ارشيف من : 2005-2008
بريد القراء
ماذا صنعتم بنا؟
نحن جيل من الشباب
عاش طفولته مع بدايات أحقاد صنعها حكام الوطن، كانوا حينها أمراء طوائف يختبئون وراء الوطنية وحب الأرض!!!
صنعوا الحرب، والخطف، والقصف، والدمار، والقتل على الهوية باسم الوطنية وحب الوطن!!!
نحن جيل أمضى وقته وشبابه مع هذه الحرب التي صنعها جيل سبقه من الآباء والأجداد.
نحن جيل عاش بين ظلام الحقد، والبعد عن الآخر من أبناء الوطن.
نحن جيل لا يعرف وطنه بالكامل برغم صغر مساحته، بعضنا إذا وجد في منطقة أخرى يشعر بالغربة.
نحن جيل عشنا الغربة في الوطن!!!
فنقول لأولئك ماذا صنعتم بنا؟
لكننا اليوم نقول لهؤلاء امتداد أولئك ماذا تحاولون أن تصنعوا بأولادنا؟ بفلذات أكبادنا؟ بالوطن من جديد؟
إياكم أن تعيدوا التاريخ الدامي، فلتكن في قلوبكم رحمة بالوطن وأبنائه.
استذكروا ما فعل أسلافكم، وخذوا منه العبر.
فليكن حب الوطن هو الهدف الأول.
فلتبعدوا الطائفية عن طاولة حواركم؟ كي يسجل التاريخ لكم شرف المواطنية.
فلتكونوا حقاً المدافعين عن الوطن، يداً واحدة كتب عليها لبنان.
لا تأخذوا أجيالنا الصاعدة كما أخذنا أسلافكم إلى نفق من الظلام.
إن ما نخشاه على أطفالنا ليس وهماً، بل حقيقة، بدأنا نشعرها، ولتتحققوا فما عليكم الا مشاهدة برنامج على احدى شاشاتنا اللبنانية المحترمة التي تستضيف أطفالاً بعمر الزهور يجب أن لا يعرفوا الا الحب والثقافة والمنافسة في التربية الوطنية وحب الوطن.
اذا شاهدتم هذا البرنامج ترون وتسمعون وللأسف هذه البراعم الندية تتحدث وتناقش الطائفية وتدافع عن الأنا وليس الوطن، وتهاجم الآخرين بعبارات طائفية أحياناً يتحاشى الكبار الدخول بها.
رحمة بهذه البراعم أطفال اليوم، رجال وأمهات الغد، انزعوا الطائفية من حواركم، استبدلوها بالضمير اطردوا "الأنا".
دونوا ما هو جميل على تلك الصفحات الناصعة البياض في عقول أطفالنا، كي يكونوا حكاماً وطنيين في المستقبل، لا أمراء طوائف على مفاصل هذا الوطن الجريح الذي يئن تحت طاولة حواركم.
ارحموا هذا الوطن الجريح!!!
ارحموا هذا الشعب المستضعف!!!
ارحموا الأجيال الصاعدة التي لا حول لها ولا قوة!!!
صالح الزين
والزورق بالانتظار
مهداة إلى الأسير يحيى سكاف والفدائيين
وأتى المساء… ومشى يحيى.. يحمل أوراقه.. ويسرج أحلامه.. ودّع الأحياء الفقيرة… ومشى..
يوم السبت.. في الحادي عشر من آذار عام ثمانية وسبعين…
كان البحر ينتظره… وثلّة من الفدائيين… صعد يحيى إلى زورق العودة… احتضنه الموج من كل جانب.. وراح يحاكيه بلغة الوله.. ويحيى ممعن في الوصول… شدّ حيازيمه وجعب الرصاص.. شوقاً للحظة الاشتباك.. وراح يخاطب الموج.. يا هذا البحر احملني إلى هناك.. الشوق يجتاحني… غمره البحر برذاذ الليل… واشتمله بقلبه، وراح الزورق يعبّ في عمق البحر إلى شاطئ الشهادة… ويحيى يبتسم… وهو يتأبط كوفيته.. ويرنّم على قيتارة الموج لحن الشفق الأخير.. وفلسطين تشتعل أقحواناً.. وتخرج في آذار… تحمل زهر اللوز حنّاء للفوارس القادمة الهائمة على سراج القدس.. وصل يحيى إلى شاطئ أحلامه .. ضمته فلسطين إلى صدرها… وكان الاشتباك.. وزغردت البنادق… وهتف الهاتف.. خرج فدائي وطني من قلب الموج ينادي..
بلادي… بلادي
هجم البحر على الشاطئ… راح يمشي وراءهم.. يفتش عن عيونهم.. وكأني بالبحر جمهرة بنادق.. يعصف ما في قلبه من رصاص.. والفدائيون توغلوا… ولم يدركهم البحر.. عاد البحر إلى الزورق.. يخبره أن يحيى سكاف.. وحده عائد.. يا زورقي الجميل..
وفي دائرة الاشتباك عند "سافوي" كان يحيى يلتمع رصاصاً… ومن حوله الفدائيون… يسرجون أحلامهم في مساحة العشق.. والشهادة.. حملهم البحر إلى فلسطين… وحملوا فلسطين إلى العالم..
ويحيى.. الفتى الطالع من زهر اللوز.. وبيّارات الليمون… وجدوه في دائرة الاشتباك ما زال ينبض حياة، حملوه وأخفوه.. ليظل هناك، سبعة وعشرين عاماً… أسيراً..
يحيى.. حملك البحر إلى هناك… ما زال البحر يسأل عنك.. والزورق بالانتظار..
هذا عهد المقاومة اليك..
عماد عواضة
نيسان، ربيع المقاومة
يحلّ نيسان من كل عام محملاً بمحطات هي الأبرز في عمر المقاومة، والتي كانت الحد الفاصل في تعزيز هذا الخيار أو التخلي عنه، وكان اتفاق نيسان نقطة التحول في نظرة العالم عامة واللبناني خاصة إلى المقاومة، أو لعله خُيل ذلك الينا.
فالواضح والجلي أن أصحاب القرار في لبنان لم يعودوا يرون أن المقاومة حق أو ضرورة حفظ سلامة الكيان اللبناني، أو على الأقل الإبقاء على بعضهم كرموزٍ وطنية وزعماء تدعم خيار المقاومة حتى الرمق الأخير!
لقد خُيل إلي كما شعب المقاومة أن صفاء النية وسلامة الطوية هي نفسها لدى هؤلاء، لكن الواضح أن الرياء والمداهنة بات خبزهم اليومي، والهواء الذي يستنشقونه مضمخاً بتوجيهات حكيمة من رايس وفيلتمان الساعي بين مسؤول وآخر ليتحفنا بآخر ابداعات السياسة الاميركية المجنونة.
هل اعتقد أحدنا لبرهة أن نيسان المقاومة الذي أفرز اعترافاً وإذاعاناً صهيونياً بحق المقاومة في مقارعة الاحتلال قد عوّل آذاراً خريفياً في ربيع لبنان، فيعمد البعض ولعله بحسن نية ـ ونرجو ذلك ـ في إحدى المنتديات العربية الى سلب لبنان عنوان مقاومته وسبب منعته بوجه أولمرت المتعطش الى المزيد من دماء اللبنانيين؟
اننا إذ نربأ بهذا المسؤول الكبير تعاطيه بهذه الفظاظة، وهذا التهاون بحق وطنه ومقاومة أعزّته وشرفته، نُكبر بالحكام العرب دعمهم المعنوي للمقاومة في قمتهم وهو أضعف الإيمان.
ان المقاومة الإسلامية الباسلة درع لبنان وسيفه البتّار تتكل أولاً وآخراً على ربها وشعبها، ولا ترجو التأييد الا من الله تعالى ولسان حالها "اللهم إنا نشكو اليك كثرة عدونا وقلة عددنا، اللهم ففرج عنا بفتح منك تعجله ونصرٍ منك تعزه وإمام عدلٍ تظهره".
ندى كمال زين الدين
عرس قانا
قانا حنانك جللي
بالصمت مأساة العربْ
وذري الدموع سواجماً
تبكي المروءة والأدبْ
وتجمّلي بالصبر لا
يغريك جمع أو خُطب
قانا عهدتك بالنوازل تهزئين وبالنّوب
فلمَ النحيب وقد حباك الدهر لا يستلب؟!
قومي من الأجداث نا
دي: يا لثارات العرب
وتبرئي من معشر
فطموا القلوب عن الغضب
غالوك جهراً وامتطوا
حُصُناً، ولكن من خشب!
وتوزعوا الأدوار لا
يألون جهداً أو نصب
فهنا أمير يدعو لاســ
ـتجداء من كانوا السبب
وهناك بوم ينعق
لا يعجب البوم العجب!
فإذا تهدم منزل
عتبوا، وجاروا في العتب
وإذا انبرى الأحرار يصــ
ــلون الأعادي باللهب
زاغت بصائرهم وزا
دوا من الضجيج والصخب
العهر أضحى دأبهم
كل امرئٍ عمّا دأب
خلعوا الحيا واستنكفوا
الرأس منهم والذنَب
لا ندري ماذا أصابهم
عقم، عراهم أم جرَب؟!
خُلقوا، وفي أفواههم
قِدْماً، ملاعق من ذهب
ما أغنى عنهم مالهم
شيئاً، ولا نالوا الأرب
تباً لهم من جوقة
تبت يداك أبا لهب!
علي حسن فاعور
العهد الثقافي/ بأقلام القراء ـ العدد 1158ـ 21 نيسان/ أبريل 2006
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018