ارشيف من : 2005-2008

من أوراق القراء

من أوراق القراء

New Page 1

الانتقاد/ بريد القــــــــــــــــراء ـ  العدد 1143

"وغداً يموت الجزار"

    قبل يوم من خبر شارون.. دمعت عينا أم باسل عندها شاهدت

ذلك الطفل الفلسطيني... وقد أصابته الرصاصة في العين.. رفعت يديها الى

السماء... وراحت تدعو على الجزار شارون وقالت.. اللهم اجعل الجلطة في دماغه..

    واستجاب الله لدعوتها.. وأرسل له جلطة.. أفقدته الوعي.. وأدخل

الى مستشفى هداسا.. الكل فرح لهذا الخبر.. حتى الذين رحلوا في ليل المجزرة

قاموا وزغردوا...

    الناس تترقب الخبر.. والشريط الاخباري الذي بدأ تلفزيون المنار

ببثه شارون فقد الوعي.. كادت النساء ان تخرج وتزغرد..

شارون أصيب بجلطة دماغية.. رويتر.. اسوشيتدبرس.. الوكالة الفرنسية.. وليس مهماً

من أين يأتي الخبر.. الجزار فقد وعيه..

والجزار في خطر.. والتفت أحدهم.. وقال متى كان هذا الجزار يمتلك عقلاً

ودماغاً.. وهل هو بشري؟؟

    وهل يشبه البشر؟!.. أم أنه أشبه بوجوه الوحوش الكاسرة..

    التفت اليّ وقال: وأنا أقرأ الخبر.. وأسمعه.. وقف أمامي ألوف

الشهداء، وقفت أمامي بيروت وهي تحترق.. صبرا وشاتيلا وألوف الشهداء..

انه جزار بامتياز يتقن المجزرة يتفنن في قتل الانسان.. الآن جاءته الجلطة..

وبدأت تتفنن في قتله..كم فرحنا بالأمس.. كانت البسمة تملأ شفاه الجميع.. جميل

أن يفرح المظلومون.. جميل أن يستفيق الشهداء من قبورهم.. وينظروا الى جزارهم

يموت... وغداً يموت الجزار.. وتنتصر بيروت... ومعها صبرا وشاتيلا... وغزة وجنين

وطولكرم ونابلس وحي الشجاعية وجباليا وحي الزيتون... وكل فلسطين...

    الجزار يموت.. الجزار في هداسا بلا عقل بلا وعي.. ودماغه في

خطر.. فرحت أم باسل.. لقد استجاب الله لدعوتها... عندما سمعت الخبر..

أجمل أيام الفرح يوم يقتل الجزار، أو يموت بجلطة تعذبه وتدخله في غيبوبة.. ليرى

الذين ظلموا شريط المجزرة ويموت.. ويموت بعدما يفرح الشهداء.. وتفرح المخيمات

وبيروت الأبية.. وتفرح أم باسل..


عماد عواضة

شمس الحرية

قد حِكت من عينيك نوراً صنعت منه شمس الوطن

وكسرت جدران الصمت في قلوب البشر وأرجعت الى الوراء الزمن

ذكرتنا بعلي أمير المؤمنين أبي الحسن

الذي ألبسك من ثوب شجاعته ورواك من عطره وإيمانه

فصرت كالنور من النور والضوء من الضوء

حتى تمنت السماء أن تسرق إباءك لتعلو بعلاه

والنجوم أن تأخذ وهجاً من عنفوانك كي تضيء الطريق أمام الأحرار

والورود أن تتنشّق شذى من عطرك كلما قلت يا كرّار

حتى راح الليل يلملم من عذب صوتك أهازيج الحرية

والانتصار

أصبح حبّك منهلاً للثوار ينهل منه الصغار والكبار

ليتعلموا دروساً في عشق الوطن ورفض الاستعمار

سيدي أبا هادي

قد ذاب القلم حياءً منك وخجلاً

فأنت قدّمت هادي مهراً للحرية

لتصنع لنا الحياة الجديدة

يكون فيها الذل قد غمدته دماء الشهداء

فأين نحن من تضحياتك التي غمرت الكون بالعز والوفاء

فأرجو أن تقبل قلبي هدية

فلولاك لكان كأوراق منسية

وما كتبته هو بعض من بحر وجداني الذي اجتاح جسدي كالإعصار

وحفرته بدماء قلبي النابض

بثورة من اللهيب والنار

أرجوك يا من هو أكرم من الكرم أن تقبل ما كتبته

كي أشعر اني امتلكت كنوز العالم كله بيدي

يا أبا الثوار

فاطمة خضر

شعيتو

"عمامة تلملم وطناً"

وطن آخر.. لم أعد أعي ملامحه

فالوطن لم يعد موطني

والأرض لم تعد أرضي

حتى ذاكرتي... باتت تقتات الصور الحلوة وآثرت أن تشهق صباحها الأخير..

وطن آخر، ضمني اليوم الى صدره المفروش بالمسامير، فأحسست بأن وطني الذي عشقت

خلع تخوم الجغرافيا ليصبح تاريخاً لا تحدده تضاريس المكان.

أما وطني اليوم فقد خلع معطفه الحنون المفعم بالوجد. وطني اليوم كشف عن أنيابه

الجهنمية ليلوكني بها ثمّ يبصقني على عتبة قلبه المستبد.

فالوطن أضحى ضميراً مستتراً تقديره الضياع، يلوّح بيدٍ قُطعت في انفجار، ويحدّق

بعيونٍ أطفئ فانوسها فغاصت بجوف العتمة لتنتشل عباءة الظلام كي لا تدثرها

بطياتها، فتتوه في صفحاتٍ نصف منسية ونصف عذراء.

لكن مهما لفتحتنا ريح الغدر المسنونة على حدّ منجل الخيانة، لن نعيش في ذل

طالما هناك عمامة شريفة تنثر الأرض من زهو خطاها، تُعطي ولا تسأل ليضوع طيبها

بتواضعٍ في جليد القلوب.

..عمامة شريفة حفظت للكلمة الصادقة معنى للحياة، فأضحت كلمة مسؤولة في ظل أناسٍ

لا يعرفون للمسؤولية معنى، يختالون أمام جوقة المنابر ليزجوا سموم عباراتهم في

كل مكانٍ ساحقين مصلحة الوطن بأقدامهم بغية تحقيق مصالحهم، وعازفين لحن الحرية

والسيادة على إيقاع قول الشاعر:

"وطن يباع ويشترى

وتقول فليحيا الوطنلو كنت تبغي خيره

لدفعت من دمك الثمن"

وقفة أخيرة على مساحة أرض الوطن الذي سيبقى رضوا أم لم يرضوا عصياً على التطبيع

والتدويل طالما هناك مقاومة تحمي وطناً يحمي مقاومة.

ديما رفيق

شرارة


وهم الأكثرية

    ورد في القرآن الكريم الكثير من الآيات الكريمة التي تشير

بوضوح الى المعاندين والمنافقين والمرجفين وأتباع الشهوات وأتباع كل ناعق.. انهم

ببساطة ـ ومع الأسف الشديد ـ يشكلون الأكثرية بين الناس!! وتذكر الآيات هؤلاء كما

في قوله تعالى: أكثرهم لا يعلمون.. أكثرهم للحق كارهون.. أكثرهم لا يعقلون.. وما

أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين... الى آخر هذه الآيات التي تكشف بوضوح حقيقة أكثر

هؤلاء الناس الذين لا يؤمنون ولا يعقلون وهم للحق كارهون.. واليوم تأتينا هذه

الحكومة لتفرض على المؤمنين والمجاهدين والشرفاء في هذه الأمة منطق حكم الأكثرية،

من أجل تمرير مشاريع الوصاية الدولية على لبنان في سياق الجهد الأميركي والغربي

لتجريد المقاومة ولبنان من آخر نقاط القوة والمنعة حتى يؤمّنوا الراحة والسيطرة

المطلقة للعدو الاسرائيلي.

    ان دعاة منطق الأكثرية والذين يلعبون على الوتر الطائفي حيناً

وعلى وتر العداء لسوريا حيناً آخر في سبيل تنفيذ أوامر وتعليمات السفارات الأجنبية

والمبعوثين من قبل اميركا وفرنسا، من أجل مآرب شخصية رخيصة ولا هم لهم بعد ذلك ماذا

يحدث في البلد. انهم يقامرون بهذا الوطن تماماً كما يقامرون في الكازينو وفي

الملاهي الليلية. بالتأكيد لن يكون هناك شرف لأحد من وزرائنا أن يجلس الى جانب

هؤلاء، ولن يكون هناك شرف لأحد أن يضع يده في أيدي هؤلاء الذين لا هم لهم الا ان

ترضى عنهم الولايات المتحدة.. و"اسرائيل".

    وماذا عن أكثرية الأنظمة العربية والاسلامية.. بل ماذا عن

أكثرية الأنظمة في العالم الخاضعة للإرادة الاميركية والصهيونية والتي لا هم لها

الا البقاء في السلطة مهما كلف الثمن. ان هذه الأكثرية اليوم التي تندد بتصريحات

رئيس الجمهورية الاسلامية في ايران السيد أحمدي نجاد لا لشيء سوى أن ترضى عنهم

اميركا و"اسرائيل".

    ان الولايات المتحدة الاميركية تحاول أن تحكم السيطرة على

العالم بمنطق القوة ومنطق الأكثرية، وهي لا تتورع عن ارتكاب كل أشكال العنف والقتل

والمؤامرات في سبيل تحقيق هذه الهيمنة، ولا تتصور أنه سيأتي يوم ليس ببعيد سيسقط

فيه المنطق الاميركي، وسينهار كل ما صنعته اميركا لأنه ليس سوى وهم وسحر "ولا يفلح

الساحر حيث أتى". ولا بد سينتصر منطق الحق والعدل في العالم أجمع كما الوعد الالهي

آت لا ريب فيه. ولن يجد دعاة منطق السيطرة بالأكثرية ملجأ يلجأون اليه عندما ينكشف

كل زيفهم ومؤامراتهم وكل أحقادهم، وكما انتصرت المقاومة باعتمادها على سواعد

المجاهدين بعد التوكل على الله سبحانه وتعالى، سينتصر منطق المقاومة وخط المقاومة

لأنه يمثل كل الشرفاء في هذا البلد. ان كل سياسة اثارة الأحقاد الطائفية والمذهبية

ستسقط أمام منطق الحق والعدل وقوة الموقف المقاوم.

"وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب سينقلبون".

أنيس محمد حرب

 

2006-10-30