ارشيف من : 2005-2008
تعليقات الصحف اللبنانية لهذا اليوم الخميس 10 تشرين الثاني/ نوفمبر 2005
صحيفة البيرق :
قالت "البيرق" ان الساحة ما زالت تركز اهتماماتها على الخطاب الذي سيلقيه الرئيس الأسد اليوم ، وما يمكن ان يتضمنه من مواقف ومعلومات وقراءات عن تقرير ميليس والقرار 1636 وغير ذلك من المواضيع ، لكن في الوقت نفسه ظل الاهتمام الرسمي اللبناني منصبا على متابعة نتائج زيارة المسؤولة الاميركية اليزابيت ديبل الى بيروت وزيارة المسؤول الفلسطيني عباس زكي بالاضافة الى ما يمكن ان يسفر عن اجتماع الممثل الاعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا مع الرئيس السنيورة .
وفي ظل هذه الاجواء تنعقد جلسة مجلس الوزراء العادية في السراي الكبير والتي قد تتطرق وفق اوساط وزارية الى هذه الزيارات وتأجيل مؤتمر دعم لبنان اقتصاديا الى مطلع العام المقبل . وشكل هذا الموضوع اضافة الى مسائل اخرى محور تشاور بين رئيسي الجمهورية والحكومة خلال اجتماعهما المطول في القصر الجمهوري قبل ظهر امس .
فاول موضوع كان تقييم نتائج زيارة ومحادثات اليزابيت ديبل والتحضيرات الجارية بشأن انعقاد المؤتمر الدولي لدعم لبنان سياسيا واقتصاديا .
والموضوع الثاني كان الاحتفال بذكرى الاستقلال ، وقد جرى نقاش مطول حوله ، ثم برز موقف ايجابي للرئيس السنيورة اعطى انطباعا بانه يتجه الى مشاركة الرئيس لحود والرئيس بري في استقبالات القصر الجمهوري .
اما الموضوع الثالث فقد تمحور حول البحث في جدول اعمال مجلس الوزراء الذي سيناقش في جلسة تعقد اليوم في السراي .وتطرق البحث في هذا المجال الى مواضيع تهم الادارات الرسمية فشدد الرئيس لحود على ضرورة ملء الشواغر في مراكز الفئتين الاولى والثانية لاستقامة الاوضاع في ادارات الدولة . الى ذلك علمت "البيرق" ان اتصالات متواصلة تجري بين قصر بعبدا وبكركي والرابية عبر زوار المقار الثلاثة يتم فيها التفاهم والتنسيق حول كل المواضيع المطروحة لا سيما ما يتعلق منها برئاسة الجمهورية والحملات الموجهة ضدها . وامس نقل النائب ميشال المر عن الرئيس بري عدم اقتناعه برحيل رئيس الجمهورية ، لافتا الى ان الضياع العائم على الساحة السياسية يؤدي الى ضغط كبير على حياة الناس ومصالحهم ومعيشتهم . بدوره رفض النائب وليد جنبلاط الخوض في موضوع رئاسة الجمهورية .
صحيفة النهار :
كتبت "النهار" تقول ان عشية الخطاب الذي سيلقيه الرئيس السوري بشار الاسد على مدرج جامعة دمشق، تلاحقت التطورات المتعلقة بالموقف السوري من طلب لجنة التحقيق الدولية في اغتيال الرئيس رفيق الحريري، اذ أُعلن ان اللجنة القضائية السورية الخاصة بدأت استجواب الضباط السوريين الذين وردت اسماؤهم في مذكرة رئيس لجنة التحقيق الدولية القاضي ديتليف ميليس.
وبعثت رئيسة اللجنة القضائية السورية الخاصة القاضية غادة مراد برسالة الى ميليس دعته فيها الى زيارة سوريا للبحث في "افضل سبل وآليات التعاون بين اللجنتين". وفيما الانظار مشدودة الى دمشق لمعرفة الموقف الذي سيتخذه الاسد من التطورات ولا سيما منها القرار 1636 الذي يدعو سوريا الى التعاون تعاونا كاملا مع لجنة التحقيق الدولية، اجرى الرئيس السوري اتصالا هاتفيا بالرئيس المصري حسني مبارك واستقبل الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى الذي أكد ان "من مصلحة سوريا ومصلحة الجميع ان تظهر الحقيقة بينة وجلية في جريمة اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري". وفي انتظار موقف الاسد، واصل الامين العام للامم المتحدة كوفي انان جولته في المنطقة والتقى في القاهرة الرئيس حسني مبارك وابلغ اليه ان لجنة التحقيق الدولية طلبت من دمشق الاستماع الى المسؤولين السوريين الامنيين الستة، ثم انتقل الى مدينة جدة السعودية وقابل العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز وطلب من الرياض الاستمرار في حض سوريا على التعاون مع لجنة التحقيق الدولية .
وكان مقرراً ان يتوجه انان اليوم الى عمان للقاء العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني بن الحسين، لكنه الغى هذه الزيارة بعد الاحداث التي شهدتها العاصمة الاردنية ليل أمس. وتوقعت مصادر مطلعة ل "النهار" ان يتحدث الاسد طويلاً عن القرار 1636 والضغوط التي تواجهها سوريا، وان يعلن التزام دمشق التعاون الكامل مع اللجنة الدولية برئاسة ميليس. وقالت انه سيعرب ايضاً عن حرص سوريا على نجاح العملية السياسية في العراق واهمية الاستقرار الامني فيه من منطلق كونه حاجة سورية واقليمية، وسيتطرق الى الجهود السورية في هذا المجال.
كما سيؤكد دعم دمشق للسلطة الفلسطينية. واضافت انه ربما توقف عند الملف الداخلي وخصوصاً الحياة السياسية الحزبية بعدما بات قانون الاحزاب جاهزاً للعمل به بعد ان تناقشه احزاب الجبهة الوطنية التقدمية، وسيعلن الشروع في منح عشرات الآلاف من الاكراد السوريين الجنسية التي حرموها نتيجة قانون الاحصاء الاستثنائي لعام 1962. ورجحت ان يصر الاسد في كلمته على المضي بالاصلاح تدريجاً، على رغم كل الصعوبات التي تواجه ذلك بما فيها العقبات البيروقراطية والفساد. وصرح الناطق باسم اللجنة القضائية السورية الخاصة للتحقيق في جريمة اغتيال الحريري ابرهيم دراجي بأن "اللجنة بدأت اليوم (امس) باستجواب جدي للضباط السوريين الذين وردت اسماؤهم في مذكرة المحقق ميليس".
وسئل هل بدأت اللجنة استجواب جميع الضباط، فاجاب: "لا، ليس الجميع، لانه من غير المعقول ان يتم استجواب الجميع في يوم واحد، انما بعضهم". واضاف: "كذلك تم استجواب بعض الشهود الذين قدموا افادات عن الجريمة".وقال: "لقد اتخذت اللجنة قراراً بمنع سفر هؤلاء الضباط من اجل ان يكونوا في تصرف اللجنة". واشار الى ان "اللجنة السورية في انتظار رد من السيد ميليس للبحث في آلية التفاهم وتنظيم عملية التعاون، وايضاً نحن في انتظار محاضر التحقيق من السلطات القضائية اللبنانية والبحث في آلية التعاون مع هذه السلطات".والضباط الستة المعنيون هم رئيس شعبة المخابرات العسكرية اللواء آصف شوكت صهر الرئيس الاسد، والمدير السابق للفرع 251 في ادارة المخابرات او ما يعرف بالفرع الداخلي اللواء بهجت سليمان، ورئيس جهاز الامن والاستطلاع في القوات السورية التي كانت تتمركز في لبنان العميد رستم غزالة الذي يتولى الآن رئاسة فرع ريف دمشق الذي انشئ عقب خروج القوات السورية من لبنان، والعميد جامع جامع الذي ظل الى جانب غزالة في الفرع الجديد، والعميد عبد الكريم عباس من فرع فلسطين، والعميد ظافر اليوسف المختص بالاتصالات.
واستوضحت "النهار" مصادر مقربة صحة التقارير التي قالت انه موضوع في الاقامة الجبرية، فنفت ذلك واكدت انه "على رأس عمله ويقوم بمهماته جميعها". الى ذلك، بعثت رئيسة اللجنة القضائية السورية الخاصة القاضية غادة مراد الثلثاء برسالة الى ميليس "دعته فيها لزيارة سوريا للبحث في افضل سبل وآليات التعاون بين اللجنتين".
وهنا نص رسالتها: "السيد ديتليف ميليس رئيس لجنة التحقيق الدولية المستقلة. تحية التقدير والاحترام. ان اللجنة القضائية السورية الخاصة بموجب المرسوم التشريعي رقم 96 تاريخ 29/10/2005 للتحقيق مع الاشخاص السوريين من مدنيين وعسكريين في كل ما يتصل بمهمة لجنتكم، اذ تقدر دقة المهمة الموكولة اليكم وحرصكم الاكيد على جلاء الحقيقة كاملة، تعرب لكم عن استعدادها للتعاون والتنسيق الكامل معكم من اجل التوصل الى الحقيقة التي نتوخاها جميعا".
وتنتهز اللجنة القضائية السورية الخاصة هذه الفرصة لتوجه الدعوة الى لجنتكم الموقرة لزيارة سوريا في الوقت الذي تقترحونه للبحث في أفضل سبل وآليات التعاون بين اللجنتين. واذ نأمل موافقتكم على هذه الزيارة، نقترح في هذا الصدد توقيع مذكرة تفاهم مع لجنتكم لتحقيق التعاون المطلوب. وتفضلوا بقبول فائق التقدير والاحترام دمشق في 8/11/2005 م رئيس اللجنة القضائية السورية الخاصة النائب العام للجمهورية العربية السورية القاضي غادة مراد".
وقالت "النهار" ان الأسد عرض في حضور وزير الخارجية فاروق الشرع مع موسى "التطورات السياسية الراهنة عربياً وسورياً وعراقياً وفلسطينياً، والضغوط التي تمارس على سوريا". وافادت الوكالة العربية السورية للانباء "سانا" ان الحديث تناول "اهمية ايجاد موقف عربي متضامن مع سوريا لمواجهة هذه الضغوط، التي لا تستهدف سوريا وحدها، بل تستهدف الامة العربية جمعاء".
وأطلع موسى الشرع عندما التقاه "على نتائج زيارته للعراق وجولته على عدد من الدول العربية، وتم التأكيد على "أهمية استعادة التضامن العربي بما يحفظ الامن والاستقرار في المنطقة" وأوضح موسى انه جاء الى دمشق للتباحث والتشاور في الوضع الحالي لسوريا والعراق، نافيا تقارير عن اقتراح يتعلق باستجواب المسؤولين السوريين تحت مظلة الجامعة العربية في اطار التحقيق في اغتيال الحريري. وقال: "لم يطلب منا احد مثل هذا الطلب". كذلك نفى ما تردد عن قمة عربية سورية – مصرية – سعودية في القاهرة قائلا: "لا قمة طارئة وهذا الموضوع غير مطروح الان".
واكد ان "رغبة وموقف سوريا هو التعاون الكامل مع لجنة التحقيق الدولية" مشيرا الى انه اطلع على "عدد من الرسائل المتبادلة والتي تصب في خانة هذا التعاون". واضاف: "هناك تأكيد من الحكومة السورية انها تتعاون مع اللجنة في هذا المجال لان من مصلحتها ومصلحة الجميع ان تظهر الحقيقة بينة وجلية في جريمة اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري". ورأى ان "الامور تسير بطريق طبيعي بالنسبة الى التعاون السوري مع لجنة التحقيق الدولية، ونحن في صدد القرار 1636 الصادر عن مجلس الامن".
وسئل هل هناك اي تنسيق عربي لاخذ ضمانات بالنسبة الى التحقيق، فأجاب: "هذا الشأن ليس منصوصا عليه في قرار مجلس الامن، ولا تستطيع الجامعة ان ترسل مراقبين الى مثل هذه التحقيقات، وان الامور تعالج بين الحكومة السورية والقاضي ميليس والامم المتحدة التي صدر عنها القرار الاخير وهذه الامور رهن التشاور والتفاهم". وشدد على ان الجامعة العربية "لا تتوقف عن متابعة كل القضايا والمشاكل والمواقف الحساسة العربية، كما ترون نتحرك من العراق الى سوريا ونعمل كل ما نستطيع".
ووصف لقاءه الاسد بأنه كان مهما وجرى التركيز خلاله على "موضوعين اساسيين هما الموضوع السوري والوضع في العراق". وعلمت "النهار" انه في الجزائر، أفاد مصدر رسمي ان نائب وزير الخارجية السوري وليد المعلم وصل الى العاصمة الجزائر حاملا رسالة من الاسد الى الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة تتناول خصوصا قضية اغتيال الحريري. وصرح لدى وصوله بأن هذه الرسالة تركز على "التطورات الاخيرة في منطقتنا ومهمة لجنة التحقيق الدولية في اغتيال الحريري وقرار مجلس الامن الرقم 1636، خصوصا ان الجزائر عضو في المجلس والرئيسة الحالية للقمة العربية". وكان في استقبال الديبلوماسي السوري في المطار الامين العام بالوكالة لوزارة الخارجية الجزائرية مجيد بوغيرة. وفي مدينة جدة السعودية، سئل أنان بعد لقائه الملك عبدالله بن عبد العزيز ووزير الخارجية الامير سعود الفيصل، هل تلقى تطمينات الى ان واشنطن لن تشن عملا عسكريا ضد سوريا لتغيير النظام فيها، فأجاب ان ذلك يتطلب بعض التغيير في تصرفات حكومات معينة... اعتقد انه اذا حصل ذلك التغيير، فلا ارى اية حاجة الى اي مبادرة اخرى او اي نوع من العمل الذي يشير اليه سؤالكم".
وقال في مؤتمر صحافي مشترك مع الامير سعود الفيصل: "عندما ينتهي ميليس من عمله، فيجب محاسبة اي شخص يدان او يتهم في اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري من دون خوف او محاباة بغض النظر عن منصب ذلك الشخص". وذكر ان السعودية "تحظى بموقع القيادة في هذه المنطقة، وارغب من السعودية في حض الحكومة السورية على التعاون التام مع ميليس واحترام قرار مجلس الامن"، مطالبا سوريا بالتعاون او مواجهة العواقب.
واضاف: "لقد عملت سوريا معنا اخيرا على سحب قواتها (من لبنان) وبقيت بعيدة عن الانتخابات اللبنانية، وعليها ان تواصل تعاونها بالعمل مع ميليس لنصل الى الحقيقة... من مصلحة سوريا ومن مصلحة المنطقة ان ينفذوا قرار مجلس الامن، واعتقد ان السعودية تستطيع بنفوذها توجيه سوريا في الاتجاه الصحيح". ولفت وزير الخارجية السعودي الى ان سوريا اعلنت انها ستتعاون بكل طاقاتها مع التحقيقات التي تجريها الامم المتحدة وقال: "كل املنا ان تتخذ الاجراءات حتى تتضح الحقيقة، وعندها تتخذ اجراءات ضد المتورطين في الجريمة، وبعد انتهاء التحقيق سيقتصر الامر على معاقبة الجناة ولا يشمل الشعب السوري".
صحيفة السفير :
قالت "السفير" انه في خطوة مفاجئة لم تتضح أبعادها وتأتي عشية خطاب الرئيس السوري بشار الأسد اليوم، أعلنت سوريا أمس البدء في استجواب ستة من كبار مسؤوليها الأمنيين في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري ومنعهم من السفر، هم الذين سبق أن طلب المحقق الدولي ديتليف ميليس مثولهم أمامه في المونتيفردي، ورفض دعوة من اللجنة القضائية السورية الخاصة لزيارة دمشق من أجل توقيع مذكرة تفاهم بين الجانبين حول سبل التعاون وآلياته. وتزامنت هذه الخطوة مع زيارة قام بها الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى إلى دمشق حيث أكد، عقب لقائه الأسد ووزير خارجيته فاروق الشرع، على تعاون سوريا الكامل مع لجنة ميليس، ونفى أي خطط لعقد قمة عربية طارئة أو مصغرة لبحث الأزمة السورية.
وقالت مصادر سورية مسؤولة لـ"السفير" إن خطاب الأسد، الذي سيلقيه من مدرج جامعة دمشق عند الحادية عشرة من قبل ظهر اليوم، "سيكون مريحا للناس في شقه الداخلي، لكن القسم المتعلق بالتطورات الإقليمية لن يكون كذلك".
ورأت المصادر نفسها أن "المخرج الآن يقوم على قاعدة من المشاورات والاتصالات مع الأطراف العربية والدولية"، مشيرة إلى أن "الأجواء العامة لا تدعو إلى التفاؤل ومن الواضح أن هناك سياسة استهداف لسوريا". وقال المتحدث باسم اللجنة القضائية السورية الخاصة، إبراهيم دراجي، ل"السفير" إن اللجنة بدأت أمس الاستماع إلى المسؤولين السوريين الذين وردت أسماؤهم في مذكرة ميليس إلى السلطات السورية، مضيفا أنها اتخذت، بناء على ذلك، "إجراء تحفظيا تدبيريا بوضع هؤلاء تحت تصرف اللجنة ومنعهم من السفر حتى أجل غير مسمى". وأوضح دراجي أن هذا الإجراء ليس سوى "تعبير عن سعي اللجنة إلى الوصول إلى الحقيقة تبعا للأسلوب القضائي الذي تراه مناسبا"، مشيرا إلى أن اللجنة مخولة "استجواب من تريد في حال ارتأت ضرورة لذلك".
ولم يتضح ما إذا كان منع السفر يستهدف التأكد من أن هؤلاء المسؤولين سيكونون حاضرين لتسليمهم لميليس في حال الإصرار على استجوابهم في المونتيفردي أم أنه يستهدف الحؤول دون توجههم إلى لبنان للمثول أمام المحقق الدولي. وتفيد مصادر إعلامية ان هؤلاء المسؤولين هم رئيس الاستخبارات العسكرية اللواء آصف شوكت، والرئيس السابق للاستخبارات الداخلية اللواء بهجت سليمان والرئيس السابق لجهاز الأمن والاستطلاع في القوات السورية العميد رستم غزالي ومساعده في بيروت العميد جامع جامع والمسؤول في فرع فلسطين في المخابرات العميد عبد الكريم عباس والخبير في الاتصالات والانترنت في المخابرات العميد ظافر اليوسف. وكانت مصادر سورية رفيعة المستوى قد أبلغت "السفير" أن ميليس "رد سلبيا" على رسالة وجهتها له رئيسة لجنة التحقيق السورية الخاصة القاضية غادة مراد وتدعوه فيها إلى زيارة دمشق لتوقيع مذكرة تفاهم مع الجانب السوري حول التعاون في التحقيق في اغتيال الحريري.
ونشرت "سانا" رسالة مراد إلى ميليس والتي قالت فيها إن "اللجنة القضائية السورية الخاصة المشكلة بموجب المرسوم التشريعي رقم /96/ تاريخ 29/10/2005 للتحقيق مع الأشخاص السوريين من مدنيين وعسكريين في كل ما يتصل بمهمة لجنتكم إذ تقدر دقة المهمة الموكولة إليكم وحرصكم الأكيد على جلاء الحقيقة كاملة لتعرب لكم عن استعدادها للتعاون والتنسيق الكامل معكم من اجل التوصل إلى الحقيقة التي نتوخاها جميعا". وأضافت الرسالة "تنتهز اللجنة القضائية السورية الخاصة هذه الفرصة لتوجه الدعوة إلى لجنتكم الموقرة لزيارة سوريا في الوقت الذي تقترحونه للبحث في أفضل سبل وآليات التعاون بين اللجنتين. وإذ نأمل موافقتكم على هذه الزيارة نقترح في هذا الصدد توقيع مذكرة تفاهم مع لجنتكم لتحقيق التعاون المطلوب". وقال دراجي، ل"السفير"، إن الرسالة تستهدف "إظهار مزيد من الجدية في التعاون بين اللجنتين"، مشيرا إلى أن مذكرة التفاهم بين الطرفين يمكن أن تساهم في "بلورة وتوضيح الصلاحيات التي سيتمتع بها ميليس خلال تعامله مع الجانب السوري وعلى الأراضي السورية وأن كل ذلك سيتوقف على مضمون المذكرة التي يفترض أن يتفق عليها الجانبان". وقالت مصادر مطلعة أن المذكرة يجب أن توضح "ما هي الأسس التي ستتم عليها التوقيفات، وما إذا كانت قائمة على أساس الاشتباه فقط دون وجود أدلة مادية". وأجرى الأسد اتصالا هاتفيا بنظيره المصري حسني مبارك قالت "سانا" إنه تناول المشاورات التي أجراها موسى في دمشق في ما يخص التحقيق في جريمة اغتيال الحريري.
وكان الأسد استقبل موسى في وقت سابق أمس بحضور الشرع وبحث معه "التطورات السياسية الراهنة عربيا وسوريا وعراقيا وفلسطينيا والضغوط التي تمارس على سوريا". كما تناول الحديث أيضا، بحسب "سانا"، "أهمية إيجاد موقف عربي متضامن مع سوريا لمواجهة هذه الضغوط التي لا تستهدف سوريا وحدها فقط بل تستهدف الأمة العربية جمعاء". وقال موسى، في ختام لقاءاته، أنه "تأكد مرة أخرى ليس فقط الرغبة ولكن الموقف السوري من التعاون الكامل مع التحقيق القضائي الذي يقوده السيد ميليس، وعلمت واطلعت على عدد من الرسائل المتبادلة التي تصب في خانة هذا التعاون".
وأضاف موسى "نحن بصدد تنفيذ قرار من مجلس الأمن كما تعلمون وهناك تأكيد من الحكومة السورية بأنها ستتعاون لأن من مصلحتها كما في مصلحة الجميع أن تظهر الحقيقة بينة جلية بالنسبة لجريمة اغتيال الحريري". ونفى موسى أن تكون للجامعة أية مبادرة في طرح أماكن بديلة لاستجواب الشخصيات السورية التي طلبها ميليس. كما نفى موسى، ردا على سؤال ل"السفير"، أي انعقاد مزمع لقمة عربية طارئة أو مصغرة. وقال موسى، ردا على سؤال ل"السفير" عما إذا كان موضوع السيادة السورية في سياق التعاون مع لجنة التحقيق يؤخذ بالاعتبار عربيا، إن "موضوع السيادة موضوع طبيعي جدا ويجب علينا جميعا احترامها وذلك مع أية دولة سواء في سوريا أو لبنان".
كما نفى موسى وجود أية نية للتدخل في عملية التحقيق عبر إحضار مراقبين عرب أو الإشراف على عمليات الاستجواب. وقال، ردا على سؤال حول ما أوردته معلومات صحافية عن اقتراح بان تقوم اللجنة الدولية باستجواب المسؤولين الامنيين السوريين في القاهرة بدلا من لبنان، "الامر ليس بالدقة التي تتكلمون عنها. لم يطلب منا احد ذلك حتى الان". وكان لافتا في تصريحات موسى إشارته إلى الاهتمام الذي أبداه الأسد بزيارته للعراق. وقال "كان الرئيس مهتما بنتائج زيارتي إلى العراق، وقد عرضت كافة التطورات والاتصالات التي جرت والاتصالات التي تتم الآن في وجود بعثة الجامعة العربية في العراق".
ودعا موسى، من دمشق، قوات الاحتلال الأميركية إلى وقف عملياتها العسكرية في منطقة القائم قرب الحدود مع سوريا لإنجاح مؤتمر القاهرة المقرر في 19 الشهر الحالي. في هذا الوقت، تابع نائب وزير الخارجية السوري وليد المعلم نقل رسائل من الأسد إلى الزعماء العرب وكان آخرهم أمس الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة. وأعرب الامين العام للامم المتحدة كوفي انان للملك السعودي عبد الله في جدة أمس عن أمله في أن تواصل الرياض حث دمشق على التعاون مع التحقيق الدولي. وقال المتحدث باسم انان ستيفان دوجاريك إن الامين العام "اوضح بشكل جلي انه يحث سوريا على التعاون". واضاف ان "مصر والسعودية تؤديان دورا في ذلك ونأمل في أن تستمرا في أداء هذا الدور".
وقال انان، في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل، "ليس لدي أية مؤشرات إلى أن الولايات المتحدة تخطط لعمل عسكري ضد سوريا بغض لنظر عن نتائج التحقيق" في اغتيال الحريري.
وأضاف "في النقاشات التي أجريتها مع الحكومات، وبينها الولايات المتحدة، يريدون رؤية سوريا تتعاون بالكامل وتساعد في الوصول إلى الحقيقة ويريدون أيضا رؤية وضع في المنطقة حيث لا تتدخل إلى حكومة في الشؤون الداخلية للأخرى". وكان انان ابلغ الرئيس المصري حسني مبارك في القاهرة في وقت سابق أمس أن لجنة ميليس طلبت من دمشق استجواب ستة مسؤولين سوريين والتحقيق معهم.
صحيفة الديار :
رأت "الديار" ان الخطاب الهام والشامل الذي سيلقيه الرئيس السوري الدكتور بشار الاسد اليوم على مدرج جامعة دمشقي يكتسب اهمية كبيرة لأنه يأتي في ظرف دقيق تمر به سوريا في ظل ما تتعرض له من ضغوط كبيرة من واشنطن وحلفائها، وفي ظل التطورات الخطيرة التي تعصف في المنطقة بدءا من العراق وانتهاء بفلسطين. وينتظر ان يحدد الرئيس الاسد موقف سوريا من التطورات المتصلة بالتحقيق في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وما يرافقها من ضغوط تتعرض لها.
وحسب اوساط مراقبة فان الرئيس الاسد سيحدد موقف سوريا ايضا من التطورات المتلاحقة في العراق والاتهامات التي توجهها الادارة الاميركية لدمشق حول تسلل المسلحين عبر الحدود السورية الى العراق. وسيتناول في خطابه الوضع الداخلي السوري والاصلاحات الجارية على مختلف الصعد. وقال اعضاء في حزب البعث ان الاسد سيدعو الى تقدم بشأن الاصلاحات السياسية الداخلية ويعلن رغبته في العمل مع تحقيق الامم المتحدة في اغتيال الرئيس الحريري. وقال المحلل السياسي وعضو حزب البعث احمد الحاج علي "ستكون هذه الكلمة نقطة تحول. ستأتي كرد حقيقي من المنبع مباشرة لتقضي على التكهنات لكن مصادر في الحزب قالت انهم لا يتوقعون ان يرد الاسد بصراحة على طلب من كبير محققي الامم المتحدة ديتليف ميليس بالسماح باستجواب ستة مسؤولين سوريين في لبنان بشأن اغتيال الحريري.
وقال ياسر المحلاوي عضو البرلمان السوري لرويترز ان الاسد قد يلقي بعض الضوء بصورة عامة على هذه المسألة لكن التفاصيل ستحال الى اللجنة القضائية السورية. واضاف ان الحديث لا يدور حول شروط سورية وانما حول نقاط بشأن كيفية الاتفاق على تلبية مطلب لجنة التحقيق مع الالتزام بالاتفاقات بين لبنان وسوريا وبالقانون الدولي وبالسيادة الوطنية السورية. وعشية خطاب الاسد برزت سلسلة تحركات ومواقف تتعلق بقضية التحقيق في اغتيال الرئيس الحريري وما تتعرض له سوريا في الوقت الحاضر من ضغوط، ولعل ابرزها دعوة رئيسة اللجنة القضائية السورية في جريمة الاغتيال القاضية غادة مراد رئيس لجنة التحقيق الدولية القاضي ديتليف ميليس لزيارة دمشق من اجل البحث في "افضل سبل واليات التعاون بين اللجنتين وقالت مراد في رسالة وجهتها بهذا الخصوص الى ميليس ان اللجنة القضائية السورية تعرب عن "استعدادها للتعاون والتنسيق الكامل مع اللجنة الدولية من اجل التوصل الى الحقيقة. واقترحت توقيع "مذكرة تفاهم مع لجنة التحقيق الدولية لتحقيق التعاون المطلوب. وفي هذا الاطار افادنا مكتب "الديار "في دمشق ان اللجنة القضائية السورية الخاصة المكلفة بالتحقيق مع الاشخاص السوريين في كل ما يتصل بمهمة لجنة التحقيق الدولية في اغتيال رئيس وزراء لبنان الاسبق رفيق الحريري اتخذت امس اجراء منعت بموجبه الشخصيات السورية التي وردت اسماؤهم في تقارير لجنة التحقيق الدولية، من مغادرة الاراضي السورية بغرض ان يكونوا تحت تصرفها.
وفي اتصال هاتفي اجرته معه "الديار "قال الناطق الرسمي باسم اللجنة القضائية السورية الدكتور ابراهيم الدراجي، ان اللجنة اتخذت هذا الاجراء كتدبير طبيعي، مؤكدا ان هذا الاجراء يعكس جدية اللجنة وسعيها الحقيقي للوصول الى الحقيقة ضمن اصول قضائية وقانونية مهنية بالدرجة الاولى. وأشار الدكتور الدراجي الى ان اللجنة القضائية السورية الخاصة قد بدأت اجراءات التحقيق مع تلك الشخصيات.
وكانت اللجنة القضائية السورية الخاصة قد أكدت في مؤتمر صحفي عقدته في دمشق مؤخرا عزمها على التعاون والتنسيق الكامل مع كل من لجنة التحقيق الدولية والسلطات القضائية اللبنانية ضمن الأطر القانونية وقواعد تحقيق العدالة ومبدأ قرينة البراءة حتى يثبت العكس. من جهة ثانية علمت "الديار "ان رئيس لجنة التحقيق الدولية القاضي ديتليف ميليس من المفترض ان يكون غادر لبنان فجر اليوم الى اوروبا وبالتحديد الى ألمانيا حيث تردد انه سيلتقي بأحد المسؤولين السوريين المعنيين بملف التحقيقات القضائية للاتفاق على الآلية الكاملة لكيفية استماع اللجنة الدولية للمسؤولين السوريين الستة الذين طلبت اللجنة الاستماع اليهم، وتشمل نقاط هذا الاتفاق مكان الاستماع الذي يصر ميليس ان يكون خارج سوريا اضافة الى كيفية انتقال هؤلاء من خلال مواكبة من اللجنة الدولية وكيفية توقيف بعضهم في حال طلبت اللجنة الدولية ذلك حيث يتردد ان ذلك سيحصل في سوريا.
وفي إشارة ايجابية أخرى أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى الذي التقى امس في دمشق الرئيس الاسد ووزير الخارجية السوري فاروق الشرع تفاؤله بتنسيق سوريا وتعاونها مع التحقيق الدولي. وقال موسى للصحافيين بعد لقائه الشرع "علمت واطلعت على عدد من الرسائل المتبادلة التي تصب في خانة التعاون(...) هناك موقف واضح والتزام معلن من وزير الخارجية في مجلس الامن ولاحقا بالتعاون وسيكون هناك تنسيق تام واضاف: "انا متفائل من حيث التنسيق والتعاون وكان موسى قد اجتمع بالرئيس بشار الاسد قبل لقائه وزير الخارجية فاروق الشرع.
وقال "لقائي مع الاسد كان هاما وتمحور حول موضوعين اساسيين: الموضوع السوري والوضع في العراق واوضح موسى ان التشاور ركز على ضرورة "التفهم الشامل للموقف الدولي والاقليمي الخطير وكيفية التعامل معه وردا على سؤال حول ما اوردته معلومات صحافية عن اقتراح بان تقوم اللجنة الدولية باستجواب المسؤولين الامنيين السوريين في القاهرة بدل لبنان اكتفى موسى بالقول "الامر ليس بالدقة التي تتكلمون عنها. لم يطلب منا احد ذلك حتى الآن واكد الرئيس الأسد والأمين العام لجامعة الدول العربية من جهة أخرى اهمية ايجاد موقف عربي متضامن مع سوريا لمواجهة الضغوط التي تتعرض لها التي لا تستهدف سوريا وحدها فقط بل تستهدف الأمة العربية جمعاء وقال موسى في تصريحه ان المنطقة تعيش حالة من القلق والتوتر الشديدين لاسباب كثيرة ومتعددة مؤكداً ضرورة احترام قوانين الدول وسيادتها.
وفي الشأن العراقي قال موسى ان الرئيس بشار الاسد كان مهتماً بنتائج زيارته للعراق مؤخراً مشيراً الى انه قدم للرئيس الاسد عرضاً شاملاً لكافة التطورات والاتصالات التي جرت وتجري الآن هناك من قبل بعثة جامعة الدول العربية. وكان الرئيس الاسد اجرى اتصالاً هاتفياً مع الرئيس مبارك تم خلاله بحث نتائج المشاورات التي اجراها عمرو موسى في دمشق. وفي المنامة اعلن نائب رئيس الوزراء السوري للشؤون الاقتصادية عبد الله الدردري في مؤتمر صحافي ردا على سؤال حول المكان الذي سيتم فيه التحقيق مع الضباط السوريين الستة "ان هذا الموضوع متروك للجنة الوطنية (السورية) واللجنة الدولية ليناقشاه واضاف "كما ذكر السيد الرئيس اي مواطن سوري يثبت بانه متورط في هذا الموضوع فهو خائن ويجب ان يحاكم في سوريا او خارج سوريا بهذه الصفة وكرّر تأكيد تعاون بلاده "بشكل كامل "مع التحقيق منتقداً اتهام سوريا بعدم التعاون. وقال "سوريا ملتزمة بالتعاون الكامل مع لجنة التحقيق الدولية وشكلت لجنة وطنية للتحقيق وقد دعونا السيد ميليس ولجنته لزيارة سوريا لوضع الية التنسيق بين اللجنة الوطنية واللجنة الدولية بما يضمن التعاون الكامل وشفافية هذا التعاون.
واضاف "ان شفافية هذا التعاون من مصلحتنا لاننا، اقول بصراحة، عندما تعاونا في المرحلة الأولى، واؤكد اننا تعاونا بشكل كامل، فوجئنا بعد ذلك، وكانت مفاجأة صارخة، بأن التقرير اشار الى عدم التعاون الكامل لذلك نحن نصر اكثر من غيرنا على شفافية التعاون ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عما وصفته بمصدر سياسي لبناني "ان دمشق بدت مستعدة للتعاون مع تحقيق الامم المتحدة ولكنها تسعى للوصول الى تفاهم حول تفاصيل استجواب الضباط السوريين وقال المصدر "رغم حرصهم على اظهار تعاونهم يريد السوريون توضيح عدد من النقاط قبل الرد على طلب ميليس اضاف المصدر ان دمشق لم تبد ارتياحاً تجاه اجراء الاستجواب في لبنان حيث تم اعتقال اربعة من كبار الضباط اللبنانيين وتوجيه الاتهام اليهم في الاغتيال. وقال "انهم (السوريون) يريدون معرفة ما اذا كان سيتم استجواب الستة كمشتبه بهم ام كشهود وبموجب اي قانون واي اختصاص قضائي سيتم احتجاز واتهام اي منهم في حال قرر ميليس القيام بذلك في هذا الوقت، انتقل الامين العام للامم المتحدة كوفي انان من القاهرة الى جدة امس حيث اجتمع مع العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز.
واعرب انان للعاهل السعودي عن امله في ان تواصل الرياض حثها دمشق للتعاون مع التحقيق الدولي في اغتيال الحريري. وقال المتحدث باسم انان ستيفان دوجاريك ان انان اوضح بشكل جلي انه يحث سوريا على التعاون اضاف ان مصر والسعودية تلعبان دورا في ذلك ونأمل في ان تستمرا في لعب هذا الدور واوضح المتحدث "سنتوجه اليوم (الخميس) الى عمان حيث سيلتقي انان الملك عبد الله الثاني وموظفي الامم المتحدة، سواء موظفي مكتب الاردن او الموظفين الذين يتولون الشؤون العراقية واضاف بعد "الاردن سيتوجه انان الى تونس وكان انان انهى امس زيارته للقاهرة بلقاء مع الرئيس المصري حسني مبارك حيث اعلن المتحدث باسم الرئاسة المصرية سليمان عواد ان "انان ابلغ الرئيس مبارك بان لجنة التحقيق الدولية في اغتيال الرئيس الحريري طلبت من دمشق استجواب ستة مسؤولين سوريين والتحقيق معهم واضاف عواد ان فاروق الشرع وزير الخارجية السوري رد بخطاب على ذلك وان سوريا تتطلع لترتيبات تكفل التعاون بين لجنة الامم المتحدة واللجنة القضائية التي انشأتها سوريا الاسبوع الماضي للتحقيق.
وتابع المتحدث ان "الرئيس مبارك وانان اتفقا والتقت وجهات نظرهما مع ضرورة التعامل بحكمة في ما يتعلق بتنفيذ القرار 1636 وعلى ان سوريا ماضية في تعاونها مع لجنة التحقيق الدولية برئاسة ميليس وحول ما يتردد عن عقد قمة عربية مصغرة "في اطار جهود الرئيس مبارك قال سليمان عواد انه "ليس لديه معلومات رسمية تشير الى هذه القمة وان هذه التقارير ليس لها اي اساس وحول شكل ومكان محاكمة المتهمين في قضية الحريري قال المتحدث الرسمي ان "هذا الكلام مطروح غير ان التركيز الآن هو كيف يمكن تحقيق تقدم في التعاون القائم والمستمر في سوريا ولجهة التحقيق حتى يأتي ميليس بتقرير الى مجلس الامن في منتصف كانون الاول يشير الى استمرار هذا التعاون لرفع الضغوط عن سوريا.
وقال: "من المهم هو ان تتعاون سوريا وان تفهم هذا الرسالة جيدا وحول هذا الموضوع اكد عواد "ان جهود الرئيس مبارك مستمرة ولا يدخر جهدا لمنع تعرض المنطقة لبؤر توتر اخرى تزيد من عدم الاستقرار الذي نشكو منه وتابعت "الديار" تقول انه ا لى ذلك وصل امس الى الجزائر آتياً من طرابلس الغرب نائب وزير الخارجية السوري وليد المعلم حاملا رسالة من الرئيس السوري بشار الاسد الى نظيره الجزائري عبد العزيز بوتفليقة تتناول خصوصا قضية اغتيال الرئيس الحريري. واعلن المعلم لدى وصوله ان هذه الرسالة تركز على التطورات الاخيرة في منطقتنا ومهمة لجنة التحقيق الدولية وقرار مجلس الامن الرقم 1636 وخصوصا ان الجزائر عضو في المجلس والرئيسة الحالية للقمة العربية. في مجال آخر، يبدأ الممثل الاعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا الجمعة في لبنان جولة في الشرق الاوسط تهدف الى "تأكيد التزام اوروبا السياسي القوي في المنطقة "، على ما جاء في بيان صادر عن الاتحاد الاوروبي اليوم الاربعاء في بيروت. وسيلتقي سولانا خلال زيارته القصيرة الى بيروت رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة حول غداء عمل. وسيصل المسؤول الاوروبي مساء الجمعة الى المنامة لحضور اجتماع لوزراء خارجية دول مجموعة الثماني مع نظرائهم من دول الشرق الاوسط وشمال افريقيا في اطار منتدى المستقبل.
ويزور سولانا السبت القاهرة لاجراء محادثات مع الرئيس حسني مبارك ووزير الخارجية احمد ابو الغيط. ويتوجه الاحد الى الاردن حيث سيلتقي الملك عبد الله الثاني ومن ثم الى اسرائيل للاجتماع برئيس الوزراء ارييل شارون. ويجتمع سولانا الاثنين برئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ورئيس وزرائه احمد قريع في الضفة الغربية.
صحيفة المستقبل :
قالت "المستقبل" انه في انتظار تطورات التحقيق الدولي في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري في ضوء الردّ السوري على طلب رئيس لجنة التحقيق الدولية ديتليف ميليس استجواب ستة ضباط سوريين في المونتيفردي، وفيما تواصلت الحركة السياسية بعيداً عن الأضواء الإعلامية في إطار مجموعة من المشاورات، سجّلت أمس تطورات بارزة تمثلت بالآتي:
اولا : علمت "المستقبل" ان رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة حرّك مسألة الخروق الاسرائيلية المتكررة للسيادة اللبنانية، على الصعيد الدولي. وفي هذا الاطار اجرى اتصالاً امس بالسفير الاميركي جيفري فيلتمان وكذلك فعل وزير الخارجية فوزي صلوخ حيث طلبا منه نقل الاستنكار اللبناني لهذه الخروق الى الادارة الاميركية في واشنطن، وقد قام فيلتمان بالمهمة على الفور فأبلغ الاحتجاج اللبناني الى مراجع رفيعة في الادارة. وعلم ان الخارجية الاميركية طلبت من اسرائيل وقف الانتهاكات للسيادة اللبنانية. وكان السنيورة استدعى السفيرين الفرنسي برنار ايمييه وسيرغي بوكين للغاية نفسها طالباً منهما ان تمارس حكومتا البلدين ضغطاً على اسرائيل للامر عينه. يشار الى ان اتصالات رئيس الحكومة تلت خروقاً جوية اسرائيلية ليلاً في الجنوب.
ثانياً: عودة الملف الفلسطيني إلى الواجهة مجدداً من مدخل الزيارة التي بدأها الوزير الفلسطيني لشؤون اللاجئين عباس زكي رسمياً أمس، حيث لفت ترؤسه لوفد من فصائل منظمة التحرير الفلسطينية في لقاءيه بكل من رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة ووزير الخارجية فوزي صلوخ، كما لفت أيضاً ان تشكيل وفد فلسطيني موحد إلى الحوار مع لبنان لا يزال يخضع لنقاش فلسطيني ـ فلسطيني لم تُحسم نتائجه بعد، ما أوحى بأن الحوار اللبناني مع منظمة التحرير والسلطة الفلسطينية "أسهل" منه مع الفصائل غير المنضوية في المنظمة. وفي هذا السياق، وإذ أبدى زكي اعتقاده "اننا سنصل إلى اتفاق فلسطيني داخلي، ولو اختلفنا يكون الاختلاف على الساحة اللبنانية"، أكد في المقابل "نحن وفد الشرعية، وفد منظمة التحرير الفلسطينية". ووجّه المسؤول الفلسطيني رسالة طمأنة إلى لبنان في قوله "نطمئن اللبنانيين جميعاً اننا تحت سيادة القانون واننا ضيوف وشركاء في الهمّ اللبناني ولن نكون في مواجهة أي مصلحة لبنانية".
وأضاف "ان ثمة حلاً لأي مشكلة مستعصية على قاعدة احترام القانون اللبناني والتطلع إلى حياة لا تهدّد السلم الأهلي". وأعلن زكي ان "جملة من الإجراءات اتخذت في لبنان على الصعيدين القانوني والإداري في ما يتعلق بالحقوق المدنية وقضايا عالقة أخرى وكل قضية وجدنا لها حلاً".
وإذ لفت إلى "اننا كنّا طرحنا على الرئيس السنيورة الحقوق المدنية وموضوع التمثيل الفلسطيني والرؤية الأمنية ومسألة تطوير العلاقات السياسية منها في المقدمة"، أكد الأمل في "أن يكون الوجود الفلسطيني رافعة وليس عبئاً على لبنان"، مشدّداً على "اننا لن نكون متعارضين مع الاخوة في لبنان في ما يتعلق بسيادته وقانونه"، وعلى "كلّ الثقة بالحكومة والشعب والجيش في لبنان"، موضحاً ان "الحوار بدأ وان ثمة لجاناً فنية ستتابع ما اتفقنا عليه (..)".
وعلى صعيد الملف الفلسطيني أيضاً، علمت "المستقبل" انه سيطرح في جلسة مجلس الوزراء اليوم من خارج جدول الأعمال في ضوء ما تم التوصل إليه مع الوزير الفلسطيني، وذلك في إطار التأكيد على ما سبق لمجلس الوزراء أن قرره لجهة رفض السلاح الفلسطيني خارج المخيمات. كذلك يبحث المجلس موضوع المازوت من خارج جدول الأعمال.
ثالثا : في غضون ذلك، كرّر الرئيس السنيورة القول إن "ليس ثمة شروط سياسية بالنسبة إلى مؤتمر دعم لبنان". وأوضح أن تأجيل موعد المؤتمر إلى مطلع السنة المقبلة يعود إلى انه "علينا أن نكون متفقين في ما بيننا كلبنانيين حول البرنامج الاقتصادي والمالي والإداري الذي ينطلق من المصلحة اللبنانية وهذا يستدعي المزيد من الوقت حتى مطلع العام المقبل".
وجدّد السنيورة في مجال آخر التشديد على ان "من يرتكب جريمة إرهابية أو من تسوّل له نفسه ارتكاب مثل هذه الجريمة لن يفلت من المحاسبة والعقاب مهما مرّت الأيام، وهذا موقف اللبنانيين جميعاً".
وردّ على الانتقادات حول مطالبته بترسيم الحدود اللبنانية ـ السورية، فاعتبر ان "ترسيم الحدود خطوة نحو تعزيز العلاقات وليس نحو فصل العلاقة، وهي خطوة لإزالة أي صواعق وأي اشكالات بين البلدين (..)".
رابعاً: في هذا الوقت، اعلن رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط انه ينتظر "ما هو الكلام الذي سيقوله الرئيس بشار الاسد (اليوم)"، وتمنى ان يكون كلامه "بمستوى الحدث حرصاً على سوريا وحرصاً على الحقيقة".
واضاف ان الامين العام للجامعة العربية "عمرو موسى قال ان امراً ما سيحدث غداً (اليوم) في سوريا، سنرى ولا استطيع ان استبق الامور". لكن جنبلاط اكد ان "القرار 1636 واضح ولا بد من الاستجابة الى الشرعية الدولية
خامساً: على صعيد آخر، علمت "المستقبل" ان المشاورات بين البعثات الديبلوماسية في لبنان لا تزال مستمرة لدراسة الموقف الواجب اتخاذه من حفل الاستقبال الذي يقيمه رئيس الجمهورية اميل لحود في قصر بعبدا في عيد الاستقلال يوم 22 تشرين الثاني الجاري. وفيما تأكد ان ثمة رغبة من قبل السفراء المعتمدين في لبنان لحضور العرض العسكري في المناسبة، تأكّد في المقابل ان ثمة ميلاً الى مقاطعة حفل الاستقبال في بعبدا، بالنسبة الى السفراء، حيث علم انّ سفراء الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا لن يشاركوا فيه. وذكرت مصادر ديبلوماسية غربية لـ"المستقبل" ان "هذه الخطوة تهدف الى توجيه رسالة الى الرئيس لحود بأن الموقف الدولي سلبي منه وانّ استقالته مرغوبة".
تزامن ذلك مع اعلان الرئيس السنيورة ان مشاركته في حفل الاستقبال "موضوع نتداول فيه وإن شاء الله خيراً"، كما تزامن مع ما نُقل عن لحود أمس من انّه "يستغرب الحملات غير المسؤولة التي تتعرض لها رئاسة الجمهورية والتي وصلت الى حدّ تصوير ان التغيير في الرئاسة ممرّ اجباري الى تغيير الظروف في لبنان". ورأى لحود ان "من يتحمّل مسؤولية حالة الجمود والمراوحة هم الذين يمعنون في استخدام ملفات وقضايا يفترض ان تظل في منأى عن التوظيف السياسي (..)".
صحيفة الأنوار :
قالت "الأنوار" ان عشية الخطاب الذي سيلقيه الرئيس بشار الاسد اليوم اعلنت لجنة التحقيق الدولية السورية في اغتيال الرئيس رفيق الحريري انها تستجوب المسؤولين الستة الذين طلب المحقق الدولي ميليس استجوابهم في المونتفردي وانها اتخذت قرارا بمنعهم من السفر كتدبير احترازي. ودعت اللجنة السورية ميليس لزيارة دمشق وتوقيع مذكرة تفاهم لتأمين التعاون المطلوب.
وقالت القاضية غادة مراد رئيسة اللجنة القضائية التي شكلتها سوريا في رسالتها الى ميليس (اذ نأمل موافقتكم على هذه الزيارة نقترح في هذا الصدد توقيع مذكرة تفاهم مع لجنتكم لتحقيق التعاون المطلوب). واضافت انها مستعدة للتعاون والتنسيق الكامل معكم من اجل التوصل الى الحقيقة التي نتوخاها جميعا وانها تريد بحث افضل سبل وآليات التعاون بين اللجنتين. وذكرت الوكالة السورية ان الرسالة ارسلت الى ميليس يوم الثلاثاء وقال مسؤولون في الامم المتحدة في نيويورك ان المنظمة الدولية على علم بالدعوة السورية لكن ليس لديها تعليق. ولم تشر الرسالة مباشرة الى طلب ميليس باستجواب ستة مسؤولين سوريين في لبنان. ولكن المتحدث باسم لجنة التحقيق السورية ابراهيم الدراجي قال ان اللجنة بدأت تحقيقاتها مع السوريين الذين وردت اسماؤهم في تقرير القاضي ميليس وفي الرسالة التي وجهها القاضي الالماني الى دمشق بشأن استجواب اشخاص سوريين)، واضاف (كتدبير احترازي اتخذت اللجنة قرارا بمنعهم من السفر بدون ان يحدد اسماء بعينها).
وقالت وكالة (فرانس برس) ان الستة هم رئيس الاستخبارات العسكرية اللواء آصف شوكت والرئيس السابق للاستخبارات الداخلية اللواء بهجت سليمان والرئيس السابق لجهاز الامن والاستطلاع في القوات السورية التي كانت تعمل في لبنان العميد رستم غزالي، اضافة الى العميد جامع جامع والمسؤول في فرع فلسطين في المخابرات العميد عبد الكريم عباس والخبير في الاتصالات والانترنت في المخابرات العميد ظافر اليوسف. واضافت "الأنوار" ان الرئيس بشار الاسد استقبل امس الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى الذي عبر عن التفاؤل بتنسيق سوريا وتعاونها مع التحقيق الدولي. وقال (لقائي مع الاسد كان هاما وتمحور حول موضوعين اساسيين الموضوع السوري والوضع في العراق). وقال موسى للصحافيين بعد لقائه وزير الخارجية فاروق الشرع علمت واطلعت على عدد من الرسائل المتبادلة التي تصب في خانة التعاون. هناك موقف واضح والتزام معلن من وزير الخارجية في مجلس الامن ولاحقا بالتعاون وسيكون هناك تنسيق تام واضاف انا متفائل من حيث التنسيق والتعاون.
وردا على سؤال حول ما اوردته معلومات صحافية عن اقتراح بان تقوم اللجنة الدولية باستجواب المسؤولين الامنيين السوريين في القاهرة بدل لبنان اكتفى موسى بالقول الامر ليس بالدقة التي تتكلمون عنها لم يطلب منا احد ذلك حتى الان. وقال عبد الله الدردري نائب رئيس الوزراء السوري للشؤون الاقتصادية في مؤتمر صحافي في المنامة حول المكان الذي سيتم فيه التحقيق مع المسؤولين السوريين (ان هذا الموضوع متروك للجنة الوطنية واللجنة الدولية تناقشانه).
واضاف (كما ذكر السيد الرئيس بشار الاسد اي مواطن سوري يثبت بانه متورط في هذا الموضوع فهو خائن ويجب ان يحاكم في سوريا او خارج سوريا بهذه الصفة). وكرر تأكيد تعاون بلاده بشكل كامل مع التحقيق منتقدا اتهامه سوريا بعدم التعاون. وقال (سوريا ملتزمة بالتعاون الكامل مع لجنة التحقيق الدولية وشكلت لجنة وطنية للتحقيق وقد دعونا اليوم السيد ميليس ولجنته لزيارة سوريا لوضع الية التنسيق بين اللجنة الوطنية واللجنة الدولية بما يضمن التعاون الكامل وشفافية هذا التعاون).
واضاف (ان شفافية هذا التعاون من مصلحتنا لاننا اقول صراحة عندما تعاونا في المرحلة الاولى واؤكد اننا تعاونا بشكل كامل، فوجئنا بعد ذلك وكانت مفاجأة صارخة بان التقرير اشار الى عدم التعاون الكامل لذلك نحن نصر اكثر من غيرنا على شفافية التعاون). وفي جده استقبل العاهل السعودي الملك عبدالله امس الامين العام للامم المتحدة كوفي عنان الذي اعرب عن امله في ان تواصل الرياض حثها دمشق على التعاون مع التحقيق الدولي باغتيال الحريري. وصرح عنان للصحافيين عقب محادثات مع العاهل السعودي انه دعا الرياض الى مواصلة حثها سوريا للتعاون مع التحقيق.
وردا على سؤال حول ما اذا كان قد تلقى تطمينات بان واشنطن لن تشن عملا عسكريا ضد سوريا لتغيير النظام فيها، قال عنان (ان ذلك يتطلب بعض التغير في تصرفات حكومات معينة). واضاف (اعتقد انه لو حدث ذلك التغيير، فلا ارى اية حاجة الى اي مبادرة أخرى او اي نوع من العمل الذي يشير اليه سؤالكم). وقال في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية الامير سعود الفيصل (عندما ينتهي ميليس من عمله فيجب محاسبة اي شخص يدان او يتهم في اغتيال الحريري دون خوف او محاباة بغض النظر عن منصب ذلك الشخص). واكد عنان ان السعودية (تحظى بموقع القيادة في هذه المنطقة، وأرغب من السعودية حث الحكومة السورية على التعاون التام مع ميليس واحترام قرار مجلس الامن)، مطالبا سوريا بالتعاون او مواجهة العواقب.
واضاف (لقد عملت سوريا معنا مؤخرا على سحب قواتها من لبنان وبقيت بعيدة عن الانتخابات اللبنانية، وعليها ان تواصل تعاونها بالعمل مع ميليس لنصل الى الحقيقة). واكد انه (من مصلحة سوريا ومن مصلحة المنطقة ان ينفذ السوريون قرار مجلس الامن، واعتقد ان السعودية تستطيع بنفوذها توجيه سوريا في الاتجاه الصحيح). وقال عنان (في المحادثات التي اجريتها مع الحكومات بما فيها حكومة الولايات المتحدة، اعربت الحكومات عن رغبتها في ان ترى تعاونا سوريا تاما ومساعدة على الوصول الى الحقيقة). واضاف (كما ان الحكومات ترغب في ان ترى وضعا في المنطقة لا تتدخل فيه الحكومات في شؤون بعضها البعض وحيث لا تسمح اية حكومة للعناصر الاجرامية بعبور حدودها الى بلد اخر).
وصرح ستيفان دوجاريك المتحدث باسم عنان لوكالة (فرانس برس) ان الامين اوضح بشكل جلي انه يحث سوريا على التعاون واضاف ان مصر والسعودية تلعبان دور في ذلك ونأمل في ان تستمرا في لعب هذا الدور). واوضح المتحدث ان عنان الغى زيارته الى الاردن بعد التفجيرات. وكان الامين العام للامم المتحدة قد ابلغ الرئيس المصري حسني مبارك قبل مغادرته القاهرة الى جدة ان لجنة التحقيق الدولية طلبت من دمشق استجواب ستة مسؤولين سوريين والتحقيق معهم.
وقال المتحدث باسم الرئاسة المصرية سليمان عواد (نقل كوفي عنان الى الرئيس مبارك ان ميليس ارسل رسالة الى الجانب السوري تطلب الاستجواب والتحقيق مع ستة من مسؤولي سوريا). واضاف (ان فاروق الشرع وزير الخارجية السورية رد بخطاب على ذلك وان سوريا تتطلع لترتيبات تكفل التعاون بين لجنة الامم المتحدة واللجنة القضائية التي انشأتها سوريا الاسبوع الماضي للتحقيق). وتابع المتحدث ان مبارك وعنان اتفقا والتقت وجهات نظرهما مع ضرورة التعامل بحكمة في ما يتعلق بتنفيذ القرار 1636 وعلى ان سوريا ماضية في تعاونها مع لجنة التحقيق الدولية برئاسة ميليس. وحول ما يتردد عن عقد قمة عربية مصغرة في اطار جهود الرئيس مبارك قال سليمان عواد انه (ليس لديه معلومات رسمية تشير الى هذه القمة وان هذه التقارير ليس لها اي اساس).
وحول شكل ومكان محاكمة المتهمين في قضية الحريري قال المتحدث الرسمي ان (هذا الكلام مطروح وغير ان التركيز الان هو كيف يمكن تحقيق تقدم في التعاون القائم والمستمر في سوريا ولجنة التحقيق حتى يأتي ميليس بتقرير الى مجلس الامن في منتصف كانون الاول يشير الى استمرار هذا التعاون لرفع الضغوط عن سوريا).
صحيفة صدى البلد :
كتبت "صدى البلد" تقول ان الأنظار تتجه الى دمشق اليوم لترقب المواقف التي سيعلنها الرئيس السوري بشار الأسد في الخطاب الذي سيلقيه في مدرج جامعة دمشق حيث يتوقع ان يحدد فيه مواقف سورية من الضغوط التي تتعرض لها على مختلف المستويات، وكذلك مما تضمنه القرار الدولي الرقم 1636 والأوضاع في المنطقة، وما هو مطروح في شأنها من أفكار ومشاريع على الساحتين الاقليمية والدولية. وقالت مصادر واسعة الاطلاع في دمشق ل "صدى البلد" ان خطاب الأسد يتضمن المحاور الآتية:
ـ التوجه السوري المرتقب في إطار السياسة العامة الداخلية للمرحلة المقبلة.
ـ التوجه السوري إزاء المعادلة الجديدة إقليمياً ودولياً وطريقة الانخراط في ما يسمى النظام العالمي الجديد.
ـ الرفض التام للمخططات الأميركية والاسرائيلية الهادفة الى إخضاع المنطقة وترهيبها وفرض خريطة جديدة بمنطق القوة الذي مهما طال لا بد ان يتراخى تدريجياً ويتراجع.
ـ التأكيد ان سورية دولة متعاونة مع الشرعية الدولية كانت ولا تزال وستبقى ولها مصالحها وحقوقها وهي تؤدي واجباتها والتزاماتها ضمن منطق القانون.
وقالت مصادر مطلعة على الموقف السوري ل "صدى البلد" ان دمشق قررت التعاون الى أقصى الحدود مع المجتمع الدولي في إطار البحث عن الحقيقة في جريمة اغتيال الحريري وغيرها، ولكنها في الوقت نفسه أعدت العدة لاحتمال المواجهة في حال ظل سيف التهديد والضغوط مصلتاً عليها للتخلي عن ثوابتها وخياراتها الوطنية والقومية. وكشفت هذه المصادر ان سورية رفضت عرضاً قدمه الرئيس المصري حسني مبارك يدعوها الى قيادة قوة ردع عربية في العراق مقابل ان يعود دورها الى لبنان، ولفتت الى ان الرئيس الأسد قال لمبارك "ان سورية لم تخرج من لبنان لكي تدخل الى العراق".
وفي معرض البحث في موضوع التعاون السوري مع لجنة التحقيق الدولية، قال الأسد لنظيره المصري: "ان القمر الصناعي السوري ليس هو من شوش على الاتصالات عندما وقعت جريمة اغتيال الحريري وان الذين صورت أقمارهم مسرح الجريمة هم من يعرفون الحقيقة في هذه الجريمة وعليهم ان يضعوها في تصرف لجنة التحقيق الدولية".
وعشية الخطاب الرئاسي السوري، افاد مراسل "صدى البلد" جوني عبو من دمشق ان لجنة التحقيق القضائية السورية الخاصة بدأت بعد ظهر امس استجواب عدد من المسؤولين السوريين الذين وردت اسماؤهم في تقرير القاضي ديتليف ميليس المحقق الدولي في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري. وقال الناطق الرسمي باسم اللجنة الدكتور ابراهيم دراجي ل "صدى البلد" ان اللجنة اتخذت تدابير احترازية بمنع مغادرة هؤلاء المسؤولين الاراضي السورية, وأوضح "ان منع السفر لا يعني اقامة جبرية وان المسؤولين الواردة اسماؤهم في تقرير ميليس سيخضعون "قانونا" ومن دون استثناء للمساءلة وقد وضعوا تحت تصرف اللجنة منذ اليوم (امس)".
واعتبر دراجي ان اللجنة السورية برئاسة النائب العام للجمهورية القاضية غادة مراد "تملك صلاحيات مطلقة" مشيرا الى "ان المنطق القانوني يقول باستجواب الجميع". وقبل ان يرد دراجي على سؤال "صدى البلد" حول مدى تعاون القضاء اللبناني وتجاوبه مع طلب اللجنة السورية اطلاعها على ملفات التحقيق اللبناني تمنى "ان يساعد القضاء اللبناني القضاء السوري في الوصول الى الحقيقة".
وأكد دراجي "ان لا رد لبنانياً على الطلب السوري حتى اليوم (امس)".
وقال: "ان اللجنة السورية ابلغت قرارها الى جميع الشخصيات السورية الواردة اسماؤها في تقرير ميليس" لكنه عاد واكد "ان منع السفر الاحترازي سيطبق مبدئيا على الشخصيات الست الواردة اسماؤهم في طلب ميليس وان وزير الخارجية فاروق الشرع وغيره من المسؤولين السوريين الذين لديهم سفر الى الخارج لتمثيل سورية في المحافل الدولية لم يطبق عليهم منع السفر الاحترازي".
وأوضح: "ان اللجنة السورية ستطلب الى التحقيق كل من تراه مناسبا من المسؤولين وغير المسؤولين. ولفت الى ان منع السفر على الضباط الستة يجب ان يفهم منه ضرورة الفصل بين صلاحيات اللجنة باجراء التحقيق الخاص وبين البحث في آلية التعاون مع السيد ميليس لفرض تمكينه من الالتقاء بهذه الشخصيات". وتمنى "ان يستجيب السيد ميليس للدعوة التي وجهت اليه لزيارة سورية" مؤكدا ان المنع من السفر هو امر يمكن الا يؤثر على آلية التعاون التي ستبحث مع السيد ميليس".
وفي معلومات ل "صدى البلد" ان احد الضباط الكبار المطلوبين للتحقيق قد حضّر بعض الكتب التي يحبذ قراءتها في سكون وهدوء مستفيدا من عدم ضياع الوقت لتكوين مخزون فكري وثقافي مفيد. وتردد ان هؤلاء الضباط هم رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية اللواء آصف شوكت (صهر الرئيس الأسد) ورئيس الاستخبارات الداخلية السابق اللواء بهجت سليمان ورئيس جهاز الأمن والاستطلاع للقوات السورية التي كانت منتشرة في لبنان العميد رستم غزالة ومعاونه في بيروت العميد جامع جامع والعميد في فرع فلسطين عبد الكريم عباس والعميد الخبير في الاتصالات والانترنت ظافر يوسف.
وكان سبق هذا التدبير السوري نهاراً دعوة وجهتها اللجنة القضائية السورية الخاصة الى ميليس لزيارة دمشق لتوقيع مذكرة تفاهم لتحديد آليات التعاون في التحقيق. وأفادت الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا) الرسمية ان رئيس اللجنة السورية القاضية غادة مراد وجهت رسالة الى ميليس أمس دعته فيها الى "زيارة سورية (...) في الوقت الذي تقترحونه (...) للبحث في أفضل سبل آليات التعاون بين اللجنتين (السورية والدولية)". وبعد ان عبرت مراد عن أملها في موافقته على هذه الدعوة, اقترحت "توقيع مذكرة تفاهم مع لجنتكم لتحقيق التعاون المطلوب". وأكدت الرسالة ان "اللجنة القضائية السورية الخاصة المشكلة للتحقيق مع الأشخاص السوريين من مدنيين وعسكريين في كل ما يتصل بمهمة لجنتكم (الدولية) تقدر دقة المهمة الموكولة اليكم وحرصكم الأكيد على جلاء الحقيقة كاملة (...) وتعرب لكم عن استعدادها للتعاون والتنسيق الكامل معكم من أجل التوصل الى الحقيقة".
وكان لبنان وقع مع لجنة التحقيق الدولية مذكرة تفاهم تحدد آليات التعاون وتعطي القضاء اللبناني وحده حق اصدار مذكرات التوقيف بحق المشتبه فيهم في جريمة اغتيال الحريري. وفي هذه الأثناء قال نائب رئيس الوزراء السوري للشؤون الاقتصادية عبدالله الدردري في مؤتمر صحافي عقده في المنامة التي يزورها حالياً ان المكان الذي سيتم فيه التحقيق مع المسؤولين السوريين متروك للجنة الوطنية واللجنة الدولية ليناقشاه".
وأضاف: "كما ذكّر السيد الرئيس (السوري بشار الأسد) أي مواطن سوري يثبت بأنه متورط في هذا الموضوع فهو خائن ويجب ان يحاكم في سورية او خارج سورية بهذه الصفة". وعلى صعيد التحقيق الدولي واللبناني لم يرشح أمس أي جديد في هذا المجال, وبدا ان الجهات المعنية به تنتظر تبلور صيغة التعاون العملية بين دمشق وميليس قبل الاقدام على أي خطوات قضائية. الى ذلك تنشر صحيفة "الرأي العام" الكويتية نقلاً عن "مصادر ديبلوماسية غربية في بيروت" معلومات مفادها ان المقدم (أ. أ) أحد معاوني المدير العام السابق للأمن العام اللواء الركن جميل السيد اعترف في التحقيقات التي أجرتها معه لجنة التحقيق الدولية "انه كان عضواً أساسياً في وحدة منفصلة للتنصت أسسها السيد لأمرته الخاصة ومن خارج التنصت المعروف التابع للاستخبارات اللبنانية ـ السورية وبمعزل عنه" وحسب المصادر نفسها ان هذا المعاون "كشف مكان وجود مئات الأقراص المدمجة التي تتضمن آلاف الساعات من التسجيلات الصوتية لأمنيين وسياسيين لبنانيين وسوريين بينها مكالمات وصفت بـ"الدقيقة" تمت بين مسؤولين لبنانيين رفيعي المستوى ومسؤولين سوريين قبل أسابيع من اغتيال الحريري تتناول مواقفه وتحركاته الداخلية سياسياً وكيفية التصدي لها".
أما على الصعيد السياسي فكان البارز اللقاء الذي انعقد في قصر بعبدا بين رئيس الجمهورية العماد اميل لحود ورئيس الحكومة فؤاد السنيورة, الذي حرص على التأكيد ان ليس هناك أي رابط بين تأجيل مؤتمر دعم لبنان الى مطلع السنة الجديدة وموضوع القرار 1559. ودافع السنيورة مجدداً عن موقفه الداعي الى ترسيم الحدود بين لبنان وسورية وقال: "ان هذا الأمر مفيد للبلدين" وانه "ليس بدعة جديدة" مشيراً الى ترسيم الحدود الذي أجرته المملكة العربية السعودية مع 7 دول عربية تجاورها. وعندما سئل السنيورة هل سيشارك في حفل الاستقبال التقليدي الذي يقام في القصر الجمهوري لمناسبة عيد الاستقلال قال: "هذا الموضوع نتداول فيه, وان شاء الله خيراً".
وفي موقف لافت قال نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم في تصريح بثته قناة "الجزيرة" الفضائية, مساء أمس "ان ادانة قياديين سوريين في اغتيال الحريري لا تعني ادانة النظام السوري. والضغط على سورية او زعزعة الاستقرار فيها يعني زعزعة الاستقرار في المنطقة برمتها بما في ذلك لبنان والسعودية". وأضاف: "نحن نعتبر ان القرار 1636 لم يكن قراراً منسجماً مع التحقيق الدولي وانما كان قراراً يستهدف سورية بالتحديد, لأن المسار الأميركي ليس مسار البحث عن الحقيقة. بكل وضوح نحن نرى ان التحقيق هو أشبه بأسلحة الدمار الشامل العراقية بالنسبة لسورية, يتخذ مطية من أجل ايجاد تعديلات في الواقع السوري, وفي الخريطة الموجودة في المنطقة. نرفض هذا القرار لأن ما يجري في سورية يعنينا, ليس لأننا خائفون بل لأن أي ضغط على سورية, وأي عمل يؤدي الى زعزعة الاستقرار السوري سينعكس على المنطقة ومنها لبنان والسعودية. ونحن مع الاستقرار في المنطقة وليس مع زعزعتها".
واذ تساءل قاسم: ما هو الرابط بين التحقيق والنظام في سورية قال: "يفترض ان يجرى التحقيق وفقاً للأصول القضائية. من يدان سواء كان من عناصر سورية او عناصر لبنانية يجب ان يحاكم وفقاً للأصول القضائية, وهذا أمر مسلم به لكن ان يكون الأمر معبراً لمحاكمة نظام او لايجاد تعديل في المواقع السياسية في المنطقة او لتبرير سياسات أميركية لمصلحة إسرائيل فهذا أمر نرفضه". وسئل قاسم: يعني اذا أدين قياديون سوريون فأنتم ترفضون ادانة النظام؟ فأجاب: "المدان هو من تثبت عليه الادانة بالأدلة, وبالتالي نعم في لبنان او في سورية يمكن ان تثبت الادانة على أشخاص ولا تثبت على آخرين, او لا تثبت على نظام. وهذا الادعاء بأنه لا يمكن الا ان تكون سورية على علم في الموضوع فماذا نقول عن أحداث 11 أيلول, اذا, لا يمكن الا ان يكون بوش على علم في هذا الموضوع, وكذلك التفجيرات التي حصلت في لندن وهكذا...".
صحيفة اللواء:
قالت "اللواء" ان لبنان ينتظر، وسوريا معه بالطبع، المواقف التي سيعلنها الرئيس السوري بشار الأسد، الذي سيوجّه خطابه عند الحادية عشرة من قبل ظهر اليوم، من مدرّج جامعة دمشق، في مرحلة بالغة الحساسية بالنسبة الى سوريا وعلاقاتها العربية والدولية، في ضوء القرار 1636 الذي دعا سوريا الى تعاون كامل وغير مشروط مع لجنة التحقيق الدولية في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، علماً أن هذا الخطاب هو الثاني للرئيس الأسد، في أقل من تسعة أشهر، ويرجّح أن يُعلن فيه مواقف في ما يتعلق بالتعاون مع لجنة التحقيق، تماماً مثلما أعلن في خطابه الأول الذي ألقاه أمام مجلس الشعب السوري في الخامس من آذار الماضي، والذي أعلن فيه قرار الانسحاب من لبنان· ولاحظت مندوبة "اللواء" في دمشق ناهد الحسيني أن الخطاب يأتي وسط تفاهم عربي ودولي على الاستقرار في سوريا وفي خضم حركة دبلوماسية ناشطة يتولاها على الصعيد الدولي مباشرة الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان، الذي انتقل من القاهرة بعد لقاء الرئيس المصري حسني مبارك الى المملكة العربية السعودية، حيث قابل خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، فيما يتولى الشق العربي من هذه الحركة الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى الذي توّج لقاءاته في دمشق بلقاء الرئيس الأسد، مبشّراً بأجواء إيجابية بخصوص التعاون مع لجنة التحقيق الدولية· كما يأتي الخطاب في ضوء إجراءات عملية اتخذتها اللجنة القضائية السورية الخاصة بالتحقيق في جريمة اغتيال الرئيس الحريري، تمثّلت بمباشرة التحقيق مع الضباط السوريين الستة الذين طلب رئيس اللجنة الدولية القاضي الألماني ديتليف ميليس الاستماع إليهم في مقر اللجنة في فندق المونتيفردي، ثم الإعلان عن منعهم من السفر كتدبير احترازي وفقاً لمصدر سوري، وكذلك بالرسالة التي وجهتها رئيسة اللجنة السورية القاضية غادة مراد الى ميليس ودعوته الى زيارة دمشق لتوقيع مذكرة تفاهم لتحديد آليات التعاون في التحقيق· وقالت مصادر سورية أن اتصالات سورية مباشرة جرت مع القاضي ميليس تناولت آليات التحقيق مع الضباط الستة الذين جرى التحقيق معهم من قبل اللجنة السورية الخاصة، فضلاً عن مكان الاستجواب وآلية التوقيف إذا كان هناك من توقيف·
وأوضحت مصادر أخرى، أن المحادثات التي جرت في دمشق وتولاها موسى، تناولت أيضاً عملية السلام في المنطقة، وكذلك الوضع في العراق· وعُلم أن إجراءات اتخذها الرئيس الأسد خلال الأيام الماضية تتعلق بتشكيلات ومناقلات داخل أجهزة السلطة في سوريا· واضافت "اللواء" ان عمرو موسى كان قد أكد عقب اجتماعه مع الرئيس الأسد، ووزير الخارجية فاروق الشرع، أنه جاء الى دمشق للتباحث والتشاور في الوضع الحالي في سوريا والعراق· ونفى موسى ما تردد في وسائل الإعلام حول اقتراحه استجواب المسؤولين السوريين تحت مظلة الجامعة العربية في ما يخص التحقيق باغتيال الرئيس الحريري، وقال: "لم يطلب منا اي أحد مثل هذا الطلب"· وقال موسى: "لقد علمت واطلعت على عدد من الرسائل المتبادلة التي تصب في خانة التعاون السوري مع لجنة التحقيق السورية، وكما يعلم الجميع كانت هناك تأكيدات من الحكومة السورية بأنها ستتعاون مع اللجنة بشكل كامل، لأن من مصلحتها ومصلحة الجميع ان تظهر الحقيقة بيّنة وجليّة بالنسبة لجريمة اغتيال الحريري"·
وأضاف: "ان"الامور تسير بطريق طبيعي بالنسبة للتعاون السوري مع لجنة التحقيق الدولية، ونحن بصدد تنفيذ قرار 1636 الصادر مؤخراً من مجلس الأمن"· ورداً على سؤال ما اذا كان هناك اي تنسيق عربي لأخذ ضمانات بالنسبة الى التحقيق قال موسى: "هذا الشأن ليس منصوصاً عليه في مجلس الأمن الدولي ولا تستطيع الجامعة أن ترسل مراقبين لمثل هذه التحقيقات وان الامور تعالج بين الحكومة السورية والقاضي ميليس والأمم المتحدة التي صدر عنها القرار الاخير وهذه الامور رهن التشاور والتفاهم"·
وحول اجتماع لقمة عربية طارئة قال موسى: "لا يوجد اي قمة طارئة وأن هذا الموضوع غير مطروح الآن"، مضيفاً ان الجامعة العربية "لا تتوقف عن متابعة كل القضايا والمشاكل والمواقف الحساسة العربية وكما ترون نتحرّك من العراق الى سوريا ونعمل كل ما نستطيع"· تجدر الاشارة الى ان خطاب الاسد سينقل على الهواء مباشرة عبر شاشات التلفزة المحلية والفضائية· وقال الياس مراد رئيس تحرير صحيفة "البعث" الناطقة باسم الحزب الحاكم في سوريا: ان الخطاب الذي سيلقيه الأسد "أهم خطاباته" خاصة في ظرف تتعرض فيه سوريا لأشد الضغوط·
وأضاف قائلاً: "إنه من الطبيعي ان يستعرض حديث الرئيس جملة الاحداث التي سبقت ورافقت القرار 1636، كما سيتناول الاجراءات الداخلية المقدمة عليها البلاد خاصة بعد ان أخذت اللجنة المركزية قراراً "بمعالجة النتائج السلبية لإحصاء 1962 في المناطق الشمالية الشرقية وطرحها قانون الاحزاب للنقاش العام مع اطلاق سـراح 190 معتقلاً سياسياً"·
كما أشار مراد الى انه من الممكن ان يتناول الرئيس الاسد الموقف السوري من مجمل الضغوط وموضوع طلب التحقيق والتوجه القادم خاصة ان سوريا شكّلت لجنتها القضائية للتحقيق في عملية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري· وقال عضو مجلس الشعب السوري ياسر المحلاوي لـ"رويترز": ان الرئيس الاسد قد يلقي بعض الضوء بصورة عامة على مسألة التعاون مع لجنة التحقيق الدولية، لكن التفاصيل ستحال الى اللجنة القضائية السورية·
وأضاف: "ان الحديث لا يدور حول شروط سوريا، وانما حول نقاط بشأن كيفية الاتفاق على تلبية مطلب لجنة التحقيق مع الالتزام بالاتفاقات بين لبنان وسوريا وبالقانون الدولي وبالسيادة الوطنية السورية· وقال اعضاء في حزب البعث ان كلمة الاسد ستركز بقوة على الاصلاحات الداخلية في محاولة لحشد الدعم الشعبي، في حين تقع سوريا تحت ضغط دولي متزايد يمكن ان يؤدي في نهاية الامر الى عقوبات اقتصادية· ونقلت "رويترز" عن المحلل السياسي وعضو حزب البعث احمد الحاج علي قوله ان هذه الكلمة ستكون نقطة تحول، وستأتي كرد حقيقي من المنبع مباشرة لتقضي على التكهنات· وقال الحاج علي انه فيما يتعلق بالاصلاحات فقد اتخذ القرار وتم رسم مخططات أولية عريضة لكنها تحتاج الى تنشيطها· واضاف ان الكلمة يجب ان تكون شاملة وايجابية في ما يتعلق بالمسائل الداخلية· وكان مؤتمر حزب البعث في حزيران الماضي وافق على بدء مجموعة من الاصلاحات السياسية والاقتصادية تشمل وضع قانون جديد للسماح بقيام احزاب سياسية مستقلة· ويتوقع اعضاء في حزب البعث ان يعجل الاسد بذلك القانون وان يمنح الجنسية لآلاف الاكراد الذين يعيشون في سوريا، لكن احصاء عام 1962 تركهم بلا جنسية في منطقة الحسكة في الشمال الشرقي·
وقال الحاج علي ان الكلمة يمكن ان تشرح الى اي مدى سيمضي قانون الاحزاب في ما يتعلق بفصل حزب البعث عن الدولة· واشارت "اللواء" الى انه في نفس السياق، اعلن مصدر رسمي امس ان اللجنة القضائية السورية الخاصة دعت ديتليف ميليس رئيس لجنة التحقيق الدولية في اغتيال رفيق الحريري الى زيارة دمشق لتوقيع مذكرة تفاهم لتحديد آليات التعاون في التحقيق· واكدت الرسالة ان اللجنة القضائية السورية الخاصة المشكلة للتحقيق مع الاشخاص السوريين من مدنيين وعسكريين في كل ما يتصل بمهمة لجنتكم (الدولية) تقدر دقة المهمة الموكولة إليكم وحرصكم الأكيد على جلاء الحقيقة كاملة (···) وتعرب لكم عن استعدادها للتعاون والتنسيق الكاملين معكم من اجل التوصل الى الحقيقة"· وتركت الرسالة لميليس تحديد موعد الزيارة في الوقت الذي يقترحه للبحث في افضل سبل وآليات التعاون بين اللجنتين· وكانت الحكومة اللبنانية وقعت مع لجنة التحقيق الدولية على تفاهم يحدد آليات التعاون ويعطي القضاء اللبناني وحده حق اصدار مذكرات التوقيف بحق المشتبه بهم· ومن جهته اعلن نائب رئيس الوزراء السوري للشؤون الاجتماعية عبد الله الدردري، في مؤتمر صحافي في المنامة، ان مكان التحقيق مع المسوولين السوريين الذين طلبت لجنة التحقيق الدولية استجوابهم متروك للجنة الوطنية واللجنة الدولية· وقال: "كما ذكر الرئيس (السوري بشار الاسد) اي مواطن سوري يثبت بأنه متورط في هذا الموضوع فهو خائن ويجب ان يحاكم في سوريا أو خارج سوريا بهذه الصفة"· وكرر تأكيد تعاون بلاده "بشكل كامل" مع التحقيق، منتقداً اتهامه سوريا بعدم التعاون·
وقال: "سوريا ملتزمة بالتعاون الكامل مع لجنة التحقيق الدولية وشكلت لجنة وطنية للتحقيق، وقد دعونا (رئيس لجنة التحقيق الدولية ديتليف ميليس) ولجنته لزيارة سوريا لوضع آلية التنسيق بين اللجنة الوطنية واللجنة الدولية بما يضمن التعاون الكامل وشفافية هذا التعاون"· واضاف: "ان شفافية هذا التعاون من مصلحتنا لأننا أقول بصراحة عندما تعاونا في المرحلة الاولى، وأؤكد اننا تعاونا بشكل كامل، فوجئنا بعد ذلك، وكانت مفاجأة صارخة، بأن التقرير اشار الى عدم التعاون الكامل لذلك نحن نصر اكثر من غيرنا على شفافية التعاون"· على خط التحرك الدولي انتقل الامين العام للامم المتحدة كوفي انان من القاهرة حيث اجتمع الى الرئيس حسني مبارك الى المملكة العربية السعودية·
وافادت وكالة الانباء السعودية (واس) ان خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود استقبل في قصره بجدة امس انان والوفد المرافق له بحضور وزير الخارجية الامير سعود الفيصل· وقالت الوكالة انه جرى خلال الاستقبال بحث مجمل الاوضاع والتطورات على الساحتين الاقليمية والدولية وفي مقدمتها تطورات القضية الفلسطينية والوضع في العراق وكذلك الوضع بعد صدور تقرير قاضي التحقيق الدولي ديتليف ميليس اضافة الى الجهود التي تبذلها الامم المتحدة في مختلف قضايا المنطقة· واستبعد انان تعرض سوريا لعمل عسكري اميركي اذا ما تعاونت مع التحقيق في اغتيال الرئيس الحريري·
وقال للصحافيين عقب محادثات مع العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز انه دعا الرياض الى مواصلة حثها سوريا للتعاون مع التحقيق· وردا على سؤال حول ما اذا كان قد تلقى تطمينات بان واشنطن لن تشن عملا عسكريا ضد سوريا لتغيير النظام فيها، قال انان "ان ذلك يتطلب بعض التغير في تصرفات حكومات معينة"·
واضاف "اعتقد انه لو حدث ذلك التغيير، فلا ارى اية حاجة الى اي مبادرة أخرى او اي نوع من العمل الذي يشير اليه سؤالكم"· وقال انان في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية الامير سعود الفيصل "عندما ينتهي (المحقق الدولي ديتليف) ميليس من عمله (···) فيجب محاسبة اي شخص يدان او يتهم في اغتيال رئيس الوزراء الاسبق رفيق الحريري دون خوف او محاباة بغض النظر عن منصب ذلك الشخص"· واكد انان ان السعودية "تحظى بموقع القيادة في هذه المنطقة، وأرغب من السعودية حث الحكومة السورية على التعاون التام مع ميليس واحترام قرار مجلس الامن"، مطالبا سوريا بالتعاون او مواجهة العواقب· واضاف "لقد عملت سوريا معنا مؤخرا على سحب قواتها (من لبنان) وبقيت بعيدة عن الانتخابات اللبنانية، وعليها ان تواصل تعاونها بالعمل مع ميليس لنصل الى الحقيقة"·
واكد انه "من مصلحة سوريا ومن مصلحة المنطقة ان ينفذوا (السوريون) قرار مجلس الامن، واعتقد ان السعودية تستطيع بنفوذها (···) توجيه سوريا في الاتجاه الصحيح"· وقال "في المحادثات التي اجريتها مع الحكومات بما فيها حكومة الولايات المتحدة، اعربت الحكومات عن رغبتها في ان ترى تعاونا سوريا تاما ومساعدة على الوصول الى الحقيقة"·
واضاف "كما ان (الحكومات) ترغب في ان ترى وضعا في المنطقة لا تتدخل فيه الحكومات في شؤون بعضها البعض وحيث لا تسمح اية حكومة للعناصر الاجرامية بعبور حدودها الى بلد آخر"، في اشارة الى الاتهامات الاميركية بان سوريا تسمح للمسلحين بعبور حدودها للانضمام الى المسلحين في العراق· وكان المتحدث باسم انان ستيفان دوجاريك صرح لوكالة "فرانس برس" في وقت سابق ان الامين العام "اوضح بشكل جلي انه يحث سوريا على التعاون"·
واوضح المتحدث "ان انان سيتوجه اليوم (الخميس) الى عمان حيث سيلتقي الملك عبد الله الثاني وموظفي الامم المتحدة، سواء موظفي مكتب الاردن او الموظفين الذين يتولون الشؤون العراقية"، وسينتقل بعد ذلك الى تونس"·
وفي القاهرة، صرّح المتحدث باسم الرئاسة المصرية سليمان عواد ان انان ابلغ الرئيس حسني مبارك ان لجنة التحقيق الدولية في اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري طلبت من دمشق استجواب ستة مسؤولين سوريين والتحقيق معهم·
وقال: الرئيس مبارك وانان اتفقا على ضرورة التعامل بحكمة في ما يتعلق بتنفيذ القرار 1636، وعلى ان سوريا ماضية في تعاونها مع اللجنة الدولية برئاسة ميليس· وعلى صعيد التحقيقات الجارية في جريمة اغتيال الرئيس الحريري، قالت "اللواء" ان صحيفة "الرأي العام" الكويتية نقلت عن مصادر دبلوماسية غربية في بيروت ان لجنة التحقيق الدولية، حققت اختراقاً مهماً من شأنه ان يؤدي الى كشف الكثير من النقاط التي ما زالت غامضة وتوسيع دائرة التحقيق واعطائه دفعاً غير مسبوق·
وأوضحت المصادر ان احد معاوني المدير العام السابق للامن العام اللواء الموقوف جميل السيد وهو المقدم أ·أ· اعترف في التحقيقات معه انه كان عضواً اساسياً في وحدة منفصلة للتنصت اسسها السيد بإمرته الخاصة ومن خارج نظام التنصت المعروف التابع للاستخبارات اللبنانية والسورية وبمعزل عنه، وكشف مكان وجود مئات الاقراص المدمجة التي تتضمن آلاف الساعات من التسجيلات الصوتية لأمنيين وسياسيين لبنانيين وسوريين بينها مكالمات وصفت بالدقيقة، تمت بين مسؤولين لبنانيين رفيعي المستوى ومسؤولين سوريين قبل اسابيع من اغتيال الرئيس الحريري تتناول مواقفه وتحركاته الداخلية سياسياً وكيفية التصدي لها·
وتوقعت المصادر بأن تكشف التسجيلات التي وصف بعضها بأنه على درجة كبيرة من الحساسية، معطيات جديدة امام التحقيق في جريمة الاغتيال وان تؤدي الى استدعاء عدد جديد من الشهود او المشتبه بهم الى مقر اللجنة الدولية في المونتفردي· وعلمت "اللواء"، الى الدخول "سيرفر" المعلومات للاقراص المدمجة لهذه المكالمات (العقل الالكتروني) تم بواسطة خبراء جرى استقدامهم من الخارج، وانه تم التوصل الى معلومات وصفت بأنها قوية جداً، من شأنها ان توسع التحقيق، وأن تقدم شهوداً جدداً لا يقل عددهم عن 15 شاهداً·
صحيفة الشرق :
قالت "الشرق" ان الساحة اللبنانية حفلت امس بجملة تطورات سياسية وأمنية ابرزها اعلان الاستنفار العام في المخيمات الفلسطينية في الجنوب تحسباً لعدوان اسرائيلي محتمل عليها بعد سلسلة الطلعات التي نفذتها الطوافات المعادية فوق هذه المخيمات. فقد اعلن امين سر حركة "فتح" في لبنان سلطان ابو العينين مساء امس "ان المسلحين الفلسطينيين في حال استنفار عام وحال طوارىء على طول الشاطىء، تحسباً لأي اعتداء اسرائيلي بري او بحري، لا سيما بعد قيام المروحيات الاسرائيلية بالتحليق قبالة مخيم الرشيدية، مترافقة مع تحرك لزوارق بحرية اسرائيلية في المياه الاقليمية قبالة المخيم".
ورأى ان "هذه التحركات الاسرائيلية لم تأت عن طريق الصدفة، وانما لها حساباتها العسكرية، واتخذنا كل الاجراءات في كل المخيمات، تحسباً لأي عدوان طارىء"، معتبراً "ان اي عدوان اسرائيلي لن يكون نزهة، بل سيكلف العدو غالياً". وكان زورقان حربيان اسرائيليان جابا المياه الاقليمية اللبنانية في الجنوب، وأوضحت قيادة الجيش ان الزورقين جابا منذ السادسة مساء امس المياه الاقليمية مقابل عدلون، وبعمق اربعة كيلومترات، وترافق ذلك مع تحليق مروحيات معادية على علو متوسط مقابل البلدة المذكورة ومخيم الرشيدية لجهة الغرب وصل الى البقاع الشمالي فوق بعلبك والهرمل وسبق هذه التطورات قيام الملحق العسكري الاميركي (تكتمت السفارة الأميركية على اسمه) بجولة غامضة الاهداف على بعض البلدات والمناطق على الحدود اللبنانية ـ السورية، حيث توجد مواقع للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ـ القيادة العامة و"حركة فتح ـ الانتفاضة". وقد شملت هذه الجولة التي لم يتضح هدفها بلدات حلوة والسلطان يعقوب ودير العشائر وينطا وبكا وعيتا الفخار.
ورأى امين السر المساعد في "فتح ـ الانتفاضة" ابو خالد العملة ان "هذا العمل الجبان يترك اكثر من علامة استفهام وهو يحمل اشارات سلبية، كما ان هذا السلوك خرق للمناخ الايجابي الذي ابدته حركتنا ازاء التطورات الأخيرة ورغبتها مع فصائل الثورة الفلسطينية في معالجة كل المسائل بلغة العقل والحوار، وليس بلغة الاستنفار والاستفزاز".
وترافقت هذه الجولة مع بدء وزير شؤون اللاجئين في السلطة الفلسطينية عباس زكي محادثاته مع المسؤولين اللبنانيين لمعالجة موضوع السلاح الفلسطيني، واوضاع المخيمات الانسانية. والتقى زكي، يرافقه وفد من فصائل منظمة التحرير، رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة ووزير الخارجية فوزي صلوخ، الذي اكد حرص لبنان "على القضية الفلسطينية وعلى تمسكه بتأمين افضل السبل التي تتيح حياة آمنة مطمئنة للأخوة الفلسطينيين بانتظار عودتهم الى ديارهم" مشيراً الى ترتيبات تقوم بها الحكومة اللبنانية والسلطة الفلسطينية لتحديد موعد في القريب العاجل لبدء الحوار بين الفريقين".
من جهته، أمل زكي في ان يكون الوجود الفلسطيني رافعة لا عبئاً ولا ثقلاً على لبنان، مشدداً على ضرورة التوصل الى وضع طبيعي واستقرار في العلاقة بين القيادتين والشعبين اللبناني والفلسطيني، معلناً الاتفاق "على أن ما في المخيمات يحتاج الى تنظيم وضبط".
وقال "نحن في صدد ترتيب البيت الفلسطيني"، مؤكداً "ان لبنان قدّم الكثير من اجل الشعب الفلسطيني، وعلينا الآن ان نجنبه الكثير من مشكلاتنا"، وطمأن الشعب الفلسطيني في المخيمات الى ان السلاح لن يرفع وان مآسي الماضي لن تتكرر في ظل هذه الحقبة".
واضافت "الشرق" انه على الصعيد الداخلي، برزت امس زيارة الرئيس السنيورة الى قصر بعبدا ولقائه رئيس الجمهورية اميل لحود، وذلك غداة اعلان رئاسة الجمهورية في بيان لها برنامج احتفالات عيد الاستقلال في حضور رئيس المجلس النيابي نبيه بري والرئيس السنيورة. وهذا الموضوع كان على جدول محادثات لحود والسنيورة الذي لم يجزم بامكان حضوره هذا الحفل، مشيراً الى ان مشاركته هي قيد التداول. وأعلن السنيورة بعد اللقاء انه سيقوم بزيارة الى بريطانيا وجولة عربية تشمل البحرين ومسقط وعدداً من الدول الأخرى.
وفيما اكد ان لا شروط سياسية على الاطلاق بالنسبة الى عقد مؤتمر دعم لبنان، عزا سبب تأجيله الى ان الاصلاحات التي تزمع الحكومة القيام بها يجب ان تمر في مجلسي الوزراء والنواب. ومن جهة اخرى، اكد السنيورة ان ترسيم الحدود مع سورية هو امر مفيد للبلدين. في غضون ذلك، نقل الوزير السابق وديع الخازن عن لحود انه سيمضي قدماً في تحمل مسؤولياته بالرغم من كل الضغوط والمضايقات، مجدداً تأكيده "التعاون الكامل مع رئيس الحكومة وكل المسؤولين لانجاح اي خطوة تصب في خدمة لبنان ومشروع الدولة الحديثة".
وفي حين استبعدت اوساط مطلعة حصول تغيير على مستوى رئاسة الجمهورية، مرجحة اكمال لحود ولايته الممددة، لاحظ النائب ميشال المر بعد لقائه الرئيس بري ان الاخير غير مقتنع برحيل لحود، ورأى المر انه لا يمكن لفئة ان تقرر في موضوع رئاسة الجمهورية، مشيراً الى انه يجب ان نعرف موقف كل الفرقاء.
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018