ارشيف من : 2005-2008

بأقلامكم..

بأقلامكم..

لن تمحو ذكرنا‏

عاشوراء درس إنساني يعيد معاني البطولة والاستشهاد والفداء دفاعاً عن الحق وإسقاطاً للباطل وذوداً عن الإيمان. في كل سنة تتجدد وتتعمق هذه المعاني وتلك الدلالات لتبقى راسخة في ضمير المؤمنين بربهم والمدافعين عن دينهم. فعاشوراء ليست مناسبة عابرة أو موقتة، بل هي القوة المعنوية والروحية الدافعة من أجل القيم والإيمان. وما رايات سيد الشهداء الإمام الحسين (ع) إلا الرمز الخالد والخفّاق في القلوب والعقول والسواعد لمقاومة أهل الباطل والكافرين والمنافقين والجاحدين. وفي هذا السياق الإيماني تشكل المقاومة الإسلامية التجديد الميداني لمعنى كربلاء.. وفي المعنى نفسه فإن السيدة زينب (ع) هي المثال الإنساني الخالد للواتي حملن القضية رسالة والعقيدة سلاحاً في وجه المشركين الذين باعوا آخرتهم بدنياهم وعبدوا المال والأصنام. وهكذا تتأكد مسيرة سيد الشهداء (ع) والسيدة زينب (ع) لإكمال مسيرة الإسلام والإنسانية جمعاء.‏

وفي هذه المناسبة نحن نقول بلسان واحد وبقلب واحد: لا لبنان من دون جنوب، ولا جنوب من دون مقاومة شعباً وجيشاً.‏

غادة عبد بداح‏

ـــــــــــــــــ‏

ألم الفراق‏

مهداة لروح الشهيد محمد ذكر حمود (الحاج ذكر)‏

بالأمس كنا معك.. كنا نعانق اسمك ونتلهف لكلماتك.. واليوم غبت وغاب تألقك.. نشتاق اليك فلا نجدك، يشدنا الحنين لاسمك الذي شاركنا حياتنا، فيأتينا صدى صوتك وتلمع في الأفق ضحكتك البريئة.. ما زلنا نشم رائحة الورد الذي نثرته، وما زالت أطيابه تعطر الثنايا.. لقد أزحت عنا هماً وضيقاً، ورسمت على شفاهنا بسمة الفرح في ليل حالك.. في ظلام الليل الدامس حلت بنا الفاجعة التي وقعت علينا كوقوع الصاعقة، رحل عن هذه الدنيا راعي مسيرتها (الأب الحنون).‏

حكم المنية في البرية جاري‏

ما هذه الدنيا بدار قرار‏

فالعيش نوم والمنية يقظة‏

والمرء بينهما خيال سارِ‏

يا كوكبا ما كان أقصر عمره‏

وكذا تكون كواكب الأسحار‏

لطالما أراد اللحاق بقافلة الشهداء التي حررت دماؤهم أرض الوطن، وليجددوا مسيرة الحسين (ع) بالشهادة. في أيامه الأخيرة أصبحت طرقاته لا تنتهي ودروب جهاده لا يعرفها أحد، والتعب الذي حط رحاله في قلبه لم يؤثر على أدائه لواجبه، فعشقه للحسين وللشهادة كان أكبر من أي تعب. تهل علينا الذكرى السنوية الثانية لاستشهادك، قبل أيام قليلة فقط على مناسبة الاحتفال بذكرى الانتصار، بعيد النصر والتحرير.. ان من الفاجعة والمرارة والحزن ان تمر هذه المناسبة من دون أن تكون معنا وبيننا.. لا شك في أنها مؤلمة ويوصف ألمها كأنه نزعة الروح عن الجسد، لكنها الحقيقة المرة. فعندما ودعناك أبي.. اعتصر كل الحزن قلوبنا، ووقفت الكلمات الحائرة في شفاهنا التي قد أعجزها النطق بكلمة وداع أو أي كلمة أخرى، ولتطلق أعيننا سيلها الجارف فلا تعرف التوقف إلا بعد حين، وتكتمل معاني الضيق بعدما تنتهي تلك اللحظة، ونبقى حبيسي الذكرى بعدك.. فالأمس كاليوم مرّ علينا، آه من لوعة الفراق، أبي.. مع كل فجر جديد يتهيأ لي صوتك ليهمس في أذني (الصلاة الصلاة)، وكأنك تذكرني بالأيام التي كنت تأتي توقظنا فيها لصلاة الصبح.. لقد كنت مثال الأب العطوف الحنون وما زلت. ترن آذاننا ليصل صوتك برغم بعد المسافات، لتسعد مسامعنا ولنسترجع بها بعضاً من الفرح الذي قتل ذلك اليوم الذي غابت عنا فيه شمس رؤياك.. ونجدد العهد على ذكرى فراقك المرّ، فالحياة يوم فيه اجتماع، ويوم فيه تفرق، ويوم يزينه الفرح، ويوم يقيده الحزن، ليس عليها عجب أبداً، فنحن نملأ أرجاء الكون بسيرتك العطرة التي تعيد الينا البهجة والسرور..‏

ونقول لك إن الشجرة التي رعيتها أثمرت، وإننا على الدرب الذي رسمته لنا، كما رسمه لك حب آل البيت وعشق الحسين (ع) وعشق الشهادة.. ودماؤنا للأبد فداء لهذا النهج الكربلائي العظيم، فنم قرير العين الى حين تلقى رسول الله (ص).‏

رقية محمد ذكر حمود ـ مالبورن ـ أستراليا‏

ــــــــــــــــــــــــــ‏

عيد التحرير المجيد‏

عيد تسامى فوق أعياد الزمان‏

هو والمجد غدوا توأمين‏

أي عزٍ أهدى الينا حلوله‏

وفخار وراحة وأمان‏

ازدان فيه كل الوجود‏

وعانقت فيه الشقائق الأقحوان‏

وتبادلت فيه الأنام الورود‏

وفي كل ساح له مهرجان‏

غرد الطير فيه عند الورود‏

وعند الصدور وفي كل آن‏

ورفرفت له على الروابي بنود‏

وعلى شامخات الحور والسنديان‏

لتحكي حكايات صيد أسود‏

وكماة عند احتكاك السنان‏

ما كان لولا سمر الزنود‏

ونفوس طواقة للجنان‏

عمروا بالدم أرض الجدود‏

وقدموا أرواحهم كي تصان‏

لا طل منهم ناكث أو قعيد‏

أو مفر بالوغى أو جبان‏

أبطال حزب الله لا فُلّت عزائمهم‏

ولا خبت شمسهم للعيان‏

ولا غاب نجم به يهتدى‏

وصوت يجلجل عبر الزمان‏

أمين عام بالحسين اقتدى‏

هيهات منا ذلة وهوان‏

أبا هادي لك النفوس فدا‏

ووفاءً من غدرة الشنآن‏

ليبق النصر يقفو النصر في خطوه‏

وللهزائم في عهدك لا مكان‏

عبد النبي سليم عواضة ـ شقراء‏

ــــــــــــــــــــــ‏

مواكب أيار‏

لعرسك أيار‏

نجيء مواكب لنزف النصر للشهادة‏

إلى أمراء أهل الجنة.. رافعي رؤوس هذه الأمة‏

ويهمّ الشعب بأكمله يزين جيدهما بالقلادة‏

فتعلمي أيتها العُربُ من لبنان المقاومة، فلتكن الانطلاقة‏

ولندع النوم والخنوع لأرباب وعشاق الوسادة‏

فالشعب الحرّ لا يرضى لأرض الوطن سوى الحرية والسيادة‏

من قال: هذي صهيون، ذات القوة والجلادة‏

ها كنا في أيار، قيدناها بسلاسل الهزيمة والإبادة‏

ولففنا حول أعناقها صور المذلة‏

نحن قوم نأبى لأنفسنا مصافحة الشيطان والادعاء بالصداقة‏

عربي أنا، لبناني، محمدي، حيدري، حسيني، تعرّف عني البطاقة‏

ذراعي صاروخ، وصدري ميدان، وإصبعي رصاصة..‏

هو النصر، ومن الله نصر، من علي ورث العزيمة والفصاحة‏

والراية الصفراء، غدت في العلياء رمزاً للقداسة‏

هي بيرق يحملها جند للمنتظر، ليس من شيمها جبن أو وقوف على حيادة‏

أقسمت أن تزحف دون هوان، لتحرر شرف الأمة من الرجاسة‏

سجل يا تاريخ واشهد على زمن وهِنت أسياده‏

فلن يتحقق عز ولا نصر إلا وقد سمت لشيعة الكرار القيادة‏

سماح ناظم زين الدين ـ صفد البطيخ‏

ـــــــــــــــــــ‏

عناق الشهداء‏

الزمان: ليلة الجمعة يوم أربعين أبي عبد الله (ع)‏

المكان: في جنان الله.. في مقعد صدقٍ عند مليك مقتدر‏

يدخل أبو ذر على أبي ياسر يتهلل وجه السيد فرحاً وشوقاً، أهلاً بأنيس المجاهدين والمقاومين والاستشهاديين، أهلاً بصنو الجهاد والعزة والكرامة..‏

يتأبط السيد ذراعي الشيخ وتترقرق عيناهما بدموع الفرح والنصر..‏

يسأله السيد عن الوديعة والأمانة والوصية الأساس، فتعبق رائحة الدم الزاكي من أبي ذر، ويأتي الجواب: ها إنّ لحيتي وجسدي ودمائي تشهد على حفظ الأمانة، وها هم أحبّتك المقاومون وأبناء الأرض التي كانت محتلة يدوسون على اليهود ويطهرون الأرض التي أحببت.. ها هي سيدي دماؤك أينعت نصراً وعزاً، ها هو حامل أمانتك يقود المسيرة خير قيادة.. ها هم الشهداء وعوائلهم والأسرى وعوائلهم وكذلك الجرحى وعوائلهم نالوا مبتغاهم..‏

عندئذٍ يخفض السيد نظره تواضعاً كعادته ويقول: السلام على الإمام الخميني، السلام على أمة حزب الله..‏

آلاء حسن حمود‏

الانتقاد/ بريد القراء ـ العدد 1161 ـ 12 أيار/مايو 2006‏

2006-10-30