ارشيف من : 2005-2008
بريد القراء/ العدد 1130 ـ 7 تشرين الاول/اوكتوبر 2005
مخلوق من تراب
اسمع صوت الشمس.. واعلم أنك تراب وماء، وعليك أن تحذر الهواء لأن الطين مع الهواء يجف ويقسو، وعليك بسكن الكهوف والنوم تحت القمر لأنك هناك تلين.. وكل النبات في الطين ينمو.. ولا تأكل اللحم كي لا تصبح كالمقبرة فهذه الأخيرة هي من لحم وطين..
لا تنزل الى الوحل فتمتزج معه ولا تعود تدري أيهما أنت وأيكما هو.. بل تسلق الجبال لأن الطين هناك يخلد فيصير قمة..
ولا تتنازل لموجة فتأخذ منك ما لن تعيده أبداً.. لا تسلم نفسك لكل الأيدي فتصنع منك ما لا يرضي الله.. وكن مطواعاً لأخرى تجعل فيك حروفاً من نور..
لا تطلب الماء من حيث الغزارة فإنك هناك تذوب.. بل اكتف به من مجراه يكن أسلم للبك ان يدوم.. ولا تبخلن على نفسك بالماء فتهلك بما أحل الله لك..
ما العين الا طين لا يُرى.. لكن الطين من لبه قد يرى..
ان أنت لم تخف النار صرت عبداً أسود.. لكن من اجتنبها صار طينه أبيض.
الجبال كانت طينة قبل شاهقها والمعتلى.. فكن أنت أساسها واترك لابنك عليك ان يتصعدا.. تصبح الى حفيدك سداً مبرما.
هبة نزيه الصوص
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أهلاً بك يا شهر الله
لقد أقبلت يا رمضان
لتحرق أشواك الخطايا المعششة في قلوبنا
بنيران مخملية من التوبة والغفران..
يا رمضان لقد تاقت نفوسنا اليك
توق الغرباء المستوحشين للأوطان
بعدما بتنا نحيا في زمنٍ قاسٍ
يقدّس المادة والشر وكل ما لم يكن في الحسبان
فأنت شهر الله ومن غيرك
بوركت أيامك وساعاتك ودقائقك
ببركات مقدسة من ايدي الرحمن
ولعل أسمى هذه البركات وأكثرها ملامة للوجدان
ليلة القدر العظيمة ذات الرفعة والمقام
حيث توصد أبواب الجحيم لتفتح على مصراعيها أبواب الجنان
فتضمحل الذنوب وتصفى القلوب
وتدفن المعاصي في مقابر الغفران
فيصبح الانسان صافياً تقياً كمياه الخلجان
بعدما بلغت به الذنوب حد الطوفان
اننا نحمد الله على زيارتك يا رمضان
هذا العام، وفي كل عام، من الآن وحتى نهاية الأزمان..
فاطمة علي عبد الله
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
طيور "الجبل الرفيع"
مهداة الى روح الشهيد السيد هادي نصر الله ورفاقه أبطال الجبل الرفيع البطولية لمناسبة الذكرى الثامنة
ألا طيور أيلول مهلاً
اذا ما عبرت الجبل الرفيع
واخفض هناك الجناح رفقاً
فعلى ذراها نور الشهادة يشيع
وروح هادي تغمرها عبقاً
وقد نال الفخر في عمر الربيع
شاهراً ذا الفقار سيفاً
يواسي حسيناً بالطفل الرضيع
ينهل من سيد المقاومة عزماً
ففدى لبنان بالروح والنجيع
بوركت سلالة نذرت صوماً
للدين وغدت حصنه المنيع
فسلام لروحك هادي أبداً
ما سمع أذان وكان له ترجيع
ندى زين الدين
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
طال الانتظار
على ذمة التحقيق، جملة قانونية موجودة في قوانين العالم، بموجبها يساق أشخاص مشتبه بهم الى التحقيق معهم بعد كل جريمة تحصل. ومن خلال التحقيق تتمكن العدالة من تحديد المنفذين.
على سبيل المثال في محيطنا العربي، تفجيرات طابا، وشرم الشيخ في مصر، وإطلاق الصواريخ في العقبة، وأحداث السعودية، وغيرها من الأعمال الإرهابية، حيث كانت بعد أسابيع قليلة يعلن عن الجهات المنفذة وأسماء الموقوفين او المطلوبين.
أما في لبنان، فالحال مختلف، فالجرائم من الحرب الأهلية الى يومنا هذا، فهل يعقل ان لا يكون هناك مشتبه به في أي من كل هذه الجرائم.
أما إذا انتقلنا الى نوع آخر من الجريمة المعروف في لبنان بهدر المال العام، والقليل المعلن من الكثير المجهول من هذه الجرائم، أسماء الشخصيات البارزة والنافذة التي تناولتها الصحف منذ سنوات، وعن الأرقام المترتبة عليهم لمؤسسة كهرباء لبنان. ومؤخراً إعلان وزير الاتصالات عن الأرقام الهاتفية التي كانت موضوعة لسنوات بتصرف مسؤولين وعائلاتهم والكلفة من المال العام.
أما اليوم وبعد ما حصل من توقيفات في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري، فلا يسعنا سوى التمني أن لا تكون الجريمة الوحيدة التي يكشف عن مرتكبيها.
كلنا بالانتظار، نحن اللبنانيين، انتظار الحقيقة في أي جريمة ترتكب على أرض الوطن، لأجل لبنان فقط لأجل لبنان فقط.
وأخيراً نتمنى ان لا يطول الانتظار.
صالح الزين
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يوم القدس
القدس والاقصى
أي عار
نستجدي العطف من القاتل
نستجدي الحق من السارق
نلتمس العذر لقاتلنا
والبعض بلذاته غارق
واذا شارون يفاجئنا
بغاراتٍ كالبرق الصاعق
ويجهز جيشاً جراراً
يتبعه بهجومٍ ساحق
يقتلع الأخضر واليابس
ويعلق للأسرى مشانق
أطفال تقتل من ظمأٍ
وقنابل فسفورٍ حارق
وشباب تُقلع أعينه
ورؤوساً تسحق بمطارق
تحت التعذيب تصيح بنا
يا عالم أنظر لحقائق
اسفين دق بموطننا
بسلاحٍ أهداه منافق
والعودة صارت أحلاماً
لا بل أضغاث لمفارق
والعار يظل يلاحقنا
ونتيه ولا نجد الصادق
ويصيح الذل بلا خجلٍ
بصراخٍ كالبوم الناعق
ما للاخوان وللأقصى
يكفينا البيت العاتق(*)
فليصمت من كان يقاتل
والأقصى في وقت لاحق
عبد الله سعيد السعيد
(*) البيت العتيق مكة
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018