ارشيف من : 2005-2008

بريد القراء / العدد 1150 ـ 24 شباط/فبراير 2006

بريد القراء / العدد 1150 ـ 24 شباط/فبراير 2006

لأجله تقام المآتم والأحزان‏

هو لون أحمر هو نور أحمر جاء ليمزق الباطل وليحق الحق.. هو من سال دمه على رمضاء كربلاء ليصبح مدرسة ومنارة هادية إلى الله لتسمو بنا إلى الملكوت الأعلى.. هو أطهر من الطهارة نفسها لأنه سفينة النجاة ومصباح الهدى، هو ريحانة الرسول (ص) ومهجة قلب البتول، (ع) هو من قال: "إن كان دين محمد(ص) لم يستقم الا بقتلي فيا سيوف خذيني"، وقال(ع) ايضاً:‏

الهي تركت الخلق طراً في هواك‏

وأيتمت العيال لكي أراك‏

فلو قطعتني بالحب إرباً‏

لما مال الفؤاد إلى سواك‏

هلال السنة القمرية هو من يبدأ بذرف الدموع دماً لأجله فترى الحزن يلف كل الأرجاء، هو المخضب بدمه في العاشر من محرم، هو الذي رُفع دمه إلى السماء ولم تسقط منه نقطة على أرض كربلاء، هو من اخته الهاشمية من تفوهت بلآلئ دامت على مر الأزمان، بكلام هزّ الأعداء بقولها: "فوالله لن تمحو ذكرنا ولن تميت وحينا". هو ضياء وهّاج من حيدر الكرار، هو سيد شباب أهل الجنة، ولأجله تقام المآتم والأحزان، وله تكتب أرق الأشعار، هو نور لهدى المؤمنين، هو من حزّ رأسه الشريف، هو من رُص صدره بحوافر الخيول، هو سيد الشهداء أبو عبد الله الحسين (ع) أرواحنا له الفداء.‏

تهاجر الأرواح اليك‏

وهي باكية عليك‏

تقول لباريها لبيك‏

بالدم والروح نفديك‏

ومياه العين نهديك‏

هدى تيسير الصوص ـ سوريا‏

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‏

من وحي كربلاء‏

أطلّ المحرّم بجلبابه الحزين وأسدلت كربلاء أستارها السوداء تلطم صدرها وتخدش وجهها على حبيب الله، وغصّت السماء ببكاء وعويل كالمعصرات تصبّ الدمع صباً، وكأنها الثكلى تبدي النياحة وتصيح يا حسين يا حسين، فجلست عندها أشاركها الأنين والآلام لعلها تهدأ وتنام. ولكن كيف وصراخات الحسين تشخب دماً ليس لها من ضمادٍ ولا طبيب. ترك بالفلاة ثلاثة أيام تصهره الشمس وتسفى عليه الرياح. ويا لها من رماح كيف خانت حاملة رأسه الشريف في الفضا تباهي به بقية السنان.‏

فلما رآه الظالم تبسم كالشيطان وكاد يطير إلى جهنم التي ولد من طينتها وضرب ثناياه الطاهرة بعصاه. اما تذكر ان النبي كان يلثمهما ويقول حسين مني وأنا من حسين أحبّ الله من أحبّ حسيناً. فيا عاشق الحسين تعال واذرف الدمع معي نتقاسم الثواب لحبّه ونعيش بوجداننا وجوارحنا مع الحسين ونذهب إلى كربلاء نقاتل معه بالموقف والعقيدة وصلابة الايمان ولا نخاف لومة لائم ابداً، فهذه نصرتنا لسيد الشهداء روحي فداه، ولا يهمنا ان وقعنا على الموت او وقع الموت علينا، وكربلاء تنادينا كل يوم يا أنصار ابي عبد الله وليوث الوغى ويا أصحاب العزة والإباء ويا ابطال الجنوب الكرامة، القدس تناديكم لفك أسرها من زنزانة الغدر والقتل والدمار. تناديكم صارخة من وطأة أقدام النجاسة والكفر على صدرها.‏

كفاك يا قدس بكاءً، الرايات قادمة وستطأ أقدامهم هامات الكفّار والمشركين، وهي تصرخ في وجوههم، لبيك يا حسين لبيك يا حسين، ستنزل على اعداء الله كالجبال الهادرة من كل فج عميق حاملة رايات العزة والكرامة معيدة تاريخ وأمجاد أولئك الذين مضوا مع علي (ع) في أمجاده. هم الليوث التي لا تنام، هم ابطال الوغى وهم حزب الله الغالبون، فيا أيها الناطق بالعبرية والجاثي امام الصهيونية كد كيدك وناصب جهدك واسع سعيك فلا والله لا راد لقضائه وسندخل المسجد كما دخلوه أول مرة وهناك سيخسر المبطلون.‏

ايمان ياسين‏

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‏

سياسة تضليل الشعب‏

ان من أسس سياسة الطغاة والحكام الظالمين هو اعتمادهم ثقافة تضليل الناس والاستخفاف بعقولهم، ليبقى العامة على حالة الجهل حتى تتاح الفرص لهؤلاء الطغاة في نشر سمومهم والوصول الى مآربهم دون أي حسيب أو رقيب، فأكثر ما يؤلم هؤلاء الحكام هو وعي الشعوب، والنهضة الثقافية لديهم! من هنا فإنهم يمارسون سياسة معينة للحيلولة دون هذا الوعي، ومن اجل الإبقاء على جهل العامة وجعلها في موضع المتلقي دائماً.‏

وهذا ما حكاه القرآن عن أسلوب فرعون بقوله تعالى: "وقال فرعون يا أيها الملأ ما علمت لكم من إلهٍ غيري فأوقد لي يا هامان على الطين فاجعل لي صرحاً لعلّي أطلع الى اله موسى وإني لأظنه من الكاذبين". وقال في موضعٍ آخر حكاية عن فرعون أيضاً: "ذروني أقتل موسى وليدع ربه إني أخاف أن يبدل دينكم أو أن يظهر في الأرض الفساد"، وفي موضعٍ ثالث قوله تعالى: "قالوا إن هذان لساحران يريدان أن يخرجاكم من أرضكم بسحرهما ويذهبا بطريقتكم المثلى"، اشارة الى النبي موسى وأخيه هارون (ع).‏

هذه نماذج من أساليب التضليل للملأ العام التي مرت في التاريخ، لكن ألم تمارس هذه السياسة في أيامنا هذه؟! حيث يصفون بث قناة المنار تحريضاً على الارهاب، فتمنع من البث في بعض البلدان!! ألم توصف مقاومة الاحتلال بالإرهاب؟!! ألم يدخل الاحتلال الأميركي الى العراق تحت شعار "الديموقراطية" و"نشر الديمقراطية"!! أليست جريمة بحق الشعوب ان تبث بعض القنوات العربية الفضائية الأغنيات، وحفلات الطرب، والرقص، وعلى مدار ساعاتٍ طويلة لتبقى غارقة في الجهل والفساد تحت عنوان "الفن"؟!‏

وسام اسماعيل‏

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‏

همسة وردة:‏

قالت: ما أجمله!‏

ردت الثانية: ما أزكى عطره!‏

الثالثة: ما أعلى هامته!‏

تسأل نبتة الياسمين: عمن تتحدثين ايتها الورود؟‏

ابتسمت الأولى قائلة: انه السر لا نبوح به.. الا لأهله!‏

ردت الثانية: نعم.. انه السر بيننا.. بل انه سر سعادتنا.. لولاه لم نتنشق هذا الهواء العليل .. لولاه لم ننعم بهذا الدفء الكبير.. لولاه لم نشعر يوماً بسر هذا المطر الهاطل من السماء، يروي الظماء والعطاشى..!!‏

أردفت الثالثة: لولاه لم يكن لهذا البستان من سياج يحميه.. بالأمس كان عرضة لهبوب الرياح العاتية.. وقصف الرعود.. وزمجرة الأعاصير.. وسطو اللصوص الغرباء علينا، واليوم تراه يقف شامخاً في وجه كل الأشرار.. يطرد كل من يريد بنا شراً.. يدفع الأذى عنا، يحمي كل تلك الورود والرياحين.. بل كل هذا البستان الجميل.. وما زلت تسألين عنه ايتها الياسمينة الفتية؟!‏

الياسمينة تجيب: آهٍ، لقد سمعت البارحة عنه من تلك الزنبقة الحمراء القابعة في تلك الزاوية من البستان.. كانت فخورة به ومتعطشة لرؤيته.. تدعو البارئ عز وجل ان يجمعها به ولو لساعة.. وسألت عنه، ترى من هو الذي تتحدثين عنه ايتها الزنبقة الحمراء؟ احمر وجهها خجلاً ولم تجب! قلت في نفسي ما هذا العشق الذي يأخذ بقلوب تلك الورود، وهي تخفي عني امر هذا المحبوب الذي أخذت محبته بشغاف القلوب؟! من هو يا ترى؟ أقسمت عليك إلا اخبرتني بسره!‏

الأولى: سأقول لك.. انه الأجمل بيننا.. طلعته كأنها الشمس في رابعة النهار.. وكفى!‏

الثانية: أنا سأخبرك!.. ولكن حافظي على هذا السر، نعم، اول اسمه مشتق من الحسن ..وكفى.‏

الثالثة: انه عنوان نصرنا.. وعزتنا.. والنصر معقود على جبينه.. وكفى!‏

أنيس محمد حرب‏

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‏

جدل أم دجل‏

تتسم السياسة اللبنانية باستمرار الجدل الدائم الذي يحول قضاياها الى جدلٍ، ومرد هذا الوصف الى أن بعض زعماء الطوائف اللبنانية يتدافعون مع كل حدث الى الاحاطة بطوائفهم والدفاع عن مكتسباتها وحقوقها داخل الدولة وحتى لو جاء ذلك أحياناً على حساب الدولة ذاتها.‏

وبناءً عليه يتمترس السياسيون وراء طوائفهم لبلوغ الهدف، وهو الحضور الدائم داخل السلطة أو الدولة وإداراتها وصولاً الى التعيينات وبعض المكتسبات، ودرءاً للتغييب او الاستبعاد يبدأ السياسيون حملات تؤكد فعالية حضورهم وضرورة تمثيلهم، ولكن بعضهم أو غالبيتهم يستحضر قضايا من ارشيفه غير معيبة ويطرحها للنقاش تحت شعار الجدل الاجتماعي الذي ما يلبث ان يتحول الى دجل سياسي.‏

ولأن للعبة أصولها يذهب السياسيون نحو استخدام المفردات التي تجيش المواطنين وتدفعهم نحو تأييد مواقفهم، علماً أن سياسيين عدة يتقلبون في مواقفهم ومعتقداتهم في أقل من يوم وليلة.‏

والفكرة التي يقنعونك بها اليوم يبذلون مجهوداً لغسلها ومحوها غداً.‏

وبناءً على كل ما تقدم سوف يأتي يوم على المواطن يطلب من السياسي شربة ماء فيقول له ضاعت الطاسة.‏

زينب بسام‏

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‏

كربلاء ذلك الوجع‏

منذ كربلاء والجرح الإسلامي في نزف دائم، غير أنه النزف المضيء الذي يفتح في الذاكرة فصل الفداء، والذي لا يهدأ في مواجهة الظلم الذي لا ينتهي.‏

منذ كربلاء وجسد الحسين يعبر مسافات الحلم إلى عيون الأطفال، ليضفر على أهدابها عناقيد الغضب ويكحلها بمجد البراءة، لتظل شاهد صدق على وحشة هذا العالم وقسوته.‏

كربلاء الرمز الذي يزورنا كل عام، ليهدد حالة التآلف التي نعيشها مع الأشياء والعالم، ليكسر عن عيوننا جليد العادة، إنها الرمح الذي ينفر حالات الاستسلام التي تعترينا أمام جبروت الظلم، فيعيد إلى عيوننا براءتها الأولى، ويمنعها أن تعقد صلحاً مع الواقع المزيّف.‏

إن أخطر ما تُمنى به الأمم من هزائم هي الهزائم النفسية، وكل هزيمة عسكرية لا يمكنها أن تصبح هزيمة حقيقية إلا عندما تتحول إلى هزيمة نفسية.. والهزيمة النفسية في بدايتها شعور يدفع للاستسلام في مواجهة الواقع..‏

إنها إحساس بالمهادنة، بضرورة الصلح مع الواقع كيفما كان! بإيثار السلامة والرغبة على التحدي والمواجهة..‏

من هنا تبرز أهمية الحديث التاريخي، بل حدث الحياة الذي تتجلى فيه مفاهيم البطولة والفداء في حياة الأمة..‏

ومن هنا تبرز أهمية الرمز الكربلائي في حياة أمتنا كأنقى الرموز القرآنية، وأكثرها احتشاداً بصورة البطولة والفداء، وأشدها قدرة على الدفع والتحريك لإرادة التصدي في مواجهة الانحراف.‏

أعظم ما في هذا الحدث المتفوق في تاريخنا، أن الهزيمة العسكرية فيه لم تمنعه من أن يتحول الى أروع الانتصارات في تاريخ الإنسان وأكثرها قدرة على الخلود والتجدد، ذلك أن الهزيمة العسكرية لم تتحول إلى هزيمة نفسية، لأن الطرف المنتصر أخفق في فرض الواقع الذي يريده، والطرف المنهزم رفض الاستسلام لهذا الواقع..‏

كربلاء، أيها الرمز الآتي، لقد تأخرت هذه المرة، ففي غفلة منك جرت كل مراسيم الاستسلام، دخلنا بيت الطاعة بعد أن صودرت من عروقنا الدماء التي ترفض مهادنة الأمر الواقع والمسلح معه..‏

حسين علي حسان‏

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‏

عريس أنصار‏

مهداة الى روح فقيد الشباب الغالي علي جميل الخليل‏

أخي.. يا علي‏

أربعون يوماً مضت على رحيلك‏

وأنا حائرة لا أعرف كيف أرثيك‏

فقلمي قد جف حبره‏

ويداي عاجزتان عن الكتابة‏

فلم أجد إلا الدموع وسيلتي‏

المتواضعة لكي أرثي بها‏

أخاً.. عزيزاً.. غالياً..‏

يا أبا حسن..‏

لقد غادرت دارك سعياً وراء رزقك..‏

وبنبأ رحيلك كسفت شمس ذلك النهار..‏

هنيئاً لك مقامك بجوار الشهداء والصالحين..‏

لأن من مات وهو يسعى وراء رزقه‏

كان له أجر الشهداء والصالحين..‏

يا من تربيت في بيت رأسماله الجود والكرم..‏

يا من قضيت أعوامك الثلاثين‏

تمسح الدموع عن وجوه أحبائك..‏

يا من بايع علياً بروحه..‏

ملبياً نداء رسول الله (ص) في يوم الغدير..‏

يا من يُحيي ذكرى كربلاء الحسين (ع) بجوار الملائكة والصالحين..‏

يا من نذر عمره وعمله قربة لله تعالى..‏

يا من غاب طيفك عنا باكراً..‏

يا من زفك أهالي الغبيري‏

عريساً لم يشهد عرسه..‏

وعلى أكف الأهل والأحبة في انصار كان الوداع..‏

فبكى جبل عامل لرحيلك، وبات كل من يعرفك يتلوع من هذا السفر الطويل..‏

رحلت عنا بجسدك..‏

لكنك باقٍ فينا بروحك..‏

باقٍ فينا بكل الخير الذي زرعته..‏

باقٍ فينا بكل الحب الذي تركته..‏

فارقتنا.. فلم ننسَ مودتك..‏

فذكرك عن جميع الناس ينسينا..‏

فنم قرير العين يا علي..‏

فقد تآخينا على حب الإله‏

وما كان الحطام شريكاً في تآخينا..‏

أختك في الله إيمان أحمد رمّال ـ بيروت ـ الشياح‏

2006-10-30