ارشيف من : 2005-2008
بريد القراء
عهد ووعد
مهداة إلى روح الشهيد يوسف علاء الدين
شامخ كما الجبل الرفيع عند تلك الربوة
ترقب الرحيل
عين تعانق الأفق،
حيث الشوق للقيا الحبيب
وأخرى على الثغور ترقب الأتراب،
أهدابها المتراس تحمي حبّات القلوب
تغفو مطمئنة، ألم تفِ بالعهد والوعد؟
أدرت ظهرك للدنيا،
لما هي؟ لمن هي؟ كيف هي؟
زرعت فينا ابتسامة شمس أشرقت في زمنٍ، يغرس فيه من حولك ألف غيمة وغيمة
فعاد الدفء يسري في أوصال وطنٍ لفّ الصقيع
وخلفت فينا فلذات ثلاث
أمانة عند كل من يفي بالعهد والوعد
بسطت كفاً زيّنه السلاح، متبختراً،
كعروس زُينت بأبهى الحلل عند جلوتها.
أيوسف الحسن تغبطك كل عرائس الدنيا!
أهي الوردة الحمراء التي زينت كفك الأخرى؟
أم أن الوردة تزينت بك،
تحسدها كل ورود الأرض
حيث ارتوت من دمك القاني
فضجت حياة لا يقربها فناء
تكثر فيك وبمن خلفت من بعدك
بمن يعني بالعهد والوعد
وحاشا أن لا يصدق من قال
ان كلمة "م ق ا و م ة" دائماً وأبداً
أحرف خطت بدم.. سقط بيد الله
وعاد الينا رقراقاَ،
يسري من شرايين شجرة طيبة
أصلها ثابت وفرعها في السماء
تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها.
سنية حمادة
ــــــــــــــــــــــــ
ثواب الشهادة بلا استشهاد
ان حالة الاخلاص مقدسة عند الجميع حتى عند غير المسلمين، فإذا كانت صنعة الخلوص حاكمة على قلب الانسان فستكون أقواله مخلصة وأعماله مخلصة. فالدين جاء أصلاً من أجل العبادة، فالعبادة من دون اخلاص تكون شركاً ورياءً لأن العابد من دون إخلاص انما هو بالحقيقة هو يسعى للسمعة والرفعة في نظر الناس.
فهناك نوع من النساء يقمن بأعمال البيت وتربية الأطفال من أجل واجب عرفي مفروض عليهن، أو من أجل أن يقال عنها إنها سيدة بيت او بسبب اجبار زوجها لها.
فهذه المرأة باستطاعتها القيام بهذه الاعمال غير الواجبة شرعاً تقرباً لله ومحبة لزوجها وأطفالها فإذا أخلصت نيتها عندها تجعل أعمالها مباركة، وتُعطى ثواب المجاهدين في الخطوط الأمامية للجبهة، وكلما كان الخلوص أكبر كان ثوابه أكبر حتى يصل إلى درجة تعطي هذه المرأة ثواب الشهيد حيث قيل جهاد المرأة حسن التبعل.
وكذا الرجل بالاضافة إلى ان عليه الاخلاص في صلاته وصيامه يجب عليه الاخلاص في أعماله الدنيوية، ومن اخلاصه ان يجعل سعيه في سبيل زوجته وأطفاله قربة لله تعالى، وكلما كانت درجة الخلوص لديه أكثر كان ثوابه أكثر، ويمكن ان يرفع به حتى يعطى ثواب الشهادة حيث قيل: "الكاد على عياله كالمجاهد في سبيل الله".
صونيا بيضون
ـــــــــــــــــــــ
أيها المقاوم… سلمت يداك
إلى السائرين في بحر الجهاد…
كلمات من عمق الفؤاد لعينيك..
تسترسل العبارات من حنايا الشوق…
تعبر المسافات لتضمد الجراح..
ولا يبقى لي سوى أن أنشد أغنية الفداء لعينيك..
سلمت يداك أيها المقاوم…
حينما حملت السلاح وانطلقت…
أعطيت فؤادك لله…
رفعت شعار الغالب ولن أكون المغلوب…
انطلقت تفجر المواقع وتدك الحصون..
رفعت راية النصر فوق التلال..
غنيت للوجود أغنية التحرير..
أعطيت للناس عزاً بعد إذلال…
فككت قيود الأسرى بعد طول انعقاد..
سلمت يداك ايها المجاهد..
يوم رويت أرض الفداء بدماك..
فوصيتي أن تبقى اليد على الزناد..
ما دام شبر يطأه الغزاة..
فلا تبالي لما يقال..
فوعد الله آت…
وكل احتلال إلى فناء..
فيا صاحب ترنيمة الفداء..
سلمت يداك..
محمود حجيج
ــــــــــــــــــــــــ
ايها المسؤول
اسمعني:
كيف وصلت إلى هنا، ومن الذي أوصلك إلى مجلس النواب أو إلى الحكومة، أو إلى أي موقع من مواقع المسؤولية؟
من الذي رفعك وجعلك بهذه الأهمية بعد أن كنت شيئاً منسياً؟ من الذي صعد بك المنابر لتخطب وتطلق الشعارات، بعد أن كنت صامتاً لا تبالي؟ من الذي ذهب بك إلى المجالس والمحافل الكبرى بعد أن كانت رحلاتك لا تتجاوز حيك الذي تقطنه؟ من الذي وضع يدك في أيدي الرؤساء والعلماء والعظماء، بعد أن كانت يدك مغلولة لا تصل إلى أيدي الجهلاء فضلاً عن العلماء؟ من الذي نادى وسائل الاعلام لتلتقط لك الصور، بعد أن كانت صورك لا تتجاوز بطاقة الهوية؟ من الذي أخذ بيدك إلى الموائد الكبيرة التي اجتمعت عليها طيبات الأرض، بعد أن كنت تقلي البيض بالماء، وتشوي اللحم والدجاج في المنام؟ فإن أجبتني بأن سبب ذلك هو العلم أو المال، أقول لك هذا ممكن، لكن لوحده لا يكفي، بل هناك عنصر وهو الأساس فيك، هو الشعب الذي أعطاك ثقته.. هذا الشعب الذي نسيته، هو الذي أوصلك الى هنا. أوصلك بدموع عينيه على أمل أن تنقذه وتنقذ مريضه الذي يموت أمام المستشفيات.
أوصلك على أمل أن يكمل ولده التعلم، على أمل أن يجد الوظيفة، على أمل أن يشبع، على أمل أن يرتوي من الماء ويرى نور الكهرباء وذهاب الغلاء. نعم ها أنت أصبحت مسؤولاً كبيراً، وهو قابع في زاوية منزله يتحسّر على مستقبل أولاده، أو واقف أمام مستشفى ينتظر خروج روحه، هذا الشعب الذي تناديه فيلبيك ويناديك فتعاديه، فهل من مجيب؟ أم طُبع على قلوبكم فأصبحتم صماً بكماً عمياً لا تشعرون.
علي أحمد مرتضى
ـــــــــــــــــــــ
يوسف .. أيها الشهيد..
في رثاء الشهيد يوسف محمد علاء الدين
أبى النصر الا ان تكون له وشماً..
قمراً وردياً.. وزيتوناً.. وعرساً..
ترجلت والفجر... وليالٍ عشر...
وكنت لها شمساً..
فاحت وردة النصر.. من نجيعك عطراً..
وهامت فراشات القدس على وجنتيك هياماً..
واعتليت صهوة جوادها..
وهتفت يا أيها الوالهون.. في الأقصى والصلاة..
هذا دمي.. خذوه لسراج القدس زيتاً..
أنا يوسف.. أنا الشهيد..
أنا الذي أناخت الشمس قلبها والنجوم عيونها واعتليت..
ومشيت الى هناك.. الى أجمل لحظة اشتباك..
ووقفت على الباب الغربي..
أحمل شفق قلبي.. لأكبادي محمد زهراء وعلي..
ليرسموني خارطة وطنٍ.. ووردة نصر.. وقلادة للقدس..
وليعبروا بالعمر الى وطن الشهادة والانتصار..
هناك.. تحت القباب..
سيبقى دمي وصيتي.. احفظوا لي مقاومتي..
عماد عواضة
الانتقاد/ بريد القراءـ العدد1167 ـ 23/6/2006
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018