ارشيف من : 2005-2008
بأقلامكم..
الانتقاد / بريد القراء ـ العدد 1120 ـ 29 تموز/يوليو 2005
حكاية الانتصار
أشكل لغة أخرى
فيها سر الدم.. وسر النصر..
أضيء الزمن الآتي ببعض من كلماتي
أوقف نبض الحزن، وأمحو الخط الفاصل بين اللحظة والسنوات..
جئت من طرف السنة الماضية..
بالدمع أحكي قصة التحرير لا بالكلمات
أوَكُلما أردت الحديث عن الوطن، أكون مضطرة الى استعمال ذات المفردات!
النصر يدخل بين يدي والورقة
ويسكنني في الحبر والأقلام.. يحذف كل العبارات
ويخرج من سجن اللغة الخرساء فالكلمات قوالب
والحرية الحمراء هي كل اللغات
جئت من طرف السنة الماضية..
جنوبية ترعرعت على الجرح وفي عيني دمعة
وفي القلب سكين وجرح وضماد..
وطني مستنقعاً للحزن كان
كل أزهاره كانت دعوة للانتظار
ويداه تلتفان رويداً رويداً حول عنق المحتل
مثل نهرين من شوك ونار..
قناديل قرانا الصامدة كانت تتوق لتضاء من جديد
وعين الخيام الأسيرة ما غفت.. ظلت ترقب فجر التحرير
على وقع خطوات ملائكية.. خطوات فرسان ولدوا من رحم المعاناة
وتحرروا من الشكوى على باب الخليفة.. وسلام الذل..
فكانوا مقاومة إسلامية..
بـ"الله أكبر" قاموا منذ عشرين عاماً..
ومنذ عشرين عاماً بدأ الزحف.. وما زلنا نقاتل..
ولا تلمع إلا بندقية
ودم الشهداء من مدخل الوطن الى مدخل الجنة يمتد.. حقلاً من الأزهار..
جئت من طرف السنة الماضية أحكي لكم..
كيف صار الخامس والعشرون من أيار في لبنان عيد الانتصار..
ميرنا عباس نحلة ـ غامبيا
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
أرض النخيل الحزين
(الى غسان كنفاني في ذكرى استشهاده)
رسم في مخيلتي صورة لفلسطين دون أن يكون رسّاماً، وأطلعني على تاريخها الدامي منذ 1948 الى آخر ما رأته عيناه قبل أن يغمضهما للمرة الأخيرة، دون أن يكون مؤرخاً.. وجعلني أشم رائحة ترابها من غير أن أكون لها زائراً.. إنه غسان كنفاني الكاتب السياسي والروائي والقاصّ الفلسطيني الذي ينقلنا بكتاباته الى عالم آخر، فنعيش ضمن رواياته كأننا بعض شخوصها، فننسى محيطنا وعالمنا وزمننا الذي نعيشه، الى أن يضع نقطة النهاية لرواياته الحزينة، فنعود من جديد الى واقعنا الأشد إيلاماً.
هو الأديب الذي نقل معاناة فلسطينيّي الشتات، وجعل مداد قلمه امتداداً لمسيل دماء الشهداء، فأبى القدر إلا أن يلحقه بهم (استشهد في 8 تموز/ يوليو 1972)، ليضفي ذلك بهاءً على أدبه الذي يصح وصفه بالسهل الممتنع. فهو من ناحية سلس سهل الفهم للجميع، ومن ناحية أخرى يحمل بلاغة وقيمة أدبية قلّ نظيرها.
غسان كنفاني الذي أغنى المكتبة العربية بمؤلفاته العديدة: موت سرير رقم 12، أرض البرتقال الحزين، رجال في الشمس، عالم ليس لنا، ما تبقى لكم، الباب، عن الرجال والبنادق، أم سعد، عائد الى حيفا... لم يكن صاحب نظرة سوداوية، ولكن الواقع كان يفرض عليه أن يحمل آلام شعبه وأحزانه، ولا أظنه فيما لو كان بيننا اليوم يستطيع أن يكون أقل تشاؤماً، فأرض البرتقال لا تزال حزينة، وباتت تقاسمها مأساتها أرض النخيل، والرجال لا يزالون تحت الشمس تلهبهم بأشعتها المحرقة.
مهدي محمد علي زلزلي
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
أين أنتم يا عرب
(خاص بمآسي فلسطين)
أين أنتم يا عرب؟
أين فرسان الغضب؟
هبوا اصرخوا
صرخة غضب
أين أنتم يا عرب؟
أين أنتم يا غفاة؟
يا سلاطين السُبات
فلسطين تناجيكم
فلسطين تناديكم
أين أنتم يا عرب؟
أين أنتم من أطفال
صامدين كالجبال
يقاومون الاحتلال
بالحجارة يا عرب!
أين أنتم أين أنتم
أين أنتم يا عرب؟
غسان علي العز ـ أبو علي
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
سلاح لا يتقادم
منذ انطلاقة المقاومة ضد العدو الصهيوني مروراً بكل مراحل الصراع، تميز أنصارها وجمهورها بمساندتها مادياً ومعنوياً، وكان من أهم وسائل المساندة التي استخدمها هذا الجمهور الدعاء وذكر الله ورسوله في السر والعلن، وفي كل التجمعات التي كانت تقام، اضافة الى التعبير بطريقة الصلوات أو التكبير من دون تفويت أي فرصة لإطلاق هذه الصيحات المدوية التي أمدت المسيرة بالكثير من العزم والحيوية والتميز، لدرجة اتهام البعض لهؤلاء بالمغالاة في هذا الجانب، وخصوصاً أولئك الذين لم يستطيعوا فهم وإدراك البعد الحقيقي لهذه المقاومة، على الأقل قبل عام التحرير الذي كان في نظر البعض صعب المنال، بل من سابع المستحيلات.. ولا يمكن لأحد أن يفهم هذا التأثير وخصوصاً عند قراءة موازين القوى. كان ذلك والمعركة لم تصل بعد الى حد المعركة الفاصلة التي تحدد مصير ووجود ومستقبل هذه المقاومة، ومن ورائها كل أفكارها ومعتقداتها ومفاهيمها، الى درجة تبني الولايات المتحدة وكل من يخاف مِن وعلى "إسرائيل"، الحملة بكل أنواعها العسكرية والسياسية والإعلامية والثقافية.
وهنا يدور في ذهني سؤال وهو: هل ما زلنا نؤمن بفعالية سلاحنا المعنوي ونعتبره سبباً مهماً لانتصارنا؟ قبل أن يجيب أحد سأكون متشائماً وأقول أشعر بأننا نفقد هذا السلاح شيئاً فشيئاً.
فالمتابع لأصحاب هذا السلاح وتجمعاتهم وشعاراتهم وتفاعلهم لا بد من أن يحس بالخطر إذا كان صديقاً وبالفرح إذا كان عدواً، فمن بين أربع أو خمس صيحات فارغة المعنى والمضمون تسمع صوتاً خجولاً ينادي بالصلاة أو التكبير، فإذا كانت أول المعركة ترك السلاح، فكيف ستكون نهايتها! ولكن لم يفت الوقت، فما زالت أمامنا معارك عديدة علينا شحذ أسلحتنا لها، لعلنا نستطيع تحقيق نصر آخر بالسلاح نفسه، وإلا خسرنا النصر الأول.
خليل يونس ـ بعلبك ـ العين.
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018