت مصادر وزارية الى أن وزير العدل شارل رزق هو الذي أعدّ صيغة القرار الذي اتخذه مجلس الوزراء بخصوص طلب المحكمة ذات الطابع الدولي للنظر في جريمة اغتيال الرئيس الحريري، وطلب لجنة تحقيق دولية للتحقيق في جرائم الاغتيال ومحاولات الاغتيال· وأوضحت المصادر الى أن قرار تعليق عضوية الوزراء الشيعة، ليس انسحاباً من الحكومة أو استقالة منها، لكنه موقف بين بين في انتظار قرار المرجعية السياسية لهؤلاء، مشيرة الى أنه في الامكان العودة عن هذا الموقف إذا توافرت ضمانات تتعلّق بعمل المقاومة، لكنها أكدت في المقابل أن التهديد بالاستقالة جدّي· وبالنسبة الى اغتيال الزميل تويني، فقد كان لافتاً أن الجريمة قد أُعدّت بدقة، ونتيجة معلومات دقيقة، إذ أن أحداً من زملائه في "النهار" لم يكن يعرف أنه عاد الليلة الماضية من باريس، إلا أن المجرمين، كما يبدو، كانوا يعرفون، إذ "كمنوا" له في سيارة مفخخة بأكثر من مائة كيلوغرام من المواد الشديدة الانفجار، من طراز "رينو" رابيد بيضاء اللون، على طريق فرعية من منطقة المكلس، اعتاد تويني سلوكها من منزله في بيت مري الى مبنى "النهار" في الوسط التجاري، هرباً من الزحام المعتاد في هذه المنطقة، أو ربما بدافع الحيطة من احتمال تعرّضه لمحاولة اغتيال بعدما بلغته تهديدات بتصفيته أكثر من مرة، الأمر الذي حدا به الى السفر الى فرنسا للاقامة فيها لبعض الوقت ريثما تهدأ الأمور· وأدى الانفجار الذي حصل قرابة التاسعة صباحاً الى مصرع تويني على الفور، وكذلك مصرع سائقه نقولا فلوطي ومرافقه أندريه نقولا مراد، وقذف بسيارته "الرانج روفر" المصفحة الى مسافة أكثر من مائة متر أسفل المنحدر ما تسبب بنشوب حريق هائل في الحرج القريب من مكان الحادث، كما اندلعت النار في أكثر من 15 سيارة دمرت عشر منها بالكامل، وتحطم زجاج المباني التي أصيب باضرار بالغة ومعظمها معامل ومصانع ومطابع· كما أدى الانفجار الى سقوط قتيل رابع مجهول الهوية، ما زالت أشلاء جثته موجودة في المستشفى اللبناني الكندية، وأكثر من 22 جريحاً· وتردد أن عبوة ناسفة أخرى كانت مزروعة على مقربة من المكان، لتفجيرها اذا ما أفلت من السيارة الملغومة، إلا أنه لم يتم التأكد من ذلك· وعلم ان قوى الأمن وضعت يدها على خيوط بالنسبة الى السيارة الجانبية ومصدرها والمكان الذي استقدمت منه· أقوى رد فعل على الجريمة صدر عن رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط، الذي ربط بين الجريمة وبعد تصريحات الرئيس السوري بشار الأسد الذي تحدث عن زعزعة الاستقرار في المنطقة اذا فرضت عقوبات على سوريا، وقالت: وصلتنا رسالة الإرهاب الجريمة، لكننا سنبقى في الحكومة وسنبقى نطالب بمحكمة دولية لتحصين الاستقلال والسيادة ولن نرضخ للإرهاب· إلا أن جنبلاط لم يسمّ الرئيس الأسد، في حين اتهم الوزير مروان حمادة النظام السوري مباشرة بالجريمة· ودان رئيس كتلة المستقبل النيابية النائب سعد الحريري بشدة الجريمة الإرهابية الجديدة التي طاولت علماً بارزاً من أعلام الحرية والعمل الوطني في لبنان معتبراً أنها جريمة تضاف الى سلسلة الجرائم الإرهابية التي تستهدف لبنان وقياداته وإرادة شعبه الحر في العيش بكرامة وسيادة واستقلال وتمسكه بالوحدة الوطنية والعيش المشترك· وقال : إن "حفنة من الاشرار التي ارتكبت جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري والتي أشار اليها تقرير لجنة التحقيق الدولية هي نفسها التي تقف وراء هذه الجرائم الإرهابية التي ارتكبت ضد لبنان"· ودانت "كتلة المستقبل" النيابية التي عقدت اجتماعاً استثنائياً إثر وقوع جريمة الاغتيال بشدة هذه الجريمة المنكرة واعتبرتها استمراراً للعمليات الارهابية التي تستهدف الاعتداء على أمن الدولة اللبنانية واستقرارها، كما تستهدف ترويع اللبنانيين وخنق الأصوات والأقلام الوطنية التي رفعت شعارات الحرية وق
ادت حركة 14 آذار التي جسدت وحدة اللبنانيين· وطالبت الكتلة باجراء تحقيق سريع لمعاقبة المجرمين الذين خططوا وحرضوا ونفذوا هذه الجريمة كما دعت الحكومة الى اتخاذ اجراءات سريعة لتنقية الأجهزة الأمنية من العناصر التي تولت المسؤولية مع القيادات الأمنية السابقة· وأعربت الكتلة عن سخطها لاحتمال تورط دولة عربية في هذه الجريمة وفي ما سبقها من جرائم وبعد غياب دام حوالى ثلاثة اشهر التأمت هيئة المتابعة لانتفاضة الاستقلال على اثر الجريمة التي ادت الى استشهاد النائب جبران تويني في مقر حركة اليسار الديمقراطي وقررت عقد اجتماع موسع اليوم الثلاثاء في مبنى جريدة "النهار" لقوى 14 آذار ودعت اليه "حزب الله" وحركة "أمل" وذلك للبحث في الخطوات اللاحقة لمواجهة التطورات على المستويات كافة· وايدت الهيئة خلال اجتماعها امس ما جاء في بيان رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة، في موضوع الجريمة النكراء، وطالبت مجلس الامن الدولي بتشكيل محكمة دولية وتوسيع صلاحيات لجنة التحقيق الدولية في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري وملحقاتها اللبنانية ابتداء من محاولة اغتيال مروان حمادة الى اغتيال جبران تويني· وطالبت الهيئة الحكومة باستكمال الاجهزة الامنية من بقايا النظام السابق كما طلبت الهيئة من المجلس النيابي عقد جلسة استثنائية لبحث الوضع الخطير الناجم عن استمرار مخطط الارهاب والتخريب واتخاذ القرارات الحاسمة لحماية اللبنانيين· واصدر وزير التربية خالد قباني قرارا قضى بتوقيف الدراسة في الجامعات والمدارس الرسمية والخاصة، فيما دعت جمعيات التجار الي الاقفال التام في اثناء التشييع الذي سيتم عند الساعة الثانية عشرة من ظهر غد الاربعاء 2005 في كنيسة مار جاورجيوس للروم الارثوذكس في ساحة النجمة، ويوارى الثرى في مدافن العائلة في مار متر في الاشرفية·
صحيفة صدى البلد:
قالت "صدى البلد" انه ليس جديدا على الصحافة ان تقدم الشهداء. ولم يعد جديدا على "النهار" ان تكون السباقة في دفع ضريبة الدم من أجل الحرية في لبنان. جبران تويني شهيد شهداء الصحافة سقط كما أراد رافعا دائما علم لبنان وصارخا بأعلى الصوت من أجل السيادة والاستقلال. وجبران الذي أسرف في حب الحياة يرحل مسرفا في حب الحرية ولبنان حتى الموت والاستشهاد. سقط جبران واقفا. لم يقتل في الظلام. اختفى في وضح النهار ربما لأنه كان واضحا كشمس نهار أمس في لبنان. سقط جبران تويني,. لكنه انتهى نهاية من كتبت لهم الأقدار ذاك النوع المختلف من الغياب، فلا ينطفئ النور الذي أضاءته أقلامهم ولا تتلاشى الأصوات التي حرضها صوتهم على الارتفاع. يد الغدر طالت أمس جبران تويني ومعه طالت كل صحافة لبنان وكل الأحرار فيه وكل المصرّين على العيش في وطن حر مستقل موحد لا انتهاك فيه للحريات ولا خوف فيه على مصير الوطن ومصير الاشخاص. وضعت جريمة اغتيال النائب والصحافي جبران تويني القوى السياسية اللبنانية أمام أمر واقع فرض عليها الخروج من الميوعة والمواقف الملتبسة، وفرضت نفسها نقطة على جدول أعمال مجلس الأمن الذي يجتمع اليوم وفي اليوم الثالث بعد الثلاثمائة على اغتيال الرئيس رفيق الحريري ليدرس تقرير لجنة التحقيق الدولية الذي يحدد 19 مشتبها فيهم سوريين ولبنانيين في ارتكاب الجريمة، ويكشف ان المخابرات السورية احرقت كامل ملفاتها المتعلقة بلبنان وبجريمة الاغتيال. وقبل اجتماع المجلس لمناقشة التقرير الدولي، التأم الاعضاء في جلسة الليلة الماضية للبحث في جريمة اغتيال تويني سبقها بيان للأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان يدين الجريمة "التي ارتكبت بدم بارد" مضيفا: "يجب احالة المنفذين والمحرضين الى العدالة للتحقق من وضع حد لافلاتهم من العقاب". وأدان مجلس الأمن في اجتماعه ليل امس "بأشد العبارات" اغتيال تويني، واعتبر انه كان "رجلا وطنيا ورمزا لحرية لبنان وسيادته واستقلاله السياسي". وجدد "قلقه العميق من انعكاسات الاغتيالات السياسية واعمال ارهابية اخرى على الاستقرار في لبنان". وتلقى اعضاء المجلس خلال اجتماعهم خبر طلب الحكومة اللبنانية المساعدة الدولية. وكرر المجلس تحذيره الى "منفذي هذا الاعتداء الاخير والاعتداءات الاخرى (...) الذين يتمثل هدفهم كما هو واضح في القضاء على الامن والاستقرار والسيادة والوحدة الوطنية والاستقلال السياسي وحرية الصحافة في لبنان". وقال المندوب الفرنسي جان مارك دولا سابليير ان مجلس الأمن عبر عن جهوزية لمساعدة لبنان وان فرنسا ستدعم طلب الحكومة اللبنانية، واضاف ان بلاده تستعد لتوزيع مشروع قرار اليوم بشأن كيفية متابعة تقرير لجنة التحقيق الدولية. وقرر مجلس الوزراء بعد جلسة استغرقت اكثر من أربع ساعات الطلب الى مجلس الامن اقرار تشكيل محكمة ذات طابع دولي تنعقد في لبنان او خارجه لمتابعة المحاكمة في جريمة اغتيال الرئيس الحريري، كما قرر الطلب الى المجلس تكليف لجنة دولية للتحقيق في جرائم الاغتيال والتفجير الاخرى في اطار توسيع مهام لجنة التحقيق القائمة بمقتضى القرار 1595 او في اطار آخر. واعترض وزراء أمل و"حزب الله" على القرار و"علقوا" مشاركتهم في الحكومة حتى الرجوع الى "مرجعياتهم" فيما امتنع الوزير يعقوب الصراف عن التصويت. وأوضح الوزير غازي العريضي انه تم اتخاذ القرار "في اطار عمل المؤسسات الدستورية". اما "الزملاء الذين اعترضوا وخرجوا فنقدر موقفهم". وفي معلومات خاصة ب "صدى البلد" اقترح وزراء الاكثرية خلال الاجتماع توسيع صلاحيات لجنة التحقيق الدولية لتشمل كل جرائم الاغتيال التي حصلت منذ محاولة اغتيال الوزير مروان حمادة وحتى جريمة اغتيال تويني التي وقعت امس، فاعترض وزراء "حزب الله" و"امل" وعلى رأسهم الوزير محمد فنيش الذي قال: "ان هذا الامر لا يمكن ان يمر". وبعد نقاش وسجال اجرى "الوزراء الشيعة" اتصالات جانبية، ثم تحدث باسمهم وزير الخارجية فوزي صلوخ طالبا من مجلس الوزراء ارجاء البحث في هذا الموضوع الى يوم الخميس المقبل. لكن وزراء الأكثرية اعتبروا ان هذا الامر سيؤدي الى تأجيل النقاش الى ما بعد انعقاد مجلس الامن اليوم، فرفضوا هذا الطرح وطالبوا بالتصويت على توسيع مهمات لجنة التحقيق وعلى طلب انشاء محكمة دولية في جريمة اغتيال الحريري، فقال الوزير صلوخ: "ان الرئيس بري تحدث عن حوار مستمر وقد توصلنا الى نتائج مهمة فلننتظر ونأخذ مهلة الى الخميس". فردت الوزيرة معوض: "اننا لا نستطيع ان ننتظر الى الخميس وعلينا ان نتخذ قرارا يستجيب لتطلعات الناس ويكون سريعا وفعالا وبالاجماع". وتمنت على الوزراء الشيعة ان ينضموا الى اجماع الوزراء حول هذه القضية الحساسة بالنسبة الى الشعب. وطالبت معوض ايضا رئيس الحكومة بأن تشمل التحقيقات قضية اغتيال الرئيس رينه معوض، وتدخل الوزير فنيش ليقول: "علينا ان نثق بالقضاء اللبناني" فردت معوض عليه: "اين ملف اغتيال رئيس جمهورية لبنان رينه معوض وكيف تابعه القض
اء اللبناني"؟ وكررت مطلبها ضم هذه القضية الى التحقيق الموسع، فوعدها السنيورة بأن تقوم الحكومة بكل ما في وسعها من اجل التوصل الى الحقيقة في هذه الجريمة وباطلاق التحقيق الجدي في شأنها. وفي ضوء النقاش تقرر طرح مسألة توسيع صلاحيات لجنة التحقيق الدولية والمحكمة على التصويت، فخرج الوزراء الشيعة من الجلسة قبل 5 دقائق من التصويت معلنين تعليق عضويتهم في الحكومة. وصوت الوزراء الحاضرون بالاجماع على هذين الموضوعين باستثناء وزير الدفاع بالوكالة يعقوب الصراف الذي رفض التصويت معللا رفضه بأنه لا يصوت على قرار لا يحظى بالاجماع. وجرى البحث في مكان انعقاد المحكمة الدولية فكان اجماع على ان يكون في بيروت او في الخارج. واثار اغتيال تويني ردود فعل غاضبة على المستوى السياسي والشعبي، وستقفل المدارس والجامعات أبوابها ابتداء من اليوم وحتى التشييع ظهر غد وسط اضراب عام دعا اليه الكثير من الهيئات والاحزاب، وتحركت قوى الغالبية النيابية مطالبة بمواقف حاسمة لجهة مطالبة مجلس الامن بتحقيق يشمل مختلف الجرائم وتشكيل محكمة دولية لمحاكمة المتهمين في جريمة اغتيال الحريري. وتعقد قوى "14 آذار" اجتماعا موسعا عند الحادية عشرة قبل ظهر اليوم في "النهار" لمتابعة البحث الذي بدأته "هيئة المتابعة" مساء امس في مقر "حركة اليسار الديمقراطي". وأيدت "الهيئة" موقف رئيس الحكومة فؤاد السنيورة بشأن المحكمة والتحقيق الدوليين، وطالبت الحكومة باستكمال "تطهير الأجهزة الامنية والطلب من القضاء التحرك الفوري ضد مثيري الفتن الذين يعملون على بث مناخات التخريب والتخوين والفوضى بما يخدم مخططات النظام السوري في لبنان". ودعت "حزب الله" وحركة "أمل" الى الحوار حول السبل الكفيلة باستعادة الجمهورية والحفاظ على المصلحة الوطنية العليا (...) والمجلس النيابي الى عقد جلسة استثنائية لبحث الوضع الخطير الناجم عن استمرار مخطط الارهاب واتخاذ القرارات الحاسمة لحماية اللبنانيين". وختم بيان "الهيئة" داعيا " الى التوقف عن العمل والدراسة ابتداء من اليوم والى المشاركة الشعبية الواسعة في مسيرة التشييع". وتتقبل عائلة الشهيد تويني وأسرة "النهار" التعازي في صالون كنيسة القديس نيقولاوس للروم الارثوذكس في الاشرفية اليوم من الحادية عشرة قبل الظهر حتى السابعة مساء ويقام الجناز ظهر غد في كاتدرائية مار جاورجيوس للروم الارثوذكس في ساحة النجمة ويوارى الثرى في مدافن العائلة في كنيسة مار متر - الاشرفية لتستمر التعازي يومي الخميس والجمعة. وواجهت دمشق تقرير ميليس بهجوم مضاد، واكد فايز الصايغ المدير العام للتلفزيون السوري ان لدى حكومته شهادات جديدة "غير شهادة هسام طاهر هسام وزهير الصديق لم تكشف النقاب عنها لدحض تقرير ميليس الذي يندرج في اطار الضغوط ضد سورية ولبنان". واشار الى ان "القرائن والأدلة دحضتها شهادات مثل هسام والصديق وغيرهما مما كشف النقاب عنه وما لم يكشف بعد". واضاف الصايغ ان طلب توقيف اي مسؤولين سوريين "يفترض ان يحال الى سورية وبدورها تحيله الى لجنة التحقيق السورية وهي المخولة بطلب الادلة والقرائن ومناقشتها"، مؤكدا ان "تقرير ميليس لا يشير الى اي دليل جنائي يتطلب توقيف الشهود السوريين". وكان القاضي ميليس أشار في تقريره الى وجود أدلة جديدة على ضلوع مسؤولين سوريين في عملية الاغتيال وشكك في التعاون السوري في التحقيق. وأكد ميليس في التقرير الذي سلم الى مجلس الأمن ونشر نصه في نيويورك وسلم الى الرئيس السنيورة وجود "عدد من الشهود الجدد" تم استجوابهم في الأسابيع الماضية وقدموا "معلومات يمكن ان تكون جوهرية" بشأن الاغتيال. وجاء في التقرير ان هذه الشهادات تضمنت "معلومات مفصلة تشير بشكل مباشر الى منفذي ومخططي العملية المنسقة التي هدفت الى اغتيال الحريري والواقفين وراءها, بما في ذلك قيام أجهزة الاستخبارات اللبنانية والسورية بتجنيد عملاء". وتابع التقرير ان "افادات الشهود تعزز الأدلة المتوافرة حتى الآن ضد الضباط اللبنانيين قيد الاعتقال وكذلك ضد مسؤولين سوريين رفيعي المستوى". ودعا ميليس الى تمديد مهمة لجنة التحقيق لمدة ستة أشهر على أقل تقدير تجاوباً مع طلب الحكومة اللبنانية بهذا الصدد. وتابع انه في حال اقرار التمديد فإن اللجنة "تعول على تعاون السلطات السورية الكامل وغير المشروط في المرحلة المقبلة من تحقيقاتها حتى يتم تأكيد كل جوانب هذه القضية". كما كشف التحقيق عن معلومات أكثر دقة حول أسلوب الجهاز الأمني السوري في الهيمنة على الوضع الأمني في لبنان والتلاعب به. وأفيدت اللجنة على سبيل المثال بأنه بعد اغتيال الحريري قام مسؤول سوري كبير بتوفير أسلحة وذخائر الى مجموعات وأفراد في لبنان لأحداث بلبلة عامة رداً على أي اتهامات بضلوع سورية في اغتيال الحريري. تحديد 19 مشتبهاً فيهم واحراق الوثائق "حددت لجنة التحقيق الدولية حتى الآن 19 شخصاً على انهم "مشتبه فيهم" في هذا التحقيق ما يشير استناداً الى الأدلة التي تم جمعها حتى الآن الى ان ثمة ما يدعو
للاعتقاد بأنهم قد يكونون ضالعين بطريقة ما في تخطيط وتنفيذ هذه الجريمة او في محاولات متعمدة لتضليل التحقيق". وبين هؤلاء المشتبه فيهم خمسة مسؤولين سوريين تمكن محققو اللجنة من استجوابهم فيما "ارجئ استجواب المشتبه فيه السادس". و"تشير افادات اثنين من المشتبه فيهم الى ان جميع وثائق المخابرات السورية المتعلقة بلبنان احرقت". "تم تحليل حوالى ستمئة عنصر مادي جمعت من مسرح الجريمة بينها مئات القطع من حطام سيارات وتبقى آلية تفجير العبوة ووجود سيارة مسروقة في قلب التحقيقات". التحقيق بحاجة الى أشهر إضافية "ان السلطات اللبنانية تتمتع بالعزم وبقدرة متزايدة على إجراء التحقيقات في لبنان. غير انه على ضوء التشعبات الواسعة لخطوط عدة في التحقيق, من الأساسي ان تواصل الأسرة الدولية دعم التحقيق سواء داخل لبنان او خارج حدوده". "ان اللجنة توصي بتمديد (مهمتها) لفترة ستة أشهر كحد أدنى". وفي ما يأتي النقاط الرئيسية في التقرير: شكوك حول التعاون السوري في التحقيق "على سورية ان تواصل تحقيقها الخاص بجدية ومهنية والتجاوب مع اللجنة في مهل قصيرة وبشكل تام وغير مشروط قبل التحقق مما اذا كانت ملتزمة تماماً ببنود القرار 1636" الذي يطالب دمشق بالتعاون الكامل في هذا الملف. وذكر التقرير في هذا الإطار الشاهد السوري هسام هسام الذي تراجع عن افادته امام اللجنة في مؤتمر صحافي عقد في دمشق فافاد ان "التحقيقات الاولية قادت الى استنتاج بأن السلطات السورية تحرك هسام" في محاولة "لزرع الشك بشأن مضمون تقرير لجنة التحقيق". واعتبر التقرير ان قضية هسام "تثير تساؤلات جدية عما اذا كانت اللجنة القضائية السورية ملتزمة باجراء تحقيق مستقل وشفاف ومهني في هذه الجريمة". وأكد التقرير ان "وحده التجاوب الجدي والمتواصل من السلطات السورية سيرفع الشكوك بشأن تحرك سوري جوهري في هذا الملف". "تقدم عدد من الشهود الجدد الى لجنة التحقيق الدولية بمعلومات يمكن ان تكون جوهرية بشأن الاغتيال. وبما ان معلوماتهم لا تزال قيد التقويم ونظراً للحاجة الى حماية هوياتهم لضمان سلامتهم, فإن هذا التقرير لا يفصل المعلومات التي قدموها". وذكر التقرير من بين هؤلاء الشهود شاهداً أدلى "بإفادة شاملة ومتماسكة تعزز الأدلة المتوافرة حتى الآن ضد الضباط اللبنانيين قيد الاعتقال وكذلك ضد مسؤولين سوريين رفيعي المستوى". وتابع التقرير ان "المعلومات المفصلة تشير بشكل مباشر الى منفذي ومخططي العملية المنسقة التي هدفت الى اغتيال الحريري والواقفين وراءها, بما في ذلك قيام أجهزة الاستخبارات اللبنانية والسورية بتجنيد عملاء وشبكة تهديدات ضد أفراد محددين والتخطيط لنشاطات اجرامية أخرى". واعتبر سفير الولايات المتحدة لدى الامم المتحدة جون بولتون ان التقرير الاخير الذي رفعته لجنة التحقيق الدولية حول اغتيال رئيس الحكومة اللبنانية السابق رفيق الحريري "مقلق جدا" مؤكدا ان سورية لا تتعاون في التحقيق. وقال بولتون للصحافيين انه يواصل درس التقرير ووصفه بأنه "مهني جداً وأعد بشكل جيد وهو مقلق جداً". وأضاف ان "القاضي ميليس قال ان المؤشرات ما زالت تشير الى ضلوع سوري على مستوى عال وضلوع مسؤولين في الأجهزة الامنية اللبنانية في اغتيال الحريري". واوضح "حتى وان كان هناك بعض التعاون السوري فان مضمون تقرير ميليس يظهر ان الحكومة السورية لم تتقيد بالقرار الدولي 1636".
صحيفة المستقبل:
كتبت "المستقبل" تقول ان يد الارهاب ، إرهاب النظام الأمني السوري وبقاياه وشبكاته، امتدت إلى لبنان من جديد، فاغتالت الإعلامي الكبير ناشر صحيفة "النهار" الحرة النائب جبران تويني، بعدَ أقل من أربع وعشرين ساعة من عودته إلى الوطن من باريس حيث وقف إلى جانب والده رائد الصحافة اللبنانية الحرة الاستاذ الكبير غسان تويني الذي منحته فرنسا وسام جوقة الشرف قبل أيام. الأمر واضح تماماً: كان إرهابيو النظام الأمني السوري يتتبعون خطواته. علموا بعودته ليل الأحد ـ الاثنين. نفّذوا الجريمة الإرهابية صباح الاثنين (أمس). والأمر واضح سياسياً بقدر ما هو واضح أمنياً: فإذا كان معروفاً ان الشهيد جبران تويني تبلغ سلفاً من جانب السلطات اللبنانية "المختصة" كما من قبل لجنة التحقيق الدولية بأنه مستهدف بالاغتيال، فإن النظام الأمني ـ الإعلامي في دمشق هدّده علناً غير مرة عبر كَتَبَته. وكذلك هدّده رأس المنظومة اياها في لبنان المستبقي نفسه في موقع المسؤولية، عندما رد على مطالبة النائب الشهيد بالتحقيق في مقبرة وزارة الدفاع الجماعية. الأمر واضح لان القتلة وقحون إلى حدّ الإعلان عن أنفسهم. شهيد جديد يسقط إذاً مضيفاً دماءه إلى نهر الدماء الذي صنع الاستقلال اللبناني الثاني والذي يتوسع في مجرى حماية هذا الإنجاز. شهيد جديد يسقط على درب الشهيد الأكبر رفيق الحريري في ظل المسلسل الإجرامي الإرهابي الذي بدأ بالشهيد الحي مروان حمادة. وصار لـ"النهار" شهيدان من قادة الرأي والإعلام: جبران أمس وسمير قصير في حزيران الماضي. وصارت للإعلام حِصة كبيرة من الاستهداف.. فأحد لا ينسى الشهيدة الحية الزميلة مي شدياق أيضاً. وإذا كان للجريمة عادة هدف الترهيب والتخويف فضلاً عن هزّ الاستقرار، فإنها كما كل مرة، أعطت عكس الهدف. هكذا قال المجتمع السياسي باسم جميع اللبنانيين ان جريمة اغتيال النائب الشهيد حلقة من سلسلة واحدة على يد واحدة، السلسلة التي طاولت فئة سياسية وإعلامية واحدة، فئة معارضي النظام الأمني السوري ـ اللبناني المشترك، نظام الوصاية والتمديد لرئيس هذا النظام في فرعه اللبناني. وهكذا قال المجتمع السياسي باسم جميع اللبنانيين أن ليس صدفة أن يرتكب النظام الإرهابي إرهابه صبيحة يوم صدور تقرير رئيس لجنة التحقيق الدولية القاضي ديتليف ميليس حول جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري وعشية مناقشة مجلس الأمن الدولي لهذا التقرير اليوم. وقال أيضاً ان هذا التحقيق الذي رسم الشبهة حول النظام الأمني السوري في جريمة 14 شباط الإرهابية هو نفسه التحقيق الذي عطّله هذا النظام ولا يزال يعطّله مخافة الحقيقة. وتقرير القاضي ميليس الذي أعلن أمس وكشف مضمونه، لا يحمّل النظام في سوريا مسؤولية عدم التعاون الكافي والتعامل مع التحقيق فقط، بل تضمن أدلة على تورط هذا النظام في الجريمة الإرهابية. وهكذا قال المجتمع السياسي باسم جميع اللبنانيين أن ليس صدفة أن يرتكب النظام الإرهابي إرهابه غداة تهديد رأسه ورئيسه عبر شاشة دولة صديقة، بأن الاستقرار الإقليمي برمته سيهتز ويتزعزع إذا ما ذهب المجتمع الدولي نحو عقوبات على نظامه في ضوء عدم تنفيذه القرار 1636. وهكذا قال المجتمع السياسي باسم جميع اللبنانيين ان الجواب على الجرائم الإرهابية هو بتحقيق دولي فيها من ناحية وبحسم توجه لبنان إلى محكمة ذات طابع دولي في جريمة اغتيال الرئيس الحريري من ناحية اخرى. وهكذا قال المجتمع السياسي باسم جميع اللبنانيين ان بقاء من يستبقي نفسه في سدّة المسؤولية لم يعد جائزاً، لانه يستحيل إكمال طريق الاستقلال والحرية مع رمز متواطئ ضد شعبه، وفي ظلّ ازدواجية غير مقبولة بينَ الحاضر والمستقبل من جهة والماضي الأسود من جهة ثانية. وهكذا قال المجتمع السياسي باسم جميع اللبنانيين ان بقاء الوضع على ما هو عليه من مراوحة ضمن مرحلة انتقالية لا تنتهي، بات أمراً خطيراً جداً بالنسبة الى الانجاز الاستقلالي، ومعوّقاً على صعيد الانتقال الى مرحلة بناء الدولة وتكريس النظام الجمهوري الديموقراطي البرلماني. وقال أيضاً ان الحرص الأكيد على الوحدة الوطنية يقتضي من الجميع التقدّم نحو المستقبل وعدم القبول بالشدّ" الى الوراء. وهكذا قال أخيراً ان الجرائم الارهابية لن تمرّ وأن لا مجال للتهاون السياسي. أما المجتمع الدولي فلم يكتف بإدانة جريمة اغتيال الاعلامي والبرلماني الشهيد جبران تويني، بل أعلن وقوفه بجانب لبنان واستعداده لتلبية كل ما تطلبه حكومة لبنان، وسارع الى التشاور لتحديد جلسة لمجلس الأمن مخصصة لمناقشة مسألة الاغتيالات في لبنان واتخاذ قرار حولها، مسقطاً كل مقولات "الصفقة" أو "التسوية" بينه وبين النظام الأمني في دمشق. على وقع الجريمة الإرهابية النكراء التي أودت بالشهيد تويني ومرافقيه كما على وقع تقرير ميليس "المدوّي"، انعقد مجلس الوزراء في جلسة استثنائية في بعبدا، قرّر بنتيجة المناقشات فيها الطلب إلى مجلس الأمن أن يقرّ إنشاء محكمة ذات طابع دولي في لبنان أو خار
جه بالنسبة إلى جريمة اغتيال الرئيس الحريري. وأقرّ من جانب آخر الطلب إلى مجلس الأمن توسيع مهمة لجنة التحقيق الدولية المشكّلة بموجب القرار 1595 او إنشاء لجنة تحقيق دولية جديدة بالنسبة إلى جرائم الاغتيال ومحاولات الاغتيال الأخرى. أقرّ هذان الطلبان باعتراض من وزراء حركة "أمل" و"حزب الله"، وأعلن وزراء الطرفين بعد التصويت تعليق المشاركة في الحكومة في انتظار أن تبتّ المرجعيتان السياسيتان بالأمر. وقالت مصادر وزارية ل"المستقبل" ان الجلسة كانت هادئة "ولا تشنّج فيها" بالرغم من الاختلاف في وجهات النظر. ولفتت إلى ان وزراء "أمل" و"حزب الله" تمنّوا في بداية النقاش استكمال الحوار الذي كان قد بدأ قبل تطوّري يوم أمس (استشهاد تويني وتقرير ميليس) وهو الحوار الذي قالوا انه كان يتقدم. وأشارت المصادر الوزارية إلى ان وزير الخارجية فوزي صلوخ اقترح تأجيل البت إلى الخميس المقبل، ووافقه وزير العمل طراد حمادة قبل أن يحسم وزير الطاقة محمد فنيش الموقف داعياً إلى متابعة الحوار حول هذا الموضوع حتى الوصول إلى اتفاق. غير ان رئيس الحكومة وعدداً من الوزراء لاحظوا ان شيئاً أساسياً ليس مرشحاً للتغير في المواقف، خاصة ان النقاش "أخذ وقته" منذ أكثر من أسبوعين، وأضافوا ان الوزراء المنتسبين إلى الغالبية الذين يتبنون المحكمة ذات الطابع الدولي يرفضون كالآخرين أية وصاية من أية جهة أتت. أما وزير البيئة وزير الدفاع بالوكالة يعقوب الصراف فلم يصوّت إلى جانب القرارين "لأنه أراد أن يؤكد تمايزه" كما قال وزير الاعلام غازي العريضي بعد الجلسة نقلاً عنه، موضحاً ان الصراف "كان يتمنى أن يصل مجلس الوزراء إلى قرار بالإجماع". يشار إلى ان وزير الاتصالات مروان حمادة الذي وصل متأخراً إلى الجلسة، وإذ لاحظ ان غياب نائب رئيس الحكومة الياس المر سيؤدي به إلى ان يجلس الى الطاولة عن يسار الرئيس اميل لحود مباشرة، اختار أن يجلس مكان الأمين العام لمجلس الوزراء سهيل بوجي. وكان واضحاً من خلال تصريح الوزير العريضي بعد الجلسة حرصه على تأكيد ان المجلس لم يناقش القرارين بوصفه فريقين متواجهين، وكذلك حرصه على التنويه بأن وزراء الحركة والحزب ناقشوا من موقع المسؤولية وعلى أساس الحقيقة، وأن الأمر جرى بتّه في اطار الآليات الدستورية، معرباً عن اعتقاده انهم "حريصون على سلامة الموقف اللبناني" متمنياً ألا تصل الأمور إلى الاستقالة. كذلك، أشار الوزير فنيش إلى ان ما جرى "تباين في الرأي حول مسألة مصيرية"، لافتاً إلى انه "حتى هذه المحكمة (التي أقرّت) من قال اننا لن نوافق عليها لو جرى وضوح حولها فنحن كنا ولا نزال نريد ان نفهم طبيعة المحاكمة وكان الحوار بدأ حولها بالفعل (..)".
دماء رفيق الحريري فجّرت انتفاضة الاستقلال ودماء جبران تويني فجّرت انتفاضة في الانتفاضة من أجل تكريس الاستقلال وانهاء المراوحة. فأعاد استشهاد جبران الحياة الى "لقاء البريستول" الذي يجمع قوى وتيارات وشخصيات 14 آذار فعقدت لجنة المتابعة اجتماعاً أمس في مقرّ "حركة اليسار الديموقراطي". وفي بيان عن الاجتماع، دعا المجتمعون الى لقاء موسّع عند الحادية عشرة من قبل ظهر اليوم لقوى 14 آذار في مبنى جريدة "النهار". وطالبوا ب"تشكيل محكمة دولية وتوسيع صلاحيات لجنة التحقيق الدولية في جريمة اغتيال الرئيس الحريري والنائب باسل فليحان لتشمل كل الجرائم التي ارتكبها النظام السوري وملحقاته اللبنانية". وطلب المجتمعون من الحكومة "استكمال تطهير الأجهزة الأمنية والطلب من القضاء التحرّك الفوري ضد مثيري الفتن بما يخدم مخططات النظام السوري في لبنان". ووجه دعوة الى "حزب الله" و"أمل" للحوار حول السبل الكفيلة باستعادة الجمهورية ". مجلس الأمن الدولي عقد اجتماعاً طارئاً ليل أمس ودان "بأشد العبارات" اغتيال النائب تويني. واعتبر في بيان تلاه المندوب البريطاني أمير جونز باري، رئيس المجلس خلال كانون الأول/ديسمبر، ان "تويني كان رجلاً وطنياً ورمزاً لحرية لبنان وسيادته واستقلاله السياسي". وجدد "قلقه العميق من انعكاسات الاغتيالات السياسية وأعمال ارهابية أخرى على الاستقرار في لبنان". كما جدد تحذيره الى "منفذي هذا الاعتداء الأخير والاعتداءات الأخرى (..) الذين يتمثل هدفهم كما هو واضح في القضاء على الأمن والاستقرار والسيادة والوحدة الوطنية والاستقلال السياسي وحرية الصحافة في لبنان". وأشاد المجلس "بقرار وتعهد الحكومة اللبنانية احالة جميع المسؤولين عن عملية الاغتيال هذه على القضاء وكذلك المسؤولين عن عمليات الاغتيال ومحاولات الاغتيال التي وقعت سابقاً"، معرباً عن "استعداده لكي يدرس بطريقة ايجابية اي طلب للمساعدة تتقدم به الحكومة اللبنانية".
وذكّر مجلس الأمن الدولي بقراره 1559 (أيلول/سبتمبر 2004) الذي ينصّ على انسحاب القوات السورية من لبنان والذي تم منذ نيسان (ابريل) الماضي وعلى احترام سيادة لبنان ونزع أسلحة الميليشيات. وكان رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة رأى قبل جلسة مجلس الوزراء أن الجريمة تأتي "مع تقديم رئيس لجنة التحقيق الدولية ديتليف ميليس تقريره وما ينطوي عليه من مؤشرات ودلالات"، ملاحظاً انها تأتي غداة "رسائل التهديد". واعتبر انّ "الأمر تجاوز الاغتيال الشخصي الى تهديد مصير شعب بكامله". واذ أكّد السير في تشكيل "محكمة ذات طابع دولي" في جريمة اغتيال الرئيس الحريري، لفت الى اتصالات مع مجلس الأمن "للنظر في جريمة اغتيال جبران تويني".
وأكد رئيس "تيار المستقبل" النائب سعد الحريري ان "الاغتيال يزيدنا عزماً على مقاومة كل محاولات زعزعة الاستقرار وضرب الثقة لإعادة الوصاية والهيمنة على لبنان وشعبه وقراره الحرّ عن طريق الارهاب". ورأى ان الاغتيال "يضيف سبباً الى اصرارنا على معرفة حقيقة من اغتال الرئيس الشهيد رفيق الحريري". وأشار الى ان اللبنانيين "لن يسمحوا لمن يعتقد ان في وسعه ان يمدّ يده على شعب لبنان وأن يضرب وحدتهم واصرارهم" باستمرار الارهاب، ولفت الى ان "حفنة الأشرار التي أشار اليها تقرير لجنة التحقيق الدولية هي نفسها التي تقف وراء الجريمة الجديدة"، مجدّداً الدعوة الى "محكمة دولية لمعاقبة مرتكبي الجرائم" )".
من ناحيته، أكد رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط ان "الرسالة وصلت وهي واضحة لأن أحدهم قال للتلفزيون الروسي ان فرض عقوبات على سوريا سيزعزع الاستقرار في الشرق الأوسط". وقال "الزعزعة بدأت لكن نجيبهم اننا سنستمر في المطالبة بالحقيقة". ولفت الى انه "في اللحظة التي نتوقف عن المطالبة بالحقيقة وبمحكمة دولية، سنفقد كل حصانة".
وأضاف ان "اغتيال جبران تويني له صلة بالتحقيق الذي يجريه المحقق الدولي ميليس والذي اتهم مسؤولين سوريين كباراً بالضلوع في جريمة اغتيال الرئيس الحريري أما رئيس الهيئة التنفيذية لحزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع فأكد "الاستمرار حتى النهاية" في معركة الاستقلال.. اذ لاحظ ان "مسلسل الاغتيالات يستهدف فئة معينة هي الفئة التي شاركت في انتفاضة 14 آذار"، أكد ان "الميوعة على مستوى الأكثرية النيابية التي من المفترض أن تأخذ المبادرة لا يجوز أن تستمر"، ودعا الى "التصرّف من منطلق الدستور . وفي بيان لحركة "أمل" ان جريمة اغتيال النائب تويني "حلقة من حلقات المؤامرة التي تستهدف لبنان في وحدته واستقراره"، وانها "من ضمن مسلسل لا يستفيد منه الا أعداء لبنان". وأضاف انها "محاولة لقطع الطريق أمام الانفراجات الجزئية التي تشهدها الساحة الداخلية من خلال دعوات الحوار لتقريب وجهات النظر.
وقال "حزب الله" في بيان له ان "الجريمة لا يمكن عزلها عن سلسلة التفجيرات المتنقلة التي حصلت مؤخراً والتي تهدف الى ضرب السلم الأهلي والاستقرار الداخلي، الأمر الذي لا يستفيد منه أولاً وأخيراً الا أعداء لبنان (..)". دولياً، أكّد الرئيس الفرنسي جاك شيراك "انّ "لبنان ليس وحده"، وأضاف انّ "أصدقاء لبنان سيتحرّكون والمجتمع الدوليّ يعرف مسؤولياته". وقال انّ "باريس في صدد النظر مع شركائها اللبنانيين وفي مجلس الأمن في العواقب التي يمكن أن تستخلصها الأمم المتحدة من هذا الاعتداء".
ورأى شيراك ان استشهاد تويني "مناسبة لمضاعفة الجهود من أجل تطبيق القرارات الدولية كاملة"، لافتاً الى أن "فرنسا مستعدة لتلبية كل ما تطلبه الحكومة اللبنانية". في واشنطن دان الناطق باسم البيت الأبيض سكوت ماكليلان الجريمة التي قال بأنها "عمل ارهابي آخر يهدف الى محاولة اخضاع لبنان للهيمنة السورية". وأضاف ان "الجريمة تذكّرنا بأن علينا جميعاً في المجتمع الدولي التأكيد على تطبيق قرارات مجلس الأمن التي تهدف الى إنهاء التدخل السوري في لبنان الى الأبد". ودان وزير الخارجية البريطاني جاك سترو باسم رئاسة الاتحاد الأوروبي الجريمة، وأكد انّ "الذين يسعون الى زعزعة استقرار لبنان والمنطقة لن يفلحوا"، داعياً الى تطبيق القرارات 1559 و1595 و1636. كذلك دعا الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان الى "التطبيق الكامل للقرار 1559"، والى "وجوب احضار المرتكبين والمحرّضين على اعتداء اليوم (أمس) والاعتداءات الأخرى، الى العدالة لتأمين انهاء الهروب من العقاب (..)".
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018