ارشيف من : 2005-2008
قيادة الجبل تتهم جنبلاط بعدم ممارسة الوفاء، "الشيوعي": عبثاً محاولة البعض النيل من موقعنا وموقفنا المستقلين
أخذ الحزب الشيوعي اللبناني على النائب وليد جنبلاط مطالبته بالوفاء لتضحيات الحزب الشيوعي "وعدم ممارسة هذا الوفاء من قبله طيلة حقبة سابقة خاصة في المحطات المختلفة للانتخابات النيابية". واعتبر أن ما تعرّضت له جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية "من مضايقات قد جرى على مجمل المحاور بما فيها الجبل وفي خدمة إعادة إنتاج المشروع الطائفي". وقال بيان للمكتب السياسي للحزب "عبثاً يحاول البعض افتعال موقع وموقف للحزب غير موقعه وموقفه المستقلين هذين، ينطبق ذلك على منتحلي الصفة ممن أبعدهم الحزب عن صفوفه بسبب تبعيتهم وانحرافهم، كما ينطبق على بعض الجهات في الحزب التقدمي الاشتراكي التي استسهلت ولا تزال تشجّع هؤلاء، بل وتحرّضهم، خلافاً لأصول العلاقات بين الأحزاب، كي لا تتحدث عن الحلفاء، تذكيراً بذلك التحالف التاريخي الذي نفتخر به وبإنجازاته والذي قاده الشهيد الكبير كمال جنبلاط".
أصدر المكتب السياسي للحزب الشيوعي اللبناني البيان الآتي: "لا يزال لبنان يعيش أزمة متعددة العناوين، ويفاقم في ذلك الاصرار الاميركي على استخدامه اداة وحتى نموذجاً، في خدمة مشروع واشنطن للسيطرة على المنطقة وثرواتها ومصائرها. وقد بلغ التدخل الاميركي في الشؤون الداخلية اللبنانية ذروة غير مسبوقة، وهو تدخل مفتوح واستئثاري وعدواني حيال أي مشاركة أخرى في مجرد البحث في الموضوع اللبناني، حتى لو كان من قبل اطراف عرب حلفاء سياسياً وتقليدياً لواشنطن، ما لم تكن هذه المشاركة منضوية تماماً في نطاق الخطة الأميركية وملبية لكل إملاءاتها وشروطها. ويزيد في تفاقم الازمة اللبنانية ايضاً، ما يلجأ اليه بعض الاطراف من تصعيد وتوتير طبع الاسابيع الاخيرة، وعزز مخاوف اللبنانيين من الفتن والصدامات والانقسامات وتهديد الحد الراهن الهش من الاستقرار، وصولا الى بعث مناخات التقاتل وتهديد السلم الاهلي.
والذي يزيد في الطين بلة إن قوى من الطرفين التقليديين المتصارعين والتي كانت حليفة ومتعاونة حتى الأمس القريب، قد انقطع بينها الاتصال والحوار وحل محلهما الشقاق والاستنفار، وفي مجرى ذلك تمّ انتهاك الكثير من الخطوط الحمراء وطنياً وقومياً، واستعرت الفئوية وتعززت المناخات المذهبية، فضلا عن الشلل العام الذي تعيشه المؤسسات، من رئاسة الجمهورية الى مجلس الوزراء، الى الوزارات، الى القضاء، وخصوصا المجلس الدستوري الذي يجري الامعان في تعطيل دوره ومهماته الخطيرة والحساسة، وبشكل خاص النظر في الطعون ومنها الطعون في الانتخابات النيابية أواخر الربيع الماضي، بالاضافة الى تردّي الأمن واستمرار الاغتيالات وعدم قدرة الاجهزة الامنية على كشف مرتكبيها، فيما يدور نقاش محموم حول المسؤوليات وتطلق الاتهامات بديلاً من القدرة على كشف الحقيقة، أياً كانت ومهما كانت الجهة المرتكبة، داخلية أم خارجية. ويدفع اللبنانيون ثمن هذا التردي الخطير، في القلق على مستقبل بلدهم، وفي زيادة الازمات السياسية، وفي الانعكاسات الخطيرة للوضع الاقتصادي المتدهور على اوضاعهم المعيشية والاجتماعية. ويهمنا هنا، ان نتوقف لطرح بعض الاسئلة:
1 ـ لماذا لا تتحمل المؤسسات الدستورية مسؤوليتها في ادارة الشأن العام، وقد أصبحت مستقلة عن ضغط كل وجود عسكري وأمني خارجي؟ ولماذا لا تعد الخطط وتدير الحوار الضروري من أجل ذلك؟
2 ـ لماذا يستسهل البعض في الأكثرية النيابية والحكومية، اللجوء إلى الخارج والى شكل جديد من الوصاية، الاميركية خصوصاً، بدل تعزيز مقومات السيادة والاستقلال والقرار الوطني، فيما يحنّ قسم آخر الى عودة الدور السوري السابق، متجاوزاً حق اللبنانيين في ادارة شؤونهم بأنفسهم، وقد استحقوا ذلك، بالتضحيات والبطولات والمقاومة؟
3 ـ لماذا تطرح قضايا الخلاف، وفي الإعلام حصرياً، في شكل فئوي وتحريضي، فيما هي مواضيع جرى سابقاً التفاهم على إدارة حوار بشأنها، بين اللبنانيين حصراً وليس في الخارج او في الداخل عبر الرسل والموفدين الذين لا تودع احدهم حتى تستقبل الآخر، وبشكل وقح واستفزازي؟
4 ـ لماذا يستسهل البعض، استعادة الأساليب السابقة التي كان يشكو منها، فيجري قمع تحرك شبابي سلمي، هو تعبير عن حق كفله الدستور في الاعتراض والاحتجاج؟ ان اللجوء الى القمع هو أقصر الطرق، في غياب الحوار وتعطل قنواته، نحو الاحتكام إلى الشارع بكل ما يحمل ذلك من مخاطر الفتنة التي تريد قوى الهيمنة في المنطقة إغراق البلاد فيها، فليس لتنفيذ القرار 1559 شكل واحد، فالفتنة الداخلية هي إحدى أكثر الأدوات فعالية في خدمة المشروع الأميركي والمشروع الصهيوني.
إننا في الحزب الشيوعي اللبناني، نلحّ مجدداً على الالتفات إلى المصالح الوطنية وليس الفئوية، والى ضرورة تعزيز عوامل الوحدة الداخلية، وليس الاستقواء بالخارج، كل الخارج وخصوصاً الاميركي منه.
وبالنسبة إلينا، لقد ثابرنا على الخروج من كل متاريس الماضي، ولم نفهم المراجعة انتقالاً من خندق إلى خندق، والتحاقاً بموقع سياسي طائفي في مواجهة موقع سياسي طائفي آخر، وعبثاً يحاول البعض افتعال موقع وموقف للحزب غير موقعه وموقفه المستقلين هذين، ينطبق ذلك على منتحلي الصفة ممن أبعدهم الحرب عن صفوفه بسبب تبعيتهم وانحرافهم، كما ينطبق على بعض الجهات في الحزب التقدمي الاشتراكي التي استسهلت ولا تزال تشجع هؤلاء، بل وتحرّضهم، خلافاً لأصول العلاقات بين الأحزاب، كي لا تتحدث عن الحلفاء، تذكيراً بذلك التحالف التاريخي الذي نفتخر به وبإنجازاته والذي قاده الشهيد الكبير كمال جنبلاط".
قيادة جبل لبنان الجنوبي
وجاءنا من قيادة جبل لبنان الجنوبي في الحزب الشيوعي اللبناني، البيان الآتي: "آلينا على أنفسنا ومنذ فترة طويلة، التزاما بتوجه قيادة الحزب وسياستنا الحريصة كشيوعيين في منطقة جبل لبنان، ان نترفع عن مساجلة التحوّلات المؤسفة التي تعتري الخطاب السياسي خصوصاً في منطقة الجبل، حيث جرى في محطات كثيرة ومتكررة زج موقف الحزب وتاريخه وشهدائه في توظيفات سياسية ظرفية وملتبسة خاصة ممن اعتبرناهم رفاق نضال وقضية مشتركة طيلة نصف قرن من العمل الوطني. وكنا لا نريد ان نصدّق حتى الامس القريب ان الاستاذ وليد جنبلاط يوافق على التدخل في الشؤون الداخلية للحزب واستخدام قضية جبهة المقاومة اللبنانية لأسباب فئوية، الا أن إمعانه في التعامل مع بعض المفصولين من الحزب ومنتحلي صفة تمثيله أزال كل الشكوك لدينا. لذا يهمنا التأكيد على التالي:
1 ـ إن تناول موضوع جبهة المقاومة الوطنية بالشكل المجتزأ الذي جرى، يشوّه دورها ووظيفتها التاريخية، حيث نلفت الى ان ما تعرّض له عملها وكوادرها من مضايقات قد جرى على مجمل المحاور بما فيها الجبل وفي خدمة إعادة إنتاج المشروع الطائفي.
2 ـ نسأل الاستاذ وليد جنبلاط عن مدى مساهمته في إقصاء وتهميش حزبنا ودوره وقادته، خاصة منهم القائد الشهيد جورج حاوي في فترة نظام الوصاية السابق بإشراف المسؤولين السوريين عن الملف اللبناني آنذاك.
3 ـ تحزّ في أنفسنا المطالبة بالوفاء لتضحيات الحزب وعدم ممارسة هذا الوفاء من قبل الاستاذ وليد جنبلاط طيلة حقبة سابقة خاصة في المحطات المختلفة للانتخابات النيابية وغيرها.
4 ـ نتمسك اكثر من اي وقت مضى بالسعي مع كل القوى الوطنية وخاصة اليسارية منها، الى إعادة إنتاج مشروع "الحركة الوطنية بقيادة كمال جنبلاط"، ونتمسك ايضاً بالتاريخ المجيد لجبل لبنان ومناضليه في وجه الاستعمار الأجنبي وفي وجه الاحتلال الاسرائيلي، كما نتمسك بموقفنا الرافض لأي وصاية عربية كانت أم أجنبية".
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018