ارشيف من : 2005-2008

بريد القراء / العدد 1136

بريد القراء / العدد 1136

حكاية آه..‏

الى القدس.. التي نعيش بطولاتها في يومياتنا..‏

آه لك..‏

يا اسماً يوقظ في قلبي نبض الثوار..‏

ويشعل في أوردتي النار..‏

أيها الجراح النازفة في خاصرة الأمة..‏

خنجراً يمزّق ذاكره التاريخ المشؤوم..‏

نتوق اليك..‏

نحن الذين كتبناك على جبين الزمان..‏

قصة مقاومة..‏

ورسمناك أغنية على شفاه أطفالنا..‏

ونسجنا من دموعنا لك بيرق نصر..‏

سنزرعه على رباك ذات يوم..‏

وذات يوم..‏

سوف نعود اليك..‏

نقيم عندك أعراس حرية..‏

نخبرك كيف اليك عبرنا السنين..‏

وأي شباب لنا استشهد.. وأي عريس لنا لم يزفّ...‏

لكي لا تضيع القضية، على بريق المنابر..‏

سنحكي لك الحكاية منذ البداية..‏

نحكي عن السالكين في غسق الاشتياق لله..‏

عن هتاف العشاق في محاريب الولاء..‏

في كل عام.. "يا قدس اننا قادمون"..‏

وحين نعود اليك..‏

سوف نقيم عندك عرساً لهادي.. وقشمر.. وكل الأقمار..‏

سنظل نحنّ اليك..‏

وفي كل عام يزيد الحنين..‏

ويقضّنا الشوق على حد منجل السنين..‏

فكيف نهدأ والأقصى أسير..‏

فنحن شعب لا يطيق الركوع..‏

تاريخنا الممتد من كربلاء.. الى المهدي.‏

يشهد لنا.‏

دحنون جراح الحسين الراشح عشقاً لله..‏

علّمنا سرّ الانتصار..‏

زادنا دمنا والسلاح..‏

والفجر يولد من دمانا..‏

ومن جراح الفجر ينبلج الصباح..‏

ميرنا عباس نحلة ـ غامبيا ـ غرب افريقيا‏

"ويسألونك عن السلاح"‏

وقف السيد كالجبل كالزيتون.. وقال:‏

السلاح أنا.. ودمي وروحي..‏

ولماذا تسألوني عن شفق أوردتي..‏

ألا تدرون.. أن فيه كرامة وطني..‏

به تحرر.. وانتصر..‏

الأرض تشهد.. والسماء..‏

والبحر يشهد.. وأنصارية الإباء..‏

ويسألوني عن السلاح.. هو منا توأم روح..‏

هو للقدس وفاء.. عنوان وإباء..‏

هو السلاح.. أجمل زينة الأشراف..‏

حملناه.. ومشينا..‏

يوم تخلى الجميع عن الكفاح..‏

هو الذي نام قرب الشهيد..‏

وأتى انه الوليد..‏

حمله.. واعتلى الجبال..‏

وغفا على أكتافها..‏

يشرب معينها.. شهداً زلالا..‏

هو السلاح.. زينة الرجال.. الرجال..‏

ويسألونك عنه..‏

قل هو للوطن.. لكل الوطن..‏

زينة.. قوة... هو لردع العدوان..‏

ويريدون ترسيم الحدود.‏

اي حدود.. يا وطني المحتل..‏

وهل يعرفون كيف هي الحدود..‏

أقسم يا وطني.. انهم غرباء عن الأرض والانسان..‏

ولكن البوق الاميركي ينفخ في الآذان..‏

قوموا... ارفعوا الصوت..‏

السلاح خطر على الكيان..‏

وليكن التصريح بين الآن.. والآن..‏

ويسألونك عن السلاح..‏

هو للقدس عنوان..‏

للمزارع.. للتراب للشجر..‏

لحماية الأوطان..‏

لا تفكروا.. لا تتعبوا..‏

استريحوا.. استريحوا..‏

يا معزوفة الاميركان..‏

أما آن لهذه الأوركسترا.. أن تستريح من عزف الألحان..‏

وطني لا يعرف إلا لحن الوجدان..‏

هو وطني.. توأم سلاحي.‏

لا تفرّطوا.. قولوا.. للأمريكان..‏

سلاحنا.. شرفنا... دمنا..‏

على وسادة الأمان..‏

ويسألونك عن السلاح..‏

قل هو وطني.. جرحي.. شهادتي..‏

خالد مع الزمان..‏

عماد عواضة‏

يا نشيداً رنمته شفاه المحرومين‏

لمناسبة الذكرى السنوية الأولى لرحيل فقيد الجهاد والمقاومة الحاج القائد زكريا حمزة (أبو يحيى)‏

يطل عيد الأحزان من جديد وآتيك يا حبيبي بلهفة وحنين يجتاح جوارحي.. لأتلمس رخاماً أسود، نُقشت عليه حروف أبدية: أبا يحيى يا قصة كتبت سطورها أنامل الصدر الحبيب.. يا نشيداً رنمته شفاه المحرومين.. يا أول رصاصة أطلقتها بنادق الجنوب الجريح.. يا زغردة غنّتها جراح الشهداء في الطيبة ورب ثلاثين.. يا قلماً خط درب الجهاد من مدرسة النبي شيت.. فصار أمثولة حوتها قلوب الأبطال المجاهدين.. أبي.. يا موقفاً حمل راية بدر الكبرى فكنت الأول في ثلة المقاومين..‏

حبيبي .. ماذا أقول..؟‏

بارد جداً شتاء الرحيل.. لملم أطراف تشرين الخريفي وانثر ثلجه الأبيض باكراً.. لعله يطفئ نار أحزاني الملتهبة.. ويخفف وهج أوجاعي وأنيني..‏

أبي.. ماذا أهديك؟‏

أحمل اليك في العيد باقة اشتياق وحنين وأحزان أبدية.. فأنت المهاجر دوماً صوب الحرية..‏

ما طقت يوماً سجن العبودية.. فرويت بدمك بذار المقاومة الأبية.. وزرعت بجسدك ورود الحرية..‏

أبي يا جرح القلب ودمعة العين.. بالله عليك لِمَ آثرت الرحيل وعجّلت الفراق.. سأبكيك ما بزغ فجر وأذن مغيب.. سأذكرك كلما لاحت نسمة صيف.. سأعاتبك مع كل تشرين ثم أناديك وأناجيك..‏

ماذا أقول؟ ما لهذا العيد.. يعود ويلملم ثوب الحداد.. ويكشف النقاب عن غيابٍ طويل ملون بوجع الفراق.. فقلبي يهفو اليك.. وعيناي تحدقان نحوك.. أنت هنا في كل شيء.. أنت تشبه السماء والجبال والوديان.. أراك في كل العيون وبين السطور.. في كل الكتب.. في جذور اعماقي.. في صلاتي.. يا الهي ما أجمل صوت صلاتك في صبيحة الأعياد.. فأنت عيدنا وأنت الصلاة.‏

أبي يا حبيبي أخالك تنظر من عليائك الينا بوجه هادئ وقور وحزين لأجل فلسطين السليبة والأقصى السجين والعراق الذبيح.. لطالما كانت فلسطين والصدر همّك الأكبر..‏

أخالك مع الأحباء.. مع رفاق الدرب الشهداء..‏

فلتهدأ نفسك الطيبة مع الرسول(ص) والأئمة (ع) والأحرار فنحن على الدرب سائرون.. سنكمل الطريق كما أردت.. سنكون أوفياء كما كنت وفياً وعزيزاً وقائداً..‏

يا حبيباً.. آلمني فقده.. وهزّني رحيله.. وأوجعني غيابه.. ترى هل اللقاء قريب؟‏

ابنتك سوسن زكريا حمزة‏

تحية الى روح الاستشهادي احمد قصير في ذكراه الـ23‏

على صهوة المجد يطلون، يحملون طهرهم للدنى ينثرون دماءهم ورداً أحمر على الأكمات والربى التي ألفت خطواتهم واحتضنت اجسادهم وآلامهم فعبقت اجواؤنا نصراً مؤزراً في أيار.‏

لم يكن وطني ليُحني جبينه، ولم يكن لليل ان يطول، فقد نفض شعبي عنه عباءة الظلم الصهيوني وتدثر بملاءة المقاومة، فهبّ أبطالها يستقون قوتهم من معين علي والحسين (ع)، شعارهم "والله ما غُزي قوم في عقر دارهم الا ذلوا" رافضين الذل والخنوع..‏

هناك عند أعتاب فلسطين، تفتت الجسد الطاهر فانفجر البركان الثائر حمماً لاهبة تحرق الغاصبين وتضرب منهم كل بنان.‏

هو ابن التسعة عشر ربيعاً، لم تغره الحياة بمباهجها، كيف لا وهو ابن "الموسوي" الذي طالما تمنى أن يتفتت جسده في سبيل الله، هو ابن جبل عامل، ابي الضيم العصي ابداً على الطغاة.‏

سلام عليك في عليائك وهنيئاً لك لقاؤك بسيدك الحسين(ع) فها هي الأرض التي عشقت وأحببت، تعود حرة أبية سقتها دماؤك عزاً فوق عزها فأزهرت نصراً على اعداء الأمة والوطن، سلام الله الى روحك ايها البطل احمد قصير وأرواح الشهداء الأبرار، ففي يوم شهيد حزب الله شعب المقاومة يجدد العهد والوعد: "سنحفظ المقاومة بسلاحنا ودمائنا وسنحميها بأشفار عيوننا".‏

ندى كمال زين الدين‏

الانتقاد/ بريد القراء ـ العدد 1136 ـ 18 تشرين الثاني/ نوفمبر 2005‏

2006-10-30