ارشيف من : 2005-2008
روى تفاصيل المفاوضات في الرياض وبيروت نافياً مسؤولية "حزب اللـه" أمنياً في الجنوب / نصراللـه: قدرتنا على الصبر عالية جداً وسلاحنا ليس للداخل
كتبت ريتا شرارة:
لم يكن اجتماع وفد المجلس الوطني للاعلام المرئي والمسموع مع الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله في مكتبه في الضاحية الجنوبية لبيروت قصيرا. فنصرالله الذي جالس الوفد ساعتين ونيف بدءا من الثانية والنصف بعد الظهر استمهل ضيفا جاءه زائرا دقائق ليدخل من باب ما يقال انه ثنائية شيعية الى طلب رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط اليه التوسط لدى القيادة السورية كي توقف جرائم القتل في لبنان. وبهدوء كبير امتد طوال اللقاء، لم يرغب نصرالله في ان ينتهي الكلام من دون سوق التوضيح الى المختارة: "تقولون لنا انكم تحمون من يقتل وتغطونه. وتقولون ان السوري هو الذي يقتل وتطلبون ان نتوسط لدى القيادة السورية حتى توقف عمليات القتل. حسنا يمكن ان اذهب الى دمشق التي اعرف تمام المعرفة انني عزيز كثيرا عليها. ويمكن ان اطلب الى القيادة، كما تريدون، ان توقف عمليات القتل. ولكن ماذا يعني ذلك؟ يعني انني اتهم سوريا مباشرة بأنها ترتكب الاغتيالات في لبنان من دون ان أملك دليلا واحدا. في القضاء الشرعي نقول ان "على المدعي البينة وعلى المنكر اليمين". قلت لهم: زودوني دليلا واحدا له علاقة بمحاولة قتل الوزير مروان حماده وصولا الى اغتيال جبران تويني. اذا لم يكن معي دليل، فسأكون اذهب الى دمشق لاتهمها وافتح معركة معها".
واضاف في موضوع الرئيس رفيق الحريري، اقول لكم: "انني ملتزم مع نجله سعد نتائج التحقيق. اذا كانت سوريا مرتبطة بمقتل والده، فسأدينها".
وختم": "القتلة لا ندافع عنهم، ولأي احد لديه دليل ويكشف القاتل، اقول انني ادين ذاك القاتل من دون مجاملات".
من البداية
الوصول الى مقر نصرالله ليس بالامر السهل. فبعد التفتيش الدقيق والمتأني جدا، التوجه الى قاعة في الطبقة الاولى حيث الانتظار دقائق ترافقه الضيافة: كوب شاي. ولا ينفك مسؤولون اعلاميون في "حزب الله" يجالسون الوفد، ثم يعلن احد المرافقين الامنيين، بدخوله القاعة، وصول الامين العام لـ"حزب الله". وبعد التحية والسلام، يجلس نصرالله في كرسيه ويرحب بضيوفه بنظرات خفرة وبعض حياء. ليس لديه في الكلام الترحيبي الكثير ليقوله، على عكس السياسيين. وبصوت يكاد ان يكون خافتا، نقيض ما يسمع على المنابر، وبهدوء كبير وبقليل من الحركة، نقيض ما يرى في الاحتفالات الخطابية، يتحدث نصرالله عن الوضع في لبنان، وتحديدا من شهر، الى البيان "الشهير" لجنبلاط السبت الماضي.
من دون حدة، انما بجزم واضح لـ"قائد"، آثر ان يرسم الصورة السياسية لما بين "حزب الله" و"قوى 14 آذار" من شهر لا اكثر.
ويقول: "ان الوضع صعب وخطر في البلاد. اعتبروا حادث اغتيال جبران تويني كأن هناك مشكلاً مستعصياً بين لبنان وسوريا وفي التحقيق والمحكمة الدولية. لم تكن لدينا مشكلة في التمديد للمحكمة الدولية انما لدينا اشكال في المبدأ يمكن تجاوزه اذا قدموا لنا التفاصيل. وما اثاره لاحقا الاخ وليد جنبلاط بوجوب ان تتشكل محكمة دولية للتحقيق في موضوع الامام موسى الصدر ليس بالامر الجديد. هذا الموضوع مطروح منذ زمن الا اننا لم نقبل به لاننا لم نثق بالمحكمة الدولية. فنحن نعرف انهم سيجرون "بازارا" ماليا او نفطيا مع ليبيا، وتكون النتيجة ان الامام الصدر غرق في البحر".
وغاص نصرالله في تفسير ما للمحكمة الدولية وما عليها: "لدينا صداقة ومحبة للوزير غازي العريضي. ولكن في المحنة يمكن المرء ان يزعل مع بعض اصدقائه. ليس صحيحا اننا ناقشنا ووزير الاعلام امر المحكمة الدولية. كل ما قلته له ان لدي تحفظا وان هذا الامر يحتاج الى درس. وحتى هذه اللحظة لم يقدم 3 اسطر عن المحكمة الدولية لا في الحكومة ولا خارجها ولا عند الوزراء".
ويروي ما حصل ذاك الاثنين 12 كانون الاول 2005: "كل ما قلناه يومها في مجلس الوزراء انه لا يمكن التصويت كيفما كان. نحن حرصاء على محاكمة القتلة، لكننا نريد ان نصوت على شيء فهمناه. يقول الامام علي: "والناس 3 اصناف: عالم رباني، متعلم على سبيل نجاة، وهمج رعاع يميلون مع كل ريح". لا يمكن ان اكون من الصنف الثالث. انا متعلم على سبيل نجاة. فهّمونا وعلمونا، وفي ضوء ما تقولونه يمكن ان نصوّت ايجابا. وزير الخارجية والمغتربين فوزي صلوخ طالب بمهلة حتى ذاك الخميس. ولكن لم يكن هناك مجال للمناقشة. قالوا لنا ان علينا ان نحزم امرنا في 5 دقائق او نصف ساعة حدا اقصى، فعلقنا عضويتنا احتجاجا. من لحظتها والهجوم علينا قاس وحاد. نحن لم نفتعل مشكلة سياسية واعلامية في البلاد".
"التحريض ثم التحريض"ويحرص نصرالله على ان يروي كل، او بعض، ما حصل ذاك الاثنين: "كنت حريصاً في حديثي التلفزيوني عبر شاشة المنار على لملمة الجو. وبعد كل ما قلته لزموا الصمت يومين، اتخذوا القرار في لجنة متابعة 14 آذار وبدأ الهجوم. كنت أتواصل مع رئاسة مجلس الوزراء المعنية، وهاتفياً مع رئيس كتلة "المستقبل" سعد الحريري. كل ما قلناه في المفاوضات اخرجوه الى الاعلام، وتحديداً الفريق الذي لا يريد ان نصل الى اتفاق. اقول: هذه افكاري. أجيبوني عنها. فيرد علي بوسائل الاعلام. رغم ذلك، اتخذنا قراراً بتخفيف الاعلام احياناً الى درجة الصمت. هناك بعض الاوساط في المقابل وخصوصاً جنبلاط كانت تستقبل الوفود مرة في الاسبوع يوم الاحد. ربما لاجلنا راح يستقبل من 4 الى 5 وفود يومياً. خلال 3 اسابيع قال ما لم يقله في سنوات وغيّر كل شيء. فقال ان مزارع شبعا "مش لبنانية"، وان دور ايران مشبوه في جنوب لبنان، وان مهمة سلاح المقاومة الدفاع عن الملف النووي الايراني. ترى ما هو دليله؟ قبل السبت الماضي، كنا ساكتين رغم وصولهم الى التلويح بأننا نقتل، عندما قالوا ان السيارات المفخخة تخرج من الضاحية الجنوبية واستذكروا اغتيالات الشيوعيين".
ورأى ان كل ذلك هو "تحريض".
ومتجنباً تحميل الآخرين اي نية سيئة، تحدث انطلاقاً من شعوره بان "المطلوب ان نحرض الدروز على الشيعة ليقال راهنا في الجبل وحاصبيا والبقاع الغربي انه اذا حصل شيء لوليد بيك فيكون ثأرنا على الشيعة. هذا الامر يضاف الى تعبئة السنة فيصور لهم ان الشيعة لا يريدون كشف الحقيقة وانهم يخبئون القتلة، وعند المسيحي بالقول ان الشيعة يريدون ان يحموا السلاح الفلسطيني وايران وان يعيدوا السوري الى البلاد وان ينجزوا اتفاق قاهرة جديداً. كذلك، يحرضون اللبناني على الفلسطيني والسوري، والعكس بالعكس، ويحرضون الجيش على المقاومة، والعكس ايضاً. والسؤال: هل نريد ان يقوص الناس كلهم بعضهم على بعض؟ هناك على ما يبدو قرار جديد اسمه: ان هؤلاء جماعة لا نريدهم. نريد ان نفتح معهم حرباً سياسية وشعبية".وتوجه الى جنبلاط: "خلّ حجر على حجر في هذا البلد". ووضع هذا الخطاب في سياق "ان هناك أناساً يريدون ان يدفعوا الامور الى آخر مدى خدمة للاميركيين لا لأي مشروع داخلي. اذا بقي السياسيون وخطابهم على هذا المنوال فأقول اننا ذاهبون الى وضع أسوأ من عام 1975، لأن الطائفية مستشرية نقيض ما كانت عليه الامور حينها"، واذ سأل: "لمصلحة من فرط البلد، الاسرائيلي والاميركي؟" أكد انه "في الفتنة الداخلية لا غالب ولا مغلوب. اذا جلسنا على الطاولة فسنصل الى نتيجة هي نفسها اذا تقاتلنا. فلتبق الازمة السياسية سنة او سنتين افضل من ان تحصل حرب".
"السلاح لن يكون للداخل"
وأكمل نصرالله بالهدوء نفسه رسم الصورة كما يراها، وكان الوقت حان لتقديم فنجان ساخن من النعناع: "ان اكبر استهداف للمقاومة وللسلاح هو ان هناك من يريد جر هذا السلاح الى الداخل. وقوته انه لم يستخدم في الداخل حتى في أشد لحظات الغدر كما حصل في 13 ايلول تحت جسر المطار. كل ما مر علي من عام 1992 كان صعبا. الا انني أرتجف غضبا من شعري حتى أخمص قدمي من ذكرى 13 ايلول. ورغم ذلك لم نخطىء. المنطقة الوحيدة التي خرج منها الاسرائيلي من دون حرب هي الشريط الحدودي لان السلاح هناك لنا. ثمة من يريد استدراج هذا السلاح الى الداخل عبر اتهامه وزيادة الشبهات حوله. أقول: لا أحد يستطيع استدراج السلاح الى الداخل. عمليا ان ذلك صعب جدا جدا جدا لان هناك ارادة فولاذية سنتحمل ما لا يطاق حتى لا يحصل هذا الخطأ". ويشرح انه "عندما يعجزون عن استدراج السلاح الى الداخل، تعمم السفارة الاميركية في لندن لائحة فيها أسماء مهددة بالقتل وتقول ان حزب الله هو الذي فبرك هذه اللائحة".
"تطيير" الاتفاقات
ويعرض نصرالله ايضا للاتفاقات التي توصل اليها مع النائب الحريري في الرياض: "طلعوا في الاعلام يقولون ان هذه الاتفاقات حصلت خارج البلاد. كل ما حصل ان رئيس الحكومة فؤاد السنيورة كاد يعلن فشل الحوار. فطلب سعد الحريري ان نأتي الى عنده في السعودية. لماذا نحن نريد الذهاب الى الرياض؟ سعد الحريري أبدى حرصا وايجابية. وفي مرور 48 ساعة من العمل هناك والاتصالات المباشرة والدائمة مع جنبلاط و(رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية) سمير جعجع، وصلنا الى اتفاق، ولكن طلب الينا اعلان هذا الاتفاق من منزل رئيس الحكومة على أساس ان الوقت كان ليل الاحد. وفي الجلسة نفسها، قال السنيورة انه لا يمكن ان نمشي بالنص كما وضع. واستخدم عبارة "لا يمكن ان نمشي باتفاق قاهرة جديد"، وعممت لاحقا على قوى 14 آذار. أؤكد ان العبارة الوحيدة التي وضعت في النص الاول هي "ان المقاومة ليست ميليشيا، وان سلاحها هو لتحرير ما تبقى من الارض اللبنانية". وفي المقابل، اكدت الحكومة اللبنانية استمرار الحوار الوطني لتطبيق القرار رقم 1559". وتلا نصرالله غيبا نص الاتفاق الاول، وفيه:
"ان الحكومة اللبنانية تؤكد احترامها قرارات الشرعية الدولية وفقا للبيان الوزاري. وانها بازاء المطالبة الدولية بتنفيذ القرار رقم 1559، يهمها ان تؤكد ان المقاومة في لبنان ليست ميليشيا وسلاحها هو لتحرير ما تبقى محتلا من الارض اللبنانية، لاخراج الاسرى والمعتقلين في السجون الاسرائيلية ولمواجهة الاعتداءات الاسرائيلية. وستواصل الحكومة اللبنانية المشاورات من داخلها وستواكب الحوار الذي اطلقه رئيس مجلس النواب نبيه بري". ولأن النص الاول الذي وضع مع سعد الحريري ولم يقبل به الحلفاء "لم يمش، كما قال السنيورة، كان لا بد في اليوم التالي من ان يبدأ وزراؤهم حملة التحريض باتفاق القاهرة، رغم تأكيدنا مراراً اننا لا نريد ان نغير الدستور وطالبناهم بالعودة الى التفاهم الذي عقدناه معا في الانتخابات النيابية. ولكن في مرور يومين، وضع رئيس الحكومة نصا جديداً".
وتلا نصرالله غيباً ايضا ما ورد في النص الثاني. وفيه:
"ان الحكومة بازاء المطالبة الدولية بتنفيذ القرار رقم 1559، ستواصل حوارها الداخلي من داخلها في شكل متزامن مع الحوار الذي اطلقه رئيس مجلس النواب. وتؤكد عزمها على تحرير كل شبر لا يزال محتلا من اجزاء لبنان وعلى مواجهة الاطماع والتهديدات الاسرائيلية، وان المقاومة ليست ميليشيا. والحكومة ترحب باعلان المقاومة ان سلاحها موجه حصرا للدفاع عن كرامة لبنان بتحرير منطقة مزارع شبعا واطلاق سراح الاسرى، على ان تتخذ الخطوات والاجراءات لتأكيد لبنانية المزارع من خلال ترسيم الحدود مع سوريا والتعاون معها".
وتابع نصرالله: "بعدما حولنا القراءة السلبية للنص الثاني قراءة ايجابية على اساس ان ما وضع هو لطمأنة الداخل، تبين ان المقاومة هي غير قانونية وغير شرعية، على اساس انه لو حصل اعتداء اسرائيلي على بنت جبيل او على اي منطقة جنوبية اخرى، فان أي رد من المقاومة سيكون غير مغطى من الحكومة".
وكشف بعضا من حديث اجراه مع السنيورة على خلفية النص الثاني، ولا سيما عند ذكر منطقة شبعا قائلاً انه نصح رئيس الحكومة بتحديد المزارع، وعدم ذكر ترسيم الحدود مع سوريا، "على اساس ان الترسيم ممكن من خلال الاقمار الاصطناعية كماحصل بعد 25 ايار 2000 عند تحرير الجنوب. واذكر ان رئيس الحكومة خرج الى الاعلام معلنا ان النتائج ايجابية جدا في حين انني رغبت في التحفظ. في ذلك الوقت حصلت احداث الناعمة حيث مارسنا ترفعا في الاداء وقلنا ان لا حل الا بتسليم من استهدف الشابين العاملين في البلدية. فكان التجاوب. وصارت تلك "الهيصة" حيث شُتمنا. وراحوا يقولون بعمر، عمر... حسنا يمكننا ان نقول علي، علي. ماشي الحال. وراحوا يطالبون ايضا بـ(زعيم تنظيم "القاعدة" في العراق) الزرقاوي الذي يفجر المساجد والكنائس. واسأل هل الذين قتلوا في الاردن شيعة؟ ومن الصيحات ايضا المطالبة بـ(الرئيس العراقي السابق صدام) بصدام الموجود في الحبس، وبـ(النائب السابق للرئيس السوري عبد الحليم) خدام الذي لا يطلع شيء منه. واسأل هل يريدون الزرقاوي في البلاد؟ هل يعالج الاقتصاد على هذا النحو؟ هل ان الزرقاوي مطلب شعبي؟ والخطر ان يصير الزرقاوي مطلبا شعبيا. والاسوأ كان السبت حين خرج جنبلاط ببيانه ولم نحصل على جواب بعد بالنسبة الى النص الثاني حتى الان".
"عرب ولسنا فرساً"
هنا، خرج نصرالله بعض الشيء عن هدوئه، مؤثرا التعليق على بيان جنبلاط بتهكم: "نحن عرب لا فرس. تخصصنا هو اللغة العربية وخبراء في تفكيك النصوص وفي معرفة الضمائر المتصلة الى اين تؤدي. في بيانه، وصل جنبلاط الى آخر الخط".وبكثير من الجزم الممزوج، بنقمة، علق نصرالله وقد تكونت على محياه بعض تعابير الخطيب: "نتحمل ان يدقوا بكل شيء. اتحمل ان يشتمني بسوريا وايران، والحزب كحزب وبأدائه، انما موضوع المقاومة وسلاحها قضية مقدسة بالنسبة الينا. في هذه القضية وتحت هذا العنوان استشهد لنا اعز الحبايب. ان المقاومة وسلاحها قدس الاقداس بالنسبة الينا لأن لها علاقة بالكرامة والوجود والحماية والدم والشرف والماضي والمستقبل. بتعبير آخر: اقتل ابني اسامحك. خذ مالي، اهديك اياه. ولكن ان تدق بعرضي. فلا. نحن عرب وشرقيون ولدينا التزام ديني. لا اتحمل ان يدق احد بعرضي. المقاومة وسلاحها عرضنا. ويوم السبت دق جنبلاط بعرضنا، ووضع لبنان على حافة الهاوية، الا يفهم ان لدى الناس غيرة وحمية. اقول اننا عملنا السبت والاحد على ضب عشائرنا وعقلائنا لا مجانيننا فحسب. في لحظتها، ردنا كان سيخرب البلاد".
وقبل ان يكمل رسم الصورة، اتى نصرالله على سيرة الطلاب الـ 200 او الـ 300 الذين تظاهروا ضد زيارة (مساعد وزير الخارجية ديفيد) ولش. "ان هذا الاخير يحكي لغة جديدة عدم زيارته رئيسي الجمهورية اميل لحود ومجلس النواب نبيه بري. اقول اننا اليوم امام نظام بوليسي قمعي وأضعه في سياق ان المطلوب هو استدراج السلاح الى الداخل. اذا اردت ان تتكلم "تأكل قتلة" او تستعمل السلاح. سنظل ننزل الى الشارع و"سنأكل قتلة" حتى نعرف في نهاية المطاف الى اين سنصل".
سئل: الى اين بعد ذلك كله؟ فأجاب: "نحن مستمرون في الحوار، ولم نعلق رغم كل ما حصل. لم نوقف الحوار مع سعد الحريري. انما الحوار مع جنبلاط مقطوع. هو يريد ان يضع شروطا لعودة الوزراء وكأن الامر ليس واضحاً. نحن نصر على الحوار مع الاطراف كلهم. لا نريد الفتنة بل الاستقرار. واقول اننا حرصاء على لملمة الاجواء وحفظ ماء الوجه. ليس لدينا مخطط لحملة اعلامية. لا نريد هذه الحملة الاعلامية واقول اننا لسنا ذاهبين الى التحريض السياسي. ولكن في المقابل، جربنا السكوت فتبين ان الناس سيصدقون. سنجيب عن كل كلمة غير لائقة وبحسب عيار الكلام نرد. لسنا ضعفاء ولسنا خائفين ولسنا قلقين الا على البلاد".
واذ اكد ان المقاومة هي التي "توفر الاستقرار الداخلي ولا تشم الهواء في الجنوب، انما تعمل استقراراً مع اسرائيل في البلاد"، اشار الى "وجوب ان يحلوا مشكلة اخفاقهم في ادارة الامن الداخلي".
وساق الى الحاضرين سؤالا يحيره وهو: "ما معيار الولاء الى الوطن؟". وتابع: "ولى زمن الثنائيات والثلاثيات والتحالف الرباعي الذي تكلم جنبلاط عليه اولاً والطوائف الكبرى. ما معنى ان قوى 14 آذار وحدها هي التي تقرر مصير لبنان؟ اين هم المليون الذين نزلوا في 8 آذار؟ أليسوا لبنانيين؟ ان وليد جنبلاط وغيره في الداخل يريدون ان تخرب (البلاد) نحن قدرتنا على الصبر عالية جداً".
ولكن ماذا ان قطعت طريق الجنوب مجدداً؟ اجاب: "هناك دولة وقوى امن نلجأ اليهما".
وعن امكان حواره وجعجع، قال "الانتخابات ولت وثمة تطور في موقفه من اسرائيل، وتالياً ان الحوار معه وارد". وسئل هل يلتقي جنبلاط بعد كل ما حدث فأجاب: "نعم".
ومن ثم أليست "كاتيوشا الزرقاوي" هي سلاح في مقابل "كاتيوشا حزب الله" يقول: "لا نتحمل مسؤولية امنية في الجنوب. هناك مخابرات الجيش والقوى الامنية المنتشرة فيه. الحزب لا يتحمل المسؤولية الامنية ولا يمارسها. ان وجودنا هناك لا يتعدى كونه نقاط مراقبة. اذا اعتدي علينا نواجه. ليس لدينا انتشار عسكري في الوديان والسهول كلها، كما اننا لسنا حرس حدود. بالطبع، لا نقبل بهذا الامر. ونقول ان لسلاح الكاتيوشا خصوصاً استراتيجيا معينة، ويستخدم للردع والدفاع. ان الكاتيوشا في تاريخ المقاومة هي للرد على استهداف المدنيين. ونحن نتصرف بمسؤولية اذا عرفنا من (اطلقها) وكيف".
النهار: 17/1/2006
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018