ارشيف من : 2005-2008

بريد القراء

بريد القراء

مقاومة أبية‏

رحت من فيض الأوهام أستلهم‏

حروفاً تناثرت كالعصافير‏

وبدأت أجمعها كي تصبح‏

كلمات يليق بها التعبير‏

مقاومة أبية سخية بعطائها‏

مقاومة تستحق الإجلال والتقدير‏

الله حاميها وناصر شملها‏

وقائدها معمم بعمامة التحرير‏

الصبر عنوانه والتضحية سبيله‏

والشهداء رمز التهليل والتكبير‏

ويبقى حزب الله ذخراً لأمةٍ‏

تأبى الانهزام والتحقير‏

جميلة كسروان‏

أم الإباء‏

مهداة إلى أمهات شهداء المقاومة الاسلامية‏

"الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعباً طيب الأعراق"..‏

فماذا لو كانت هذه الأم مختلفة عن باقي الأمهات، بصمودها وصبرها وإبائها؟..‏

سعادة كبيرة قد غمرتها وهي تتلقف مولودها الجديد على صوت الزغاريد والتبريكات.. بلهفة نظرت إلى وجهه الوديع لتصب عليه دموع الفرح، وأصغت بمسامعها الى صوت بكائه الذي يحمل كل معنى للعذوبة والبراءة، يعزف سمفونيات على أثرها تغني له أمه أناشيد تغذي الروح.. فينادي أمه الحنون لترضعه الإباء والصمود.. وبأناملها التمست نعومة أطرافه لتضمه إلى قلبها الذي لا يكاد يتوقف من شدة الفرح.‏

كانت له الرفيق والجليس، فشاركته في جميع مراحل حياته.. إذا وقع تسنده، وإذا بكى تسكته.. اذا فرح تفرح، وإذا حزن تخفف عنه، كانت له المدرسة التي تعلم منها كل معنى للصدق والحنان والأمانة والعفو والصبر، وقدمت له كل حاجاته النفسية، وكانت تغذيه بمواعظها ونصائحها ليبقى دائماً متفوقاً في كل الميادين وعلى جميع الصعد. كانت له القدوة الأولى والمثل الأعلى، حتى غدا إنساناً ناجحاً في دراسته، فحصد رضا أمه التي يرجع لها الفضل في نجاحه.‏

وشاءت الظروف التي كان يعيشها في ظل الاحتلال، أن يختار دروب الجهاد في سبيل تحرير وطنه والدفاع عن دين نبيه محمد(ص) رضاً لله تعالى، فوقفت إلى جانبه مع أنها تعلم مدى وعورة وخطورة ذلك الدرب، لكنها عاهدت الله تعالى أن توصله دائماً إلى بر الأمان.. كانت مخزناً لأسراره، تخفف عنه هموم العمل وتنسيه تعب الأيام.‏

وهاهي تستقبله مرة ثانية على صوت التبريكات والزغاريد، لتمسح بأناملها الدم الممزوج بتراب الأرض عن وجهه المعفّر، ولتملأ عينيها بدمعة فرح تواسي السيدة زينب (ع) في مصابها، ها هي تضمه إلى قلبها لآخر مرة، إلى قلبها الذي لا يكاد يتوقف من شدة الفرح، لأن ابنها سيزفّ عريساً إلى جنان الله تعالى، إلى جانب سيد شباب أهل الجنة وباقي الشهداء.‏

بفضله ستمشي بين الناس ونظراتها نظرات عزّ وفخر، لقد قدمت فلذة كَبِدها قائلة: أرَضيت يا رب.. خذ حتى ترضى".‏

زينب شعيتو‏

عمليات تجميل أم استنساخ؟‏

غداً الشغل الشاغل لشريحة كبيرة في المجتمع هو عمليات تغيير الشكل بكل ما فيه..‏

وصار الهم الأكبر كيف يصبح الأنف على طراز معيّن أو تصبح الشفاه بحجم مواصفات عالمية، ولون العيون يجب أن ينسجم مع كل زي يرتدى. وكل هذه الأمور تأتينا مستوردة معلبة نتلقفها بكل حماسة وأقول في ذلك:‏

الأمر الأول: إن هذه الاهتمامات الزائدة بالمظهر الخارجي تعلقنا بالمادة وتفقدنا الاهتمام بإنسانيتنا الحقيقية، أي الروح والنفس التي يجب علينا أن لا نغفل عنها وعن تغذيتها بما يلائمها بعيداً عن المادة، لأن هذا الجسد هو ضعيف لا قيمة له بدون هذه النفس والروح. ألم نسمع قول الشاعر يقول: لسان الفتى نصف ونصف فؤاده لم يبق الا صورة اللحم والدم.‏

والأمر الآخر: الذي أريد التحدث عنه، أنه لو شاء الله تعالى لجعل الناس كلهم نسخة واحدة لا اختلاف فيها، ولكن لإظهار عظمته وقدرته ومن حكمته أيضاً تنوعت الخلائق بين قبيح وجميل وأجمل على قاعدة "أن الضد لا يُظهر حسنه الا الضد"، وهل نسيتم قوله تعالى "لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم" فارضَ أيها الانسان بما قسمه الله لك، واسعَ لما هو أنبل وأهم من ذلك، فأنت ملاقي ربك لا محال "إنك كادح إلى ربك كدحاً فملاقيه".‏

الأمر الأخير:‏

فأنا من وجهة نظري أطلق على عمليات التجميل هذه عمليات استنساخ لأنها تخضع لمواصفات ومقاييس متشابهة عالمياً فتصبح الناس ذات أنوف واحدة وشفاه موحدة، وما إلى هناك من مواصفات ومعايير ثابتة وموحدة. استيقظ أيها الإنسان من غفلتك، وأقل ما يقال بذلك انه الغزو الثقافي الاستعماري لابعادنا عن جوهر قيمنا وأخلاقنا.‏

سميرة رضا‏

آداب التعامل مع النبي الأكرم (ص)‏

عندما نطالع سيرة أهل البيت (ع) نجد انهم كانوا يكنون الاحترام الخاص والتوقير الكبير لجدهم رسول الله (ص) إلى درجة ان يصل الحال ببعضهم أن يتغيّر ويصفرّ لونه.‏

نُقل عن مالك بن أنس أنه قال: "لقد كنت أرى جعفر بن محمد (ع) وكان كثير الدعابة والتبسم، فإذا ذكر عنده النبي (ص) اصفرّ، وما رأيته يحدث عن رسول الله(ص) الا على طهارة (بحار الأنوار ج 17).‏

في الرواية يقول أبو هارون: كنت جليساً لأبي عبد الله (ص) بالمدينة ففقدني أياماً، ثم رآني جئت اليه فقال لي: "لم أرك منذ أيام يا أبا هارون" فقلت: وُلد لي غلام، فقال: "بارك الله لك فيه فما سميته؟" قلت: سميته محمداً، فأقبل بخدّه نحو الأرض وهو يقول: "محمد محمد محمد" حتى كاد يلصق خده بالأرض، ثم قال: "بنفسي وبولدي وبأمي وبأبي وبأهل الأرض كلهم جميعاً الفداء لرسول الله (ص)، لا تسبه ولا تضربه ولا تسيء اليه، واعلم أنه ليست في الأرض دار فيها اسم محمد الا وهي تقدس كل يوم" (بحار الأنوار ج 17). أقول: ليت شعري كيف يكون حال أهل البيت (ع) ازاء تلك الرسوم الكاريكاتورية البائسة التي تنال من شخصية جدهم (ص) في هذه الأيام؟!!‏

لقد بينت الآيات والروايات الشريفة عدة آداباً وأخلاقاً في كيفية التعامل مع الرسول الأكرم (ص) نذكر منها:‏

1 ـ النهي عن رفع الأصوات فوق صوته المبارك: قال تعالى: "يا ايها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول جهر بعضكم لبعض".. وقد امتدح الله الذين يغضون أصواتهم عند حضوره المبارك بقوله: "ان الذين يغضون أصواتهم عند رسول الله أولئك الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى"..‏

2 ـ عدم أذيته في الزواج بنسائه من بعده: يذكر انه لما حرّم الله نساء النبي (ص) على المسلمين غضب طلحة، فقال: يحرّم محمد علينا نساءه ويتزوج هو بنسائنا، لئن أمات الله محمداً لنركض بين خلاخيل نسائه كما ركض بين خلاخيل نسائنا، فأنزل الله: "وما كان لكم ان تؤذوا رسول الله ولا ان تنكحوا أزواجه من بعده أبداً".‏

3 ـ حيّوه بتحية أهل الجنة: كان أصحاب رسول الله (ص) اذا دخلوا عليه قالوا: أنعم صباحاً ومساءً وهي تحية أهل الجاهلية، فأنزل الله "واذا جاؤوك حيّوك بما لم يحيك به الله.." فقال لهم رسول الله (ص): "قد أبدلنا الله بخير من ذلك تحية أهل الجنة السلام عليكم".‏

وسام اسماعيل‏

الانتقاد/ العدد 1157ـ 14 نيسان/ ابريل 2006‏

2006-10-30