ارشيف من : 2005-2008

بريد القراء/ العدد 1131 ـ 14تشرين الاول/اوكتوبر 2005

بريد القراء/ العدد 1131 ـ 14تشرين الاول/اوكتوبر 2005

لن تغيب‏

مهداة الى الشهيد محمد منيف أشمر (عبد العزيز)‏

من طهر الأمومة شربت حليب عاشوراء‏

ومن طهر الأبوة تعلمت الصلاة والثبات‏

وما بين العقل والعاطفة انسجام وتوازن..‏

عرفتك هادئاً!‏

ولمّا عرفتك بعد‏

وأنى لي معرفتك‏

ملائكي طاهر أنت‏

كيف لا‏

وما كنت تقضي وقتك‏

الا راكعاً أو ساجداً‏

أخي‏

في بيت الله التقيت بك‏

وفي بيت الله ودعتك‏

وما بين البداية والخاتمة‏

عبر ودروس ومواعظ‏

محمد أشمر: يا لها من كلمة عذبة تتردد على الشفاه‏

أتذكرك مع كل صلاة فجر‏

أتذكرك مع كل رصاصة لمقاوم‏

أتذكرك عندما أنظر الى واحد من المجاهدين‏

وهل ستغيب‏

لا لن تغيب‏

ومن كان مثلك لن يغيب‏

والسبب‏

انك عودتنا على اللقاء..‏

أخي‏

كنت تردد دائماً‏

ان لله رجالاً إذا أرادوا أراد‏

وبالفعل كان لك ما أردت‏

فكانت أمنيتك ان تستشهد في ليلة استشهاد أمير المؤمنين (ع)‏

طوبى لك جنتك مع النبيين والشهداء والصالحين وحَسُنَ أولئك رفيقاً.‏

مجتبى‏

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‏

"رسالة من الزيتون"‏

مهداة الى القائدين الشهيدين.. أحمد أبو خليل استشهادي من الجهاد الاسلامي وغالب عوالي قائد من المقاومة الاسلامية‏

أخي غالب..‏

من أكمام شجر الزيتون أتيتك.. أحمل حقيبة كتبي ودفاتري..‏

أقلّم أغصان اللوز.. أقلام رصاصٍ ثم أمشي... على طرقات المخيم الطويلة..‏

تهجر العصافير أفياء البيوت العتيقة... وتأتيني... وأرى الورد يختال ويتفتح..‏

قليلاً قليلاً.. ويأتيني يرشح قارورة عطرٍ... تتضوّع بالمسك المقدسي..‏

وأنا أمضي يا غالب.. الى درسي الأول..‏

قالوا لنا غالب.. ان الوطن لا يعود الا من فوهة البندقية... والعبوة والرصاص..‏

أما الدرس الثاني.. فلسطين من البحر الى النهر.. ولكني يا حبيبي.. أراها أجمل الأوطان في الدنيا... وكل بحر لا يحمل موج فلسطين لا يعرف سر الحرية..‏

في الحصة الثالثة من الدرس الفلسطيني... أتت الأباتشي دمرت بيتاً وقتلت طفلاً..‏

كان درساً مباشراً أنه كيف يولد الثأر أمام عينيك وأنت على مقعد الدراسة..‏

في الحصة الرابعة زنرت جسدي بالغضب المقدس ومشيت... وقامت القرى يا غالب..‏

من طولكرم الى النصيرات وخان يونس ورفح.. وقامت القدس بمآذنها..‏

والنسوة هناك كسرن جرار الرحيق... وعبق الشجر والمطر والزهر.. وغنّى‏

الزيتون... أجمل أنشودة من دمي.. ومن فمي كان النداء..‏

انا الزيتون يا أطفال... غداً تكبرون كالرجال..‏

انا أحمد الزيتون .. والزعتر.‏

انا العاشق هناك..‏

انا زيت السراج... ولون المطر..‏

قلبي تفاحة الفقراء... عيني قطاف العناب..‏

أنا صورة الغريب.. أنا الشهيد..‏

أنا أحمد الشهيد..‏

أنا بوابات الفرح الى هناك..‏

أنا لون القباب.. أنا أحرف البيان والخطاب..‏

ورحت أحاصرهم يا أخي..‏

وكاد وجهي يزداد جمالاً كلما اقتربت من لحظة الانفجار..‏

وكان الشعراء يمضون اليّ.. يغرفون حبرهم من جراح شيوخ بلادي وأطفالها..‏

ويقيمون الأعراس في أبيات شعرهم... وأنا أمشي يا غالب.. أسمع أنين الحزن من ألوان الفنانين..‏

وهم يرسمون القدس.. ورايتهم يكتبون .. وتبقى القدس وجع الألوان..‏

ولكني يا أخي عندما أتيت.. أفرغت لهم دمي.. خليطاً بالتراب المقدسي..‏

فاشتبكت الألوان .. في دواة نجيعي..‏

جاء العاشقون.. غمسوا ريشة عشقهم في جرحي..‏

فارتسم الخليلي.. بحيرة جميلة.. ينام على ضفافها القمر..‏

هو دمي لوحة الانفجار.. وريشة فنان..‏

نثرت الامهات شمائل العطر.. على وجه الشمس... ومشت اليّ في نتانيا...‏

وكان الموعد... رحت أستأذن القرى والحارات العتيقة... والهواء والمطر والشجر‏

والحجر والزهر والمد والجزر.. وعلى ترنيمة لحن الشتات الأخير..‏

ترجلت من قلب الزيتون النابض.. وأشعلت سراج الأقصى.‏

ورسمت لوحة العشق على جدار الجنان..‏

ووصلت يا غالب..‏

عماد عواضة‏

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‏

أزمنة من ضوء وبطولة‏

هنا غزة، صرخة الجرح المقاتل‏

قامة مقلاع تختصر المنافي‏

وتلقي قرارات القمم المهزلة‏

في براميل الزفت والنسيان‏

حجر ينقلك الى الأفق صلاة‏

لتبقى الأيام غضباً ومسيرات بطولة‏

حجارة الغضب الفلسطيني المقاوم‏

إنه المقلاع المقاتل‏

دوره لا يحد أبداً‏

الانتفاضة ثورة تقاوم‏

حجارة لها بريق ضياء العيون المقاتلة‏

أزمنة من ضوء وبطولة‏

يخطها المقلاع لتضيء ألوان العلم‏

تاريخ يكتبه الثوار والأحرار‏

جراحنا تكتب بالدم الرسالة‏

عشقنا لفلسطين علامة الخصب‏

في زمن التردي والضياع‏

غداً سترتفع السارية خضراء‏

غداً تغني العصافير بحنجرة الجداول‏

فلسطين يا أمنا الخالدة‏

وطني خارطة حبنا الأكبر فلسطين‏

أودعنا فيها أسرار عشقنا الأول‏

وانفتحنا على خاصرة جرح يقاوم‏

على مرايا أزمنة تقاتل‏

نكتب الأغاني لفلسطين البطلة‏

نكتب للزيتون للبرتقال، للسنابل‏

نغني مع الطيور والأيائل‏

قصائد الحجر الثوري المقاتل‏

جودت شاهين‏

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‏

الجوانب التربوية لقصة أهل الكهف‏

ان من يقرأ قصة أهل الكهف الواردة في القرآن الكريم يستنتج ما يلي:‏

ـ تحطيم حاجز التقليد، والابتعاد عن التلون بلون المجتمع الفاسد، فهؤلاء الفتية الذين تحدث الله عنهم بقوله: "انهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى" حافظوا على استقلالهم الفكري في قبال الأكثرية المنحرفة المحيطة بهم.‏

ـ الهجرة من الأوساط المنحرفة درس آخر نتعلمه، فهم قد تركوا بيوتهم وحياتهم المرفهة المليئة بألوان النعم المادية، وتركوا مناصبهم، ورضوا بأنواع الصعوبات وأشكال الحرمان في ذلك الغار لكي يحفظوا ايمانهم.‏

عن النبي (ص) انه قال: "من فر بدينه من أرضٍ الى أرض وان كان شبراً من الأرض استوجبت له الجنة، وكان رفيق ابيه ابراهيم ونبيه محمد (ص)".‏

ـ التقية، فلقد كانوا يصرون على عدم اطلاع أهل المدينة على حالهم وخبرهم، واحتاطوا ليبقى امرهم وحالهم مخفياً، حتى لا يخسروا ارواحهم بدون سبب، ولكي يتجنبوا ان يجبروا على الرجوع الى المحيط المنحرف الذي انفلتوا منه.‏

ـ عدم وجود تفاوت بين الناس وهم في طريق الله، فالوزير كان الى جانب الراعي، وهذا درس آخر، فإن امتيازات الدنيا المادية والمناصب المختلفة ليس لها أدنى نصيب أو تأثير على تصنيف الناس عند أهل الحق وسالكيه.‏

ـ الامدادات الالهية العجيبة عند ظهور المشاكل فقد رأينا كيف قام الخالق عز وجل بإنامة اصحاب الكهف مدة 309 سنوات، وقام عز وجل بإيقاظهم في الوقت المناسب.‏

ـ تعلمنا من القصة قيمة "طهارة الطعام"، حتى في أصعب الظروف وأدقها، لان طعام الانسان له آثار عميقة في روحه وفكره وقلبه.‏

ـ امكانية المعاد الجسماني وعودة الناس الى الحياة مرة اخرى عند البعث تصبح أكثر قبولاً عند الانسان من خلال قراءة قصة أصحاب الكهف: "قال من يحيي العظام وهي رميم قل يحييها الذي أنشأها أول مرة وهو بكل خلقٍ عليم".‏

وسام اسماعيل‏

الانتقاد/ بريد القراء/ العدد 1131 ـ 14 تشرين الاول/ اكتوبر 2005‏

2006-10-30