ارشيف من : 2005-2008

تعليقات الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الاثنين 2/ 1/ 2006

تعليقات الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الاثنين 2/ 1/ 2006

صحيفة السفير:‏

قالت "السفير" ان اللبنانيين والسوريين امضوا ليلة رأس السنة على وقع تصريحات النائب السابق للرئيس السوري عبد الحليم خدام التي تناولت قضايا لبنانية وسورية، وفتحت الباب من جديد امام تكهنات وتداعيات تخص ملف التحقيق في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري وملف العلاقات اللبنانية السورية وملف علاقة النظام السوري مع العالم. وإذا كانت الساحة اللبنانية قد تعاملت مع تصريحات خدام الى محطة "العربية" ك"حدث داخلي"، فذلك ظهر من خلال التصريحات المتلاحقة لاقطاب الغالبية الحاكمة، وخصوصا من الذين تربطهم بخدام علاقة قوية منذ كان مسؤولا عن ملف لبنان. وكان البارز ما صدر عن مكتب النائب سعد الحريري الذي وصف تصريحات خدام بانها "شهادة تاريخية في مصلحة لبنان والحقيقة".‏

وهو موقف جاء ردا على كلام لرئاسة الجمهورية انتقد تصريحات خدام. وسرعان ما تفاعل الموقف ليُظهر واحداً من تداعيات التصريحات بما خص الملف السياسي الداخلي مع مطالبة النواب الدروز باعادة فتح ملف رئاسة الجمهورية، بينما راوحت الاتصالات حول الازمة الحكومية مكانها بانتظار عودة الرئيس نبيه بري من زيارته الى السعودية. أما في دمشق، فكانت الخطوة محل "ملاحقة" سياسية وحزبية وقضائية من جانب الحكم الذي تعامل مع خدام كـ"خائن" بينما انحصرت ردات الفعل الشعبية المعلنة بالتخوف من هذه الخطوة وترقب تداعياتها على الداخل السوري.‏

وتابعت "السفير" تقول ان الرد الابرز على خدام كان قد جاء من القصر الجمهوري حيث اتهم مكتب الإعلام في الرئاسة خدام بأنه تعمّد "تحريف العديد من الوقائع المتعلقة بالعلاقة بين الرئيس اميل لحود والرئيس الشهيد رفيق الحريري في محاولة منه لاقامة رابط بين ما سماه "التحريض" وجريمة الاغتيال وذلك خدمة لاهداف ارتضى خدام العمل لتحقيقها لأسباب معروفة تؤكدها طبيعة المعلومات والمعطيات التي "ضخها" عبر حديثه التلفزيوني الذي جاء ملتبسا في الزمان والمكان، ولعل بعض ردود الفعل الداخلية المبرمجة التي صدرت على هذه التصريحات من السياسيين انفسهم الذين ينتدبون لهذه المهمات، تؤشر الى جانب مما رمى اليه السيد خدام". وعن العلاقة بين الرئيسين اميل لحود ورفيق الحريري قال البيان انه في حال "وُجد بعض التباين في وجهات النظر حول أمور تتعلق بادارة شؤون الدولة والرؤية مثل خصخصة الهاتف الخلوي وقطاعي الكهرباء والماء واراضي سوليدير، الا ان ذلك لم يفسد يوما للود قضية بين الرجلين التي اتسمت العلاقة الشخصية بينهما بالكثير من المودة والتقدير". واتهم المكتب بصورة غير مباشرة خدام بأنه كان وراء "مخطط يقضي بإرسال الجيش الى الجنوب ومنع المقاومة من مواجهة الاحتلال الاسرائيلي قبل اكثر من عشر سنوات، لكن العماد لحود رفض التنفيذ، معتبرا ان مثل هذا القرار سيشعل حربا اهلية جديدة في البلاد ويقضي على مسيرة السلم الاهلي.‏

وقد اظهرت الاتصالات التي اجريت في ما بعد مع دمشق ان الرئيس الراحل حافظ الاسد لم يكن على علم بالقرار ولا هو وافق عليه، بل ان خدام لم يكن بعيدا عن هذا القرار". ومساء رد مكتب النائب سعد الحريري على البيان الرئاسي وقال ان لحود "يقوم بوظيفة اعلامية لمصلحة طرف اقليمي وينضم الى جوقة الردود التي استهدفت" خدام "لمجرد انه ادلى بشهادة تاريخية في مصلحة لبنان والحقيقة". وقال البيان "ان الرئيس الشهيد رفض تشكيل الحكومة الاولى في عهده المشؤوم كي لا يشارك في هرطقة هدفها إضعاف رئاسة الحكومة". وقال "ان التاريخ سوف يكشف لوائح المحرضين على الاغتيال سواء كانوا في مواقع المسؤولية او كانوا ابواقا اعلامية لأسيادهم في الداخل والخارج، كما ان التاريخ سوف يُنصف الحريري في ما خص المقاومة كما قالت هي ورموزها".‏

وسرعان ما صدر عن بعبدا رد على الرد جاء فيه: "ان ما ورد في هذا الرد من كلام انفعالي، لا يلغي الحقيقة المثبتة والموثقة لا سيما في ما خص موضوع إرسال الجيش الى الجنوب"، مضيفا ان رئاسة الجمهورية امتنعت "حتى الآن عن الرد عما يصدر عن النائب الحريري من مواقف وردود فعل، احتراما لذكرى والده الرئيس الشهيد، إلا أن تمادي النائب الحريري في تفعيل جوقة المهاجمين والمنتقدين والشتامين، سيؤدي الى وضع النقاط على الحروف وإطلاع الرأي العام على الدور الذي يلعبه النائب الحريري في تمويل الحملات التي تستهدف رئاسة الجمهورية لأسباب شخصية ومعروفة الغايات". وقال العماد ميشال عون ل‏

صحيفة الأنوار :‏

كتبت "الأنوار" تقول انه فيما تراوح الازمة الوزارية مكانها بانتظار الاتصالات التي سيجريها الرئيس نبيه بري في السعودية لدعم مبادرته الحوارية، اثارت تصريحات نائب الرئيس السوري السابق عبد الحليم خدام ردود فعل في بيروت وحملات عنيفة متبادلة بين المكتب الاعلامي لكل من رئاسة الجمهورية والنائب سعد الحريري. وكان حديث خدام قد اثار سلسلة ردود فعل متباينة لدى النواب والسياسيين في لبنان، كان آخرها بيان اصدره بعد ظهر امس مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية وقال فيه (ان خدام تعمد تحريف العديد من الوقائع في ما خص مواقف رئيس الجمهورية حيال الرئيس الشهيد الحريري في محاولة منه لاقامة رابط بين ما سماه التحريض على الرئيس الشهيد وجريمة الاغتيال، لاهداف ارتضى العمل لتحقيقها لاسباب معروفة). وأضاف البيان ان الحديث التلفزيوني (لخدام) جاء ملتبسا في الزمان والمكان. و(لعل بعض ردود الفعل الداخلية المبرمجة التي صدرت على هذه التصريحات من السياسيين انفسهم الذي ينتدبون لهذه المهمات، تؤشر الى جانب مما رمى اليه السيد خدام). وقد اصدر المكتب الاعلامي للنائب سعد الحريري بيانا مساء امس قال فيه: لا يستطيع اي لبناني الا ان يشعر بالاسف الشديد وهو يستمع الى البيانات المتتالية التي تصدر عن رئاسة الجمهورية. ويتفاقم هذا الاسف عندما يزج رئيس الجمهورية في لبنان الرئاسة في مسائل تسيء اليها والى صدقيتها بمثل ما تسيء الى اللبنانيين عموما، الذين يتوقعون من رئيس الجمهورية ان يكون في مستوى الموقع الذي يحتله. أضاف: وبمجرد ان يتحول رئيس جمهورية لبنان في هذه اللحظة بالذات الى اداة اعلامية لا وظيفة لها سوى تنظيم الردود من هنا وهناك، تصبح الاساءة مضاعفة، عندما يشعر اي لبناني بأن رئيس الجمهورية يقوم بوظيفة اعلامية لمصلحة طرف اقليمي، وينضم الى جوقة الردود التي استهدفت خلال الساعات الماضية نائب الرئيس السوري السابق السيد عبد الحليم خدام، لمجرد انه ادلى بشهادة تاريخية هي في مصلحة لبنان ومصلحة الحقيقة التي يدافع عنها اللبنانيون جميعا. وقال: لا يسع المكتب الاعلامي للنائب الحريري اخيرا، الا ان ينبّه كل الحريصين على هيبة الرئاسة ودورها ومكانتها الى وجوب تقديم النصح لمن يحتاج لمثل هذا النصح والا تتحول رئاسة الجمهورية في لبنان صوتا ينضم الى فرق الردح والقدح التي استمعنا اليها خلال 24 ساعة الماضية من خلال مجلس الشعب السوري.‏

وردا على بيان الحريري، صدر عن مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية البيان الآتي: (ردا على البيان الذي صدر مساء اليوم (امس) عن رئيس كتلة نواب المستقبل النائب سعد الحريري، يهم مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية ان يؤكد ان ما ورد في هذا الرد من كلام انفعالي، لا يلغي الحقيقة المثبتة والموثقة لا سيما في ما خص موضوع ارسال الجيش الى الجنوب وفق ما جاء في محضر المجلس الاعلى للدفاع رقم 17 تاريخ 2/8/1993 ومحضر قرارات المجلس الرقم 18 في التاريخ نفسه. لقد امتنعت رئاسة الجمهورية حتى الآن عن الرد عما يصدر عن النائب الحريري من مواقف وردود فعل، احتراما لذكرى والده الرئيس الشهيد، الا ان تمادي النائب الحريري في تفعيل جوقة المهاجمين والمنتقدين والشتّامين، سيؤدي الى وضع النقاط على الحروف واطلاع الرأي العام على الدور الذي يلعبه النائب الحريري في تمويل الحملات التي تستهدف رئاسة الجمهورية لأسباب شخصية ومعروفة الغايات.‏

ان مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية اذ يلفت الى هذه الحقيقة يعرف سلفا ان جوقة الشتامين التي يحركها النائب الحريري ستبادر فورا الى معاودة الحملات على رئيس الجمهورية، لكن الرأي العام سيعرف بالنتيجة سبب هذه الحملات وسيميز إذ ذاك بين الحق والباطل). وتابعت "الأنوار" تقول انه على صعيد الوضع الحكومي، قال عضو كتلة التحرير والتنمية النيابية عضو المكتب السياسي لحركة امل النائب علي حسن خليل ان الموقف الذي اعلنته حركة امل وحزب الله بالالتزام بالاتفاقات التي تمت مع القيادات السياسية، ليس كلاما من اجل الاستفزاز وليس لحشر احد كما يحاول البعض تصوير الامور، كما انه ليس لإحراج رئيس الحكومة. ان هذا الموقف نقوله من اجل فتح الابواب للحوار والتنسيق والتعاون لترجمة امال الناس بالمحافظة على الوطن ولاشعار الناس بالاطمئنان على المستقبل من خلال توحيد الكلمة والخطاب السياسي والرؤى حيال القضايا السياسية والمصيرية.‏

واكد خليل ان حركة امل وحزب الله موقفهما واضح وثابت وجلي بأن النقاش السياسي يجب ان يدور تحت سقف الالتزام بالطائف والدستور وبأحكامه وروحه على قاعدة ان لا سلطة تناقض صيغة العيش المشترك في لبنان وان التفاهم والتنسيق المسبق هو الذي يؤمن التوافق الداخلي في البلاد.‏

صحيفة النهار :‏

كتبت "النهار" تقول ان ثلاثة ايام منذ مساء الجمعة الماضي وحديث النائب السابق للرئيس السوري عبد الحليم خدام وتصريحاته المدوية الى فضائية "العربية" تتفاعل وتحدث مضاعفات على الصعيدين السوري واللبناني حتى اختصر هذا الحديث كل الاحداث الاخرى و همشها.‏

في لبنان تراجع كل حديث عن الازمة الحكومية المجمدة في انتظار زيارة رئيس مجلس النواب نبيه بري للسعودية ولقاءاته المرتقبة مع المسؤولين الكبار فيها ومع النائب سعد الحريري. واندفعت في المقابل ردود الفعل الداخلية على حديث خدام وكان أبرز مضاعفاته امس اندلاع سجال حاد ومباشر للمرة الاولى بين رئاسة الجمهورية والنائب سعد الحريري. على أن الأهم من رصد هذه الاجواء هو بالنسبة الى الجميع رصد أثر حديث خدام و"افادته" التلفزيونية الطويلة وما تضمنته من وقائع على التحقيق الدولي في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري خصوصا ان الحديث جاء قبل فترة قصيرة من الموعد المبدئي للتسليم والتسلم بين رئيس لجنة التحقيق الدولية ديتليف ميليس وخلفه البلجيكي سيرج براميرتس.‏

في هذا السياق أفادت روزانا بومنصف ان مصادر دولية موثوقة كشفت لـ"النهار" ان لجنة التحقيق الدولية ستسعى الى طلب لقاء خدام والاستماع اليه خصوصا بعدما تبين للجنة ان مضمون ما أورده خدام حول ظروف اغتيال الحريري والوقائع التي قدمها تتطابق مع ما اورده القاضي ديتليف ميليس في تقريريه الى مجلس الامن الدولي حول النتائج التي توصل اليها في تحقيقه.‏

واكد الناطق باسم لجنة التحقيق الدولية لـ"النهار" هذا التوجه وكشف ان اللجنة تقدمت بطلب الى السلطات السورية من اجل الاستماع الى الرئيس السوري بشار الاسد والى وزير الخارجية السوري فاروق الشرع الى جانب مجموعة من الاشخاص السوريين الآخرين الذين ترغب اللجنة في استجوابهم. وعلم ان اللجنة تنتظر اجوبة من السلطات السورية على هذا الطلب من دون معرفة المدة التي حددتها اللجنة لتلقي هذه الأجوبة.‏

وافاد الناطق باسم اللجنة الدولية ان الرئيس الجديد للجنة القاضي سيرج براميرتس ينتظر تكليفه رسمياً من الأمين العام للامم المتحدة كوفي انان خلال الايام العشرة المقبلة وعلى الأرجح قبيل العاشر من الجاري نظراً الى ارتباط هذا الاعلان الرسمي بموافقة الجهات المسؤولة عن انتخاب براميرتس في منصبه الحالي في محكمة الجنايات الدولية على ترك منصبه لمدة ستة اشهر هي مدة الولاية الممددة لعمل لجنة التحقيق الدولية في جريمة اغتيال الحريري.‏

وتتمحور التساؤلات عما اذا كانت سوريا ستتعاون مع لجنة التحقيق في ضوء التطورات الضخمة التي احدثها كلام خدام علما ان الوزير الشرع اشترط اخيراً توقيع "بروتوكول تعاون" مع اللجنة الأمر الذي سبق لميليس ان رفضه في وقت سابق. كما ان ميليس اورد في تقريره الاول انه طلب لقاء الرئيس السوري الا انه لم يتم التجاوب مع طلبه. وليس واضحا كيف سيكون الرد السوري على طلب اللجنة مع ان سوريا كررت مرارا في الآونة الاخيرة وبعد صدور القرار 1644 الذي عبرت عن ارتياحها اليه انها ستتعاون مع اللجنة خصوصا بعد التغيير الذي طاول رئاستها. لكن التطورات الاخيرة وفرت دفعا قويا لتقرير ميليس الذي اعتبره خدام "تقريرا مهنيا وتقنيا" مشيدا به، وهي وقائع مرتبطة بما يمكن ان يقدمه خدام الى لجنة التحقيق على صعيد اضافة ادلة ثبوتية جديدة تدعم اقواله في الدرجة الاولى فضلا عما توصلت اليه اللجنة نفسها.‏

وفي أي حال، عاودت اللجنة الدولية عملها بعد تزامن مغادرة ميليس بيروت مع عطلة نهاية السنة والاعياد، مما حتم عدم حصول تطورات جديدة على صعيد استجواب مزيد من الاشخاص. وقد اعاد حديث خدام، بقطع النظر عن المضاعفات السياسية وحساباتها، الاعتبار "قانونيا" الى شهادات لبنانية، فيما ستكون مسألة تعاون سوريا مع اللجنة ونوع هذا التعاون على المحك في المرحلة المقبلة.‏

2006-10-30