ارشيف من : 2005-2008

من رسائل القراء العدد 1126 ـ 9 أيلول / سبتمبر 2005

من رسائل القراء العدد 1126 ـ 9 أيلول / سبتمبر 2005

الانتقاد / بريد القراء ـ العدد 1126 ـ 9 أيلول / سبتمبر 2005‏

وجهك زيتونة فلسطين‏

كان لنا موسى... تشتبك ألوان الشفق على وجنتيه...‏

وتغور الشمس في عينيه... ويتجلى خلقاً وخُلقاً.. وعباءته تمتد..‏

تجمع كل عيون الفقراء والمستضعفين... من أحزمة البؤس...‏

ومن بيروت المخيمات... يغدو مصباحاً... يوقد من زيتونة القدس..‏

يشعل غرفة الدكتور مصطفى شمران في مؤسسة جبل عامل...‏

وشمعة فوق كتاب ماهر حرب... وطه حسين... وعباءته تمتد..‏

حصيراً للمسجد الأقصى في لحظة صلاة..‏

هو موسى... اجمل الضوء... ونهضة أمة.. وعنفوان الكلمات..‏

وخطاب الشهيد.. هو موسى... كان لنا حلماً... نزرعه في قلوبنا وردة...‏

نعشقه أباً سيداً عالماً وثائراً... طلعة مشرقية... كالصبح فينا...‏

يجمع الفجر في أكمامه، وكان وجه الكتاب... وأجمل حروف الخطاب...‏

كالشمس أتى... عمامة ترشح من فيض النبوة... علماً وثورة ومقاومة...‏

كالصبح كان... تفلت منه الكلمات... تمتد نهراً... بحراً موجاً متلاطماً لا يهدأ..‏

يفتش عن أحلام المحرومين... يفتش في عيونهم... يقرأ وصاياهم..‏

ينام على وسادة غربته... يئن ويبكي وينكسر قلبه... عندما يجمع اليتيم.. الى قلبه وصدره... هو فينا أجمل الألوان... أجمل الزمن هو... كسر قيود الغربة ومشى... أشاح الغبار عن دفاتر القيام... وأعلن نهضة امة وقيام الوطن...‏

من قناة السويس حيث صلاة ركعتين على رمالها... الى صلاة مسجد كفرشوبا..‏

الى الاعتصام.. الى المعسكرات .. الى المساجد والكنائس... الى المعاهد والمؤسسات..‏

الى معسكرات التدريب... الى المحاضرات وتأسيس الخلايا الأولى والكوادر الاولى..‏

الى كمائن بنت جبيل والطيبة.. الى شلعبون ومسعود.. الى كل التلال كان لن الحلم..‏

والمطر.. وقمح الفقراء... وأقحوان العاشق من نجيع كربلاء... كان لنا موسى...‏

يحب كل الدراويش... والمنكسرة قلوبهم.. كان يطلق العنان لصوته.. من مهرجان صور...‏

الى مهرجان القسم في بعلبك... حيث وشما على صفحات الوطن..‏

وأعلن: "لا نقبل أن يبتسم لبنان ويبقى جنوبه متألماً".‏

ثم قال: "الجنوب صخرة ستتحطم عليها أحلام اسرائيل، ويكون نواة تحرير فلسطين"..‏

كان يسابق الزمن.. كان يتقدم فتنقشع الرؤية، كان لنا وسيبقى.. كلماته خبزاً للفقراء..‏

وصرخة مستمرة في وجه الطغاة.. سيبقى قضية بحجم الأمة لأنه أكبر من أن يقاس بوطنٍ صغير.. بل هو أمة في رجل.. كان لنا موسى.. هو الآن فينا.. في دماء الشهداء..‏

وعيون الاسرى.. وقوافل المجاهدين.. هو نصر غزة، هو الصرخة التي توشمت... على قلوب المؤمنين: ان شرف القدس يأبى أن تتحرر الا على ايدي المؤمنين..‏

سيدي... كل عام أهاجر اليك.. هل من سبيل الى وصلك؟‏

سيدي.. باقٍ أنت والطغاة الى زوال..‏

عماد عواضة‏

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‏

سيد الوطن والمقاومة والانتصار‏

مع بزوغ فجر آب من كل عام تمتزج مشاعر العزة بمشاعر الأسى، اما العزة فتختلج في صدورنا وكل أبيّ كون يوم 31 آب 1960 يوم ولادة اهم رجالات الوطن سماحة امين عام حزب الله.‏

لقد كان لتلك المناسبة العظيمة في تاريخ لبنان "المقاوم" دور رائع في ريادة فكر المقاومة وصولاً الى الانتصار.‏

حقاً، فقد كان لهذا الأسد العلوي بصماته المميزة في تاريخ المقاومة عبر قيادتها نحو الانتصار الأعظم في عصرنا الحاضر على الصهاينة الحاقدين.‏

فمن قبيل المصادفة أو لعلها الحكمة الإلهية شاءت ان تكون ولادة "التلميذ" وغياب "القائد" في يوم واحد، فطالت يد الصهيونية السيد موسى الصدر لتغلبه جسداً لا روحاً، حتى كان الامتداد لهذا الخط عبر مقاومة حزب الله وسيده.‏

اننا اذ نتوجه بهذه المناسبة اليك يا سيد الوطن والانتصار بالتهنئة والمبايعة، نسأل الله تعالى ان يطيل عمركم ويسدد خطاكم لكل ما يحفظ المقاومة صوناً للانتصار.‏

لعله من سخريات القدر ان تنقلب المقاييس والمعايير في وطن المقاومة "لبنان"، فبين الحين والآخر يطلق بعض الأبواق "المأجورة" العنان لأصواتها الشاذة، نافثة سمها في الأجواء، حيث نطلب العفو عن عملاء اسرائيل من اللبنانيين الذين باعوا انسانيتهم ووطنهم لقاء حفنة من الدولارات أو طمعاً في منصب كرمى لأسيادهم.‏

ان التفكير بذلك للحظات تحقير واهانة كبرى لأحاسيس اللبنانيين خاصة المقاومين الأبطال الذين قضى بعضهم نتيجة لخيانة اولئك المتعاملين.‏

كفاكم تحقيراً لعطاءات المقاومة طيلة السنين الماضية، فمجرد التفكير بذلك هو خيانة للبنان، لدماء المقاومين، لعذابات الاسرى وآلام الجرحى، فشعب المقاومة يعلن مؤكداً: لن نسمح بالعفو عنهم حفظاً لدماء شهدائنا وذوداً عن كرامتنا.‏

ن.ز‏

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‏

النصر أنتم‏

الى شباب ومجاهدي المقاومة الاسلامية الابطال‏

يا عاشقاً أرض كربلاء..‏

ارض الطفوف‏

يا حافظاً نهج الحسين‏

نهج الألوف أحيينا، أنصرنا‏

يا زاحفاً للقدس للقبلة‏

يا صارخاً يا رافعاً كل السيوف‏

امض فكل القلوب تهولك‏

كل الخناجر تهتف باسمك‏

كل الأيادي ترفع لواك‏

امض، دمر عرش العدا..‏

افتح باب خيبر‏

وارفع راية صفراء متقدة..‏

أخبرهم ان الله اكبر‏

ان قوة الايمان أقوى من المدفع‏

ودم الحسين فينا سيل لا يقطع‏

أقدم زف النصر الينا‏

أقدم رد الروح الينا‏

أحينا أنصرنا‏

من غيرك في هذه الدنيا ينصرنا‏

من غيرك يا مجاهداً يا مسافراً للتلال‏

لك الشهادة ولك النصر‏

ولنا من بعدك النهج والنضال.‏

مروة توفيق دبوق‏

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‏

خيانة الذات وعولمة الاقتصاد‏

شاء حسن طالع شعبنا أن يتخذ التخلف الذي كان ينهشه ببطء شكل كارثة مفاجئة، ولو لم يتخذ هذا الشكل لأودى بمصير الأمة، وهي في شاغلٍ عنه. اجل شاء حسن طالع شعبنا ان ينتابه مرض حاد، وان تظهر أعراضه دفعة واحدة بدلاً من ان يفعل فعله ببطء في جسم الامة بشأن الأمراض المزمنة فتغلب الانسان بسهولة على الطاعون وعجزه عن مكافحة السرطان لم يكونا وليدي الصدفة، فالطاعون يظهر بشكل وباء مخيف، أما السرطان فإنه يعمل بصمت ويقابل بقلة الاكتراث في أدواره الأولى، وقد رأينا الانسان ينبري لأولهما، ولا يغبن بجهدٍ في سبيل القضاء عليه، كما رأيناه يتقاعس عن محاربة ثانيهما، أو يبذل في هذا السبيل أيسر الجهود، وهكذا قلّم الانسان أظافر الطاعون، ولكنه لم يقو على الحد من خطر السرطان، والأدواء التي تنتاب الشعوب هي إما حادة او مزمنة، فالداء الذي لا يتخذ شكل كارثة ينهش جسم الأمة ببطء، وتؤلف هي الالام التي يسببها لها، فتتقاعس عن محاربته، وتكون نهايتها في آخر الأمر على يده، أما الداء الحاد فإنه يحمل في ذاته ناقوس الانذار، فيدرك المصاب خطورة حالة، ويبادر الى الاخذ بأسباب العلاج، ويتوقف نجاحه في مكافحة الداء على اهتدائه الى العوامل التي سببته.‏

ونحن في الامة العربية قد خلطنا عند تشخيص الداء، بين العوامل المسببة والاضطرابات الناشئة عن الداء نفسه، فاعتبرنا او اعتبر قادة الرأي فينا المشكلة الاقتصادية ـ الاجتماعية عاملاً مسبباً، مع انها لم تكن سوى عرض من أعراض الداء الوبيل، وعندما بدأت الأرض العربية تضيق بأبنائها الآخذ عددهم بالازدياد سنة بعد سنة، استأثرت مسألة تأمين الخبز اليومي للمواطنين باهتمام المسؤولين، وباتت الأساس الذي يبنون عليه سياستهم، ولكنهم، بدلاً من ان ينشدوا الخبز في الشرق الأوسط نفسه، صرفوا النظر عن سياسة الفتح والتوسع، ليعتمدوا نهجاً يهدف الى غزو العالم اقتصادياً.‏

فترتب على هذا النهج توسيع في الانتاج النفطي والصناعي لا ضابط له، وكانت أولى عواقب هذا التوسع انخفاض مستوى الفلاحين، وتضخم عدد العمال في المدن الكبرى تضخماً أدى بالنتيجة الى اختلال التوازن بين عنصري الأمة المجيدين.‏

وفي الوقت الذي كان الاقتصاد يقفز الى مرتبة تجعل منه العمود الفقري للدولة، كان المال يتربع على عرشٍ أقامه له عباده الامناء، بتشجيع من الذين كان مفروضاً بهم محاربة هذه النزعة والحد من خطرها.‏

علي حكمت جواد‏

2006-10-30