ارشيف من : 2005-2008

بريد القراء / العدد 1132 ـ 21 تشرين الاول/ اكتوبر 2005

بريد القراء / العدد 1132 ـ 21 تشرين الاول/ اكتوبر 2005

سنهدمها معاً‏

كنا نظن بأن الأمر سيطول وأنه لن يكون ـ على الأقل ـ في زماننا وتصورنا أن أحفادنا سينظرون بعين ملؤها الفخر الى ما سيحدث.‏

ولعل عقولنا كانت أقل من أن تعي بأن المعجزة تنبع من الضعف، فلِمَ اسمها معجزة اذاً؟‏

لكن الآن تعلمنا الدرس... وما جرى في غزة سيبقى سلاحنا الذي سنعانقه طويلاً، ونشهره في عين كل مشكك مرتاب بقدرة الحجر وصلابة اليد..‏

ها قد عادت الينا آمالنا التي غرقت طويلاً في قاع النسيان.. وتناثرت أكاليل النور صوب السماء..‏

كيف نسينا بأن دورة الحياة ستكتمل؟ كيف ظننا بأن الشمس الملتهبة سيوقفها مدفع؟ انظروا... ها هم بخزيهم يخرجون ويسمون الهزيمة خطة..‏

بل لم يخرجوا الا مرغمين تقبّل أنوفهم الأرض، وتغلي صدورهم كيداً وحقداً، ويخربون ما بنته أيديهم، وسيظلون يخربون ونحن طبعاً دائماً سنساعدهم في هذا بإذن الله.‏

"...ما ظننتم أن يخرجوا وظنوا أنهم مانعتهم حصونهم من الله فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا وقذف في قلوبهم الرعب يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين فاعتبروا يا أولي الأبصار".‏

هبة نزيه الصوص ـ دمشق‏

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‏

حين يرحل القمر‏

مهداة الى قمر الاستشهاديين الشهيد علي قشمر‏

سأحدثكم عن قشمر..‏

عن قمر ليس كالقمر..‏

عن الدمع حين يخط دعاء السحر..‏

عن ابتسامة الزهر.. على شفاه الياسمين..‏

وعن صلاة العارفين..‏

عن علي، حيث عانق السلاح..‏

فعانقته الشهادة..‏

وزرع جسده في تراب الجنوب،‏

عبوة.. نسفت الصهاينة..‏

عن جسد ما حواه كفن..‏

عن الفرسان الممهدين لابن الحسن..‏

عن بأس كبأس علي الأكبر..‏

وبريق نصر من سني خيبر..‏

عن العريس الذي ما زفّ.. كالقاسم..‏

عن أنين طيور الجنوب .. حين تحنّ للربيع..‏

أنت ما أنت؟؟ قشمر؟؟‏

يا جرح الزمان في قلوب الأحبة..‏

يا لوعة زينب حين بكت العباس.. قطيع الكفوف..‏

ووجع السجاد.. يلملم أشلاء الشهداء في أرض الطفوف..‏

يا امتداداً لكربلاء العشاق..‏

في محاريب الولاء..‏

يا شهيداً بكت عليه أملاك السماء..‏

آه لجرحك علي..‏

نحن رسمناك على فوهات جراحنا.. وردة..‏

ومن جراحك رسمنا النصر بيرقاً،‏

تصنعه فوهات بنادقنا..‏

فكان فجر الانتصار..‏

وكان وجهك علي.. قنديل عزّة يضيء لنا ليالي الانكسار..‏

قنديل، زيته دمك.. ودم الشهداء..‏

نور ونار..‏

دم يطوف على الثائرين،‏

يعزف أغنية العاشقين..‏

أغنية القلب حين يشع سلاماً وحباً..‏

ويسافر لله.‏

ساخراً من لغات الحدود، وجوازات السفر..‏

والخطوط الزرقاء والحمراء.. والجدارات الفاصلة..‏

ومن العتاد .. والأسلحة المتطورة..‏

يا من زرعتك عيناك عبوة، ولغّمت ضلوعك..‏

فأصبحت قمر الاستشهاديين..‏

وتذوقت حلاوة الشهادة..‏

وأذقتهم مرارة الهزيمة..‏

وأذقتنا فرحة الانتصار..‏

ميرنا عباس نحلة ـ غامبيا ـ غرب افريقيا‏

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‏

ديمقراطية الشيطان‏

تطالعنا بين الفينة والأخرى التصريحات لمسؤولين في الادارة الاميركية حول تحليلهم لديمقراطية العرب. وآخرها تأكيدهم أنه لا مجال للديمقراطية في فلسطين ولبنان ما دامت هناك قوى غير رسمية مسلحة.‏

أما المضحك المبكي فتفسير الولايات المتحدة لمعاداتها سوريا لأن الأخيرة تحبط آمال العراقيين والفلسطينيين واللبنانيين وتوقهم الى الديمقراطية!!! انطلاقاً من هذا نسأل:‏

هل سياسة شارون الاستيطانية لا تعيق الديمقراطية؟ والسلاح الفلسطيني المقاوم لاستعادة الأرض المغتصبة منذ عشرات السنين يعيق الديمقراطية؟‏

هل المجازر الشارونية بحق العزل من الشيوخ والاطفال والنساء وهدم البيوت الآمنة على رؤوس ساكنيها وتركهم دون مأوى لا تعيق الديمقراطية؟‏

هل احتلال جنوب لبنان ووصول جيش الأسطورة (الجيش الذي لا يقهر) الى بيروت، وزج اللبنانيين في المعتقلات وارتكاب مجزرة قانا لا يعيق الديمقراطية؟ وسلاح المقاومة التي حققت ولأول مرة في تاريخ "اسرائيل" الدموي خروجها من أرض عربية تحت ضربات المقاومين الشرفاء، هذا يعيق الديمقراطية؟‏

هل الإصرار الشاروني على عدم الخروج من مزارع شبعا لا يعيق الديمقراطية؟ واصرار المقاومة على متابعة النضال لتحرير أرضها من الغاصب الصهيوني يعيق الديمقراطية؟‏

هل الوقوف المشرّف لسوريا ولو سياسياً مع الحركات النضالية والمقاومة العربية أياً كانت يعدّ احباطاً لآمال الشعوب وتوقهم الى الديمقراطية؟ أما الدعم الاميركي لاعتداءات واحتلال الصهاينة للأرض العربية لا يعيق الديمقراطية؟‏

هل قصف بغداد الوحشي واحتلال العراق وفضيحة سجن ابو غريب وما يمر به العراق من معاناة لا يعيق الديمقراطية؟‏

اي ديمقراطية يتحدث عنها التحالف الشيطاني (الاسرائيلي ـ الاميركي)؟‏

فليكن لنا نحن العرب ديمقراطيتنا التي نفهم، ونعلّمها لذلك التحالف الدموي، انطلاقاً من مبادئ ديننا الحنيف الذي علم وطبق التسامح مع الآخر مهما كانت ديانته او قوميته.‏

بين التسامح العربي وبين ديمقراطيتهم المزعومة التي يتحدثون عنها نترك لأحرار العالم أ، يقرروا من هم الديمقراطيون الحقيقيون.‏

صالح الزين‏

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‏

لبنان الجديد.. فاقد الهوية والانتماء‏

يطالعنا في هذا الزمن الرديء بعض المنظرين المدعين "بالسيادة والحرية والاستقلال" لكنهم في الحقيقة لا يدركونها سوى شعارات فضفاضة لجذب أكبر عدد ممكن من "شبان الحرية"، ومن خلال مشاهدتنا لهؤلاء الحفنة من "الوطنيين" نطرح على أنفسنا تساؤلاً يدور حول مفهومهم عن الوطن والمواطَنة، وما تحمله هذه العبارات من أفكار ومضامين ومشاعر.‏

في الحقيقة بعض هؤلاء لا يعرفون من الاستقلال سوى السفر الى الخارج عند المنعطفات الخطيرة ضيوفاً مكرمين في دول القرار "المعادي"، تاركين الشعب اللبناني يتحمل شظايا ما يخلفونه من انفجارات يتردد صداها على الصعد الاقتصادية والسياسية والأمنية، هؤلاء سيادتهم هي سيادة فيلتمان ورايس، حيث انه لم يزعجهم ولم يحرك لبنانيتهم قول السفير الاميركي انه يريد دولة ورئيساً من روح 14 آذار، واعتباره شبعا غير لبنانية، خلافاً لرأي الحكومة التي تستضيفه على اراضيها، وقيامه بالاجتماعات المكثفة لطرح اسم مرشح بلاده لرئاسة الجمهورية!! حيث اصبح الملف الرئاسي اميركياً واوروبياً بامتياز، وغيرها من تدخلاته الفاضحة بحق هذا الوطن المستباح في الوقت الذي تدلي فيه وزيرة خارجية بلاده بتصريح تعتبر بعض أعضاء الحكومة داعمين للعنف.‏

بل أكثر من ذلك أصبحت امور اللبنانيين تقاد من الخارج بكل تفاصيلها في وقت البلد أحوج ما يكون فيه الى مسؤوليه، حيث يغرق فيه البلد بالتفجيرات "والفوضى البناءة"، فأصبحنا في عصر حكم السفارات والسفراء وسلطة ميليس الحاكم المطلق في لبنان الجديد، وما اشبه اليوم بالأمس في ظل انتداب ناشط على خط بيروت ـ باريس ـ واشنطن حيث تجري عمليات التداول بسندات السياسة اللبنانية بأبخس الأثمان، وتتعرض فيه قضايانا للبيع والشراء ازاء حركة بورصة ناشطة سياسياً.‏

وكل ذلك يتم في ظل نقاش حول سلاح المقاومة، والذي هو في واقعه نقاش حول هوية لبنان وعروبته وخياراته، وهو يهدف بالحقيقة الى اعطاء "اسرائيل" بالسلم ما عجزت عن نيله بالحرب.‏

الغريب هنا أن كل الدول تتناقش حول القضايا التي تخلق نقاط ضعف في الشعب ما عدا لبنان حيث انه خلافاً للمنطق والحق يدور فيه نقاش حول العناصر الأكثر قوة في وجوده وصموده، ألا وهو السلاح الذي يمثل الاستقلال الحقيقي. والحقيقة ان استقلالهم هو الاستقلال عن العالم العربي المجاور، وعن مفهوم العروبة والمقاومة، فالحقيقة ان هناك جرائم انسانية ذات بعد وطني تستغل لمقاضاة سياسية تمهيداً للقرار 1559، وتستثمر كمدخل للولوج الى تفاصيل الحياة السياسية اللبنانية، فبعد تبني البعض لنظرية الأمن الاميركي داخل لبنان بتقنياته وأساليبه، وبعد سيادة نظرية "الفوضى المطلقة"، وبعد عودة قادة الميليشا الى سدة الحكم، وبعد احتلال العراق لا مكان لشعار الحرية والسيادة والاستقلال لدى هؤلاء.‏

والصحيح ان الهدف الخلفي غير المعلن وراء ما يجري في لبنان هو محاصرة الخط المنتصر في 25 أيار لهدم آخر قلاع الصمود بوجه العدو.‏

علي طالب‏

2006-10-30